تقريبا، قبل ساعة من عرض "نموت عليك" امتلأت أمس مدارج مسرح قرطاج وغصت بالجماهير المتعطشة الى "النكتة" وطرافة الكوميديا السوداء عند المنصف الذويب.. إلى كل ما من شأنه أن يخفف من قسوة الواقع المعيش ووطأة الضغط اليومي.. الى ان اعتلى "فنان الشعب" لمين النهدي خشبة المسرح بأزياء مسرحية تذكرنا بأعماله السابقة وتحمل رائحة "مكي وزكية " و"هاكا السردوك نريشو" و"ليلة على دليلة" ليطنب الجمهور في التصفيق تفاعلا مع حضور صاحب مسيرة أربعة عقود خاض خلالها تجارب أنماط متنوعة من المسرح على غرار المسرح الفرجوي والمسرح الشعبي ف"الوان مان شو"..
تجارب أمتع من خلالها عشاق الفن الرابع و"الضمار" التونسي القريب من أغلب الفئات ومختلف الشرائح المجتمعية، بعيدا عن المسرح التجريبي والتمثيل الحركي الصامت..
بدأت "نموت عليك".. وفي غضون ربع ساعة سرعان ما شعر الجمهور بثقل الحركة على خشبة المسرح..لكن لم يستوعب بعدُ "فقر" النص وضعف الأداء ..
توجس من ألا يتغير نسق المسرحية بدا واضحا من خلال تلك الهمسات بين الجمهور من هنا وهنا: "مش كالعادة".. "وينو الضحك" .. "شبيهم كبشو في الإرهاب والانتحار " .."يا حسرة على مكي وزكية".."بالك تتحسن مازال الوقت"..
الغريب وغير المعهود في عرض "إمبراطور الضحك" أن هناك من انغمس مع هاتفه الجوال ولم يبال بالفقرة الاولى من العرض..عله يفاجأ ب"ريتم" جديد..
كما طالب البعض القابعين في الجهة اليمنى من خشبة المسرح بتدارك إشكالية الصوت التي حالت دون سماع مقطع من المسرحية.. وخلنا أن "سيناريو" سوسة أول امس والمشاكل التقنية التي طالت العرض من حيث مضخمات الصوت والاضواء والإخراج ستتكرر، ويا ليتها كانت ولم يحصل ما حصل أمس في عرض قرطاج "المهزلة" ..ذلك أنه لم تمر نصف ساعة وبدأ الجمهور بالانسحاب ومغادرة المكان أفواجا أفواجا..
كل ما في الأمر أن النص كان باهتا وضعيفا غير مؤهل حتى ل"ستانداب".. محتوى العمل يدور حول مفهوم الانتحار والاإرهاب والفكر الداعشي و"العشرية السوداء" فضلا عن العديد من النقاط السوداء التي عانى منها الشعب التونسي ولا يزال.. وهو ما لم يكن يرجوه أو يرتقبه الجمهور يا منصف ذويب ويا لمين النهدي!..
ألم تدركان بعد عشرين سنة من "كيمياء الإبداع الثنائي " أن عقلية التونسي تغيرت وأن الذوق العام كذلك؟!.. هل مازالت اللكنات الريفية ونقد "البلدية" تضحك المتفرج؟
ثم لماذا كان أسلوب نقدكم الساخر للنقابات والمنظمات الحقوقية والإرهاب والأحزاب خاليا من كل تجديد .. هل التونسي اليوم بحاجة إلى إثارة ما بعد 14جانفي عبر نص يفتقر إلى أدنى مستويات الكوميديا؟..
صحيح أن المنصف الذويب في "نموت عليك" قيد نوعا ما لمين النهدي من حيث تقمص العديد من الشخصيات في إطار لم يسمح للممثل بالحركة كسابقي العروض الثنائية، لكن "فنان الشعب" هذه المرة لم يعقله الجمهور ولم يستحسنه "لا الكبير ولا الصغير" من حيث الاداء .. الكثير من الصراخ و gestuelles التي عودنا بها في جل عروضه السابقة لتجسيد أدوار "بو شقور" ، "بو الوريد" ، "ام براء".. وهي كُنى شخصيات تحمل فكرا داعشيا أحالتنا الى فترة من الفترات المظلمة في تاريخ تونس من خلال الكوميديا السوداء التي لم يوفق فيها أمس لا الكاتب ولا الممثل..
وكي لا نبالغ نحسب أن مسيرة لمين النهدي الفنية هي التي شفعت له وكانت له صدا منيعا أمام سخط الجماهير التي لم تجرؤ حتى على التصفير كردة فعل على امتعاضها واختارت الانسحاب بهدوء..
لا ندري إن كان عرض أمس سيكون له وقع سلبي في بقية المهرجانات ام لا.. القرار يبقى بأيدي القائمين عليها ناهيك أن الجميع يسعى إلى نجاح العروض على جميع المستويات..
وليد عبداللاوي
تقريبا، قبل ساعة من عرض "نموت عليك" امتلأت أمس مدارج مسرح قرطاج وغصت بالجماهير المتعطشة الى "النكتة" وطرافة الكوميديا السوداء عند المنصف الذويب.. إلى كل ما من شأنه أن يخفف من قسوة الواقع المعيش ووطأة الضغط اليومي.. الى ان اعتلى "فنان الشعب" لمين النهدي خشبة المسرح بأزياء مسرحية تذكرنا بأعماله السابقة وتحمل رائحة "مكي وزكية " و"هاكا السردوك نريشو" و"ليلة على دليلة" ليطنب الجمهور في التصفيق تفاعلا مع حضور صاحب مسيرة أربعة عقود خاض خلالها تجارب أنماط متنوعة من المسرح على غرار المسرح الفرجوي والمسرح الشعبي ف"الوان مان شو"..
تجارب أمتع من خلالها عشاق الفن الرابع و"الضمار" التونسي القريب من أغلب الفئات ومختلف الشرائح المجتمعية، بعيدا عن المسرح التجريبي والتمثيل الحركي الصامت..
بدأت "نموت عليك".. وفي غضون ربع ساعة سرعان ما شعر الجمهور بثقل الحركة على خشبة المسرح..لكن لم يستوعب بعدُ "فقر" النص وضعف الأداء ..
توجس من ألا يتغير نسق المسرحية بدا واضحا من خلال تلك الهمسات بين الجمهور من هنا وهنا: "مش كالعادة".. "وينو الضحك" .. "شبيهم كبشو في الإرهاب والانتحار " .."يا حسرة على مكي وزكية".."بالك تتحسن مازال الوقت"..
الغريب وغير المعهود في عرض "إمبراطور الضحك" أن هناك من انغمس مع هاتفه الجوال ولم يبال بالفقرة الاولى من العرض..عله يفاجأ ب"ريتم" جديد..
كما طالب البعض القابعين في الجهة اليمنى من خشبة المسرح بتدارك إشكالية الصوت التي حالت دون سماع مقطع من المسرحية.. وخلنا أن "سيناريو" سوسة أول امس والمشاكل التقنية التي طالت العرض من حيث مضخمات الصوت والاضواء والإخراج ستتكرر، ويا ليتها كانت ولم يحصل ما حصل أمس في عرض قرطاج "المهزلة" ..ذلك أنه لم تمر نصف ساعة وبدأ الجمهور بالانسحاب ومغادرة المكان أفواجا أفواجا..
كل ما في الأمر أن النص كان باهتا وضعيفا غير مؤهل حتى ل"ستانداب".. محتوى العمل يدور حول مفهوم الانتحار والاإرهاب والفكر الداعشي و"العشرية السوداء" فضلا عن العديد من النقاط السوداء التي عانى منها الشعب التونسي ولا يزال.. وهو ما لم يكن يرجوه أو يرتقبه الجمهور يا منصف ذويب ويا لمين النهدي!..
ألم تدركان بعد عشرين سنة من "كيمياء الإبداع الثنائي " أن عقلية التونسي تغيرت وأن الذوق العام كذلك؟!.. هل مازالت اللكنات الريفية ونقد "البلدية" تضحك المتفرج؟
ثم لماذا كان أسلوب نقدكم الساخر للنقابات والمنظمات الحقوقية والإرهاب والأحزاب خاليا من كل تجديد .. هل التونسي اليوم بحاجة إلى إثارة ما بعد 14جانفي عبر نص يفتقر إلى أدنى مستويات الكوميديا؟..
صحيح أن المنصف الذويب في "نموت عليك" قيد نوعا ما لمين النهدي من حيث تقمص العديد من الشخصيات في إطار لم يسمح للممثل بالحركة كسابقي العروض الثنائية، لكن "فنان الشعب" هذه المرة لم يعقله الجمهور ولم يستحسنه "لا الكبير ولا الصغير" من حيث الاداء .. الكثير من الصراخ و gestuelles التي عودنا بها في جل عروضه السابقة لتجسيد أدوار "بو شقور" ، "بو الوريد" ، "ام براء".. وهي كُنى شخصيات تحمل فكرا داعشيا أحالتنا الى فترة من الفترات المظلمة في تاريخ تونس من خلال الكوميديا السوداء التي لم يوفق فيها أمس لا الكاتب ولا الممثل..
وكي لا نبالغ نحسب أن مسيرة لمين النهدي الفنية هي التي شفعت له وكانت له صدا منيعا أمام سخط الجماهير التي لم تجرؤ حتى على التصفير كردة فعل على امتعاضها واختارت الانسحاب بهدوء..
لا ندري إن كان عرض أمس سيكون له وقع سلبي في بقية المهرجانات ام لا.. القرار يبقى بأيدي القائمين عليها ناهيك أن الجميع يسعى إلى نجاح العروض على جميع المستويات..