بعد" سوس، إنتلجنسيا وقصر السعادة" نزار السعيدي الباحث الدائم عن التجديد يغوص مجدّدا في دراما عائلية يشرّح فيها آفات المجتمع بطريقة نقدية جريئة عن طريق طرح أسئلة مربكة عبر مسرحيته الأخيرة "تائهون" التي واكبها جمهور مهرجان الحمامات الدولي في دورته السادسة والخمسين. "تائهون" مسرحية من إخراج نزار السعيدي، دراماتورجيا عبد الحليم المسعودي، نص هذا الثنائي وأداء كل من تماضر الزرلي وانتصار عويساوي وجمال ساسي ورمزي عزيز ومحمد شعبان وصادق الطرابلسي وعلي بن سعيد. قدم هذا العمل الوجه القبيح للوطن فكلّنا تائهون داخل عالم يسوده الانفلات والفوضى، بداية المسرحية كانت بفيديو وثّق الفوضى والتسيب في الشوارع الجانبية للعاصمة وما حملته من اختلاف وصراع وتناحر، قبل أن تنطلق الأحداث بمشهد صادم للمتفرج رجّت وجدانه يتمثل في ارتكاب جريمة بشعة أقدمت فيها فتاة مراهقة تدعى "إشراق" على قتل والدتها والتنكيل بجثتها قبل سحلها إلى الشارع لتنشر فيما بعد فيديو اعترافها بالجريمة على مواقع التواصل الاجتماعي.
هذه الحادثة التي تحولت إلى ظاهرة إعلامية عالمية تفاعلت معها مجموعة من الأشخاص والمؤسسات كل حسب مجال تخصّصه للبحث عن الدوافع الخفية لهذه الفتاة محاولين بذلك استحضار وجع الذات وتعقيداتها، وفي أثناء عملية التفتيش عن المجرمة الفارة تقوم إشراق بالجريمة الثانية وتقتل أستاذها، وبعد أسبوع من الملاحقات والتحقيقات تنتهي المسرحية بانتحار الفتاة تاركة ورائها أسئلة عالقة حول واقع الضياع والتّيه الذي نعيشه اليوم ببلادنا، كيف حدث هذا؟، لماذا وصلنا إلى هذا الحال؟ إلى أين نحن ذاهبون؟ لماذا انفلت منا أبناءنا في غفلة منا؟ من الضحية ومن الجلّاد؟ بنص جريء وأداء نقدي وديكور بسيط طرح هذا العمل ظاهرة انتشار الجريمة في تونس التي أصبح فيها القتل أمرا عاديا، بأداء متميّز لأجيال مختلفة من الممثّلين بأجسادهم وأصواتهم وحركاتهم وصدق ملامحهم بالإضافة إلى التقنيات المستعملة في هذا العمل التي اعتبرها السعيدي "بنت وقتها" فاللّعب على عالم الصورة والأضواء والموسيقى وكيفية الطرح كلّها وسائل سعى من خلالها السعيدي لجلب الجمهور للتفاعل والتفكير حول المسائل المطروحة في هذا العمل. في "تائهون" تعالت أصوات الممثلين وانتفضت أجسادهم بحثا عن أسباب ارتفاع نسبة الجريمة في تونس ومحاولة تفكيك عالمها اجتماعيا ونفسيا والبحث في عوامل تفاقمها ودوافع كل هذا العنف والانفلات والدموية والوحشية التي سادت مجتمعنا. "كلنا تائهون " حسب نزار السعيدي.. فالكل مساهم في هذا التّيه العائلة والمنظومة التربوية والأمنية والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والمجتمع المدني... تائهون عمل طرح بأسلوب بسيط وسهل استوعبه الجمهور وفهمه، فاللغة والقضايا المطروحة ووضعيات الشخصيات قابلة لأن يفهمها أي شخص ويحاول تفكيك وشرح قضاياها مع أطراف هذا العمل كما عبّر عن ذلك نزار السعيدي الذي اعتبر الجدية في هذه المسرحية هي التي جعلت المتفرج يفكر ويتجادل مع ما كل ما طرح على الركح. يقدم مهرجان الحمامات الدولي في سهرة الأربعاء 27 جويلية عرضا طربيا للفنان لطفي بوشناق.
بعد" سوس، إنتلجنسيا وقصر السعادة" نزار السعيدي الباحث الدائم عن التجديد يغوص مجدّدا في دراما عائلية يشرّح فيها آفات المجتمع بطريقة نقدية جريئة عن طريق طرح أسئلة مربكة عبر مسرحيته الأخيرة "تائهون" التي واكبها جمهور مهرجان الحمامات الدولي في دورته السادسة والخمسين. "تائهون" مسرحية من إخراج نزار السعيدي، دراماتورجيا عبد الحليم المسعودي، نص هذا الثنائي وأداء كل من تماضر الزرلي وانتصار عويساوي وجمال ساسي ورمزي عزيز ومحمد شعبان وصادق الطرابلسي وعلي بن سعيد. قدم هذا العمل الوجه القبيح للوطن فكلّنا تائهون داخل عالم يسوده الانفلات والفوضى، بداية المسرحية كانت بفيديو وثّق الفوضى والتسيب في الشوارع الجانبية للعاصمة وما حملته من اختلاف وصراع وتناحر، قبل أن تنطلق الأحداث بمشهد صادم للمتفرج رجّت وجدانه يتمثل في ارتكاب جريمة بشعة أقدمت فيها فتاة مراهقة تدعى "إشراق" على قتل والدتها والتنكيل بجثتها قبل سحلها إلى الشارع لتنشر فيما بعد فيديو اعترافها بالجريمة على مواقع التواصل الاجتماعي.
هذه الحادثة التي تحولت إلى ظاهرة إعلامية عالمية تفاعلت معها مجموعة من الأشخاص والمؤسسات كل حسب مجال تخصّصه للبحث عن الدوافع الخفية لهذه الفتاة محاولين بذلك استحضار وجع الذات وتعقيداتها، وفي أثناء عملية التفتيش عن المجرمة الفارة تقوم إشراق بالجريمة الثانية وتقتل أستاذها، وبعد أسبوع من الملاحقات والتحقيقات تنتهي المسرحية بانتحار الفتاة تاركة ورائها أسئلة عالقة حول واقع الضياع والتّيه الذي نعيشه اليوم ببلادنا، كيف حدث هذا؟، لماذا وصلنا إلى هذا الحال؟ إلى أين نحن ذاهبون؟ لماذا انفلت منا أبناءنا في غفلة منا؟ من الضحية ومن الجلّاد؟ بنص جريء وأداء نقدي وديكور بسيط طرح هذا العمل ظاهرة انتشار الجريمة في تونس التي أصبح فيها القتل أمرا عاديا، بأداء متميّز لأجيال مختلفة من الممثّلين بأجسادهم وأصواتهم وحركاتهم وصدق ملامحهم بالإضافة إلى التقنيات المستعملة في هذا العمل التي اعتبرها السعيدي "بنت وقتها" فاللّعب على عالم الصورة والأضواء والموسيقى وكيفية الطرح كلّها وسائل سعى من خلالها السعيدي لجلب الجمهور للتفاعل والتفكير حول المسائل المطروحة في هذا العمل. في "تائهون" تعالت أصوات الممثلين وانتفضت أجسادهم بحثا عن أسباب ارتفاع نسبة الجريمة في تونس ومحاولة تفكيك عالمها اجتماعيا ونفسيا والبحث في عوامل تفاقمها ودوافع كل هذا العنف والانفلات والدموية والوحشية التي سادت مجتمعنا. "كلنا تائهون " حسب نزار السعيدي.. فالكل مساهم في هذا التّيه العائلة والمنظومة التربوية والأمنية والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والمجتمع المدني... تائهون عمل طرح بأسلوب بسيط وسهل استوعبه الجمهور وفهمه، فاللغة والقضايا المطروحة ووضعيات الشخصيات قابلة لأن يفهمها أي شخص ويحاول تفكيك وشرح قضاياها مع أطراف هذا العمل كما عبّر عن ذلك نزار السعيدي الذي اعتبر الجدية في هذه المسرحية هي التي جعلت المتفرج يفكر ويتجادل مع ما كل ما طرح على الركح. يقدم مهرجان الحمامات الدولي في سهرة الأربعاء 27 جويلية عرضا طربيا للفنان لطفي بوشناق.