تحدث صاحب رائعة "اش جاب رجلي للمداين زحمة" و"عيبك أنك خلفت العهد ما وفيت" و"ريحان صدغك أخضر وورد خدك أحمر ".. عن التجاهل الذي يعيشه عدد من الفنانين الذين أثثوا الساحة الغنائية في تونس بأجمل الأغاني وأعذب الكلمات وشغلوا في وقت ما الناس بإنتاجات مميزة مازالت عالقة في الأذهان الى غاية اليوم..
وعن النسيان المتعمد الذي أصبح يلفهم منذ سنوات والبطالة التي يعانون منهم اذ باتت قدرهم المحتوم في دولة لا تعي قيمة مبدعيها ولا توليهم أي اهمية..
عدنان الشواشي انتقد في تدوينة كتبها منذ أيام التكريمات الواهية و" المستفزة"التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا ترفع عن الفنان ذل الحاجة.. بعد ان اعتنقوا البطالة قسرا ودون رغبة منهم بدعوى ان ما يقدمونه اليوم لا يجد رواجا عند المتلقي الذي أصيب بتلوث سمعي دائم لا شفاء منه جراء ما ينتجه فقاقيع الفن اليوم من أعمال ردئية ساهمت في ترذيل المشهد الغنائي..
وضعية الجيل الذهبي الذي انتمى إليه عدنان الشواشي تستحق أن توضع على طاولة الدرس وان تسخر لها الوزارة كل إمكانياتها لإيجاد حل جذري لعدد من المبدعين الذين قدموا لنا أعمالا خالدة سيحفظها التاريخ في أرقى صفحاته وسينصفهم بعد ان نجح كل من مر بالوزارة في الإساءة إليهم..
وفيما يلي نص التدوينة التي نشرها الفنان عدنان الشواشي على صفحته الخاصة:
"عادت حكاية التّكريم في هذا الظّرف الفنّي التّاعس البائس العديم..
بطالة قاسية شاملة قاتلة تنبئ بهلاك شريحة كبيرة من أهل بيت الفنون ، و بعض المسؤولين الجهويّين عن الثّقافة من أولئك الإداريّين المترسّمين الهانئين يتّصلون بنا ، نحن المعطّلين المنكوبين المحبطين ، لتكريمنا في حُفَيل خفيّ مهمّش صغير مع ضمان توفير أكلنا و شربنا و تسليمنا تلك الشّهادة الورقية "المحنونة" التي لا تغني من جوع و لا عطش ولا اكتئاب ثقيل هاتك دفين.... ومن طلباتهم المُلحقَة في مثل هذه التّكريمات المعتادة الصّيفية ، قبول المُكرَّم المحظوظ ، بردّ هذا الجميل التّكريمي المعنويّ التّاريخيّ و تقديم وصلة غنائية مجانية لمدّة "سُوَيعة" أو أكثر صحبة فرقتهم الموسيقية المحلّية ، مع إحترامي الكبير لزملائي العازفين الهواة منهم والمحترفين في كامل تراب الجمهورية..
وبعد إختتام الحفلة وأخذ الصّور التذكارية مع مدير المهرجان ومندوب الثّقافة و رئيس البلدية ، يُغلَق السّتار و تنتهي "المسرحيّة " ويعود الفنّان من حيث أتى إلى بطالته القاتمة وحيرته العارمة وتساؤلاته الدّائمة عن مصيره و مصير أهل بيته ومستقبل مسيرته الفنّية المكبّلة المعطّلة الخامدة"..
نَعم للتّكريم ، لكنّه لا يكفي ، لوحده ، لضمان أبسط الضّروريات الحياتيّة و الرّاحة النّفسية و نعيم العيش الكريم ،خاصّة إذا كان المكرّم لا يزال ينشط و يبدع وقادرا على العمل .. #عدنان
اسمهان العبيدي
تحدث صاحب رائعة "اش جاب رجلي للمداين زحمة" و"عيبك أنك خلفت العهد ما وفيت" و"ريحان صدغك أخضر وورد خدك أحمر ".. عن التجاهل الذي يعيشه عدد من الفنانين الذين أثثوا الساحة الغنائية في تونس بأجمل الأغاني وأعذب الكلمات وشغلوا في وقت ما الناس بإنتاجات مميزة مازالت عالقة في الأذهان الى غاية اليوم..
وعن النسيان المتعمد الذي أصبح يلفهم منذ سنوات والبطالة التي يعانون منهم اذ باتت قدرهم المحتوم في دولة لا تعي قيمة مبدعيها ولا توليهم أي اهمية..
عدنان الشواشي انتقد في تدوينة كتبها منذ أيام التكريمات الواهية و" المستفزة"التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا ترفع عن الفنان ذل الحاجة.. بعد ان اعتنقوا البطالة قسرا ودون رغبة منهم بدعوى ان ما يقدمونه اليوم لا يجد رواجا عند المتلقي الذي أصيب بتلوث سمعي دائم لا شفاء منه جراء ما ينتجه فقاقيع الفن اليوم من أعمال ردئية ساهمت في ترذيل المشهد الغنائي..
وضعية الجيل الذهبي الذي انتمى إليه عدنان الشواشي تستحق أن توضع على طاولة الدرس وان تسخر لها الوزارة كل إمكانياتها لإيجاد حل جذري لعدد من المبدعين الذين قدموا لنا أعمالا خالدة سيحفظها التاريخ في أرقى صفحاته وسينصفهم بعد ان نجح كل من مر بالوزارة في الإساءة إليهم..
وفيما يلي نص التدوينة التي نشرها الفنان عدنان الشواشي على صفحته الخاصة:
"عادت حكاية التّكريم في هذا الظّرف الفنّي التّاعس البائس العديم..
بطالة قاسية شاملة قاتلة تنبئ بهلاك شريحة كبيرة من أهل بيت الفنون ، و بعض المسؤولين الجهويّين عن الثّقافة من أولئك الإداريّين المترسّمين الهانئين يتّصلون بنا ، نحن المعطّلين المنكوبين المحبطين ، لتكريمنا في حُفَيل خفيّ مهمّش صغير مع ضمان توفير أكلنا و شربنا و تسليمنا تلك الشّهادة الورقية "المحنونة" التي لا تغني من جوع و لا عطش ولا اكتئاب ثقيل هاتك دفين.... ومن طلباتهم المُلحقَة في مثل هذه التّكريمات المعتادة الصّيفية ، قبول المُكرَّم المحظوظ ، بردّ هذا الجميل التّكريمي المعنويّ التّاريخيّ و تقديم وصلة غنائية مجانية لمدّة "سُوَيعة" أو أكثر صحبة فرقتهم الموسيقية المحلّية ، مع إحترامي الكبير لزملائي العازفين الهواة منهم والمحترفين في كامل تراب الجمهورية..
وبعد إختتام الحفلة وأخذ الصّور التذكارية مع مدير المهرجان ومندوب الثّقافة و رئيس البلدية ، يُغلَق السّتار و تنتهي "المسرحيّة " ويعود الفنّان من حيث أتى إلى بطالته القاتمة وحيرته العارمة وتساؤلاته الدّائمة عن مصيره و مصير أهل بيته ومستقبل مسيرته الفنّية المكبّلة المعطّلة الخامدة"..
نَعم للتّكريم ، لكنّه لا يكفي ، لوحده ، لضمان أبسط الضّروريات الحياتيّة و الرّاحة النّفسية و نعيم العيش الكريم ،خاصّة إذا كان المكرّم لا يزال ينشط و يبدع وقادرا على العمل .. #عدنان