هل موقف المشاركين التونسيين والعرب في مهرجان "كان"من الحرب في روسيا هو نفسه الموقف الفرنسي؟
تونس- الصباح
انطلق مهرجان كان السينمائي الدولي في نسخته الخامسة والسبعين في سهرة الثلاثاء بحضور عدد هام من ابرز نجوم السينما في العالم بعد أن استعاد المهرجان حيوته وتخلص من القيود التي كانت تفرضها ادارته توقيا من فيروس كورونا الذي تفشى في العالم في العامين الفارطين واعاق كما هو معروف الحركة الثقافية بشكل كبير.
وقد طغا الجانب السياسي على حفل الافتتاح إذ أطل الرئيس الأوكراني فولوديميرزيلنسكي عبر الفيديو في لباسه العسكري مهددا ومتوعدا الديكتاتور ويقصد به طبعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تشن بلاده روسيا حربا على اوكرانيا منذ افريل المنقضي. وقال زيلنسكي في محاولة منه لحشد نجوم السينما في العالم لصالحه أن بوتين سينهزم واستحضر شخصية شابلي شابلان مركز على الخصوص على فيلمه " الديكتاتور العظيم" الذي انتقد فيه بشدة زعيم النازية هلتر وقال زيلنسكي أن العالم اليوم في حاجة إلى شابلين مجددا ليثبت ان السينما ليست صامتة.
ولا يمكن أن يكون هذا التدخل للرئيس الأوكراني بلباسه الحربي إلا ضمن تصور المهرجان الذي أراد أن يبلغ رسالة فرنسا المساندة بقوة لأوكرانيا، تماما كما لا يمكن أن يكون اختيار فيلم روسي لمخرج معارض للنظام الروسي ليفتتح سلسلة عروض الافلام (أمس) وانطلاق عمليات صعود السلالم التقليدية في "كان" امام عدسات الكاميرا، مجانيا. ويتعلق الأمر بفيلم "زوجة تشايكوفسكي" للمعارض السياسي الروسي كيريلسيريبرينيكوف. والمهرجان اذ قام بذلك، فإنه في نفس الوقت قد منع مشاركة وفود روسية رسمية من حضور التظاهرة والمشاركة فيها.
في المقابل يعرض مهرجان كان في دورته الجارية فيلمين للمخرجين الأوكرانيين سيرغي لوزنيتسا ومكسيم ناكونشني، اضافة إلى فيلم "ماريوبوليس 2" للمخرج الليتواني مانتاسكفيردارافيسيوس الذي قتل في افريل الفارط في أوكرانيا.
وإذا ما علمنا أن الدولة الفرنسية من ابرز خصوم النظام الروسي والرئيس ماكرون من بين ابرز رؤساء الدول الغربية انتقادا لروسيا ولحربها ضد أوكرانيا، فإننا نفهم سر هذا التوظيف السياسي لمهرجان كان السينمائي الدولي الذي وإن كان معروفا باستقباله لأفلام تدافع عن قضايا انسانية فإنه لم يسبق أن طغت عليه السياسية بهذا الشكل.
صحيح يعتبر أن تأسيس مهرجان كان السينمائي قد جاء في سياق تاريخي كانت فيه الهيمنة لمهرجان البندقية السينمائي (تأسس سنة 1932) زمن الفاشية بايطاليا، لكن ربما لم يحدث أن عبر المهرجان عن لون سياسي بكل هذا الوضوح وهو بذلك يقحم كل المشاركين فيه في مواقف قد لا تكون بالضرورة تعبر عنهم. فهل كل المشاركين التونسيين والعرب في هذه التظاهرة السينمائية مثلا يحملون نفس الموقف من الحرب في اوكرانيا وهل جميعهم معادون لروسيا ومتحاملون ضدها؟
على كل ما لم يعبر أي طرف منهم عن موقفه بوضوح مما حدث في سهرة الافتتاح، فإنهم سيحسبون على الموقف الرسمي للمهرجان وللدولة الفرنسية منظمة التظاهرة.
وتجدر الاشارة إلى ان هناك مشاركة عربية هامة في الدورة الجديدة لمهرجان كان التي تتواصل إلى غاية 28 ماي الجاري ولو كان خارج المسابقة الرسمية الكبرى، اذ تشارك ثلاثة افلام عربية في قسم "نظرة ما". هذه الافلام هي "حرقة " للمخرج التونسي لطفي ناتان و"حمى البحر الأبيض المتوسط" (Mediterranean Fever)، للمخرجة الفلسطينية مها الحاج و"القفطان الأزرق"للمخرجة المغربية مريم توزاني.
وضمن أسبوع النقاد، نسجل مشاركة فيلمان من تونس هما "أشكال" للمخرج يوسف الشابيو"تحت الشجرة"للمخرجة أريج السحيري.
ولم يقتصر الحضور التونسي والعربي على بعض اقسام المهرجان وفي المسابقات غير الرسمية، وإنما نسجل حضورا هاما في لجان التحكيم. فالمخرج المصري يسري نصر الله يرأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، ويراس الناقد السينمائي أحمد شوقي لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين، وفي اللجنة نفسها توجد الناقدة المغربية جيهان بو قرين. وترأس المخرجة التونسية كوثر بن هنية مسابقة النقاد.
ويشارك عموما في مهرجان كان في دورته الجديدة التي انطلقت يوم 17 ماي الجاري اكثر من أربعين فيلما وقد عرض "فيلم فاينالكات"وهو فيلم كوميدي فرنسي في سهرة الافتاح.
وفيلم Final Cut كان يحمل في البداية عنوان Z لكن المخرج هازانافيسيوس غير اسمه مفسرا الأمر في بيان حول الموضوع بأن حرف "Z" أصبح رمزا للغزو الروسي لأوكرانيا ، ويتم استخدامه في المظاهرات الموالية لروسيا، في تأكيد بطبيعة الحال على الطابع السياسي الطاغي على هذه الدورة الجديدة للمهرجان.
مع العلم أن المهرجان قد أكرم النجم الأمريكي فورست ويتكر ومنحه السعفة الذهبية الفخرية، تقديرا لمشواره الفني وكان ذلك في سهرة الافتتاح.
وحلت دولة الهند ضيفا شرفيا على هذه الدورة الجديدة لمهرجان كان السينمائي الدولي وهي فرصة ليشاهد الجمهور مرور نجوم هنود كبار على السجاد الأحمر على غرار اشواريا راي، وديبيكابادوكون، وأكشايكومار، وسونامكابور، وهينا خان، وغيرهم من نجوم بوليود العالميين.
ح س
هل موقف المشاركين التونسيين والعرب في مهرجان "كان"من الحرب في روسيا هو نفسه الموقف الفرنسي؟
تونس- الصباح
انطلق مهرجان كان السينمائي الدولي في نسخته الخامسة والسبعين في سهرة الثلاثاء بحضور عدد هام من ابرز نجوم السينما في العالم بعد أن استعاد المهرجان حيوته وتخلص من القيود التي كانت تفرضها ادارته توقيا من فيروس كورونا الذي تفشى في العالم في العامين الفارطين واعاق كما هو معروف الحركة الثقافية بشكل كبير.
وقد طغا الجانب السياسي على حفل الافتتاح إذ أطل الرئيس الأوكراني فولوديميرزيلنسكي عبر الفيديو في لباسه العسكري مهددا ومتوعدا الديكتاتور ويقصد به طبعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تشن بلاده روسيا حربا على اوكرانيا منذ افريل المنقضي. وقال زيلنسكي في محاولة منه لحشد نجوم السينما في العالم لصالحه أن بوتين سينهزم واستحضر شخصية شابلي شابلان مركز على الخصوص على فيلمه " الديكتاتور العظيم" الذي انتقد فيه بشدة زعيم النازية هلتر وقال زيلنسكي أن العالم اليوم في حاجة إلى شابلين مجددا ليثبت ان السينما ليست صامتة.
ولا يمكن أن يكون هذا التدخل للرئيس الأوكراني بلباسه الحربي إلا ضمن تصور المهرجان الذي أراد أن يبلغ رسالة فرنسا المساندة بقوة لأوكرانيا، تماما كما لا يمكن أن يكون اختيار فيلم روسي لمخرج معارض للنظام الروسي ليفتتح سلسلة عروض الافلام (أمس) وانطلاق عمليات صعود السلالم التقليدية في "كان" امام عدسات الكاميرا، مجانيا. ويتعلق الأمر بفيلم "زوجة تشايكوفسكي" للمعارض السياسي الروسي كيريلسيريبرينيكوف. والمهرجان اذ قام بذلك، فإنه في نفس الوقت قد منع مشاركة وفود روسية رسمية من حضور التظاهرة والمشاركة فيها.
في المقابل يعرض مهرجان كان في دورته الجارية فيلمين للمخرجين الأوكرانيين سيرغي لوزنيتسا ومكسيم ناكونشني، اضافة إلى فيلم "ماريوبوليس 2" للمخرج الليتواني مانتاسكفيردارافيسيوس الذي قتل في افريل الفارط في أوكرانيا.
وإذا ما علمنا أن الدولة الفرنسية من ابرز خصوم النظام الروسي والرئيس ماكرون من بين ابرز رؤساء الدول الغربية انتقادا لروسيا ولحربها ضد أوكرانيا، فإننا نفهم سر هذا التوظيف السياسي لمهرجان كان السينمائي الدولي الذي وإن كان معروفا باستقباله لأفلام تدافع عن قضايا انسانية فإنه لم يسبق أن طغت عليه السياسية بهذا الشكل.
صحيح يعتبر أن تأسيس مهرجان كان السينمائي قد جاء في سياق تاريخي كانت فيه الهيمنة لمهرجان البندقية السينمائي (تأسس سنة 1932) زمن الفاشية بايطاليا، لكن ربما لم يحدث أن عبر المهرجان عن لون سياسي بكل هذا الوضوح وهو بذلك يقحم كل المشاركين فيه في مواقف قد لا تكون بالضرورة تعبر عنهم. فهل كل المشاركين التونسيين والعرب في هذه التظاهرة السينمائية مثلا يحملون نفس الموقف من الحرب في اوكرانيا وهل جميعهم معادون لروسيا ومتحاملون ضدها؟
على كل ما لم يعبر أي طرف منهم عن موقفه بوضوح مما حدث في سهرة الافتتاح، فإنهم سيحسبون على الموقف الرسمي للمهرجان وللدولة الفرنسية منظمة التظاهرة.
وتجدر الاشارة إلى ان هناك مشاركة عربية هامة في الدورة الجديدة لمهرجان كان التي تتواصل إلى غاية 28 ماي الجاري ولو كان خارج المسابقة الرسمية الكبرى، اذ تشارك ثلاثة افلام عربية في قسم "نظرة ما". هذه الافلام هي "حرقة " للمخرج التونسي لطفي ناتان و"حمى البحر الأبيض المتوسط" (Mediterranean Fever)، للمخرجة الفلسطينية مها الحاج و"القفطان الأزرق"للمخرجة المغربية مريم توزاني.
وضمن أسبوع النقاد، نسجل مشاركة فيلمان من تونس هما "أشكال" للمخرج يوسف الشابيو"تحت الشجرة"للمخرجة أريج السحيري.
ولم يقتصر الحضور التونسي والعربي على بعض اقسام المهرجان وفي المسابقات غير الرسمية، وإنما نسجل حضورا هاما في لجان التحكيم. فالمخرج المصري يسري نصر الله يرأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، ويراس الناقد السينمائي أحمد شوقي لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين، وفي اللجنة نفسها توجد الناقدة المغربية جيهان بو قرين. وترأس المخرجة التونسية كوثر بن هنية مسابقة النقاد.
ويشارك عموما في مهرجان كان في دورته الجديدة التي انطلقت يوم 17 ماي الجاري اكثر من أربعين فيلما وقد عرض "فيلم فاينالكات"وهو فيلم كوميدي فرنسي في سهرة الافتاح.
وفيلم Final Cut كان يحمل في البداية عنوان Z لكن المخرج هازانافيسيوس غير اسمه مفسرا الأمر في بيان حول الموضوع بأن حرف "Z" أصبح رمزا للغزو الروسي لأوكرانيا ، ويتم استخدامه في المظاهرات الموالية لروسيا، في تأكيد بطبيعة الحال على الطابع السياسي الطاغي على هذه الدورة الجديدة للمهرجان.
مع العلم أن المهرجان قد أكرم النجم الأمريكي فورست ويتكر ومنحه السعفة الذهبية الفخرية، تقديرا لمشواره الفني وكان ذلك في سهرة الافتتاح.
وحلت دولة الهند ضيفا شرفيا على هذه الدورة الجديدة لمهرجان كان السينمائي الدولي وهي فرصة ليشاهد الجمهور مرور نجوم هنود كبار على السجاد الأحمر على غرار اشواريا راي، وديبيكابادوكون، وأكشايكومار، وسونامكابور، وهينا خان، وغيرهم من نجوم بوليود العالميين.