على غرار ما نشرته وزارة المرأة على صفحتها الرسمية مؤخرا، تنديدا ببعض النقاط المتعلقة بمضامين مسلسل "براءة" لسامي الفهري والتنبيه على مدى خطورة التطرق إلى مسألة الزواج العرفي وغياب الجدية في تناول موضوع حماية الطفل وضمان حقوقه.. فضلا عما جاء به مفتي الجمهورية في حوار خاص لـ"الصباح نيوز" وموقفه من إثارة تلك المسائل في الدراما التونسية.. أصدر من جهته مركز الفتوى التابع للازهر بيانا شديد اللهجة حول مسلسل "فاتن أمل حربي" جاء فيه:" الاستهزاء بآيات القرآن الكريم وتحريف معانيها عما وضعت له عمدا وعرض تفسيرات خاطئة لها على أنها صحيحة بهدف إثارة الجدل جريمة كبرى بكل معايير الدين والعلم والمهنية وتنكر صارخ للمسلمات.. وإن تعمد تقديم عالم الدين الإسلامي بعمامته الازهرية البيضاء في صورة الجاهل، الإمعة، معدوم المروءة، دني النفس، عيي اللسان-في بعض الأعمال الفنية- تنمر مستنكر وتشويه مقصود مرفوض لا ينال من العلماء بقدر ما ينال من منتقصيهم ولا يتناسب وتوقير شعب مصر العظيم لعلماء الدين ورجاله..."
هنا لسائل أن يسأل- وخاصة لمن لم يتابع الأثرين- : لماذا كل هذا التفاعل والانتقادات اللاذعة وتطور الحراك المجتمعي وكل تلك الآراء المتباينة من هنا وهناك على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام؟ ألأن المسلسلين ("براءة" و"فاتن أمل حربي") أثارا محظورات لم يتم تناولها من قبل بعمق؟ أم لأن أصحاب العملين الفنيين تعمدوا إثارة مسائل متشعبة موجودة في البيوت العربية ولفت النظر الى قوانين بالية حالت دون تمتع المرأة بأبسط الحقوق؟
خاصة وأن عملية الطرح وإثارة المواضيع كانت مختلفة بين الأعمال الدرامية التونسية والأعمال المصرية.. كأن أصحاب الأعمال الفنية أرادوا تسليط الضوء على نقطة مفصلية ألا وهي مدى تشعب المسائل الاجتماعية على وجه الخصوص، وفق الاعراف والقوانين، باعتبار أن مجلة الأحوال الشخصية في تونس ليست كقانون الأحوال الشخصية في مصر.. ذلك أن عضو مجلس النواب المصري وتفاعلا مع ما جاء في الحلقة الرابعة من مسلسل "فاتن أمل حربي " والتي اثارت مسألة منع الفنادق استضافة المرأة الوحيدة دون سن الأربعين رغم عدم صدور قرار رسمي، تقدمت باقتراح إلى وزير السياحة لاتخاذ إجراءات عاجلة.. كما علت أيضا أصوات المطالب لإصدار قانون احوال شخصية جديد لتنظيم الخطوبة والزواج..
من جهتها أكدت صاحبة دور البطولة في المسلسل نيللي كريم في وسائل الإعلام أن العمل بصدد البحث عن كيفية ضمان حقوق المرأة سواء عن طريق إثارة المسكوت عنه أو عبر الاجتهاد في قراءة النصوص القرآنية والأحاديث النبوية... رغم أن كاتب "فاتن أمل حربي " هو الإعلامي إبراهيم عيسى المتهم سابقا بازدراء الأديان!!.. وقد بدا الأمر واضحا في المسلسل من خلال التهكم على البعض من رجال الأزهر بتعلة أنهم غير أسوياء في سلوكهم وأن فتاواهم غير منطقية..ليرد عليه مركز الفتاوى كما بينا ذلك سالفا..
ختاما وإثر متابعة أهم الانتقادات التي طالت "براءة" و"فاتن أمل حربي" وبعيدا عن المغالاة في ردود الأفعال التي وصلت إلى تكفير المخرج وصاحب السيناريو.. لماذا لم يعمد السيناريست إلى الخوض في التابوهات دون المس من "المقدسات" واعتماد زاوية ضيقة للإثارة؟ الاجدر أن تكون عملية الطرح ثرية بناءة.. تبحث عن الحلول وتطرح آفاقا إيجابية لا أن تستفز هذا أو ذاك.. فتعم الفائدة للجميع..
وليد عبداللاوي
على غرار ما نشرته وزارة المرأة على صفحتها الرسمية مؤخرا، تنديدا ببعض النقاط المتعلقة بمضامين مسلسل "براءة" لسامي الفهري والتنبيه على مدى خطورة التطرق إلى مسألة الزواج العرفي وغياب الجدية في تناول موضوع حماية الطفل وضمان حقوقه.. فضلا عما جاء به مفتي الجمهورية في حوار خاص لـ"الصباح نيوز" وموقفه من إثارة تلك المسائل في الدراما التونسية.. أصدر من جهته مركز الفتوى التابع للازهر بيانا شديد اللهجة حول مسلسل "فاتن أمل حربي" جاء فيه:" الاستهزاء بآيات القرآن الكريم وتحريف معانيها عما وضعت له عمدا وعرض تفسيرات خاطئة لها على أنها صحيحة بهدف إثارة الجدل جريمة كبرى بكل معايير الدين والعلم والمهنية وتنكر صارخ للمسلمات.. وإن تعمد تقديم عالم الدين الإسلامي بعمامته الازهرية البيضاء في صورة الجاهل، الإمعة، معدوم المروءة، دني النفس، عيي اللسان-في بعض الأعمال الفنية- تنمر مستنكر وتشويه مقصود مرفوض لا ينال من العلماء بقدر ما ينال من منتقصيهم ولا يتناسب وتوقير شعب مصر العظيم لعلماء الدين ورجاله..."
هنا لسائل أن يسأل- وخاصة لمن لم يتابع الأثرين- : لماذا كل هذا التفاعل والانتقادات اللاذعة وتطور الحراك المجتمعي وكل تلك الآراء المتباينة من هنا وهناك على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام؟ ألأن المسلسلين ("براءة" و"فاتن أمل حربي") أثارا محظورات لم يتم تناولها من قبل بعمق؟ أم لأن أصحاب العملين الفنيين تعمدوا إثارة مسائل متشعبة موجودة في البيوت العربية ولفت النظر الى قوانين بالية حالت دون تمتع المرأة بأبسط الحقوق؟
خاصة وأن عملية الطرح وإثارة المواضيع كانت مختلفة بين الأعمال الدرامية التونسية والأعمال المصرية.. كأن أصحاب الأعمال الفنية أرادوا تسليط الضوء على نقطة مفصلية ألا وهي مدى تشعب المسائل الاجتماعية على وجه الخصوص، وفق الاعراف والقوانين، باعتبار أن مجلة الأحوال الشخصية في تونس ليست كقانون الأحوال الشخصية في مصر.. ذلك أن عضو مجلس النواب المصري وتفاعلا مع ما جاء في الحلقة الرابعة من مسلسل "فاتن أمل حربي " والتي اثارت مسألة منع الفنادق استضافة المرأة الوحيدة دون سن الأربعين رغم عدم صدور قرار رسمي، تقدمت باقتراح إلى وزير السياحة لاتخاذ إجراءات عاجلة.. كما علت أيضا أصوات المطالب لإصدار قانون احوال شخصية جديد لتنظيم الخطوبة والزواج..
من جهتها أكدت صاحبة دور البطولة في المسلسل نيللي كريم في وسائل الإعلام أن العمل بصدد البحث عن كيفية ضمان حقوق المرأة سواء عن طريق إثارة المسكوت عنه أو عبر الاجتهاد في قراءة النصوص القرآنية والأحاديث النبوية... رغم أن كاتب "فاتن أمل حربي " هو الإعلامي إبراهيم عيسى المتهم سابقا بازدراء الأديان!!.. وقد بدا الأمر واضحا في المسلسل من خلال التهكم على البعض من رجال الأزهر بتعلة أنهم غير أسوياء في سلوكهم وأن فتاواهم غير منطقية..ليرد عليه مركز الفتاوى كما بينا ذلك سالفا..
ختاما وإثر متابعة أهم الانتقادات التي طالت "براءة" و"فاتن أمل حربي" وبعيدا عن المغالاة في ردود الأفعال التي وصلت إلى تكفير المخرج وصاحب السيناريو.. لماذا لم يعمد السيناريست إلى الخوض في التابوهات دون المس من "المقدسات" واعتماد زاوية ضيقة للإثارة؟ الاجدر أن تكون عملية الطرح ثرية بناءة.. تبحث عن الحلول وتطرح آفاقا إيجابية لا أن تستفز هذا أو ذاك.. فتعم الفائدة للجميع..