* عديد الإشكاليات فرضت حضورا وتقاطعات وجوه جديدة في العمل
* تونسيون مهاجرون مورطون في قضايا..لا يستطيعون العودة إلى وطنهم وهذا وضعهم ..
15 يوما من التصوير في بالارمو بوابة المهاجرين كانت كافية لفريق العمل الدرامي التونسي "حرقة2" لكشف المزيد من التجاوزات والانتهاكات التي طالت راغبي "الجنة الموعودة".. "الحرقة" هناك أصبحت حدثا يوميا "قبله" الإيطاليون..وهو قبول فُرض بحكم العادة والتعود.. إلا أن المفارقة العجيبة تكمن في تلك الفضاءات التي شهدت -ولا تزال- الاستغلال الفاحش لمختلف الأجناس والأعراق وكأن بالارمو تتغذى من "الحرقة" أو أنها خُلقت للمهاجرين غير النظاميين..
هذا ما أكده بطل مسلسل "حرقة2" رياض حمدي في دور مجيد لـ"الصباح نيوز".. "مجيد" الذي نال استحسان الجماهير الواسعة في "حرقة1" سواء من خلال إتقانه لهجة الجنوب او تقمصه دور الأب الملتاع بفقدان ابنه..
اما عن أجواء التصوير فقد نوه الممثل رياض إلى أهمية التجربة واعتبر أن المكان (بالارمو) هو عبارة عن موزاييك من الاحداث نظرا لتواتر الممارسات العنصرية وغير الإنسانية والتي تم توثيقها في "حرقة2" .. "فمجيد" على سبيل المثال في أغلب أطوار المسلسل سيكون تائها بلا مأوى يترنح بين الارصفة. يجوب الشوراع والأحياء ..صامدا أمام "الميزيريا" بكل تفاصيلها.. همه الوحيد العثور على فلذة كبده.. "مجيد فهم جيدا أنه لا يستطيع أن يعول على الدولة.. رغم انه تطرق إلى كل السبل المتاحة في بلده..اصطدم بالبيروقراطيين واعتصم أمام الوزارات ولم يجد غير الكذب والتسويف واللامبالاة.. فلم يكن الحل سوى "الحرقة" و"الهجة" على خطى ابنه وإن لم يكن مقتنعا أصلا بالفكرة"..
إشكاليات وتفرعات
مسلسل "حرقة" إذن مستوحى من قلب الواقع منذ déclenchement الأول وفرض اختيار مكان التصوير ماهو الا-حسب محدثنا- مرحلة متقدمة في الطرح والبحث فيما تثيره "الحرقة" من عوالم وحيثيات وإشكاليات حقيقية وتفرعات.. فمجيد (الشخصية المؤثرة) "يكشف ويكشّف" من خلال عوالم الشارع، السجن، الشارع الايطالي، نظرة الإيطالي.. الإيطالي الذي يتجرأ أن يصنفك وفق لونك وهيئتك..ليصل به الأمر إلى احتقارك في حال عدم تمكنك من اللغة الايطالية..فضلا عن التعنيف والممارسات العنصرية الأخرى، التي حالت دون عودة الكثيرين الى أوطانهم ..
بالارمو –وفق ما جاء به محدثنا- خارجة عن القانون "تتنفس" حرقة و"منها تتمعش، ذلك أن جانبا كبيرا من الاقتصاد الايطالي أصبح يقوم على الهجرة غير النظامية بدعم من الاتحاد الاوروبي.. على اعتبار أنها استثمار حقيقي"..
مصير الشخصيات
كما نوه بطل "حرقة2" رياض حمدي لـ"الصباح نيوز" إلى تواصل مصير شخصيات الجزء الأول من العمل الدرامي رغم ظهور وجوه جديدة في الجزء الثاني على غرار "فارس ولد نعمة" و"عياد الصاروخ"و"لمين" (تقمص الدور أحمد الحفيان) وأم لمين (منى نورالدين) إضافة إلى شخصيات أخرى حدد الموت مصيرها..
فالعمل-حسب رياض حمدي- يفرض وجود شخصيات جديدة لأن "تواتر الأحداث واختلاف الأدوار وتنوعها يتطلب حيلا دراماتولوجية مستوحاة من واقع مرير يؤثثه كل من le mafieux، المهاجر التونسي، الباحث عن ذاته، الافريقي المضطهد" ..
أما الطريف -في ظل تلك المعاناة- فهو اعتبار مجيد في "حرقة2" طوق نجاة بالنسبة للكثيرين في بالارمو.. وسندا لهم على الأقل على المستوى الذهني والنفسي حيث ساهم في "خلخلة" ومراجعة قناعات بعض المهاجرين..
مجيد حسب رياض حمدي سيسافر بالمتفرج إلى "عوالم جديدة لتقييم الأوضاع هذه المرة (الجزء2) من بالارمو بعيون الايطالي والتونسي.. " سيجسد مجيد كذلك تمثيلات كبيرة على مستوى اللهجة والاستثناء في أداء الدور وحضوره لا يقف عند تقمص الدور فحسب إنما يمثل "همزة وصل بين المهاجرين غير النظاميين والمسؤولين الرئيسين على التهميش واللامبالاة.."
في ختام الحديث وفي إطار الإشارة الى أجواء التصوير عامة افادنا بطل المسلسل رياض حمدي أن اغلب عمليات التصوير كانت في تونس نظرا لضيق الوقت وغلاء تكلفة الانتاج .. ذلك أن اسبوعين من التصوير في بالارمو بلغت تكلفتها ما يقرب 140الف اورو.. و"هنا اريد ان انوه إلى المجهود الكبير الذي بذله التقنيون لأنه الفريق الوحيد الذي لم يتمتع براحة وكان التصوير بصفة مسترسلة"...
وليد عبداللاوي
* عديد الإشكاليات فرضت حضورا وتقاطعات وجوه جديدة في العمل
* تونسيون مهاجرون مورطون في قضايا..لا يستطيعون العودة إلى وطنهم وهذا وضعهم ..
15 يوما من التصوير في بالارمو بوابة المهاجرين كانت كافية لفريق العمل الدرامي التونسي "حرقة2" لكشف المزيد من التجاوزات والانتهاكات التي طالت راغبي "الجنة الموعودة".. "الحرقة" هناك أصبحت حدثا يوميا "قبله" الإيطاليون..وهو قبول فُرض بحكم العادة والتعود.. إلا أن المفارقة العجيبة تكمن في تلك الفضاءات التي شهدت -ولا تزال- الاستغلال الفاحش لمختلف الأجناس والأعراق وكأن بالارمو تتغذى من "الحرقة" أو أنها خُلقت للمهاجرين غير النظاميين..
هذا ما أكده بطل مسلسل "حرقة2" رياض حمدي في دور مجيد لـ"الصباح نيوز".. "مجيد" الذي نال استحسان الجماهير الواسعة في "حرقة1" سواء من خلال إتقانه لهجة الجنوب او تقمصه دور الأب الملتاع بفقدان ابنه..
اما عن أجواء التصوير فقد نوه الممثل رياض إلى أهمية التجربة واعتبر أن المكان (بالارمو) هو عبارة عن موزاييك من الاحداث نظرا لتواتر الممارسات العنصرية وغير الإنسانية والتي تم توثيقها في "حرقة2" .. "فمجيد" على سبيل المثال في أغلب أطوار المسلسل سيكون تائها بلا مأوى يترنح بين الارصفة. يجوب الشوراع والأحياء ..صامدا أمام "الميزيريا" بكل تفاصيلها.. همه الوحيد العثور على فلذة كبده.. "مجيد فهم جيدا أنه لا يستطيع أن يعول على الدولة.. رغم انه تطرق إلى كل السبل المتاحة في بلده..اصطدم بالبيروقراطيين واعتصم أمام الوزارات ولم يجد غير الكذب والتسويف واللامبالاة.. فلم يكن الحل سوى "الحرقة" و"الهجة" على خطى ابنه وإن لم يكن مقتنعا أصلا بالفكرة"..
إشكاليات وتفرعات
مسلسل "حرقة" إذن مستوحى من قلب الواقع منذ déclenchement الأول وفرض اختيار مكان التصوير ماهو الا-حسب محدثنا- مرحلة متقدمة في الطرح والبحث فيما تثيره "الحرقة" من عوالم وحيثيات وإشكاليات حقيقية وتفرعات.. فمجيد (الشخصية المؤثرة) "يكشف ويكشّف" من خلال عوالم الشارع، السجن، الشارع الايطالي، نظرة الإيطالي.. الإيطالي الذي يتجرأ أن يصنفك وفق لونك وهيئتك..ليصل به الأمر إلى احتقارك في حال عدم تمكنك من اللغة الايطالية..فضلا عن التعنيف والممارسات العنصرية الأخرى، التي حالت دون عودة الكثيرين الى أوطانهم ..
بالارمو –وفق ما جاء به محدثنا- خارجة عن القانون "تتنفس" حرقة و"منها تتمعش، ذلك أن جانبا كبيرا من الاقتصاد الايطالي أصبح يقوم على الهجرة غير النظامية بدعم من الاتحاد الاوروبي.. على اعتبار أنها استثمار حقيقي"..
مصير الشخصيات
كما نوه بطل "حرقة2" رياض حمدي لـ"الصباح نيوز" إلى تواصل مصير شخصيات الجزء الأول من العمل الدرامي رغم ظهور وجوه جديدة في الجزء الثاني على غرار "فارس ولد نعمة" و"عياد الصاروخ"و"لمين" (تقمص الدور أحمد الحفيان) وأم لمين (منى نورالدين) إضافة إلى شخصيات أخرى حدد الموت مصيرها..
فالعمل-حسب رياض حمدي- يفرض وجود شخصيات جديدة لأن "تواتر الأحداث واختلاف الأدوار وتنوعها يتطلب حيلا دراماتولوجية مستوحاة من واقع مرير يؤثثه كل من le mafieux، المهاجر التونسي، الباحث عن ذاته، الافريقي المضطهد" ..
أما الطريف -في ظل تلك المعاناة- فهو اعتبار مجيد في "حرقة2" طوق نجاة بالنسبة للكثيرين في بالارمو.. وسندا لهم على الأقل على المستوى الذهني والنفسي حيث ساهم في "خلخلة" ومراجعة قناعات بعض المهاجرين..
مجيد حسب رياض حمدي سيسافر بالمتفرج إلى "عوالم جديدة لتقييم الأوضاع هذه المرة (الجزء2) من بالارمو بعيون الايطالي والتونسي.. " سيجسد مجيد كذلك تمثيلات كبيرة على مستوى اللهجة والاستثناء في أداء الدور وحضوره لا يقف عند تقمص الدور فحسب إنما يمثل "همزة وصل بين المهاجرين غير النظاميين والمسؤولين الرئيسين على التهميش واللامبالاة.."
في ختام الحديث وفي إطار الإشارة الى أجواء التصوير عامة افادنا بطل المسلسل رياض حمدي أن اغلب عمليات التصوير كانت في تونس نظرا لضيق الوقت وغلاء تكلفة الانتاج .. ذلك أن اسبوعين من التصوير في بالارمو بلغت تكلفتها ما يقرب 140الف اورو.. و"هنا اريد ان انوه إلى المجهود الكبير الذي بذله التقنيون لأنه الفريق الوحيد الذي لم يتمتع براحة وكان التصوير بصفة مسترسلة"...