إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الدراما الكوميدية " البحث عن علا " على نتفليكس نسب مشاهدة عاليا جدا.. انها هند صبري !

** فنطازيا وأحلام غريبة عن الواقع..اوهام وأحداث ملفقة ولكن..

***انتفاء العلاقة بين الجزء الاول والثاني لغياب مبررات التغير والتحولات 

**** استنساخ ..جمع وتوليف بين لقطات ومشاهد لأعمال غربية سبق مشاهدتها 

تونس– الصباح 

اخير اطلع جمهور هند صبري في مصر وتونس وبقية البلدان العربية على الجزء الثاني من السلسلة الكوميدية" عايزة اتجوز" الذي تم عرضه في موسم رمضان 2010. .. جزء عنوانه " البحث عن علا" ( بضم العين ) بعيد عن الكوميديا وقريب من الدراما الجادة اذ تعرّض الى قضايا مهمة ومصيرية في حياة الانسان بداية من البحث عن النفس وسط غابة من الاحداث والقضايا النفسية والعائلية وصولا الى القضايا الاجتماعية ولكن بأسلوب خفيف ودفع ناعم نحو محاولة تغيير ثوابت المجتمع والبعض من عاداته وتقاليده . ولكن عن أي مجتمع تتحدث سلسلة "البحث عن علا " ووسط أي مجتمع تتحرك البطلة هند صبري ( علا عبد الصبور)  وضيوفها؟ هل تتحرك بالفعل وسط مجتمع عربي- مصري - وتشجع على تغيير البعض من ثوابته ام انها قصة بطلة تنتمي الى المجتمعات الغربية في تفكيرها وطريقة عيشها وفي بناء علاقاتها بالمجتمع الذكوري في بلدها.                                                                      هل يكون السيناريو مقتطعات مشاهد ولقطات من بعض السلسلات الامريكية او الافلام الغربية التي تعرضت الى نفس موضوع سلسلة "البحث عن علا " لم يحالف كاتبته الحظ في ان تعرّبها او تمصرها بما يكفي ليكون قابلا للتصديق .  فما شاهدناه طيلة حلقات الجزء الثاني للأسف لم يكن مصريا بقدر ما كان غربيا بداية من قرار الطلاق والتفاعل معه مرورا بموقف الاطفال وصولا الى الفرصة الثانية التي تحصلت عليها المطلقة بيسر وسهولة والتي يمكن ان تفتح امامها كل ابواب النجاح والشهرة.. فرصة شبيهة او مستوحاة من " الحلم الامريكي "الذي يتحول فيه الفقير المعدم الى غني غير قادر على معرفة كم ماله وسعة ثروته . الحقيقة كنت اتابع حلقات السلسلة وأنا اعتقد انها تحلم و تقارن نفسها وواقعها الجديد بواقع بطلة فيلم او مسلسل اوروبي او امريكي.. وانتظرت ان توقظها المخرجة من غفوتها ومن احلامها الى اخر لقطة في المسلسل الذي كانت نهايته مفتوحة ..

نجوم من العيار الثقيل لسيناريو مهلهل

دلتنا الانترنيت منذ ظهورها وانتشارها في كامل البلدان العربية وان كان ذلك بنسب متفاوتة اضافة الى كثرة القنوات التلفزية الفضائية على روائع الافلام والمسرحيات والمقطوعات الموسيقية العالمية التي "نهل" او "استلهم" حتى لا نقول "سرق " منها الاخوة العرب طيلة عقود كثيرة من الزمن حتى اعتقدنا ان الناس لن يتجرّؤوا  مرة اخرى على انتحال القصص والحكايات او على محاولة ادخال مقاس 42 في مقاس صغير لا يتجاوز 38 واستنساخ ما لا يمكن  الباسه للمجتمع العربي على الاقل في هذه الحقبة الزمنية العسيرة من تاريخه وأنهم سيضطرون الى مزيد الاجتهاد لتعريب المضمون وتقريبه من المجتمع العربي اذ لا يكفي ان يكون كل الممثلين من مصر وان يتكلموا اللغة العربية او اللهجة المصرية ليكون المحتوى عربيا والفكرة مصرية . سلسلة "البحث عن علا " من تأليف غادة عبد العال وقصة وسيناريو وحوار مها الوزير وغادة عبد العال ومن إخراج هادى الباجورى .وبطولة النجمة التونسية هند صبري والمصرية سوسن بدر وهاني عادل ومحمود الليثي وندى موسى ولطيفة فهمي، وداليا شوقي، وياسمينا العبد، وأسيل رمزي، وعمر شريف وكذلك قائمة من ضيوف الشرف تضم نخبة من النجوم الكبار والأسماء اللامعة من يسرى وشيرين رضا وخالد النبوي وفتحي عبد الوهاب...

تنطلق الاحداث وهي مشوقة ومسلية من قرار الطبيب النفسي هشام الطلاق من زوجته علا دون سبب "وجيه" غير شعوره بالملل والرتابة ورغبته في التغيير، هذه الاحداث اغلبها ملفقة تدخل في خانة الاوهام والخرافة وقد تم التعسف عليها لتكون مقنعة للمشاهد ولكنها بقيت غريبة غير قابلة للتصديق ومثيرة لأسئلة عديدة ولاستغراب المشاهد واستنكاره احيانا لأنه يحس انها غريبة عن الواقع الذي يعيشه ويعرفه وأنها اقرب الى الفنطازيا  والخيال منها الى انعكاس للواقع اذ تفتقد الى مبررات تقربها من المجتمع المصري ومن الطموح الحقيقي للمطلقة في المجتمع المصري وهذا قد يعني عدم التوفّق في الاقتباس الجيد من المصدر الاصلي للحكاية وقد يدل على ان السيناريو كان عملية جمع وتوليف غير دقيقة من اعمال تلفزيونية وسينمائية رومانسيةغربية..

رحلة البحث عن الذات بكثير من الخيال وأحلام اليقظة

المسلسل يناقش مواضيع مهمة ومتنوعة مثل علاقات الآباء والأبناء، والصداقات، والفرص الثانية وعلاقة المرأة بالرجل غير الذي تربطها به علاقة زواج او قرابة طبعا وكأغلب الاعمال الفنية العربية ( سينما وتلفزيون ومسرح ) يغيب الاب عن الاحداث في حين تحضر الام وبقوة ( شخصية سوسن بدر ) وهي بطلة مهمة في السلسلة وتأتي الكثيرمن المواقف والرؤى والأفكار على لسانها ..                        وفي مسلسل" عايزة اتجوز " كانت الرحلة للبحث عن زوج قبل ان يفوت قطار الزواج والإنجاب وكان كوميديا بنسبة مائة بالمائة اما في هذا الجزء الثاني -الذي لا تربطه علاقة بالجزء الاول إلا وجود هند صبري وسوسن بدر كأم وابنتها- فالرحلة نفسية بالأساس وهي رحلة بحث البطلة عن ذات اضاعتها في زحمة مشاغل الام والزوجة والكنة .. رحلة فيها الكثير من الخيال وأحلام اليقظة ،من منظور ورؤية غربية متطورة جدا عما نعيشه آنيا في البلدان العربية.

هذا اضافة الى ان بطلة الجزء الاول كانت مصرية من الطبقة المتوسطة التي تعمل وتكد وتهتم كثيرا لنظرة المجتمع والعائلة الموسعة والجيران لها ولم يكن يبدو عليها طيلة حلقات المسلسل انها درست الصيدلة وعملت في مجال تحبه لتترك عملها بعد الزواج وتصبح ربة بيت في خدمة زوج متطلب ومتعلق بوالدته وضع كانت ترفضه في اغلب حلقات مسلسل " عايزة اتجوز" .                       في جزء "البحث عن علا " وجدنا سيدة مختلفة جدا تعيش الرفاهية ( منزلها وثيابها ) تغيرت اهتماماتها وطريقة عيشها وتصرفاتها  تارة هي بسيطة في تفكيرها وفي مواقفها تسال وتستوضح في كل ما يقال لها تقريبا جاهلة ومستكينة وبلا مستوى تعليمي وطورا متحررة ذكية مثقفة وصارمة كل هذا دون مبررات او تفسير او احداث تسهّل عملية اقناع المشاهد بالتحول الكبير في شخصية "علا".

النهاية المفتوحة للمسلسل تدل على انه يوجد جزء ثالث في الافق لعله يتم خلاله اصلاح الاخطاء وتقريبه من الواقع والحسم في اختيار الحديث اما عن وضعية المرأة المطلقة وما تتعرض له من صعوبات نفسية واجتماعية واقتصادية وعائلية ومحاولة دفعها لتغيير واقعها المهين بأكثر عمق و التركيز على قصة نجاح معقولة في التخلص من التبعية للزوج  والاستبسال في تحقيق الطموحات والآمال والأحلام و تحمّل مسؤولية نفسها وأبنائها بجدية وشجاعة او التركيز على عدم قدرة نموذج من النساء على العيش بعيدا عن ظلّ الرجل وتحت حمايته حتى في وجود العمل والمال والمكانة المرموقة ..نموذج لا يكف عن البحث عن بديل لطليق قبل أن تنتهي شهور العدة في تحد له وللعادات والتقاليد والقيل والقال ..وعلى كل حال ومهما كانت الظروف والأحلام والأوهام يبقى قبول الشريك الجديد للطليق والطليقة عند الانفصال امر غير شائع في مجتمعنا العربي وغير قابل للتصديق والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه مهما كانت درجة تفهم الطليقين حتى في المجتمعات الغربية الراقية .                                                              ولكن ما تقدم لا ينفي نجاح هند صبري في التأثير وفي تقديم شخصية احبها المشاهدون حيث كان اداؤها كالعادة تلقائيا بعيدا عن التصنع وأعجبوا بنضج تجربتها وتوفقها في اختيار ادوارها وعلى ما يبدو بطريقتها في مواجهة مشاكلها ومقاومة معيقات الحياة التي تهفو لها نفسها وبإشراكها للمشاهد في الحكاية بالتوجه له مباشرة عبر الكاميرا بتلك الرسائل القصيرة جدا وبالتالي توريطه في قراراتها ومواقفها ومشاركته اسرارها ومؤامراتها..ولعله لهند صبري النصيب الأوفر في ارتفاع نسب مشاهدة المسلسل على منصة نتفليكس اذ احتل خلال الاربع والعشرين ساعة الاولى من عرضه المرتبة الأولى في قائمة الاعمال المعروضة كما تصدر قائمة التعليقات الأكثر تداولا على تويتروالأكثر تواجدا في محركات البحث... انها هند صبري وما ادراك.

 

علياء بن نحيلة 

 الدراما الكوميدية  " البحث عن علا " على نتفليكس نسب مشاهدة عاليا جدا.. انها هند صبري !

** فنطازيا وأحلام غريبة عن الواقع..اوهام وأحداث ملفقة ولكن..

***انتفاء العلاقة بين الجزء الاول والثاني لغياب مبررات التغير والتحولات 

**** استنساخ ..جمع وتوليف بين لقطات ومشاهد لأعمال غربية سبق مشاهدتها 

تونس– الصباح 

اخير اطلع جمهور هند صبري في مصر وتونس وبقية البلدان العربية على الجزء الثاني من السلسلة الكوميدية" عايزة اتجوز" الذي تم عرضه في موسم رمضان 2010. .. جزء عنوانه " البحث عن علا" ( بضم العين ) بعيد عن الكوميديا وقريب من الدراما الجادة اذ تعرّض الى قضايا مهمة ومصيرية في حياة الانسان بداية من البحث عن النفس وسط غابة من الاحداث والقضايا النفسية والعائلية وصولا الى القضايا الاجتماعية ولكن بأسلوب خفيف ودفع ناعم نحو محاولة تغيير ثوابت المجتمع والبعض من عاداته وتقاليده . ولكن عن أي مجتمع تتحدث سلسلة "البحث عن علا " ووسط أي مجتمع تتحرك البطلة هند صبري ( علا عبد الصبور)  وضيوفها؟ هل تتحرك بالفعل وسط مجتمع عربي- مصري - وتشجع على تغيير البعض من ثوابته ام انها قصة بطلة تنتمي الى المجتمعات الغربية في تفكيرها وطريقة عيشها وفي بناء علاقاتها بالمجتمع الذكوري في بلدها.                                                                      هل يكون السيناريو مقتطعات مشاهد ولقطات من بعض السلسلات الامريكية او الافلام الغربية التي تعرضت الى نفس موضوع سلسلة "البحث عن علا " لم يحالف كاتبته الحظ في ان تعرّبها او تمصرها بما يكفي ليكون قابلا للتصديق .  فما شاهدناه طيلة حلقات الجزء الثاني للأسف لم يكن مصريا بقدر ما كان غربيا بداية من قرار الطلاق والتفاعل معه مرورا بموقف الاطفال وصولا الى الفرصة الثانية التي تحصلت عليها المطلقة بيسر وسهولة والتي يمكن ان تفتح امامها كل ابواب النجاح والشهرة.. فرصة شبيهة او مستوحاة من " الحلم الامريكي "الذي يتحول فيه الفقير المعدم الى غني غير قادر على معرفة كم ماله وسعة ثروته . الحقيقة كنت اتابع حلقات السلسلة وأنا اعتقد انها تحلم و تقارن نفسها وواقعها الجديد بواقع بطلة فيلم او مسلسل اوروبي او امريكي.. وانتظرت ان توقظها المخرجة من غفوتها ومن احلامها الى اخر لقطة في المسلسل الذي كانت نهايته مفتوحة ..

نجوم من العيار الثقيل لسيناريو مهلهل

دلتنا الانترنيت منذ ظهورها وانتشارها في كامل البلدان العربية وان كان ذلك بنسب متفاوتة اضافة الى كثرة القنوات التلفزية الفضائية على روائع الافلام والمسرحيات والمقطوعات الموسيقية العالمية التي "نهل" او "استلهم" حتى لا نقول "سرق " منها الاخوة العرب طيلة عقود كثيرة من الزمن حتى اعتقدنا ان الناس لن يتجرّؤوا  مرة اخرى على انتحال القصص والحكايات او على محاولة ادخال مقاس 42 في مقاس صغير لا يتجاوز 38 واستنساخ ما لا يمكن  الباسه للمجتمع العربي على الاقل في هذه الحقبة الزمنية العسيرة من تاريخه وأنهم سيضطرون الى مزيد الاجتهاد لتعريب المضمون وتقريبه من المجتمع العربي اذ لا يكفي ان يكون كل الممثلين من مصر وان يتكلموا اللغة العربية او اللهجة المصرية ليكون المحتوى عربيا والفكرة مصرية . سلسلة "البحث عن علا " من تأليف غادة عبد العال وقصة وسيناريو وحوار مها الوزير وغادة عبد العال ومن إخراج هادى الباجورى .وبطولة النجمة التونسية هند صبري والمصرية سوسن بدر وهاني عادل ومحمود الليثي وندى موسى ولطيفة فهمي، وداليا شوقي، وياسمينا العبد، وأسيل رمزي، وعمر شريف وكذلك قائمة من ضيوف الشرف تضم نخبة من النجوم الكبار والأسماء اللامعة من يسرى وشيرين رضا وخالد النبوي وفتحي عبد الوهاب...

تنطلق الاحداث وهي مشوقة ومسلية من قرار الطبيب النفسي هشام الطلاق من زوجته علا دون سبب "وجيه" غير شعوره بالملل والرتابة ورغبته في التغيير، هذه الاحداث اغلبها ملفقة تدخل في خانة الاوهام والخرافة وقد تم التعسف عليها لتكون مقنعة للمشاهد ولكنها بقيت غريبة غير قابلة للتصديق ومثيرة لأسئلة عديدة ولاستغراب المشاهد واستنكاره احيانا لأنه يحس انها غريبة عن الواقع الذي يعيشه ويعرفه وأنها اقرب الى الفنطازيا  والخيال منها الى انعكاس للواقع اذ تفتقد الى مبررات تقربها من المجتمع المصري ومن الطموح الحقيقي للمطلقة في المجتمع المصري وهذا قد يعني عدم التوفّق في الاقتباس الجيد من المصدر الاصلي للحكاية وقد يدل على ان السيناريو كان عملية جمع وتوليف غير دقيقة من اعمال تلفزيونية وسينمائية رومانسيةغربية..

رحلة البحث عن الذات بكثير من الخيال وأحلام اليقظة

المسلسل يناقش مواضيع مهمة ومتنوعة مثل علاقات الآباء والأبناء، والصداقات، والفرص الثانية وعلاقة المرأة بالرجل غير الذي تربطها به علاقة زواج او قرابة طبعا وكأغلب الاعمال الفنية العربية ( سينما وتلفزيون ومسرح ) يغيب الاب عن الاحداث في حين تحضر الام وبقوة ( شخصية سوسن بدر ) وهي بطلة مهمة في السلسلة وتأتي الكثيرمن المواقف والرؤى والأفكار على لسانها ..                        وفي مسلسل" عايزة اتجوز " كانت الرحلة للبحث عن زوج قبل ان يفوت قطار الزواج والإنجاب وكان كوميديا بنسبة مائة بالمائة اما في هذا الجزء الثاني -الذي لا تربطه علاقة بالجزء الاول إلا وجود هند صبري وسوسن بدر كأم وابنتها- فالرحلة نفسية بالأساس وهي رحلة بحث البطلة عن ذات اضاعتها في زحمة مشاغل الام والزوجة والكنة .. رحلة فيها الكثير من الخيال وأحلام اليقظة ،من منظور ورؤية غربية متطورة جدا عما نعيشه آنيا في البلدان العربية.

هذا اضافة الى ان بطلة الجزء الاول كانت مصرية من الطبقة المتوسطة التي تعمل وتكد وتهتم كثيرا لنظرة المجتمع والعائلة الموسعة والجيران لها ولم يكن يبدو عليها طيلة حلقات المسلسل انها درست الصيدلة وعملت في مجال تحبه لتترك عملها بعد الزواج وتصبح ربة بيت في خدمة زوج متطلب ومتعلق بوالدته وضع كانت ترفضه في اغلب حلقات مسلسل " عايزة اتجوز" .                       في جزء "البحث عن علا " وجدنا سيدة مختلفة جدا تعيش الرفاهية ( منزلها وثيابها ) تغيرت اهتماماتها وطريقة عيشها وتصرفاتها  تارة هي بسيطة في تفكيرها وفي مواقفها تسال وتستوضح في كل ما يقال لها تقريبا جاهلة ومستكينة وبلا مستوى تعليمي وطورا متحررة ذكية مثقفة وصارمة كل هذا دون مبررات او تفسير او احداث تسهّل عملية اقناع المشاهد بالتحول الكبير في شخصية "علا".

النهاية المفتوحة للمسلسل تدل على انه يوجد جزء ثالث في الافق لعله يتم خلاله اصلاح الاخطاء وتقريبه من الواقع والحسم في اختيار الحديث اما عن وضعية المرأة المطلقة وما تتعرض له من صعوبات نفسية واجتماعية واقتصادية وعائلية ومحاولة دفعها لتغيير واقعها المهين بأكثر عمق و التركيز على قصة نجاح معقولة في التخلص من التبعية للزوج  والاستبسال في تحقيق الطموحات والآمال والأحلام و تحمّل مسؤولية نفسها وأبنائها بجدية وشجاعة او التركيز على عدم قدرة نموذج من النساء على العيش بعيدا عن ظلّ الرجل وتحت حمايته حتى في وجود العمل والمال والمكانة المرموقة ..نموذج لا يكف عن البحث عن بديل لطليق قبل أن تنتهي شهور العدة في تحد له وللعادات والتقاليد والقيل والقال ..وعلى كل حال ومهما كانت الظروف والأحلام والأوهام يبقى قبول الشريك الجديد للطليق والطليقة عند الانفصال امر غير شائع في مجتمعنا العربي وغير قابل للتصديق والشاذ يحفظ ولا يقاس عليه مهما كانت درجة تفهم الطليقين حتى في المجتمعات الغربية الراقية .                                                              ولكن ما تقدم لا ينفي نجاح هند صبري في التأثير وفي تقديم شخصية احبها المشاهدون حيث كان اداؤها كالعادة تلقائيا بعيدا عن التصنع وأعجبوا بنضج تجربتها وتوفقها في اختيار ادوارها وعلى ما يبدو بطريقتها في مواجهة مشاكلها ومقاومة معيقات الحياة التي تهفو لها نفسها وبإشراكها للمشاهد في الحكاية بالتوجه له مباشرة عبر الكاميرا بتلك الرسائل القصيرة جدا وبالتالي توريطه في قراراتها ومواقفها ومشاركته اسرارها ومؤامراتها..ولعله لهند صبري النصيب الأوفر في ارتفاع نسب مشاهدة المسلسل على منصة نتفليكس اذ احتل خلال الاربع والعشرين ساعة الاولى من عرضه المرتبة الأولى في قائمة الاعمال المعروضة كما تصدر قائمة التعليقات الأكثر تداولا على تويتروالأكثر تواجدا في محركات البحث... انها هند صبري وما ادراك.

 

علياء بن نحيلة 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews