كل مطبع مع الاحتلال يتحمل مسؤوليته كاملة، أنا طبعا ضد التطبيع وسأظل وراء القضية الفلسطينية حتى آخر رمق في حياتي، فهي ليست قضية الفلسطينيين فقط، بل هي قضية كل إنسان شريف.
لم يخطط يوما لأن يصبح فنانا، ولا يجد في الربح المادي مكافأة مناسبة لفنه، بل إن رسائل الصدق في كلماته وألحانه كافية لأن تنسج علاقة متينة بينه وبين جمهوره، وذلك مبتغاه من الفن.
في حوار خاص مع الجزيرة نت شرح لطفي بوشناق أسباب تأسيسه نقابة جديدة للفنانين في تونس وسبب رفضه تولي منصب وزير للثقافة، وتحدث عن سر وصوله للجمهور العربي بسرعة وعن موقفه من التطبيع الثقافي الذي تسلل إلى دول عربية كثيرة.
بدايات لطفي بوشناق لم تكن سهلة، كيف كانت التحديات التي واجهها لدخول الساحة الفنية والوصول إلى القمة؟
لم أخطط يوما لأن أكون فنانا، لكن القدر وحبي للفن وصدقي في التعامل معه وإيماني بالرسالة الفنية للفنان وبأهمية الفن في تاريخ الأمم والحضارات هو ما جعلني أواصل وأصل إلى ما أنا عليه رغم الظروف التي عشتها، فأنا مصر على أن أكون المرآة التي تعكس الواقع الذي نعيشه، وأن أكون صوت الشعوب والإنسان أينما كان، وأحاول التعبير عنه، لكني لم أصل إلى القمة بعد فأنا أعتبر نفسي في البدايات، وأريد فقط أن أبقى حيا بعد مماتي بالفن الذي قدمته.
أعيش لأغني ولا أغني لأعيش.. مقولة شهيرة لك، كيف يعيش لطفي بوشناق في ساحة تشهد زخما موسيقيا قائما على الربح المادي بالأساس؟
المال ليس غاية، بل هو وسيلة، ففي التاريخ كان هناك أناس أثرياء لكن لم يذكرهم التاريخ، لكن نتحدث عن سيد درويش أو فان جوخ وطه حسين والعديد من العلماء الذين ذكرهم التاريخ لما قدموه للإنسانية، فالعلم والثقافة يصنعان التاريخ، وليس المال.
وعن نفسي، فني ومواقفي هما غايتي وليس المال، وأتمنى أن أضيف ولو ذرة واحدة في هرم التاريخ الموسيقي العربي فذلك بالنسبة لي أهم من الربح المادي.
كيف وصل لطفي بوشناق إلى الجمهور العربي بسرعة فائقة على عكس فنانين تونسيين كثر حاولوا ولم يحالفهم الحظ؟
لست الوحيد الذي وصلت شهرته إلى العالم العربي، لكن في اعتقادي السر في ذلك الوصول هو الصدق ثم الهوية والموقف، فالفنان يجب أن يكون له مبدأ، ومهمته ليست إمتاع أو تسلية الناس فقط، بل أن يكون حاملا لهموم الشعوب وأن يغني لهم في ثوراتهم وفي أفراحهم وفي انتفاضتهم وأن يغني عن واجباتهم، فالفن ليس حكرا على الحب والغرام فقط، بل يشمل جميع القضايا الإنسانية مهما اختلفت الألوان والسياسات والأعراق والأديان، ربما هذا ما ساهم في وصولي إلى الجمهور العربي وأتمنى أن أكون صادقا.
تم اختيارك رئيسا للنقابة الجديدة بينما رفضت تولي منصب وزير للثقافة سابقا علما بأن منصب الوزير فيه صلاحيات أكثر لخدمة الفن والفنانين، لماذا؟
أنا رئيس شرفي للنقابة، وهذا ميدان أعرف خباياه جيدا بما أنني جزء منه، وأنا على اتصال دائم بالفنانين والمطربين والعازفين والشعراء وأعرف مشاكل ميدان الفن، وسأحاول بكل استطاعتي أن أكون جديرا بهذا المنصب وإصلاح ما يجب إصلاحه لصيانة هذا الميدان، منها حقوق المؤلف وحقوق الملحن وحقوق الفنانين، والحفاظ على الوسط الفني، ودعم من يستحق أن يكون داخله ونبعد المتطفلين عليه وننظف الساحة لحفظ الإبداع الفني وصيانة القيم التي بني عليها، وإعطاء كل ذي حق حقه.
رفضت منصب وزير الثقافة لأنها ببساطة ليست مهنتي، وتخصصي ليس إداريا، والأجدر أن يعمل كل فرد في مجاله الذي درسه.
أنت تحمل جواز السفر الفلسطيني ومن أكثر المدافعين بشراسة عن القضية، ما رأيك في التطبيع الثقافي الذي بدأ يتسلل إلى البلدان العربية؟ وكيف تتم مجابهة الظاهرة فنيا؟
كل مطبع مع الاحتلال يتحمل مسؤوليته كاملة، أنا طبعا ضد التطبيع وسأظل وراء القضية الفلسطينية حتى آخر رمق في حياتي، فهي ليست قضية الفلسطينيين فقط، بل هي قضية كل إنسان شريف -عربي أو أجنبي- يؤمن بحقوق هذا الشعب الذي احتلت أرضه وقتل وشرد، فلا أستطيع بالتالي إدارة ظهري للقضية، ثم إن العالم لن يشهد استقرارا إذا لم يأخذ الشعب الفلسطيني حقه ويقيم دولته المستقلة على أرضه.
بعد المشاركة في أوبريت "الحلم العربي" في نهاية التسعينيات و"أنا المواطن" قبل 8 أعوام، كيف ترى واقع ومستقبل المواطن العربي الذي غنيت من أجله خلال العقود الماضية؟
العالم العربي يمر بفترة صعبة جدا، لذلك نرجو من حكام هذا الشعب توحيد الصفوف والابتعاد عن التفرقة، وأن يتضامنوا ويتوحدوا من أجل بناء مستقبل أفضل، ولشعوب عانت الكثير أقول: ضموا الصفوف، أزيلوا الفتن، وضحوا جميعا لأجل الوطن وكونوا حماة وكونوا بناة ولا تستعينوا بغدر الزمن.
لطفي بوشناق فنان مثقف ومهموم بقضايا بلاده.. لكن هل يجب أن يتجنب الفنان الإعلان عن رأيه السياسي حتى لا يخسر جمهوره؟
أنا غنيت عن جميع المواضيع تقريبا، وكلمات أغنياتي تشهد لتوجهي، فأنا مع الوطن والإنسان فقط، وخطابي الوحيد هو فني الذي أقول فيه كل شيء، فأنا أنتقي كلمات أغنياتي لأعبر عن مواقفي في جميع المجالات، وأنا ضد الكلام الكثير والخطابات الرنانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
(الجزيرة نت)
كل مطبع مع الاحتلال يتحمل مسؤوليته كاملة، أنا طبعا ضد التطبيع وسأظل وراء القضية الفلسطينية حتى آخر رمق في حياتي، فهي ليست قضية الفلسطينيين فقط، بل هي قضية كل إنسان شريف.
لم يخطط يوما لأن يصبح فنانا، ولا يجد في الربح المادي مكافأة مناسبة لفنه، بل إن رسائل الصدق في كلماته وألحانه كافية لأن تنسج علاقة متينة بينه وبين جمهوره، وذلك مبتغاه من الفن.
في حوار خاص مع الجزيرة نت شرح لطفي بوشناق أسباب تأسيسه نقابة جديدة للفنانين في تونس وسبب رفضه تولي منصب وزير للثقافة، وتحدث عن سر وصوله للجمهور العربي بسرعة وعن موقفه من التطبيع الثقافي الذي تسلل إلى دول عربية كثيرة.
بدايات لطفي بوشناق لم تكن سهلة، كيف كانت التحديات التي واجهها لدخول الساحة الفنية والوصول إلى القمة؟
لم أخطط يوما لأن أكون فنانا، لكن القدر وحبي للفن وصدقي في التعامل معه وإيماني بالرسالة الفنية للفنان وبأهمية الفن في تاريخ الأمم والحضارات هو ما جعلني أواصل وأصل إلى ما أنا عليه رغم الظروف التي عشتها، فأنا مصر على أن أكون المرآة التي تعكس الواقع الذي نعيشه، وأن أكون صوت الشعوب والإنسان أينما كان، وأحاول التعبير عنه، لكني لم أصل إلى القمة بعد فأنا أعتبر نفسي في البدايات، وأريد فقط أن أبقى حيا بعد مماتي بالفن الذي قدمته.
أعيش لأغني ولا أغني لأعيش.. مقولة شهيرة لك، كيف يعيش لطفي بوشناق في ساحة تشهد زخما موسيقيا قائما على الربح المادي بالأساس؟
المال ليس غاية، بل هو وسيلة، ففي التاريخ كان هناك أناس أثرياء لكن لم يذكرهم التاريخ، لكن نتحدث عن سيد درويش أو فان جوخ وطه حسين والعديد من العلماء الذين ذكرهم التاريخ لما قدموه للإنسانية، فالعلم والثقافة يصنعان التاريخ، وليس المال.
وعن نفسي، فني ومواقفي هما غايتي وليس المال، وأتمنى أن أضيف ولو ذرة واحدة في هرم التاريخ الموسيقي العربي فذلك بالنسبة لي أهم من الربح المادي.
كيف وصل لطفي بوشناق إلى الجمهور العربي بسرعة فائقة على عكس فنانين تونسيين كثر حاولوا ولم يحالفهم الحظ؟
لست الوحيد الذي وصلت شهرته إلى العالم العربي، لكن في اعتقادي السر في ذلك الوصول هو الصدق ثم الهوية والموقف، فالفنان يجب أن يكون له مبدأ، ومهمته ليست إمتاع أو تسلية الناس فقط، بل أن يكون حاملا لهموم الشعوب وأن يغني لهم في ثوراتهم وفي أفراحهم وفي انتفاضتهم وأن يغني عن واجباتهم، فالفن ليس حكرا على الحب والغرام فقط، بل يشمل جميع القضايا الإنسانية مهما اختلفت الألوان والسياسات والأعراق والأديان، ربما هذا ما ساهم في وصولي إلى الجمهور العربي وأتمنى أن أكون صادقا.
تم اختيارك رئيسا للنقابة الجديدة بينما رفضت تولي منصب وزير للثقافة سابقا علما بأن منصب الوزير فيه صلاحيات أكثر لخدمة الفن والفنانين، لماذا؟
أنا رئيس شرفي للنقابة، وهذا ميدان أعرف خباياه جيدا بما أنني جزء منه، وأنا على اتصال دائم بالفنانين والمطربين والعازفين والشعراء وأعرف مشاكل ميدان الفن، وسأحاول بكل استطاعتي أن أكون جديرا بهذا المنصب وإصلاح ما يجب إصلاحه لصيانة هذا الميدان، منها حقوق المؤلف وحقوق الملحن وحقوق الفنانين، والحفاظ على الوسط الفني، ودعم من يستحق أن يكون داخله ونبعد المتطفلين عليه وننظف الساحة لحفظ الإبداع الفني وصيانة القيم التي بني عليها، وإعطاء كل ذي حق حقه.
رفضت منصب وزير الثقافة لأنها ببساطة ليست مهنتي، وتخصصي ليس إداريا، والأجدر أن يعمل كل فرد في مجاله الذي درسه.
أنت تحمل جواز السفر الفلسطيني ومن أكثر المدافعين بشراسة عن القضية، ما رأيك في التطبيع الثقافي الذي بدأ يتسلل إلى البلدان العربية؟ وكيف تتم مجابهة الظاهرة فنيا؟
كل مطبع مع الاحتلال يتحمل مسؤوليته كاملة، أنا طبعا ضد التطبيع وسأظل وراء القضية الفلسطينية حتى آخر رمق في حياتي، فهي ليست قضية الفلسطينيين فقط، بل هي قضية كل إنسان شريف -عربي أو أجنبي- يؤمن بحقوق هذا الشعب الذي احتلت أرضه وقتل وشرد، فلا أستطيع بالتالي إدارة ظهري للقضية، ثم إن العالم لن يشهد استقرارا إذا لم يأخذ الشعب الفلسطيني حقه ويقيم دولته المستقلة على أرضه.
بعد المشاركة في أوبريت "الحلم العربي" في نهاية التسعينيات و"أنا المواطن" قبل 8 أعوام، كيف ترى واقع ومستقبل المواطن العربي الذي غنيت من أجله خلال العقود الماضية؟
العالم العربي يمر بفترة صعبة جدا، لذلك نرجو من حكام هذا الشعب توحيد الصفوف والابتعاد عن التفرقة، وأن يتضامنوا ويتوحدوا من أجل بناء مستقبل أفضل، ولشعوب عانت الكثير أقول: ضموا الصفوف، أزيلوا الفتن، وضحوا جميعا لأجل الوطن وكونوا حماة وكونوا بناة ولا تستعينوا بغدر الزمن.
لطفي بوشناق فنان مثقف ومهموم بقضايا بلاده.. لكن هل يجب أن يتجنب الفنان الإعلان عن رأيه السياسي حتى لا يخسر جمهوره؟
أنا غنيت عن جميع المواضيع تقريبا، وكلمات أغنياتي تشهد لتوجهي، فأنا مع الوطن والإنسان فقط، وخطابي الوحيد هو فني الذي أقول فيه كل شيء، فأنا أنتقي كلمات أغنياتي لأعبر عن مواقفي في جميع المجالات، وأنا ضد الكلام الكثير والخطابات الرنانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.