إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رؤوف يغلان لـ"الصباح": المدرسة هي بداية الانفتاح والرقي ومفتاح للتوازن والتصالح الذاتي

تونس-الصباح

ما من شك -بل وبإجماع الأغلبية- أن المنظومة التربوية في تونس تعاني الأمرين على العديد من المستويات..نظرا لغياب مقومات الإصلاح وإلغاء برامج الترفيه والإبداع، المساهمة في البناء التربوي والصحة الاجتماعية.. إلى درجة أن التلميذ -اليوم- أصبح مهددا في توازنه الفكري والوجداني نظرا لزخم البرامج التعليمية مقابل عدم توفر الأنشطة الثقافية والإبداعية والتي من شأنها أن تحد من الاضطرابات النفسية والآثار السلبية لتلك الرتابة التي يعيشها التلاميذ على مر السنين..

وبما أن الخلل النفسي يختلف من شخص إلى آخر يبدو أن حادثة الاعتداء الشنيع على مرب بمعهد بن رشيق بالزهراء  من طرف تلميذ أثبتت من جديد أن الوسط التربوي يعاني الكثير من الإهمال على مستوى الإحاطة النفسية وإيجاد الحلول الكفيلة لضمان توازن التلميذ المؤدي بالضرورة إلى إنقاذ المجتمع ..

الفنان رؤوف بن يغلان في دور "المثقف العضوي " (عبارة للمفكر الإيطالي انطونيو قرامشي يرى من خلالها أن المثقف له دور تاريخي من حيث تجديد الفكر) تمت دعوته مؤخرا من معهد العوينة إثر الاعتداء السالف ذكره لإخراج التلميذ-حسب تصريح لمدير المعهد بإحدى الإذاعات- "من قيود البرامج إلى التشاركية على مستوى الأفكار والمواقف في لقاء تحت عنوان "الثقافة والتربية لمكافحة العنف والانحراف".. كما ان اختيار رؤوف بن يغلان كان مرحبا به من جميع الأطراف لأنه فنان مسكون بهموم وطن.."

"الصباح" تابعت الحدث عن كثب ليتضح أن الفنان رؤوف بن يغلان أحدث مشروعا ثقافيا بعنوان "فنان في مدرسة "..

وقد تمكن منذ انطلاقه من تغيير قاعة بمعهد العوينة إلى فضاء مسرحي وحول التلاميذ الذين تراوح عددهم بين 500 و600 تلميذ من متفرجين إلى مبدعين.. استطاع أن يفجر طاقات الأغلبية وشد انتباههم بأسلوب فني راق ..  مؤمن بقدراتهم ومخزونهم الإبداعي..تلاميذ لا ينتظرون الا الفرصة السانحة لإثبات إمكانياتهم الفنية.

رؤوف بن يغلان يعي جيدا أن الدروس في المعاهد لا تكفي بدليل أن النص المسرحي على سبيل المثال يدرس من حيث الآليات والخصائص لا غير.. مما يجعل التلميذ يمل من  القوالب الجاهزة ولا يعيرها اهتماما والحال أنه بحاجة إلى الترفيه عن نفسه والشعور بأنه سيد نفسه..وما أن غابت كل تلك الجزئيات الهامة في مسيرة التلميذ إلا وكانت محركا أساسيا للتصعيد عبر العنف بشتى أنواعه..

ضرورة الطرح الإبداعي

raouf.jpg

ولمزيد الكشف عن أهداف "فنان في المدرسة " اتصلت الصباح بصاحب المشروع الفني رؤوف بن يغلان للحديث عن جولاته بين المدارس وانطباعات التلاميذ والاساتذة ومدى حرصه على التأثير في الوسط المدرسي عبر طرحه الإبداعي، بعد أن زار معهد العوينة ومعهد ابي القاسم الشابي بحي التضامن في انتظار زيارة أخرى اليوم إلى معهد منزل جميل ثم معهد بن رشيق بالزهراء أين وقع الاعتداء على المربي.. ليؤكد لنا أن "الكل يناشد الإصلاح في المؤسسات التربوية والإصلاح لا يكون إلا بإصلاح العمق، وما " الأغورا  l'algora  " "فنان في مدرسة" إلا تنديد بالعنف عبر الإبداع.. والعنف حسب اعتقادي "يلزمو يتفرك"  لأن خطاب الفنان يختلف عن خطاب المؤسسات والإدارات..ذلك أن العنف في المدرسة حسب اعتقادي  يخفي عنفا آخر في ظل غياب الترفيه والإبداع..فهما عاملان اساسيان لجعل التلميذ يشعر بأنه سيد نفسه..ثم إن الفضاءات المدرسية بما أنها فضاءات معرفية حيث حضور العقل كان من الأجدر أن يشيد للمعرفة الحرة لا أن يظل التلاميذ خاضعين للاوهام التي سلطت عليهم من خلال قنوات التواصل.. إذ لا بد من إنقاذ هؤلاء الشباب لان إنقاذهم من المخاطر المتباينة المحدقة بهم يعني إنقاذ المجتمع"..

وعن توظيف المسرح في المعاهد للحد من تنامي ظاهرة العنف بين لنا صاحب "فنان في مدرسة" أنه "يضع ركحا في المؤسسة التربوية لا للفنان فحسب وإنما للتلميذ أيضا فصعودك على الركح يجعلك تشعر بأنك مسؤول لان الكلمة فوق الركح تختلف عن الكلمة خارج الركح (الشارع..المقهى..) فالركح فضاء للحرية والحرية مسؤولية وهي طريق الالتزام والتحكم في الذات.."

ويضيف محدثنا في إطار التطرق إلى الغاية من هذا المشروع أن "فنان في المدرسة" ليس للترفيه فحسب إنما المقصود به المقاربة الإبداعية الفنية التي بفضلها تكتسب المعرفة بعدا آخر..كما أننا لا يمكن أن نقتصر على المعرفة دون توظيف الشغف"la  passion"..فالطرح الإبداعي لا يمكن الاستغناء عنه، به يتحقق التوازان التربوي وبالتالي ضمان التوازن الاجتماعي..كما أن الفن ليس كما تتصوره القنوات التلفزية الاستهلاكية فهو يجعل المتفرج واعيا بأنه متفرج مما يساهم في الحد من ثقافة الاستهلاك.. وما غياب الفن والثقافة إلا سبب في خلق هوة بين الأفراد من حيث التواصل والتوازن الاجتماعي..".

وليد عبداللاوي

رؤوف يغلان لـ"الصباح": المدرسة هي بداية الانفتاح والرقي ومفتاح للتوازن والتصالح الذاتي

تونس-الصباح

ما من شك -بل وبإجماع الأغلبية- أن المنظومة التربوية في تونس تعاني الأمرين على العديد من المستويات..نظرا لغياب مقومات الإصلاح وإلغاء برامج الترفيه والإبداع، المساهمة في البناء التربوي والصحة الاجتماعية.. إلى درجة أن التلميذ -اليوم- أصبح مهددا في توازنه الفكري والوجداني نظرا لزخم البرامج التعليمية مقابل عدم توفر الأنشطة الثقافية والإبداعية والتي من شأنها أن تحد من الاضطرابات النفسية والآثار السلبية لتلك الرتابة التي يعيشها التلاميذ على مر السنين..

وبما أن الخلل النفسي يختلف من شخص إلى آخر يبدو أن حادثة الاعتداء الشنيع على مرب بمعهد بن رشيق بالزهراء  من طرف تلميذ أثبتت من جديد أن الوسط التربوي يعاني الكثير من الإهمال على مستوى الإحاطة النفسية وإيجاد الحلول الكفيلة لضمان توازن التلميذ المؤدي بالضرورة إلى إنقاذ المجتمع ..

الفنان رؤوف بن يغلان في دور "المثقف العضوي " (عبارة للمفكر الإيطالي انطونيو قرامشي يرى من خلالها أن المثقف له دور تاريخي من حيث تجديد الفكر) تمت دعوته مؤخرا من معهد العوينة إثر الاعتداء السالف ذكره لإخراج التلميذ-حسب تصريح لمدير المعهد بإحدى الإذاعات- "من قيود البرامج إلى التشاركية على مستوى الأفكار والمواقف في لقاء تحت عنوان "الثقافة والتربية لمكافحة العنف والانحراف".. كما ان اختيار رؤوف بن يغلان كان مرحبا به من جميع الأطراف لأنه فنان مسكون بهموم وطن.."

"الصباح" تابعت الحدث عن كثب ليتضح أن الفنان رؤوف بن يغلان أحدث مشروعا ثقافيا بعنوان "فنان في مدرسة "..

وقد تمكن منذ انطلاقه من تغيير قاعة بمعهد العوينة إلى فضاء مسرحي وحول التلاميذ الذين تراوح عددهم بين 500 و600 تلميذ من متفرجين إلى مبدعين.. استطاع أن يفجر طاقات الأغلبية وشد انتباههم بأسلوب فني راق ..  مؤمن بقدراتهم ومخزونهم الإبداعي..تلاميذ لا ينتظرون الا الفرصة السانحة لإثبات إمكانياتهم الفنية.

رؤوف بن يغلان يعي جيدا أن الدروس في المعاهد لا تكفي بدليل أن النص المسرحي على سبيل المثال يدرس من حيث الآليات والخصائص لا غير.. مما يجعل التلميذ يمل من  القوالب الجاهزة ولا يعيرها اهتماما والحال أنه بحاجة إلى الترفيه عن نفسه والشعور بأنه سيد نفسه..وما أن غابت كل تلك الجزئيات الهامة في مسيرة التلميذ إلا وكانت محركا أساسيا للتصعيد عبر العنف بشتى أنواعه..

ضرورة الطرح الإبداعي

raouf.jpg

ولمزيد الكشف عن أهداف "فنان في المدرسة " اتصلت الصباح بصاحب المشروع الفني رؤوف بن يغلان للحديث عن جولاته بين المدارس وانطباعات التلاميذ والاساتذة ومدى حرصه على التأثير في الوسط المدرسي عبر طرحه الإبداعي، بعد أن زار معهد العوينة ومعهد ابي القاسم الشابي بحي التضامن في انتظار زيارة أخرى اليوم إلى معهد منزل جميل ثم معهد بن رشيق بالزهراء أين وقع الاعتداء على المربي.. ليؤكد لنا أن "الكل يناشد الإصلاح في المؤسسات التربوية والإصلاح لا يكون إلا بإصلاح العمق، وما " الأغورا  l'algora  " "فنان في مدرسة" إلا تنديد بالعنف عبر الإبداع.. والعنف حسب اعتقادي "يلزمو يتفرك"  لأن خطاب الفنان يختلف عن خطاب المؤسسات والإدارات..ذلك أن العنف في المدرسة حسب اعتقادي  يخفي عنفا آخر في ظل غياب الترفيه والإبداع..فهما عاملان اساسيان لجعل التلميذ يشعر بأنه سيد نفسه..ثم إن الفضاءات المدرسية بما أنها فضاءات معرفية حيث حضور العقل كان من الأجدر أن يشيد للمعرفة الحرة لا أن يظل التلاميذ خاضعين للاوهام التي سلطت عليهم من خلال قنوات التواصل.. إذ لا بد من إنقاذ هؤلاء الشباب لان إنقاذهم من المخاطر المتباينة المحدقة بهم يعني إنقاذ المجتمع"..

وعن توظيف المسرح في المعاهد للحد من تنامي ظاهرة العنف بين لنا صاحب "فنان في مدرسة" أنه "يضع ركحا في المؤسسة التربوية لا للفنان فحسب وإنما للتلميذ أيضا فصعودك على الركح يجعلك تشعر بأنك مسؤول لان الكلمة فوق الركح تختلف عن الكلمة خارج الركح (الشارع..المقهى..) فالركح فضاء للحرية والحرية مسؤولية وهي طريق الالتزام والتحكم في الذات.."

ويضيف محدثنا في إطار التطرق إلى الغاية من هذا المشروع أن "فنان في المدرسة" ليس للترفيه فحسب إنما المقصود به المقاربة الإبداعية الفنية التي بفضلها تكتسب المعرفة بعدا آخر..كما أننا لا يمكن أن نقتصر على المعرفة دون توظيف الشغف"la  passion"..فالطرح الإبداعي لا يمكن الاستغناء عنه، به يتحقق التوازان التربوي وبالتالي ضمان التوازن الاجتماعي..كما أن الفن ليس كما تتصوره القنوات التلفزية الاستهلاكية فهو يجعل المتفرج واعيا بأنه متفرج مما يساهم في الحد من ثقافة الاستهلاك.. وما غياب الفن والثقافة إلا سبب في خلق هوة بين الأفراد من حيث التواصل والتوازن الاجتماعي..".

وليد عبداللاوي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews