يخطئ من يعتقد ان كل المشتغلين في قطاع الفن بأنواعه السبعة أغنياء ويعيشون الرخاء ولا يعرفون الشدة ..ويخطئ كل من يعتقد ان كل من يلعب مع نجوم الكرة المشهورين متعادلين من حيث الثروات والمكتسبات .. كما يخطئ من يعتقد ان كل المشتغلين في قطاع الاعلام على نفس الدرجة من الغنى والرفاهية والجاه وهو ما اثبتته الايام عندما تحول عدد كبير من نجوم الفن والتمثيل العرب - وبصفة خاصة في مصر رائدة الاشتغال والتخصص في الفنون (الغناء والموسيقى والتمثيل ) وفي تونس ايضا - من نجوم يشتهي الناس رؤيتهم والتقاط الصورة معهم ويهرولون من اجل الحصول على توقيعاتهم الى فقراء غير قادرين على مصاريف الحياة اليومية وتسويغ المحلات التي يقطنونها مهما كانت صغيرة وقديمة ويعانون أنواعا شتى من الامراض التي لا قدرة لهم على الايفاء بتكاليف دوائها او الاقامة بسببها في المستشفيات العمومية حتى لا نقول المصحات . والحقيقة اننا لا نعرف لماذا يصيب الفقر هؤلاء بعد ان يتربعوا على عرش اختصاصاتهم وهنا تحضرني قصة الفنانة بديعة مصابني الفنانة الغنية جدا والكريمة جدا والتي لم تعرف المحافظة على ثروتها الهائلة فعاشت عندما تقدمت في السن ولم تعد تقدر على الرقص والغناء فقيرة معدمة ولم تلق اي عناية او رعاية بعد كل ما قدمته للفن في مصر ولم يغفر لها كرمها الحاتمي ولا طيبة قلبها مع محيطها ومع الفقراء الذين يقصدونها ولم تلق أي رد للجميل ممن ساعدتهم وتسببت في ثرائهم وشهرتهم .
نجوم زمان في مصر اسعدوا الناس فنال منهم الفقر والمرض
وأمثال بديعة مصابني في مصر كثّر ويمكن ان نذكر من بينهم فاطمة رشدي رائدة المسرح والسينما المصرية، التي عاشت حياة النجومية وأعطت للفن وقتها ومالها، وبعد انحسار الأضواء عنها ومع التقدم في السن وضياع الصحة والمال عاشت الفقر على اصوله وماتت وحيدة تاركة لمصر وللعرب ثروة فنية عملاقة تزيد عن 200 مسرحية و16 فيلما سينمائيا.
وزينات صدقي الممثلة الكوميدية التي اشتهرت بأداء دور الفتاة العانس في السينما المصرية التي ما ان انزوت عن الاضواء حتى تخلى عنها الاصدقاء والاقرباء وتوفيت وهي فقيرة ومريضة دون ان تجد الرعاية او العناية . والممثل رياض قصبجي أشهر شاويش فى السينما المصرية، "الشاويش عطية" ورفيق اسماعيل ياسين في اغلب افلامه الذي حجزت جثته في المستشفى لعدم قدرة اهله على دفع التكاليف . وعبد الفتاح القصري الذي توفي كفيفا وفقيرا معدما وإسماعيل ياسين الذي خرج من رحلة كفاحه في القطاع الفني خالي الوفاض ويونس شلبي احد تلاميذ "مدرسة المشاغبين" وواحد من نجوم "العيال كبرت"الذي تعرض لأزمة مالية كبيرة في أيامه الأخيرة بسبب صراعه مع المرض، واضطرت عائلته إلى بيع آخر أملاكه بسبب تكاليف العلاج، وكان قد اشتكى من تجاهل اصدقائه من الفنانين له ولظروفه الصعبة . والأكيد ان العدد اكبر من ذلك بكثير ولكن هذه الاسماء ممثلة لما يؤول اليه وضع الفنان بمجرد ان يمرض وتنحسر عنه الاضواء ويتقدم في السن .
ونحن في تونس لنا عدد كبير من الفنانين الذين عاشوا نفس الوضع ولم تشفع لهم شهرتهم ولا فنهم ولا نضالهم من اجل النهوض بمستوى وعي الشعب التونسي في سنوات الاستعمار وعند بناء دولة الاستقلال ليعيشوا بكرامة عندما تقدمت بهم السن أوعندما استفحل مرضهم واقعدهم عن العمل.. وما زلنا الى يومنا نكتب في الصحف لنلفت الانتباه الى وضعياتهم ونطلب من الدولة ووزارة الشؤون الثقافية الاهتمام بهم والتكفل بمصاريف علاجهم ردا لجميلهم واعترافا بجليل الخدمات التي قدموها للمجتمع التونسي وكثيرا ما يتم ذلك ويتم تعهدهم بالعناية والرعاية ولكن الامر يبقى من باب الفضل والتكرم عليهم بالمساعدات الظرفية مثل المنح التي يتلقاها بعض المشتغلين في بعض القطاعات الفنية والموسيقية هذه الايام بعد الازمة التي سببتها لهم الكورونا وايقافهم عن النشاط بعد ايقاف التظاهرات الثقافية بجميع انواعها في بلادنا منذ قرابة السنتين .
تدخل رئاسي مصري لإنقاذ الفنانين وركود وتجاهل في تونس
وفي حين تناضل نقابتا الفنون عندنا في تونس وبعض الهياكل والمؤسسات المعنية ببعض القطاعات الفنية من اجل المتضررين من تداعيات وباء الكورونا وتوقف التقدم البطيء جدا لقانون الفنان مع توقف نشاط مجلس النواب وتجميده وجدت مصر على ما يبدو الحل المناسب حتى لا تهدر كرامة الفنان مستقبلا لأنه عزيز جدا على وطنه مثلما علقت الممثلة يسرا.
ففي ظل جائحة الكورونا عانى كثير من المطربين والفرق الموسيقية التى تعمل معهم من صعوبات مالية كبيرة وساءت اوضاعهم وتردت مما جعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يطلب هذا الاسبوع تدقيق قاعدة البيانات الخاصة بحصر وتسجيل الفنانين بمختلف فئاتهم بالتنسيق والتعاون مع النقابات الفنية المختلفة، وذلك لتشملهم برامج الحماية التأمينية والرعاية الاجتماعية ضد المخاطر المتنوعة مثل الشيخوخة والعجز وغيرها، والتي قد تعيقهم عن أداء عملهم، خاصة ما يتعلق بالعاملين بالقطاع الفنى الذين لا يتمتعون بوظائف منتظمة ولا يمتلكون مصادر بديلة للدخل، وذلك بهدف توفير سبل المعيشة الكريمة لهم ولأسرهم بما يساعد على تعزيز وحماية القوة الناعمة لمصر على الصعيد الفني والابداعي والثقافي، والتي طالما مثلت إرثا متميزا لمصر فى المنطقة والعالم كمنارة للفن والإبداع.
لفتة استبشر بها جميع فناني وفنانات مصر واعتبرها هاني شاكر نقيب المهن الموسيقية مثلا هدية كبيرة من الرئيس السيسي اشعرت الفنانين بالاطمئنان واثلجت صدورهم. ونوه الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، بتقدير الرئيس عبدالفتاح السيسي، للفن والفنانين وبحرصه على العمل على توفير الرعاية الصحية والاجتماعية لهم .واعتبرت الفنانة سميحة أيوب، أن توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية للفنانين يعد حدثا تاريخيا وضع حدا للتسول من اجل انقاذ او معالجة الفنان اذا تعب ومرض . اما احمد بدير فقد علق قائلا ان قرار الرئيس يعني عودة الروح للفن والإبداع لان الفنان لم يعد في حاجة للتفكير في قوت يومه خاصة وان الشغل غير متوفر للجميع بشكل عادل ومنتظم لغياب العدل في توزيع الادوار في الاعمال الفنية .
فهل نأمل نحن في تونس لفتة من رئيس الجمهورية قيس سعيد الى القطاع الثقافي والفني تحلحل الازمة وتعيد الروح للعمل الابداعي والاطمئنان للفنانين والمبدعين الذين تعبوا خلال 10 سنوات او اكثر من محاصرة الفن والابداع وازدرائهما والتضييق عليهما، ولإنقاذ المتضررين من توقيف العمل الثقافي والفني وكل التظاهرات حفاظا على المجتمع من مزيد تفشي الكورونا..
سنتان من البطالة المفروضة اشعرت الفنانين بعدم اهميتهم في مجتمعهم وبأنهم ليسوا عزيزين على وطنهم ولا يمثلون ما اعتبره عبد الفتاح السيسي القوة الناعمة على الصعيد الفني والابداعي والثقافي في المجتمع .
علياء بن نحيلة
تونس– الصباح
يخطئ من يعتقد ان كل المشتغلين في قطاع الفن بأنواعه السبعة أغنياء ويعيشون الرخاء ولا يعرفون الشدة ..ويخطئ كل من يعتقد ان كل من يلعب مع نجوم الكرة المشهورين متعادلين من حيث الثروات والمكتسبات .. كما يخطئ من يعتقد ان كل المشتغلين في قطاع الاعلام على نفس الدرجة من الغنى والرفاهية والجاه وهو ما اثبتته الايام عندما تحول عدد كبير من نجوم الفن والتمثيل العرب - وبصفة خاصة في مصر رائدة الاشتغال والتخصص في الفنون (الغناء والموسيقى والتمثيل ) وفي تونس ايضا - من نجوم يشتهي الناس رؤيتهم والتقاط الصورة معهم ويهرولون من اجل الحصول على توقيعاتهم الى فقراء غير قادرين على مصاريف الحياة اليومية وتسويغ المحلات التي يقطنونها مهما كانت صغيرة وقديمة ويعانون أنواعا شتى من الامراض التي لا قدرة لهم على الايفاء بتكاليف دوائها او الاقامة بسببها في المستشفيات العمومية حتى لا نقول المصحات . والحقيقة اننا لا نعرف لماذا يصيب الفقر هؤلاء بعد ان يتربعوا على عرش اختصاصاتهم وهنا تحضرني قصة الفنانة بديعة مصابني الفنانة الغنية جدا والكريمة جدا والتي لم تعرف المحافظة على ثروتها الهائلة فعاشت عندما تقدمت في السن ولم تعد تقدر على الرقص والغناء فقيرة معدمة ولم تلق اي عناية او رعاية بعد كل ما قدمته للفن في مصر ولم يغفر لها كرمها الحاتمي ولا طيبة قلبها مع محيطها ومع الفقراء الذين يقصدونها ولم تلق أي رد للجميل ممن ساعدتهم وتسببت في ثرائهم وشهرتهم .
نجوم زمان في مصر اسعدوا الناس فنال منهم الفقر والمرض
وأمثال بديعة مصابني في مصر كثّر ويمكن ان نذكر من بينهم فاطمة رشدي رائدة المسرح والسينما المصرية، التي عاشت حياة النجومية وأعطت للفن وقتها ومالها، وبعد انحسار الأضواء عنها ومع التقدم في السن وضياع الصحة والمال عاشت الفقر على اصوله وماتت وحيدة تاركة لمصر وللعرب ثروة فنية عملاقة تزيد عن 200 مسرحية و16 فيلما سينمائيا.
وزينات صدقي الممثلة الكوميدية التي اشتهرت بأداء دور الفتاة العانس في السينما المصرية التي ما ان انزوت عن الاضواء حتى تخلى عنها الاصدقاء والاقرباء وتوفيت وهي فقيرة ومريضة دون ان تجد الرعاية او العناية . والممثل رياض قصبجي أشهر شاويش فى السينما المصرية، "الشاويش عطية" ورفيق اسماعيل ياسين في اغلب افلامه الذي حجزت جثته في المستشفى لعدم قدرة اهله على دفع التكاليف . وعبد الفتاح القصري الذي توفي كفيفا وفقيرا معدما وإسماعيل ياسين الذي خرج من رحلة كفاحه في القطاع الفني خالي الوفاض ويونس شلبي احد تلاميذ "مدرسة المشاغبين" وواحد من نجوم "العيال كبرت"الذي تعرض لأزمة مالية كبيرة في أيامه الأخيرة بسبب صراعه مع المرض، واضطرت عائلته إلى بيع آخر أملاكه بسبب تكاليف العلاج، وكان قد اشتكى من تجاهل اصدقائه من الفنانين له ولظروفه الصعبة . والأكيد ان العدد اكبر من ذلك بكثير ولكن هذه الاسماء ممثلة لما يؤول اليه وضع الفنان بمجرد ان يمرض وتنحسر عنه الاضواء ويتقدم في السن .
ونحن في تونس لنا عدد كبير من الفنانين الذين عاشوا نفس الوضع ولم تشفع لهم شهرتهم ولا فنهم ولا نضالهم من اجل النهوض بمستوى وعي الشعب التونسي في سنوات الاستعمار وعند بناء دولة الاستقلال ليعيشوا بكرامة عندما تقدمت بهم السن أوعندما استفحل مرضهم واقعدهم عن العمل.. وما زلنا الى يومنا نكتب في الصحف لنلفت الانتباه الى وضعياتهم ونطلب من الدولة ووزارة الشؤون الثقافية الاهتمام بهم والتكفل بمصاريف علاجهم ردا لجميلهم واعترافا بجليل الخدمات التي قدموها للمجتمع التونسي وكثيرا ما يتم ذلك ويتم تعهدهم بالعناية والرعاية ولكن الامر يبقى من باب الفضل والتكرم عليهم بالمساعدات الظرفية مثل المنح التي يتلقاها بعض المشتغلين في بعض القطاعات الفنية والموسيقية هذه الايام بعد الازمة التي سببتها لهم الكورونا وايقافهم عن النشاط بعد ايقاف التظاهرات الثقافية بجميع انواعها في بلادنا منذ قرابة السنتين .
تدخل رئاسي مصري لإنقاذ الفنانين وركود وتجاهل في تونس
وفي حين تناضل نقابتا الفنون عندنا في تونس وبعض الهياكل والمؤسسات المعنية ببعض القطاعات الفنية من اجل المتضررين من تداعيات وباء الكورونا وتوقف التقدم البطيء جدا لقانون الفنان مع توقف نشاط مجلس النواب وتجميده وجدت مصر على ما يبدو الحل المناسب حتى لا تهدر كرامة الفنان مستقبلا لأنه عزيز جدا على وطنه مثلما علقت الممثلة يسرا.
ففي ظل جائحة الكورونا عانى كثير من المطربين والفرق الموسيقية التى تعمل معهم من صعوبات مالية كبيرة وساءت اوضاعهم وتردت مما جعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يطلب هذا الاسبوع تدقيق قاعدة البيانات الخاصة بحصر وتسجيل الفنانين بمختلف فئاتهم بالتنسيق والتعاون مع النقابات الفنية المختلفة، وذلك لتشملهم برامج الحماية التأمينية والرعاية الاجتماعية ضد المخاطر المتنوعة مثل الشيخوخة والعجز وغيرها، والتي قد تعيقهم عن أداء عملهم، خاصة ما يتعلق بالعاملين بالقطاع الفنى الذين لا يتمتعون بوظائف منتظمة ولا يمتلكون مصادر بديلة للدخل، وذلك بهدف توفير سبل المعيشة الكريمة لهم ولأسرهم بما يساعد على تعزيز وحماية القوة الناعمة لمصر على الصعيد الفني والابداعي والثقافي، والتي طالما مثلت إرثا متميزا لمصر فى المنطقة والعالم كمنارة للفن والإبداع.
لفتة استبشر بها جميع فناني وفنانات مصر واعتبرها هاني شاكر نقيب المهن الموسيقية مثلا هدية كبيرة من الرئيس السيسي اشعرت الفنانين بالاطمئنان واثلجت صدورهم. ونوه الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، بتقدير الرئيس عبدالفتاح السيسي، للفن والفنانين وبحرصه على العمل على توفير الرعاية الصحية والاجتماعية لهم .واعتبرت الفنانة سميحة أيوب، أن توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية للفنانين يعد حدثا تاريخيا وضع حدا للتسول من اجل انقاذ او معالجة الفنان اذا تعب ومرض . اما احمد بدير فقد علق قائلا ان قرار الرئيس يعني عودة الروح للفن والإبداع لان الفنان لم يعد في حاجة للتفكير في قوت يومه خاصة وان الشغل غير متوفر للجميع بشكل عادل ومنتظم لغياب العدل في توزيع الادوار في الاعمال الفنية .
فهل نأمل نحن في تونس لفتة من رئيس الجمهورية قيس سعيد الى القطاع الثقافي والفني تحلحل الازمة وتعيد الروح للعمل الابداعي والاطمئنان للفنانين والمبدعين الذين تعبوا خلال 10 سنوات او اكثر من محاصرة الفن والابداع وازدرائهما والتضييق عليهما، ولإنقاذ المتضررين من توقيف العمل الثقافي والفني وكل التظاهرات حفاظا على المجتمع من مزيد تفشي الكورونا..
سنتان من البطالة المفروضة اشعرت الفنانين بعدم اهميتهم في مجتمعهم وبأنهم ليسوا عزيزين على وطنهم ولا يمثلون ما اعتبره عبد الفتاح السيسي القوة الناعمة على الصعيد الفني والابداعي والثقافي في المجتمع .