بعد مشاركة في ثلاث مجموعات شعرية وهي " مرافئ الإبداع" و"رياحين الجازية" و"شذرات من الوجدان" وفي مجموعة قصصية بعنوان " في رحاب الوجدان" أصدرت الشاعرة محجوبة بن حميدة مجموعتها الشعرية الأولى عن دار الجندي للطباعة والنشر ، القاهرة ، بعنوان " أنثى بعثرتها الأشواق" . هذه المجموعة كانت محل احتفاء من قبل عدد من مثقفي الجهة في حفل توقيع نظمه بالمناسبة المركب الثقافي الشيخ إدريس ببنزرت بإدارة البشير القمودي ، بالتعاون مع جمعية كفاءات كبار السن بالماتلين برئاسة الأستاذ قمر الزمان قلوز ، وتقديم الأستاذة والشاعرة المبدعة هندة السميراني .
صورة معبرة
تمتد المجموعة الشعرية على مائة وصفحتين ، وتتضمن 30 قصيدة وهي : أنثى بعثرتها الأشواق ، شهيدة الهوى ، همس على عتبات الانتظار ، امرأة من وتر ، سأكتب على كفك قصيدة ، قال لي ، صراع الأقدار ، ويشهد قلبي أنك قلبي ، شرود غامض ، اخلعي نعليك ، أحلام عارية ، ضياع العمر بضياع الأمل ، تنهيدات خرساء ، همسات العاشقين ، أمواج النسيان ، ليلة الوداع ، شعلة حب ، أنا وقهوتي وليلي الطويل ، بين الرحيل والبقاء ، هتاف الشوق بين الحنايا ، أرجوحة الحياة ، أنا وإن كنت أنا أنت ، شعاع الشمس ، ذات مساء وذات شوق ، لا ترحل ، لا تقولي وداعا ، مازلت أتنفس ، متاهات ، ماذا لو التقينا ، قصيدة بطعم الحياة ، إضافة إلى الإهداء في فاتحة المجموعة ، والسيرة الذاتية في خاتمتها
وقد حمل الغلاف صورة لامرأة لا تبين ملامحها ، في ثوب بني تلوح الريح بطرف من جزئه العلوي في الفضاء ، يتناسب لونه البني مع لون الجزء الأسفل من الصورة ، وهي واقفة على حافة صخرة ناتئة تشرف على غابة قريبة خصراء ، وبلدة بعيدة وبحر أبعد ،تنظر إلى الأفق البعيد ، وقد تفاوتت كثافة سحبه ودرجة قتامتها الرمادية وشفافيتها ، غارقة في تأملات وجودية أو أحلام يقظة .
" مرآة الأنا والآخر في خطاب ذات مأزومة"
وأما في ما يتعلق بمضمون الديوان فقد بينت الأستاذة هندة السميراني في مداخلتها أن الشاعرة طرحت فيه علاقة الشّعر بالذّات الشّاعرة من جهة ، وبالمتلقّي من جهة ثانية ، انطلاقا من قولة النّاقد محمد مندور في كتابه« فن الشّعر» : هل الهدف من التعبير..التّنفيس عن الذّات الفرديّة دون اعتبار الجمهور المتلقّي؟..أم أنّ الفنّان يبدع ليخاطب الغير ويعديه بمثل حالته النفسيّة التي يعبّر عنها؟
وضمن هذه الإشكاليّة وقع تناول الدّيوان بدءا بالوقوف على العنوان ودلالاته وأهمّيته عتبة سيميائيّة دالّة على المتن الشعريّ، ثم تناولا للمتن في مستويات ثلاثة:
اولا_أشواق بعثرتها أنثى
ثانيا : حوار الضّمائر
ثالثا _ سلطة الوظيفة التعبيريّة للغة
وقد أوضحت في المستوى الأوّل بأمثلة دقيقة من الدّيوان كيف " تبعثرت" هذه" الأشواق" في كلّ النّصوص باشتقاقات مختلفة( فعلا/ مصدرا/ اسم فاعل..) لتعبّر عن عاطفة ذات مرهفة الحسّ تشكو غيابا وترنو إلى سعادة مرتجاة..
أمّا المستوى الثّاني فكان مدار الاهتمام فيه حوار الضّمائر، وكيف تعدّدت لتفصح عن علاقة الذّات الشّاعرة بالمخاطب (قلبا/ حبيبا/ طيفا..)أوّلا ثمّ يرتدّ الخطاب إلى «أنا» الشاعرة مرسلا إليها وهو ما يعكس تحوّل الذّات العاشقة التي تناجي الحبيب حضورا وغيابا إلى معشوقة تقسو وتهجر ،تهب الحبّ وتمنعه..
لتحوّل الاهتمام في المستوى الثّالث بسلطة الوظيفة التعبيريّة للغة وقد تجلّى ذلك في سيطرة بوح الذّات وتمركز الخطاب الشعريّ حول ضمير«الأنا» في جلّ القصائد( 27 قصيدة من 30) فيتأكّد هاجس الأنا وتوقها للتعبير عمّا يختلج في عوالمها الدّاخليّة(وقد وقع ربط هذه المسألة بانتماء هذه النّصوص إلى التّجربة الومنطيقيّة)
وفي الختام وقعت الإشارة إلى أنّ اللغة في هذا الديوان كانت بسيطة في لفظها عميقة في تأثيرها وكذلك كان المضمون..تجسبدا لرغبة الشّاعرة في التعبير عن عالم الحسّ بين أناها وذوات الآخرين حيث كانت الشّاعرة تشكّل عالمها .
منصور غرسلي
بعد مشاركة في ثلاث مجموعات شعرية وهي " مرافئ الإبداع" و"رياحين الجازية" و"شذرات من الوجدان" وفي مجموعة قصصية بعنوان " في رحاب الوجدان" أصدرت الشاعرة محجوبة بن حميدة مجموعتها الشعرية الأولى عن دار الجندي للطباعة والنشر ، القاهرة ، بعنوان " أنثى بعثرتها الأشواق" . هذه المجموعة كانت محل احتفاء من قبل عدد من مثقفي الجهة في حفل توقيع نظمه بالمناسبة المركب الثقافي الشيخ إدريس ببنزرت بإدارة البشير القمودي ، بالتعاون مع جمعية كفاءات كبار السن بالماتلين برئاسة الأستاذ قمر الزمان قلوز ، وتقديم الأستاذة والشاعرة المبدعة هندة السميراني .
صورة معبرة
تمتد المجموعة الشعرية على مائة وصفحتين ، وتتضمن 30 قصيدة وهي : أنثى بعثرتها الأشواق ، شهيدة الهوى ، همس على عتبات الانتظار ، امرأة من وتر ، سأكتب على كفك قصيدة ، قال لي ، صراع الأقدار ، ويشهد قلبي أنك قلبي ، شرود غامض ، اخلعي نعليك ، أحلام عارية ، ضياع العمر بضياع الأمل ، تنهيدات خرساء ، همسات العاشقين ، أمواج النسيان ، ليلة الوداع ، شعلة حب ، أنا وقهوتي وليلي الطويل ، بين الرحيل والبقاء ، هتاف الشوق بين الحنايا ، أرجوحة الحياة ، أنا وإن كنت أنا أنت ، شعاع الشمس ، ذات مساء وذات شوق ، لا ترحل ، لا تقولي وداعا ، مازلت أتنفس ، متاهات ، ماذا لو التقينا ، قصيدة بطعم الحياة ، إضافة إلى الإهداء في فاتحة المجموعة ، والسيرة الذاتية في خاتمتها
وقد حمل الغلاف صورة لامرأة لا تبين ملامحها ، في ثوب بني تلوح الريح بطرف من جزئه العلوي في الفضاء ، يتناسب لونه البني مع لون الجزء الأسفل من الصورة ، وهي واقفة على حافة صخرة ناتئة تشرف على غابة قريبة خصراء ، وبلدة بعيدة وبحر أبعد ،تنظر إلى الأفق البعيد ، وقد تفاوتت كثافة سحبه ودرجة قتامتها الرمادية وشفافيتها ، غارقة في تأملات وجودية أو أحلام يقظة .
" مرآة الأنا والآخر في خطاب ذات مأزومة"
وأما في ما يتعلق بمضمون الديوان فقد بينت الأستاذة هندة السميراني في مداخلتها أن الشاعرة طرحت فيه علاقة الشّعر بالذّات الشّاعرة من جهة ، وبالمتلقّي من جهة ثانية ، انطلاقا من قولة النّاقد محمد مندور في كتابه« فن الشّعر» : هل الهدف من التعبير..التّنفيس عن الذّات الفرديّة دون اعتبار الجمهور المتلقّي؟..أم أنّ الفنّان يبدع ليخاطب الغير ويعديه بمثل حالته النفسيّة التي يعبّر عنها؟
وضمن هذه الإشكاليّة وقع تناول الدّيوان بدءا بالوقوف على العنوان ودلالاته وأهمّيته عتبة سيميائيّة دالّة على المتن الشعريّ، ثم تناولا للمتن في مستويات ثلاثة:
اولا_أشواق بعثرتها أنثى
ثانيا : حوار الضّمائر
ثالثا _ سلطة الوظيفة التعبيريّة للغة
وقد أوضحت في المستوى الأوّل بأمثلة دقيقة من الدّيوان كيف " تبعثرت" هذه" الأشواق" في كلّ النّصوص باشتقاقات مختلفة( فعلا/ مصدرا/ اسم فاعل..) لتعبّر عن عاطفة ذات مرهفة الحسّ تشكو غيابا وترنو إلى سعادة مرتجاة..
أمّا المستوى الثّاني فكان مدار الاهتمام فيه حوار الضّمائر، وكيف تعدّدت لتفصح عن علاقة الذّات الشّاعرة بالمخاطب (قلبا/ حبيبا/ طيفا..)أوّلا ثمّ يرتدّ الخطاب إلى «أنا» الشاعرة مرسلا إليها وهو ما يعكس تحوّل الذّات العاشقة التي تناجي الحبيب حضورا وغيابا إلى معشوقة تقسو وتهجر ،تهب الحبّ وتمنعه..
لتحوّل الاهتمام في المستوى الثّالث بسلطة الوظيفة التعبيريّة للغة وقد تجلّى ذلك في سيطرة بوح الذّات وتمركز الخطاب الشعريّ حول ضمير«الأنا» في جلّ القصائد( 27 قصيدة من 30) فيتأكّد هاجس الأنا وتوقها للتعبير عمّا يختلج في عوالمها الدّاخليّة(وقد وقع ربط هذه المسألة بانتماء هذه النّصوص إلى التّجربة الومنطيقيّة)
وفي الختام وقعت الإشارة إلى أنّ اللغة في هذا الديوان كانت بسيطة في لفظها عميقة في تأثيرها وكذلك كان المضمون..تجسبدا لرغبة الشّاعرة في التعبير عن عالم الحسّ بين أناها وذوات الآخرين حيث كانت الشّاعرة تشكّل عالمها .