في كتابه الذي سيصدر قريبا تحدث المناضل عزيّز بوستّة عن ابرز المحطات والتطورات التي شهدتها عديد القطاعات وتحدث عن قطاع الصيًد البحري و تجربته في هذا القطاع الحيوي منذ بداية تأسيس الموانىء في تونس إلى اليوم .
عزيًز بوستّة تطرق الى هذا القطاع باعتبار انه حاصل على وسام الفلاحة و الصيد البحري لما قام به لقطاع الصيد البحري و صغار البحارة وتوصيفه لوضع القطاع اليوم .
كيف كانت بدايتكم في قطاع الصيد البحري؟
بعد سنوات وعقود طويلة اخترت في هذا الكتاب تناول مختلف المحطات في خضم التحولات والتغيرات التي شهدتها لانارة الرأي العام بمعطيات وحقائق تتعلق بعديد القطاعات، وبخصوص الصيد البحري
أريد الإشارة أنّ والدي كان فلاّحا و باعتباري من منطقة منزل تميم التي كان بها بحّارة صغار بمراكب صغيرة و بدائية و قد كنت منذ الصغر أعشق مجالستهم و سماع حكاياتهم على البحر و أهواله.
في أوائل السبعينات تحصّلت على قرض من البنك الوطني لصناعة مركب وهو تمّ بالفعل في حاضرة السفن بحلق الواد عند رجل يدعى سلاّم .
كيف تمّ تأسيس ميناء بنزرت و الذي ساهمتم فيه بشكل لافت؟
تعلمون جيًدا علاقتي بمدينة بنزرت و التي أصبحت جزءا من ذاكرتي بعد مشاركتي في معركة بنزرت التاريخية و علاقتي بالأهالي و البحّارة هناك و قد كانت لهم مراكب تقليدية صغيرة و كانت ترسي قرب قنال بنزرت بما يمثّل ذلك من أخطار و تعطيلا لسير الملاحة و غير ذلك فطالبنا بميناء و تمّ اختيار منطقة جرزونة رغم معارضة الأهالي و عدّة عراقيل تعرًضنا لها لكنّي كنت أفاوض السًلطة بشكل شخصي و نجحت في إقناع الوالي بالحاجة الملحّة لذلك الميناء و الذي سيحرًك عجلة الاقتصاد في المنطقة و يمتصً البطالة … و بالفعل تأسًس ذلك الميناء و بدأنا العمل لكنّ تلك المراكب كانت لا تفي بالغرض و قد طالبت السّلطة ممثًلة في رئيس الجمهوريّة بإسناد صغار البحًارة و تمكينهم من منح لشراء مراكب صيد عصرية و استجابت الدّولة لذلك و تمّ احداث صندوق التشجيع على الصيد البحري و تمّ إسناد المنح عن طريق البنك الوطني الفلاحي و ازدهر الصيد البحري و أصبحت لدينا مشاكل تسويق للسمك الأزرق الذي كان متوفّرا بكمّيات ضخمة و تقرّر على إثر اتصالات بمختلف الأطراف الإدارية أن تزوّد بنزرت تونس الكبرى بالسمك الأزرق و تمّ تجهيز الميناء بشكل يسمح له بتقديم الأسماك مع حفظ شروط الصحّة و تجدر الإشارة إلى أنّه لم يكن الميناء الوحيد الذي تأسّس في منطقة بنزرت نذكر منها ميناء بنزرت و ميناء غار الملح و مرفأ جالطة … و غير ذلك من المواني في مختلف مناطق الشمال بحيث أصبح لدينا أسطول صيد ساحلي.
كيف كان يتم تسويق السمك التونسي لأوروبا رغم وفرة الأسماك في القارّة العجوز و إمكانياتها البحرية و الصناعيّة الضخمة؟
فعلا لقد كان الوضع أسوأ من ذلك فقد كان الإيطاليون يدخلون المياه الاقليمية التونسية و يطردون البحًارة الصغار و مانوا يأتون بمراكب ضخمة و بأعداد كبيرة و كانوا مسلّحين و في الأثناء نجحت في نقل حقيقة الوضع لوزير الفلاحة آنذاك حسّان بلخوجة و لرئيس الدّولة فتدخّلت السلطات التونسية لدى الإيطاليين و تمّ عقد لقاء بأنكونا بإيطاليا و كنت من بين الوفد التونسي الحاضر في المؤتمر و قد توجّهت بخطاب وصل صداه لرئيس الجمهوريّة و قد طالبت بشراكة الندً للندً بين دولة و دولة و بالفعل تمّ توقيع شراكات و كانت ناجحة و قد ساعدنا الإيطاليون في افتكاك أسواق للسمك التونسي داخل أروبا و رغم الإنتاج الضخم من الأسماك لأوروبا الشرقية إلاّ أنّ أروبا الغربية كانت تفضًل السمك التونسي خاصًة الأسماك النادرة مثل اللونڤوست .
كيف ترى وضع الصيد البحري في تونس اليوم؟
لقد اهترأ أسطول الصيد البحري في معظمه و أصبح البحًارة الصغار عاجزين عن توفير قوت أبنائهم و تخلّت عنهم الدّولة التي كانت تقدًم لهم المنح و تتعامل مع مديونتهم بشكل إيجابي لمعرفتهم بانعدام الاستقرار للعائدات و التي ترتبط بالطقس و بالقدرة الشرائية و المنافسة .
استغلّ هذا الحوار لأوجه نداء للسيد رئيس الجمهورية التونسية أدعوه للاطلاع عن كثب على أوضاع البحارة الصغار و أطلب من فخامته لفتة كريمة لهم خاصّة بعد افتكاك القطاع من قبل بارونات بإمكانيات ضخمة لا قبل لصغار البحّارة بها و استيلائهم على الدًعم المقدّم من الدًولة للصيد البحري و المتمثًل في المنحة التشجيعية و التلاعب بالفواتير و تراجع المنتوجات البحرية لاستغلال المراكب في أنشطة أخرى .
فوزي النوري
في كتابه الذي سيصدر قريبا تحدث المناضل عزيّز بوستّة عن ابرز المحطات والتطورات التي شهدتها عديد القطاعات وتحدث عن قطاع الصيًد البحري و تجربته في هذا القطاع الحيوي منذ بداية تأسيس الموانىء في تونس إلى اليوم .
عزيًز بوستّة تطرق الى هذا القطاع باعتبار انه حاصل على وسام الفلاحة و الصيد البحري لما قام به لقطاع الصيد البحري و صغار البحارة وتوصيفه لوضع القطاع اليوم .
كيف كانت بدايتكم في قطاع الصيد البحري؟
بعد سنوات وعقود طويلة اخترت في هذا الكتاب تناول مختلف المحطات في خضم التحولات والتغيرات التي شهدتها لانارة الرأي العام بمعطيات وحقائق تتعلق بعديد القطاعات، وبخصوص الصيد البحري
أريد الإشارة أنّ والدي كان فلاّحا و باعتباري من منطقة منزل تميم التي كان بها بحّارة صغار بمراكب صغيرة و بدائية و قد كنت منذ الصغر أعشق مجالستهم و سماع حكاياتهم على البحر و أهواله.
في أوائل السبعينات تحصّلت على قرض من البنك الوطني لصناعة مركب وهو تمّ بالفعل في حاضرة السفن بحلق الواد عند رجل يدعى سلاّم .
كيف تمّ تأسيس ميناء بنزرت و الذي ساهمتم فيه بشكل لافت؟
تعلمون جيًدا علاقتي بمدينة بنزرت و التي أصبحت جزءا من ذاكرتي بعد مشاركتي في معركة بنزرت التاريخية و علاقتي بالأهالي و البحّارة هناك و قد كانت لهم مراكب تقليدية صغيرة و كانت ترسي قرب قنال بنزرت بما يمثّل ذلك من أخطار و تعطيلا لسير الملاحة و غير ذلك فطالبنا بميناء و تمّ اختيار منطقة جرزونة رغم معارضة الأهالي و عدّة عراقيل تعرًضنا لها لكنّي كنت أفاوض السًلطة بشكل شخصي و نجحت في إقناع الوالي بالحاجة الملحّة لذلك الميناء و الذي سيحرًك عجلة الاقتصاد في المنطقة و يمتصً البطالة … و بالفعل تأسًس ذلك الميناء و بدأنا العمل لكنّ تلك المراكب كانت لا تفي بالغرض و قد طالبت السّلطة ممثًلة في رئيس الجمهوريّة بإسناد صغار البحًارة و تمكينهم من منح لشراء مراكب صيد عصرية و استجابت الدّولة لذلك و تمّ احداث صندوق التشجيع على الصيد البحري و تمّ إسناد المنح عن طريق البنك الوطني الفلاحي و ازدهر الصيد البحري و أصبحت لدينا مشاكل تسويق للسمك الأزرق الذي كان متوفّرا بكمّيات ضخمة و تقرّر على إثر اتصالات بمختلف الأطراف الإدارية أن تزوّد بنزرت تونس الكبرى بالسمك الأزرق و تمّ تجهيز الميناء بشكل يسمح له بتقديم الأسماك مع حفظ شروط الصحّة و تجدر الإشارة إلى أنّه لم يكن الميناء الوحيد الذي تأسّس في منطقة بنزرت نذكر منها ميناء بنزرت و ميناء غار الملح و مرفأ جالطة … و غير ذلك من المواني في مختلف مناطق الشمال بحيث أصبح لدينا أسطول صيد ساحلي.
كيف كان يتم تسويق السمك التونسي لأوروبا رغم وفرة الأسماك في القارّة العجوز و إمكانياتها البحرية و الصناعيّة الضخمة؟
فعلا لقد كان الوضع أسوأ من ذلك فقد كان الإيطاليون يدخلون المياه الاقليمية التونسية و يطردون البحًارة الصغار و مانوا يأتون بمراكب ضخمة و بأعداد كبيرة و كانوا مسلّحين و في الأثناء نجحت في نقل حقيقة الوضع لوزير الفلاحة آنذاك حسّان بلخوجة و لرئيس الدّولة فتدخّلت السلطات التونسية لدى الإيطاليين و تمّ عقد لقاء بأنكونا بإيطاليا و كنت من بين الوفد التونسي الحاضر في المؤتمر و قد توجّهت بخطاب وصل صداه لرئيس الجمهوريّة و قد طالبت بشراكة الندً للندً بين دولة و دولة و بالفعل تمّ توقيع شراكات و كانت ناجحة و قد ساعدنا الإيطاليون في افتكاك أسواق للسمك التونسي داخل أروبا و رغم الإنتاج الضخم من الأسماك لأوروبا الشرقية إلاّ أنّ أروبا الغربية كانت تفضًل السمك التونسي خاصًة الأسماك النادرة مثل اللونڤوست .
كيف ترى وضع الصيد البحري في تونس اليوم؟
لقد اهترأ أسطول الصيد البحري في معظمه و أصبح البحًارة الصغار عاجزين عن توفير قوت أبنائهم و تخلّت عنهم الدّولة التي كانت تقدًم لهم المنح و تتعامل مع مديونتهم بشكل إيجابي لمعرفتهم بانعدام الاستقرار للعائدات و التي ترتبط بالطقس و بالقدرة الشرائية و المنافسة .
استغلّ هذا الحوار لأوجه نداء للسيد رئيس الجمهورية التونسية أدعوه للاطلاع عن كثب على أوضاع البحارة الصغار و أطلب من فخامته لفتة كريمة لهم خاصّة بعد افتكاك القطاع من قبل بارونات بإمكانيات ضخمة لا قبل لصغار البحّارة بها و استيلائهم على الدًعم المقدّم من الدًولة للصيد البحري و المتمثًل في المنحة التشجيعية و التلاعب بالفواتير و تراجع المنتوجات البحرية لاستغلال المراكب في أنشطة أخرى .