عاشت الساحة الثقافية ببنزرت على امتداد ثلاثة أيام من الخميس إلى يوم أمس السبت على إيقاع الملتقى العربي للشعر الملحون في دورته الثانية الذي تنظمه الجمعية الثقافية المتوسطية "فيتاتوب" ، بمشاركة المركب الثقافي الشيخ إدريس ، وبدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ببنزرت ، وأثثه عدد من الشعراء وهم الجليدي العويني ،حاتم القيزاني ،البشير اللقاني ،محمد بوكراع ، محمد حمدي ،محمد غزال الكثيري ،محمد القاسمي ، أحمد العباسي ،حسن المحنوش ، هندة الطرابلسي ، حسين الزغباني ، محرم الصويعي وعزالدين الشابي من تونس ، ودلال جويد عراقية مقيمة بلندن ، وناصر طهموم من سلطنة عمان ،وستار الدليمي وكريم دخيل من العراق ، وسهام سلمة من فلسطين .
وقد شهد حفل الافتتاح مساء الخميس 2 مارس 2023 بفضاء فيتا توب ببرزخ الشعراء بمنزل عبد الرحمان الذي أشرف عليه المندوب الجهوي للشؤون الثقافية خالد العبيدي عرض شريط يختزل الدورة الأولى للمهرجان ، ثم غنى المطرب عبد الوهاب الحناشي من ألحانه قصيدة "كل شيء واضح" للشاعر العراقي ستار الدليمي كان قد ألقاها في الدورة الماضية ، ليفسح المجال بعد ذلك للقراءات الشعرية بتنشيط الشاعر مكرم الصويعي ، والتي تخللتها وصلات غنائية لعبد الوهاب الحناشي وكريمة بن عمارة والفنان السوري علي حسين .
احتفاء
وقبل انطلاق الجلسة الصباحية بفضاء المبدعين بمعرض بنزرت للكتاب بالمركب الثقافي الشيخ إدريس صباح أمس الجمعة ، استقبل المندوب الجهوي للشؤون الثقافية خالد العبيدي وفد الشعراء مرحبا بهم ، وأهدى كل واحد منهم كتابا بعنوان "بنزرت عبر التاريخ " من إصدار جمعية صيانة المدينة ، وذكر نماذج من الأنشطة الثقافية التي أنجزت بالجهة والتي جعلت بنزرت منارة ثقافية وطنيا وعربياً ، وكشف عن برنامج ثقافي عالمي تعتزم المندوبية بمشاركة عدد من الجمعيات والمؤسسات القيام به تحت إشراف وزارة الثقافة ينفتح على افريقيا وآسيا وأوروبا ينجز في ثلاث سنوات بدءا من أكتوبر 2023 ، بعنوان "بنزرت هيبو أكرا منارة للثقافات العالم " ، وهو مشروع حالم ، ويتمثل في ثلاث رحلات ، تحمل الأولى عنوان "رحلة حانون" ، تنطلق بحرا من رأس إنجلة ببنزرت إلى رأس داكار بالسينغال ، ثم إلى رأس الرجاء الصالح ، يؤثثها وفد ثقافي ، وذلك في إطار البحث عن الموحد الثقافي الإفريقي ، والعنصر المشترك من أسطورة بوسعدية إلى ألوان من الرقص والإيقاعات والآلات الموسيقية وغيرها ، وتحمل الثانية عنوان " عودة الفينيقيين" ، من هيبو أكرا واوتيك إلى صور ، وذلك في إطار الانفتاح الافرواسيوي ، لتعدد المشترك الثقافي التونسي اللبناني ، وتحمل الثالثة عنوان "على خطى صدربعل" ، وذلك في إطار تجسيم علاقة الانفتاح على الثقافة الأوروبية المتوسطية في ضوء التلاقح الثقافي بين بلدانه ، ومازالت نتائجه قائمة إلى الآن على مستوى الموسيقى والأكلة واللباس والفلاحة ، وبعض الصناعات وغيرها.
الشعر الملحون نتاج تلاقح الثقافات
وأما بالنسبة إلى الجلسة الفكرية ، فقد أشرفت على إدارتها الباحثة الأكاديمية الفلسطينية سهام سلمة ، والتي افتتحتها ببعض من الملحون الفلسطيني ، وبينت أن هذا النوع من الشعر منتشر بالبلاد العربية مع اختلاف في التسمية ؛فهو النبطي في العراق ودول الخليج ، والصعيدي بمصر والبدوي في الشام ، وهو نتاج تلاقح الثقافات ، وسمي بالملحون لأنه لا يلتزم بقواعد اللغة نحوا وصرفا ، ويترتب عليه ما يسمى باللحن . وهو مادة غنية بالصور الابداعية، ويشمل جميع الأغراض الشعرية . ثم فسحت المجال للشاعرة العراقية المقيمة بلندن دلال جويد ، لتقديم مداخلتها عن " شعر المرأة العراقية الشعبي" ، فانتهجت منهجا تاريخياً ، من أقدم العصور إلى اليوم ، وعددت أسماء من لمعن في هذا النوع من الشعر على غرار فدعة بنت علي الملقبة بخنساء خزاعة ، وشاعرات ثورة 1920 ضد الإنجليز ، ولميعة عباس عمارة وهي من مواليد 1929 ، والتي وصفتها بأنها شاعرة عظيمة تألقت في الشعر الفصيح والشعبي ، وقد كان بدر شاكر السياب من كبار المعجبين بشعرها ، ثم تطرقت إلى أنواع الشعر الشعبي العراقي كالزهيري والدارمي نسبة إلى دار مي ، وبينت أنه يكتفى فيه ببيتين فقط ، يتناول مختلف المواضيع وخصوصا الغزل ، ولذلك يسمى كذلك غزل البنات ، وذكرت نماذج شعرية من كل لون من تلك الألوان والاغراض.
صلة الشعر الشعبي ببني هلال
أما المداخلة الثانية فكانت للشاعر التونسي الحسين الزغباني حول "الشعر الشعبي التونسي" ، فبدأ بتعريفه مبينا أنه أحد أنواع الشعر التونسي ، وسمي بالملحون لأنه يقوم اساسا على الخروج عن مجرى الصحة في بنية الكلمة أو التراكيب أو الإعراب ، وتحدث عن نشأته في تونس ، فبين إنه انبثق عن اشعار بني هلال عند دخولهم البلاد، وأما موضوعاته فتشمل الروابط الاجتماعية والعلاقات الإنسانية والملاحم وقصص الحب والعشق والطبيعة وغيرها ، وعدد أسماء بعض الشعراء البارزين في الشعر الشعبي مثل أحمد ملاك وأحمد بن موسى ومنصور العلاقي ومحمد العياري وسعد لزرق والبشير عبد العظيم ومحمد الصافي وغيرهم. وتحدث كذلك عن أشكاله واوزانه مثل القسيم الذي يتكون من 8 أوزان والموقف من 3 والمسدس من 4 اوزان ، والملزومة من 13 وزنا.
جولة استطلاعية
وقد خصصت الحصة المسائية للقيام بجولة استطلاعية بمنطقة رأس الجبل ، وبصونين حيث عقدت جلسة شعرية ، قام بتقديمها الشاعر ستار الدليمي ، إضافة إلى الاطلاع على معرض للفنانة التشكيلية نادرة العبيدي .
تثمين
وقد شهدت الجلسة الختامية يوم أمس السبت بالفضاء الثقافي والترفيهي فيتا توب قراءات شعرية تخللتها فقرات موسيقية ، تلاها حفل اختتام الملتقى بإشراف معتمد منزل جميل محمد بن جدو رفقة المندوب الجهوي للشؤون الثقافية خالد العبيدي ورئيس الجمعية الثقافية المتوسطية فيتا توب خالد الشريف. وقد تم بالمناسبة تكريم المشاركين وتسليمهم الدروع وشهادات المشاركة.
وفي تصريحهم إلى "الصباح نيوز" أجمع الشعراء والشاعرات الذين تحاورنا معهم ممن شاركوا في هذا الملتقى سواء من التونسيين على غرار حسين الزغباني أو من الأشقاء العرب على غرار دلال جويد وناصر طهموم على نجاح هذا الملتقى من حيث البرمجة والتنظيم وقيمة المشاركات الشعرية والمداخلات الأكاديمية ، وثمنوا الجهود التي بذلت في هذا الاتجاه ، خصوصا أن هذا الملتقى مازال فتيا ؛ إذ لم يمض على تأسيسه أكثر من سنة ، وعبروا عن أملهم في أن تتواصل فعالياته دعما للفكر والثقافة عامة ، ولهذا النوع من الشعر خاصةً.
منصور غرسلي
عاشت الساحة الثقافية ببنزرت على امتداد ثلاثة أيام من الخميس إلى يوم أمس السبت على إيقاع الملتقى العربي للشعر الملحون في دورته الثانية الذي تنظمه الجمعية الثقافية المتوسطية "فيتاتوب" ، بمشاركة المركب الثقافي الشيخ إدريس ، وبدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ببنزرت ، وأثثه عدد من الشعراء وهم الجليدي العويني ،حاتم القيزاني ،البشير اللقاني ،محمد بوكراع ، محمد حمدي ،محمد غزال الكثيري ،محمد القاسمي ، أحمد العباسي ،حسن المحنوش ، هندة الطرابلسي ، حسين الزغباني ، محرم الصويعي وعزالدين الشابي من تونس ، ودلال جويد عراقية مقيمة بلندن ، وناصر طهموم من سلطنة عمان ،وستار الدليمي وكريم دخيل من العراق ، وسهام سلمة من فلسطين .
وقد شهد حفل الافتتاح مساء الخميس 2 مارس 2023 بفضاء فيتا توب ببرزخ الشعراء بمنزل عبد الرحمان الذي أشرف عليه المندوب الجهوي للشؤون الثقافية خالد العبيدي عرض شريط يختزل الدورة الأولى للمهرجان ، ثم غنى المطرب عبد الوهاب الحناشي من ألحانه قصيدة "كل شيء واضح" للشاعر العراقي ستار الدليمي كان قد ألقاها في الدورة الماضية ، ليفسح المجال بعد ذلك للقراءات الشعرية بتنشيط الشاعر مكرم الصويعي ، والتي تخللتها وصلات غنائية لعبد الوهاب الحناشي وكريمة بن عمارة والفنان السوري علي حسين .
احتفاء
وقبل انطلاق الجلسة الصباحية بفضاء المبدعين بمعرض بنزرت للكتاب بالمركب الثقافي الشيخ إدريس صباح أمس الجمعة ، استقبل المندوب الجهوي للشؤون الثقافية خالد العبيدي وفد الشعراء مرحبا بهم ، وأهدى كل واحد منهم كتابا بعنوان "بنزرت عبر التاريخ " من إصدار جمعية صيانة المدينة ، وذكر نماذج من الأنشطة الثقافية التي أنجزت بالجهة والتي جعلت بنزرت منارة ثقافية وطنيا وعربياً ، وكشف عن برنامج ثقافي عالمي تعتزم المندوبية بمشاركة عدد من الجمعيات والمؤسسات القيام به تحت إشراف وزارة الثقافة ينفتح على افريقيا وآسيا وأوروبا ينجز في ثلاث سنوات بدءا من أكتوبر 2023 ، بعنوان "بنزرت هيبو أكرا منارة للثقافات العالم " ، وهو مشروع حالم ، ويتمثل في ثلاث رحلات ، تحمل الأولى عنوان "رحلة حانون" ، تنطلق بحرا من رأس إنجلة ببنزرت إلى رأس داكار بالسينغال ، ثم إلى رأس الرجاء الصالح ، يؤثثها وفد ثقافي ، وذلك في إطار البحث عن الموحد الثقافي الإفريقي ، والعنصر المشترك من أسطورة بوسعدية إلى ألوان من الرقص والإيقاعات والآلات الموسيقية وغيرها ، وتحمل الثانية عنوان " عودة الفينيقيين" ، من هيبو أكرا واوتيك إلى صور ، وذلك في إطار الانفتاح الافرواسيوي ، لتعدد المشترك الثقافي التونسي اللبناني ، وتحمل الثالثة عنوان "على خطى صدربعل" ، وذلك في إطار تجسيم علاقة الانفتاح على الثقافة الأوروبية المتوسطية في ضوء التلاقح الثقافي بين بلدانه ، ومازالت نتائجه قائمة إلى الآن على مستوى الموسيقى والأكلة واللباس والفلاحة ، وبعض الصناعات وغيرها.
الشعر الملحون نتاج تلاقح الثقافات
وأما بالنسبة إلى الجلسة الفكرية ، فقد أشرفت على إدارتها الباحثة الأكاديمية الفلسطينية سهام سلمة ، والتي افتتحتها ببعض من الملحون الفلسطيني ، وبينت أن هذا النوع من الشعر منتشر بالبلاد العربية مع اختلاف في التسمية ؛فهو النبطي في العراق ودول الخليج ، والصعيدي بمصر والبدوي في الشام ، وهو نتاج تلاقح الثقافات ، وسمي بالملحون لأنه لا يلتزم بقواعد اللغة نحوا وصرفا ، ويترتب عليه ما يسمى باللحن . وهو مادة غنية بالصور الابداعية، ويشمل جميع الأغراض الشعرية . ثم فسحت المجال للشاعرة العراقية المقيمة بلندن دلال جويد ، لتقديم مداخلتها عن " شعر المرأة العراقية الشعبي" ، فانتهجت منهجا تاريخياً ، من أقدم العصور إلى اليوم ، وعددت أسماء من لمعن في هذا النوع من الشعر على غرار فدعة بنت علي الملقبة بخنساء خزاعة ، وشاعرات ثورة 1920 ضد الإنجليز ، ولميعة عباس عمارة وهي من مواليد 1929 ، والتي وصفتها بأنها شاعرة عظيمة تألقت في الشعر الفصيح والشعبي ، وقد كان بدر شاكر السياب من كبار المعجبين بشعرها ، ثم تطرقت إلى أنواع الشعر الشعبي العراقي كالزهيري والدارمي نسبة إلى دار مي ، وبينت أنه يكتفى فيه ببيتين فقط ، يتناول مختلف المواضيع وخصوصا الغزل ، ولذلك يسمى كذلك غزل البنات ، وذكرت نماذج شعرية من كل لون من تلك الألوان والاغراض.
صلة الشعر الشعبي ببني هلال
أما المداخلة الثانية فكانت للشاعر التونسي الحسين الزغباني حول "الشعر الشعبي التونسي" ، فبدأ بتعريفه مبينا أنه أحد أنواع الشعر التونسي ، وسمي بالملحون لأنه يقوم اساسا على الخروج عن مجرى الصحة في بنية الكلمة أو التراكيب أو الإعراب ، وتحدث عن نشأته في تونس ، فبين إنه انبثق عن اشعار بني هلال عند دخولهم البلاد، وأما موضوعاته فتشمل الروابط الاجتماعية والعلاقات الإنسانية والملاحم وقصص الحب والعشق والطبيعة وغيرها ، وعدد أسماء بعض الشعراء البارزين في الشعر الشعبي مثل أحمد ملاك وأحمد بن موسى ومنصور العلاقي ومحمد العياري وسعد لزرق والبشير عبد العظيم ومحمد الصافي وغيرهم. وتحدث كذلك عن أشكاله واوزانه مثل القسيم الذي يتكون من 8 أوزان والموقف من 3 والمسدس من 4 اوزان ، والملزومة من 13 وزنا.
جولة استطلاعية
وقد خصصت الحصة المسائية للقيام بجولة استطلاعية بمنطقة رأس الجبل ، وبصونين حيث عقدت جلسة شعرية ، قام بتقديمها الشاعر ستار الدليمي ، إضافة إلى الاطلاع على معرض للفنانة التشكيلية نادرة العبيدي .
تثمين
وقد شهدت الجلسة الختامية يوم أمس السبت بالفضاء الثقافي والترفيهي فيتا توب قراءات شعرية تخللتها فقرات موسيقية ، تلاها حفل اختتام الملتقى بإشراف معتمد منزل جميل محمد بن جدو رفقة المندوب الجهوي للشؤون الثقافية خالد العبيدي ورئيس الجمعية الثقافية المتوسطية فيتا توب خالد الشريف. وقد تم بالمناسبة تكريم المشاركين وتسليمهم الدروع وشهادات المشاركة.
وفي تصريحهم إلى "الصباح نيوز" أجمع الشعراء والشاعرات الذين تحاورنا معهم ممن شاركوا في هذا الملتقى سواء من التونسيين على غرار حسين الزغباني أو من الأشقاء العرب على غرار دلال جويد وناصر طهموم على نجاح هذا الملتقى من حيث البرمجة والتنظيم وقيمة المشاركات الشعرية والمداخلات الأكاديمية ، وثمنوا الجهود التي بذلت في هذا الاتجاه ، خصوصا أن هذا الملتقى مازال فتيا ؛ إذ لم يمض على تأسيسه أكثر من سنة ، وعبروا عن أملهم في أن تتواصل فعالياته دعما للفكر والثقافة عامة ، ولهذا النوع من الشعر خاصةً.