صدر مؤخرا للباحث ولسينمائي والأكاديمي الدكتور وسيم القربي كتابا عنوانه "هوية السينما التونسية: من ثوابت التأسيس إلى إبدالات الامتداد" ليكون إضافة هامة للمكتبة السينمائية التونسية بشكل خاص والمغاربية بشكل عام لقيمة ما يقترحه من مداخل ومقاربات لقراءة السينما التونسية والتوقف عند مساراتها التاريخية المختلفة انطلاقا من المحطات الكبرى والمناسبات الهامة والمفصلية لهذه السينما مع التركيز على خصوصيتها التي كانت عاملا لتميزها ونوعيتها بعيدا عن التجارية والصناعة السينمائية.
الإصدار الجديد يتضمن 200 صفحة في طبعة أنيقة وظف فيها المؤلف في صفحتها الأولى لوحة للفنان التشكيلي محمد سوالمية، صادرة عن مطبعة "نات انبرسيون" بمدينة ورزازات بالمغرب. وقسم الباحث هذا الكتاب إلى فصول مبوبة حسب المراحل التاريخية والأطر التي صنعت في سياقاتها الأعمال الخالدة والأعمال السينمائية التي ميزت المراحل التاريخية في تونس. لذلك فإن هذا الإًصدار يعد مرجعا هاما يعرف بالسينما التونسية ويغوص في الظروف والأطر الحافة بصناعتها وخلفيات الأعمال التي ساهمت بدورها في صنع ربيع السينما التونسية وفق خصوصية أهلتها لتحظى باستحسان صناع ونقاد السينما وطنيا وإقيلميا وعالميا.
ولعل ما يميز هذا الإصدار الجديد أنه يؤرخ للسينما التونسية بمختلف تجاربها ومشاربها ويقدمها وفق قراءته الخاصة بتنزيلها في سياقاتها الثقافية والفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية موازاة مع طرح انشغالاتها الفنية. فقدمها للقارئ في مقاربة متشابكة تضعها في منزلة الضرورة الاجتماعية. وقد اعتمد اختار الدكتور وسيم القربي في هذا مؤلفه فهرسته وتقسيمه إلى فصول وأبواب لم تكن بغرض توجيه القارئ والتحكم فيه وإنما كانت موظفة كخارطة لمعالم السينما التونسية وطرح الخلفيات الثقافية والفكرية كل مرحلة ومحطة وعمل بطريقة الباحث المختص والفاعل في القطاع. ولعل ما سهل مهمة الكاتب وسيم القربي أنه سينمائي بالأساس وقد نشأ في بيئة ثقافية وسينمائية كانت كفيلة بخلق علاقة عشق لعالم الشاشة الكبيرة عبر عنها في هذا الكتاب بقوله: "الحديث عن السينما التونسي حديث عشق الصورة السينمائية المحلية، عشق نابع من لذة الفرجة ومتعة الممارسة.. بل ارتبطت بولادتنا بمدينة قليبية التي تعتبر مهد تأسيس المشروع السينمائي الوطني.. من خلال مواكبتنا للمهرجان الدولي لفيلم الهواة منذ نعومة أظافرنا".
كما تولى الباحث والكاتب إخراج عدة أفلام في مختلف الأنماط السينمائية أي الوثائقية والقصيرة والطويلة وتعامل في المجال مع عد مدارس وتجارب أفريقية وعربية وهو أيضا أكاديمي يدرس السينما بالجامعة التونسية وبجامعات أجنبية وله عدة قراءات نقدية في المجال وهو مختص في مجال الصورة.
دليل
لذلك جاء كتاب هذا الباحث بمثابة شهادة وقراءة نوعية بيّنة تقدم للقارئ والمولع بالسينما مادة ثرية حول ثوابت السينما التونسية السائدة ويتوقف عند أبرز مساراتها والخوض في خصوصياتها الفنية والفكرية والفرجوية على نحو يقربها من القارئ بشكل عام. وقد ضمّن كتابه المقسم إلى فصول تحت عناوين تحدد خصوصية كل مرحلة على غرار "السينما الكولونيالية إرهاصات التأسيس الأولى للسينما في تونس" في الفصل الأول وتناول فيه مسارات التأسيس الاوّلي لعلاقة تونس بالسينما، و"من تونسة السينما إلى تأصيل مشروع السينما الوطنية" في الفصل الثاني خصصه لمرحلة هامة في تاريخ السينما التونسية، حسب تقديره، في هذا الكتاب لأنه يعتبر "استقلال تونس بمثابة النقطة التاريخية للتحول الثقافي ولتحقيق إبدالات جوهري تؤصل للعملية الإبداعية وتقطع مع السياق الثقافي الاستعماري قصد كسب رهان بلورة الهوية الوطنية والاستجابة لتحديات المرحلة".
وما يميز هذا الإصدار أيضا ما يتضمنه من صور ومشاهد لأبرز الأفلام والممثلين والمخرجين ومعلقات الأفلام إضافة إلى جداول اختزل فيها أبرز الأعمال وأصحابها وسنوات إنتاجها وقراءات مشهدية بطريقة تضع القارئ المختص أو غير المختص في السينما على بينة من النقل النوعية والفوارق التي عرفتها السينما التونسية في مختلف مراحلها.
لذلك يعد هذا الكتاب مبحثا هاما مرجعا تاريخيا وثقافيا متميزا يؤرخ للسينما التونسية ويعيد الاعتبار لأسماء لعبت دورا كبيرا في تأسيس وتكريس هذا المجال الإبداعي ووضع أرضية سينما تونسية متطورة ورائدة إقليميا وعالميا على النحو الذي أصبحت عليه اليوم. ليكون كتاب "هوية السينما التونسية: من ثوابت التأسيس إلى إبدالات الامتداد" إضافة نوعية وشاملة ومتميزة أخرى في رصيد المكتبة السينمائية يمكن اعتمادها كوثيقة مرجعية للباحثين المختصين في المجال وغيرهم أو متابعي السينما التونسية من الأجانب.
نزيهة الغضباني
صدر مؤخرا للباحث ولسينمائي والأكاديمي الدكتور وسيم القربي كتابا عنوانه "هوية السينما التونسية: من ثوابت التأسيس إلى إبدالات الامتداد" ليكون إضافة هامة للمكتبة السينمائية التونسية بشكل خاص والمغاربية بشكل عام لقيمة ما يقترحه من مداخل ومقاربات لقراءة السينما التونسية والتوقف عند مساراتها التاريخية المختلفة انطلاقا من المحطات الكبرى والمناسبات الهامة والمفصلية لهذه السينما مع التركيز على خصوصيتها التي كانت عاملا لتميزها ونوعيتها بعيدا عن التجارية والصناعة السينمائية.
الإصدار الجديد يتضمن 200 صفحة في طبعة أنيقة وظف فيها المؤلف في صفحتها الأولى لوحة للفنان التشكيلي محمد سوالمية، صادرة عن مطبعة "نات انبرسيون" بمدينة ورزازات بالمغرب. وقسم الباحث هذا الكتاب إلى فصول مبوبة حسب المراحل التاريخية والأطر التي صنعت في سياقاتها الأعمال الخالدة والأعمال السينمائية التي ميزت المراحل التاريخية في تونس. لذلك فإن هذا الإًصدار يعد مرجعا هاما يعرف بالسينما التونسية ويغوص في الظروف والأطر الحافة بصناعتها وخلفيات الأعمال التي ساهمت بدورها في صنع ربيع السينما التونسية وفق خصوصية أهلتها لتحظى باستحسان صناع ونقاد السينما وطنيا وإقيلميا وعالميا.
ولعل ما يميز هذا الإصدار الجديد أنه يؤرخ للسينما التونسية بمختلف تجاربها ومشاربها ويقدمها وفق قراءته الخاصة بتنزيلها في سياقاتها الثقافية والفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية موازاة مع طرح انشغالاتها الفنية. فقدمها للقارئ في مقاربة متشابكة تضعها في منزلة الضرورة الاجتماعية. وقد اعتمد اختار الدكتور وسيم القربي في هذا مؤلفه فهرسته وتقسيمه إلى فصول وأبواب لم تكن بغرض توجيه القارئ والتحكم فيه وإنما كانت موظفة كخارطة لمعالم السينما التونسية وطرح الخلفيات الثقافية والفكرية كل مرحلة ومحطة وعمل بطريقة الباحث المختص والفاعل في القطاع. ولعل ما سهل مهمة الكاتب وسيم القربي أنه سينمائي بالأساس وقد نشأ في بيئة ثقافية وسينمائية كانت كفيلة بخلق علاقة عشق لعالم الشاشة الكبيرة عبر عنها في هذا الكتاب بقوله: "الحديث عن السينما التونسي حديث عشق الصورة السينمائية المحلية، عشق نابع من لذة الفرجة ومتعة الممارسة.. بل ارتبطت بولادتنا بمدينة قليبية التي تعتبر مهد تأسيس المشروع السينمائي الوطني.. من خلال مواكبتنا للمهرجان الدولي لفيلم الهواة منذ نعومة أظافرنا".
كما تولى الباحث والكاتب إخراج عدة أفلام في مختلف الأنماط السينمائية أي الوثائقية والقصيرة والطويلة وتعامل في المجال مع عد مدارس وتجارب أفريقية وعربية وهو أيضا أكاديمي يدرس السينما بالجامعة التونسية وبجامعات أجنبية وله عدة قراءات نقدية في المجال وهو مختص في مجال الصورة.
دليل
لذلك جاء كتاب هذا الباحث بمثابة شهادة وقراءة نوعية بيّنة تقدم للقارئ والمولع بالسينما مادة ثرية حول ثوابت السينما التونسية السائدة ويتوقف عند أبرز مساراتها والخوض في خصوصياتها الفنية والفكرية والفرجوية على نحو يقربها من القارئ بشكل عام. وقد ضمّن كتابه المقسم إلى فصول تحت عناوين تحدد خصوصية كل مرحلة على غرار "السينما الكولونيالية إرهاصات التأسيس الأولى للسينما في تونس" في الفصل الأول وتناول فيه مسارات التأسيس الاوّلي لعلاقة تونس بالسينما، و"من تونسة السينما إلى تأصيل مشروع السينما الوطنية" في الفصل الثاني خصصه لمرحلة هامة في تاريخ السينما التونسية، حسب تقديره، في هذا الكتاب لأنه يعتبر "استقلال تونس بمثابة النقطة التاريخية للتحول الثقافي ولتحقيق إبدالات جوهري تؤصل للعملية الإبداعية وتقطع مع السياق الثقافي الاستعماري قصد كسب رهان بلورة الهوية الوطنية والاستجابة لتحديات المرحلة".
وما يميز هذا الإصدار أيضا ما يتضمنه من صور ومشاهد لأبرز الأفلام والممثلين والمخرجين ومعلقات الأفلام إضافة إلى جداول اختزل فيها أبرز الأعمال وأصحابها وسنوات إنتاجها وقراءات مشهدية بطريقة تضع القارئ المختص أو غير المختص في السينما على بينة من النقل النوعية والفوارق التي عرفتها السينما التونسية في مختلف مراحلها.
لذلك يعد هذا الكتاب مبحثا هاما مرجعا تاريخيا وثقافيا متميزا يؤرخ للسينما التونسية ويعيد الاعتبار لأسماء لعبت دورا كبيرا في تأسيس وتكريس هذا المجال الإبداعي ووضع أرضية سينما تونسية متطورة ورائدة إقليميا وعالميا على النحو الذي أصبحت عليه اليوم. ليكون كتاب "هوية السينما التونسية: من ثوابت التأسيس إلى إبدالات الامتداد" إضافة نوعية وشاملة ومتميزة أخرى في رصيد المكتبة السينمائية يمكن اعتمادها كوثيقة مرجعية للباحثين المختصين في المجال وغيرهم أو متابعي السينما التونسية من الأجانب.