مرة أخرى، يؤكد رئيس الحكومة هشام مشيشي أن استقالته غير مطروحة بالمرة كما قال في تصريح خاطف لإذاعة شمس اف ام.. وقد برر مشيشي بكونه "شخص مسؤول" وفق تعبيره، متمسكا بأنه لن يترك فراغا في تسيير الدولة، ولكنه في الآن ذاته لمح بدهاء إلى أمر قد يكون يدبر له في الكواليس عندما قال حرفيا: "الي خرج من الحكومة يحب يرجعلها بعد عام" وهذا التلميح ليس من فراغ ولا يمكن أن يمرّ دون أن يطرح تساؤلات وتخمينات، فمشيشي بدا واضحا من كلامه ان المقصود هو الياس الفخفاخ، والذي أعاده سعيد إلى الأضواء السياسية بعد أن حرص على حضوره في اجتماعه الأخير مع رؤساء الحكومات السابقين، بعد حوالي عام من ابتعاده عن الأضواء، بعد ان تعلقت به فضيحة تضارب المصالح عندما كان رئيس حكومة وأجبرته على الابتعاد عن الأضواء.. ولكن هناك أيضا من ذهب إلى كون المقصود هو وزير الصحة السابق والقيادي عبد اللطيف المكي الذي غادر مُقالا في حكومة الفخفاخ ودفع فاتورة عن حركة النهضة .
وإذا كان الجميع يكاد يجمع بما في ذلك قيادات بارزة من أحزاب التحالف البرلماني الداعم للحكومة، على ضعف أداء الحكومة ورئيسها، وعجزها سياسيا وتقنيا على أداء مهامها في مرحلة حرجة اقتصاديا واجتماعيا وخاصة صحيا، فان سحب الثقة من حكومة مشيشي بدا غير مطروح في علاقة بالتحالف البرلماني الداعم لها، حيث اقترحت حركة النهضة حكومة سياسية مع التمسك ببقاء مشيشي، في حين تتمسك أحزاب المعارضة باستقالة مشيشي كحل للخروج من الأزمة خاصة بعد عودة رئيس الجمهورية إلى التمسك بهذه الاستقالة كشرط للبدء في الحوار الوطني...
بقاء مشيشي من عدمه في واقع الامر هو رهين قرار حركة النهضة ومدى التقدم في مفاوضاتها مع رئيس الجمهورية لفتح صفحة جديدة في علاقتهما المتشنجة منذ أشهر ، خاصة مع نشاط بعض الوساطات في الأيام الأخيرة، لتقريب وجهات النظر وإذابة الجليد، حيث ان رئيس الجمهورية يبدو مصرا على استقالة مشيشي، واذا استطاعت النهضة ان تجد تفاهما مع الرئيس على أرضية عمل مشترك بينهما، ويمكنها التضحية بهشام مشيشي كرئيس حكومة.. ولكن مع ذلك تبدو عودة الياس الفخفاخ حتى ولو في ظل تصور جديد للحكومة والذهاب إلى حكومة سياسية على شاكلة حكومة الفخفاخ، صعبة خاصة وان قضية تضارب المصالح ما تزال جارية في شأنه، ولكن في المقابل فان حركة النهضة بقبولها التخلي عن مشيشي وذهابها إلى حكومة سياسية، قد يجعلها تشترط أن يكون رئيس الحكومة أحد قياداتها وهنا تبدو حظوظ وزير الصحة السابق عبد اللطيف المكي كبيرة، خاصة وان الأداء الوزاري للمكي في مرحلة كورونا الأولى نال رضاء شق واسع من الرأي العام، كما ان هذه المرحلة التي نعيشها في علاقة بجائحة كورونا تتطلب شخصية قيادية مؤثرة وتحظى بتوافق سياسي كبير وهو ما يحظى به المكي إلى حد ما، كما أن علاقته برئيس الجمهورية تبدو جيدة ..
وتبقى كل الاحتمالات والتوقعات مفتوحة على ما سيحصل من مستجدات في قادم الأيام كما أن معطيات الواقع خاصة في علاقة بمواجهة الجائحة ستكون محددا رئيسيا في التوجهات السياسية لمؤسسات الدولة في قادم الأيام خاصة مع تزايد الغضب والحنق الشعبي .
منية العرفاوي
تونس- الصباح
مرة أخرى، يؤكد رئيس الحكومة هشام مشيشي أن استقالته غير مطروحة بالمرة كما قال في تصريح خاطف لإذاعة شمس اف ام.. وقد برر مشيشي بكونه "شخص مسؤول" وفق تعبيره، متمسكا بأنه لن يترك فراغا في تسيير الدولة، ولكنه في الآن ذاته لمح بدهاء إلى أمر قد يكون يدبر له في الكواليس عندما قال حرفيا: "الي خرج من الحكومة يحب يرجعلها بعد عام" وهذا التلميح ليس من فراغ ولا يمكن أن يمرّ دون أن يطرح تساؤلات وتخمينات، فمشيشي بدا واضحا من كلامه ان المقصود هو الياس الفخفاخ، والذي أعاده سعيد إلى الأضواء السياسية بعد أن حرص على حضوره في اجتماعه الأخير مع رؤساء الحكومات السابقين، بعد حوالي عام من ابتعاده عن الأضواء، بعد ان تعلقت به فضيحة تضارب المصالح عندما كان رئيس حكومة وأجبرته على الابتعاد عن الأضواء.. ولكن هناك أيضا من ذهب إلى كون المقصود هو وزير الصحة السابق والقيادي عبد اللطيف المكي الذي غادر مُقالا في حكومة الفخفاخ ودفع فاتورة عن حركة النهضة .
وإذا كان الجميع يكاد يجمع بما في ذلك قيادات بارزة من أحزاب التحالف البرلماني الداعم للحكومة، على ضعف أداء الحكومة ورئيسها، وعجزها سياسيا وتقنيا على أداء مهامها في مرحلة حرجة اقتصاديا واجتماعيا وخاصة صحيا، فان سحب الثقة من حكومة مشيشي بدا غير مطروح في علاقة بالتحالف البرلماني الداعم لها، حيث اقترحت حركة النهضة حكومة سياسية مع التمسك ببقاء مشيشي، في حين تتمسك أحزاب المعارضة باستقالة مشيشي كحل للخروج من الأزمة خاصة بعد عودة رئيس الجمهورية إلى التمسك بهذه الاستقالة كشرط للبدء في الحوار الوطني...
بقاء مشيشي من عدمه في واقع الامر هو رهين قرار حركة النهضة ومدى التقدم في مفاوضاتها مع رئيس الجمهورية لفتح صفحة جديدة في علاقتهما المتشنجة منذ أشهر ، خاصة مع نشاط بعض الوساطات في الأيام الأخيرة، لتقريب وجهات النظر وإذابة الجليد، حيث ان رئيس الجمهورية يبدو مصرا على استقالة مشيشي، واذا استطاعت النهضة ان تجد تفاهما مع الرئيس على أرضية عمل مشترك بينهما، ويمكنها التضحية بهشام مشيشي كرئيس حكومة.. ولكن مع ذلك تبدو عودة الياس الفخفاخ حتى ولو في ظل تصور جديد للحكومة والذهاب إلى حكومة سياسية على شاكلة حكومة الفخفاخ، صعبة خاصة وان قضية تضارب المصالح ما تزال جارية في شأنه، ولكن في المقابل فان حركة النهضة بقبولها التخلي عن مشيشي وذهابها إلى حكومة سياسية، قد يجعلها تشترط أن يكون رئيس الحكومة أحد قياداتها وهنا تبدو حظوظ وزير الصحة السابق عبد اللطيف المكي كبيرة، خاصة وان الأداء الوزاري للمكي في مرحلة كورونا الأولى نال رضاء شق واسع من الرأي العام، كما ان هذه المرحلة التي نعيشها في علاقة بجائحة كورونا تتطلب شخصية قيادية مؤثرة وتحظى بتوافق سياسي كبير وهو ما يحظى به المكي إلى حد ما، كما أن علاقته برئيس الجمهورية تبدو جيدة ..
وتبقى كل الاحتمالات والتوقعات مفتوحة على ما سيحصل من مستجدات في قادم الأيام كما أن معطيات الواقع خاصة في علاقة بمواجهة الجائحة ستكون محددا رئيسيا في التوجهات السياسية لمؤسسات الدولة في قادم الأيام خاصة مع تزايد الغضب والحنق الشعبي .