إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مع ضغط داخلي وحراك يطالبها بـ"التحرّك" هل تتغير رؤية النهضة للحكم؟

 

تونس – الصباح

تعيش حركة النهضة مؤخرا حراكا واسعا داخلها في علاقة بتقييم رؤية الحركة خلال السنوات الاخيرة للحكم والممارسة السياسية، البعض من المتابعين رأى ان ما يحدث صلب النهضة نوع من صراع الاجيال جيل يبحث لنفسه عن مكان في القيادة وطرح رؤية جديدة مختلفة عن الجيل "الزعماتي" خاصة الدائرة القريبة من رئيس الحركة راشد الغنوشي والمتمسكة بنفس تقاليد القيادة الحزبية.

هذا الحراك اخذ ابعادا اخرى ليظهر في شكل علني بعيدا عن التقليد السائد داخل البيت "النهضاوي" المعروف بتحفظه عن الخوض في المطبخ الداخلي للحزب.. اصوات جديدة اطلقت صيحات قد يكون الظاهر منها موجه لنقد الحزب وطريقة تعاطيه مع المشهد السياسي لكن من يبحث في توقيت واسبابه يعي جيدا ان الهدف ابعد من ذلك فخروج خليل البرعومي عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة عن واجب التحفظ ليكتب نصا طويلا متوجها الى حزبه بالنقد تحت عنوان "متى يتحرك الحزب الأول بما يليق بمقامه السياسي؟" ثم سامي الطريقي عضو مجلس شورى الحركة الذي شدد على تحمل رئيس الحكومة مسؤوليته التاريخية بأخذ زمام الحكم بيده.

سهام النقد الموجهة إلى حركة النهضة بتحمل المسؤولية الأكبر في ما آلت إليه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد رأى عدد من قيادييها بان فيها نوعا من المغالطة او التحامل على الحركة باعتبار انها كانت تسعى الى التوافق في الحكم والتشاركية لكن حسب البعض الاخر من ابناء الحركة فان تحميل المسؤولية الكبرى لها يستدعي تغيير سياساتها تجاه الحكم وهو ما دعا اليه بشكل علني خليل البرعومي عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة حيث كتب مؤخرا نصا نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي اثار جدلا في الوسط الاعلامي اعتبر فيه ان  الحركة تُحاصر بين فكي الشعبوية الفاشية والغضب الشعبي في مقابل تراخي حكومي وبيروقراطية حكومية، يؤكد عمق الخلل الذي أصاب الدولة التونسية منذ عقود حسب قوله.

ووصف البرعومي ما تعيشه تونس بالحصار الخانق معتبرا ان الحزب الأول اي حركة النهضة يتحرك بأريحية مسترابة وخطاب فيه الكثير من الغرور والتعالي يفرض السؤال عن مدى وعيه برهانات الواقع وتحدياته؟

وكتب عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة "ان الشعبوية وراءنا والبيروقراطية أمامنا والحركة أمام امتحان صعب يجب أن تتفاعل معه بما يليق بمقامها كحزب أول وبما يليق بمناضليها ومناضلاتها المحملين بخيباتهم وكفاحهم المتواصل، ويجب إيجاد حل حكومي سريع مهما كانت التوافقات السياسية والوطنية دون الوقوع في شراك مشاريع الردة الشعوبية بالتوازي مع حوار سياسي تشريعي يفضي للإصلاحات الضرورية المستعجلة على مستوى القوانين الانتخابية واستحقاقات الهيئات الدستورية."

ما كتبه البرعومي يعكس رؤية العديد من ابناء الحركة الذين يدفعون اليوم في اتجاه تحمل حزبهم مسؤولية الحكم وتبعاته وعلى هذا الاساس تتجه النهضة اليوم الى تفعيل دورها في الحكم المحلي اساسا وقد نشهد في الايام القادمة تغييرات على مستوى الولاة والعمد وعديد المديرين العامين على راس المؤسسات العمومية في اطار تفاعل الحزب مع الدعوات الداخلية لتحمل المسؤولية في مختلف مفاصل الدولة وجهازها التنفيذي.

هذا الضغط الداخلي لم يقتصر فقط على مستوى تحمل الحكم ليشمل طريقة تفاعل حركة النهضة مع المنظمات الوطنية واساسا الاتحاد العام التونسي للشغل في علاقة بتصريحات الامين العام الاخيرة التي انتقد فيها رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي هذا الى جانب تحميل جزء من المسؤولية الى رئيس الحكومة هشام مشيشي علمنا وان هناك معطيات تفيد بان حركة النهضة وجزءا من الائتلاف الداعم للحكومة كان يدفع في اتجاه تفعيل التحوير الحكومي لإخراج البلاد من الازمة بعد رفض الرئيس التفاعل.

سامي الطريقي عضو مكتب شورى النهضة كان قد شدد مؤخرا على ان يتحمل رئيس الحكومة هشام مشيشي مسؤوليته التاريخية بأخذ زمام الأمور بيده.

لكن الى اي مدى سيتفاعل رئيس الحكومة مع هذا الضغط خاصة وان هناك حسابات وموازين قوى اخرى قريبة من مشيشي ولها دورها في تشكيل مشهد الحكم.

 

جهاد الكلبوسي

مع ضغط داخلي وحراك يطالبها بـ"التحرّك"  هل تتغير رؤية النهضة للحكم؟

 

تونس – الصباح

تعيش حركة النهضة مؤخرا حراكا واسعا داخلها في علاقة بتقييم رؤية الحركة خلال السنوات الاخيرة للحكم والممارسة السياسية، البعض من المتابعين رأى ان ما يحدث صلب النهضة نوع من صراع الاجيال جيل يبحث لنفسه عن مكان في القيادة وطرح رؤية جديدة مختلفة عن الجيل "الزعماتي" خاصة الدائرة القريبة من رئيس الحركة راشد الغنوشي والمتمسكة بنفس تقاليد القيادة الحزبية.

هذا الحراك اخذ ابعادا اخرى ليظهر في شكل علني بعيدا عن التقليد السائد داخل البيت "النهضاوي" المعروف بتحفظه عن الخوض في المطبخ الداخلي للحزب.. اصوات جديدة اطلقت صيحات قد يكون الظاهر منها موجه لنقد الحزب وطريقة تعاطيه مع المشهد السياسي لكن من يبحث في توقيت واسبابه يعي جيدا ان الهدف ابعد من ذلك فخروج خليل البرعومي عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة عن واجب التحفظ ليكتب نصا طويلا متوجها الى حزبه بالنقد تحت عنوان "متى يتحرك الحزب الأول بما يليق بمقامه السياسي؟" ثم سامي الطريقي عضو مجلس شورى الحركة الذي شدد على تحمل رئيس الحكومة مسؤوليته التاريخية بأخذ زمام الحكم بيده.

سهام النقد الموجهة إلى حركة النهضة بتحمل المسؤولية الأكبر في ما آلت إليه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد رأى عدد من قيادييها بان فيها نوعا من المغالطة او التحامل على الحركة باعتبار انها كانت تسعى الى التوافق في الحكم والتشاركية لكن حسب البعض الاخر من ابناء الحركة فان تحميل المسؤولية الكبرى لها يستدعي تغيير سياساتها تجاه الحكم وهو ما دعا اليه بشكل علني خليل البرعومي عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة حيث كتب مؤخرا نصا نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي اثار جدلا في الوسط الاعلامي اعتبر فيه ان  الحركة تُحاصر بين فكي الشعبوية الفاشية والغضب الشعبي في مقابل تراخي حكومي وبيروقراطية حكومية، يؤكد عمق الخلل الذي أصاب الدولة التونسية منذ عقود حسب قوله.

ووصف البرعومي ما تعيشه تونس بالحصار الخانق معتبرا ان الحزب الأول اي حركة النهضة يتحرك بأريحية مسترابة وخطاب فيه الكثير من الغرور والتعالي يفرض السؤال عن مدى وعيه برهانات الواقع وتحدياته؟

وكتب عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة "ان الشعبوية وراءنا والبيروقراطية أمامنا والحركة أمام امتحان صعب يجب أن تتفاعل معه بما يليق بمقامها كحزب أول وبما يليق بمناضليها ومناضلاتها المحملين بخيباتهم وكفاحهم المتواصل، ويجب إيجاد حل حكومي سريع مهما كانت التوافقات السياسية والوطنية دون الوقوع في شراك مشاريع الردة الشعوبية بالتوازي مع حوار سياسي تشريعي يفضي للإصلاحات الضرورية المستعجلة على مستوى القوانين الانتخابية واستحقاقات الهيئات الدستورية."

ما كتبه البرعومي يعكس رؤية العديد من ابناء الحركة الذين يدفعون اليوم في اتجاه تحمل حزبهم مسؤولية الحكم وتبعاته وعلى هذا الاساس تتجه النهضة اليوم الى تفعيل دورها في الحكم المحلي اساسا وقد نشهد في الايام القادمة تغييرات على مستوى الولاة والعمد وعديد المديرين العامين على راس المؤسسات العمومية في اطار تفاعل الحزب مع الدعوات الداخلية لتحمل المسؤولية في مختلف مفاصل الدولة وجهازها التنفيذي.

هذا الضغط الداخلي لم يقتصر فقط على مستوى تحمل الحكم ليشمل طريقة تفاعل حركة النهضة مع المنظمات الوطنية واساسا الاتحاد العام التونسي للشغل في علاقة بتصريحات الامين العام الاخيرة التي انتقد فيها رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي هذا الى جانب تحميل جزء من المسؤولية الى رئيس الحكومة هشام مشيشي علمنا وان هناك معطيات تفيد بان حركة النهضة وجزءا من الائتلاف الداعم للحكومة كان يدفع في اتجاه تفعيل التحوير الحكومي لإخراج البلاد من الازمة بعد رفض الرئيس التفاعل.

سامي الطريقي عضو مكتب شورى النهضة كان قد شدد مؤخرا على ان يتحمل رئيس الحكومة هشام مشيشي مسؤوليته التاريخية بأخذ زمام الأمور بيده.

لكن الى اي مدى سيتفاعل رئيس الحكومة مع هذا الضغط خاصة وان هناك حسابات وموازين قوى اخرى قريبة من مشيشي ولها دورها في تشكيل مشهد الحكم.

 

جهاد الكلبوسي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews