يحتفل الاتحاد من أجل المتوسط في شهر جويلية 2023 بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيسه.
وقد أصدر في هذا السياق بلاغا جاء فيه ما يلي:
قبل خمسة عشر عامًا في باريس، أطلق رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي والضفتين الجنوبية والشرقية للبحر الأبيض المتوسط الاتحاد من أجل المتوسط لإعطاء دفعة جديدة لشراكتهم ولزيادة إمكانات التكامل و التعاون الإقليمي. وتتيح لنا هذه المناسبة فرصة لتقييم مسيرتنا الجماعية وتجديد التزامنا المشترك بالتعاون الإقليمي في منطقة المتوسط.
شراكة ملموسة يستفيد منها الأفراد وخاصة الشباب والنساء
على مر السنين، رسخ الاتحاد من أجل المتوسط نفسه كإطار رائد متعدد الأطراف في المنطقة الأورومتوسطية على الرغم من التحديات التي يفرضها الوضع الإقليمي والدولي المضطرب. وقد حظي أكثر من 60 مشروعًا بدعم وإجماع دول الاتحاد البالغ عددها 43 دولة. و يستفيد من هذه المشاريع، التي تبلغ كلفتها الإجمالية 5 مليارات يورو، أكثر من 10 ملايين شخص بشكل مباشر، بالإضافة الى نحو 100 مليون آخرين بشكل غير مباشر وفقًا للتقديرات. كما عمل الاتحاد جاهدًا من أجل توفير فرص العمل، والدفاع عن حقوق المرأة، وتعزيز التواصل بين البلدان، فضلاً عن الاستجابة لحالات الطوارئ البيئية والمناخية الملحة.
وعلاوة على ذلك، فقد أعطى الاتحاد من أجل المتوسط الأولوية لخطط المنح والمشاريع لدعم ريادة الأعمال وفرص العمل. وساعدت المبادرة المتوسطية للتوظيف "Med4Jobs" على زيادة فرص العمل للشباب والنساء. وبغية تسليط الضوء على الثراء الثقافي للمنطقة، أطلق الاتحاد أيضًا مبادرات لتعزيز التنوع والحوار والتفاهم المتبادل، بالتعاون مع مؤسسة آنا ليند للحوار بين الثقافات.
ويدعم الاتحاد من أجل المتوسط برامج تعزيز نظم التعليم العالي والتركيز على المشاريع الموجهة للشباب؛ حيث من المنتظر أن يتم تسجيل 3000 طالب في عام 2024 بالجامعة الأورومتوسطية بفاس، وهي مؤسسة أكاديمية رائدة تقوم بتعليم جيل جديد برؤية أوروبية متوسطية فريدة. وإدراكًا لإمكانيات الشباب كعناصر فاعلة للتغيير الإيجابي، أجرى وزراء خارجية الاتحاد نقاشًا مثمرًا في نوفمبر الماضي مع ممثلي الشباب، الذين أبرزوا توصياتهم وتوقعاتهم لمستقبل منطقتنا المشتركة. ومن ناحية أخرى، يعمل الاتحاد من أجل المتوسط أيضًا على تسريع الاستثمارات في الاقتصاد الأزرق، الذي يحوي إمكانات هائلة لتحفيز كل من النمو الاقتصادي والاستدامة في حوض المتوسط.
جهود مشتركة لمواجهة التحديات وتحقيق الأهداف المشتركة
علينا أن نقر بأن جهودنا حتى الآن لم تحقق اهدافنا المنشودة، وأن التحديات لا تزال قائمة. كما أن التكامل الاقتصادي بين شمال وجنوب المتوسط لايزال غير كافٍ إلى حد كبير؛ إذ تتسع الفجوة الاقتصادية بين الضفتين الشمالية والجنوبية، ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ستة أضعاف في الاتحاد الأوروبي مقارنة بجيرانه في الجنوب. وبالإضافة إلى ذلك، أدت جائحة كوفيد-19 إلى تعميق هوة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية. إن التحديات المشتركة المتمثلة في الوباء والتحولات الجيوسياسية الأخيرة، والحرب الروسية على أوكرانيا والأزمات الإقليمية المستمرة، وبخاصة جمود عملية السلام في الشرق الأوسط واستمرار التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلاً عن حالة الطوارئ المناخية العالمية، تسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى تكامل إقليمي أعمق، لا سيما فيما يتعلق بسلاسل التوريد وإمدادات الطاقة النظيفة والأمن الغذائي. كما أن درجة حرارة منطقة المتوسط ترتفع بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي، فيما يحتاج السكان من الشباب، الذين يتزايد عددهم بسرعة في المنطقة، إلى آفاق حياة كريمة ومزدهرة. وتبدو العواقب أكثر وضوحًا على السكان والنظم البيئية على جانبي المتوسط، الأمر الذي يحتم علينا اتباع نهج منسق على المستوى الإقليمي لمواجهة هذه التحديات بفعالية. وهنا تحديدًا، قد تكمن قوة اتحادنا - الاتحاد من أجل المتوسط؛ حيث يتمتع أعضاؤنا بمستويات مختلفة من التنمية الاجتماعية والاقتصادية ومن المصالح المتنوعة، مع الاحتفاظ، في الوقت ذاته، بأهداف مشتركة. ويمتلك الاتحاد من أجل المتوسط القدرة الفريدة على حشد مجموعة واسعة من الأطراف (الأوساط الأكاديمية، والمجتمع المدني، والشباب، إلخ) من كافة دول المنطقة؛ إذ تجمع منتديات الخبراء التي ينظمها الاتحاد سنويًا أكثر من 8000 من الأطراف الفاعلة في مجتمعاتنا، وتشهد تبادلاً ثريًا للأفكار ولأفضل الممارسات. إن نموذج العمل في الاتحاد من أجل المتوسط ، الذي يضع الشمال والجنوب على قدم المساواة، ويستند إلى مبدأ الإجماع، يمكن أن يعزز من مبدأ ملكيتنا المشتركة لهذا الإطار من التعاون.
يحتاج الاتحاد إلى التزام مستمر من أعضائه لتحقيق أهدافه المتمثلة في إنشاء منطقة متوسطية قادرة على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. لذا نعمل جنبًا إلى جنب مع جميع الأعضاء لمنحه القدرة اللازمة لتقديم المزيد والأفضل، والتأثير بصورة أكبر في المنطقة. وبينما يحمل المستقبل القريب للمنطقة عددًا من التحديات، إلا اننا نعتقد أن الاتحاد من أجل المتوسط يشكل الأداة المناسبة لمواجهته معًا".
تم التوقيع بواسطة:
•جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية
•أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين/ الأردن
•ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط
يحتفل الاتحاد من أجل المتوسط في شهر جويلية 2023 بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيسه.
وقد أصدر في هذا السياق بلاغا جاء فيه ما يلي:
قبل خمسة عشر عامًا في باريس، أطلق رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي والضفتين الجنوبية والشرقية للبحر الأبيض المتوسط الاتحاد من أجل المتوسط لإعطاء دفعة جديدة لشراكتهم ولزيادة إمكانات التكامل و التعاون الإقليمي. وتتيح لنا هذه المناسبة فرصة لتقييم مسيرتنا الجماعية وتجديد التزامنا المشترك بالتعاون الإقليمي في منطقة المتوسط.
شراكة ملموسة يستفيد منها الأفراد وخاصة الشباب والنساء
على مر السنين، رسخ الاتحاد من أجل المتوسط نفسه كإطار رائد متعدد الأطراف في المنطقة الأورومتوسطية على الرغم من التحديات التي يفرضها الوضع الإقليمي والدولي المضطرب. وقد حظي أكثر من 60 مشروعًا بدعم وإجماع دول الاتحاد البالغ عددها 43 دولة. و يستفيد من هذه المشاريع، التي تبلغ كلفتها الإجمالية 5 مليارات يورو، أكثر من 10 ملايين شخص بشكل مباشر، بالإضافة الى نحو 100 مليون آخرين بشكل غير مباشر وفقًا للتقديرات. كما عمل الاتحاد جاهدًا من أجل توفير فرص العمل، والدفاع عن حقوق المرأة، وتعزيز التواصل بين البلدان، فضلاً عن الاستجابة لحالات الطوارئ البيئية والمناخية الملحة.
وعلاوة على ذلك، فقد أعطى الاتحاد من أجل المتوسط الأولوية لخطط المنح والمشاريع لدعم ريادة الأعمال وفرص العمل. وساعدت المبادرة المتوسطية للتوظيف "Med4Jobs" على زيادة فرص العمل للشباب والنساء. وبغية تسليط الضوء على الثراء الثقافي للمنطقة، أطلق الاتحاد أيضًا مبادرات لتعزيز التنوع والحوار والتفاهم المتبادل، بالتعاون مع مؤسسة آنا ليند للحوار بين الثقافات.
ويدعم الاتحاد من أجل المتوسط برامج تعزيز نظم التعليم العالي والتركيز على المشاريع الموجهة للشباب؛ حيث من المنتظر أن يتم تسجيل 3000 طالب في عام 2024 بالجامعة الأورومتوسطية بفاس، وهي مؤسسة أكاديمية رائدة تقوم بتعليم جيل جديد برؤية أوروبية متوسطية فريدة. وإدراكًا لإمكانيات الشباب كعناصر فاعلة للتغيير الإيجابي، أجرى وزراء خارجية الاتحاد نقاشًا مثمرًا في نوفمبر الماضي مع ممثلي الشباب، الذين أبرزوا توصياتهم وتوقعاتهم لمستقبل منطقتنا المشتركة. ومن ناحية أخرى، يعمل الاتحاد من أجل المتوسط أيضًا على تسريع الاستثمارات في الاقتصاد الأزرق، الذي يحوي إمكانات هائلة لتحفيز كل من النمو الاقتصادي والاستدامة في حوض المتوسط.
جهود مشتركة لمواجهة التحديات وتحقيق الأهداف المشتركة
علينا أن نقر بأن جهودنا حتى الآن لم تحقق اهدافنا المنشودة، وأن التحديات لا تزال قائمة. كما أن التكامل الاقتصادي بين شمال وجنوب المتوسط لايزال غير كافٍ إلى حد كبير؛ إذ تتسع الفجوة الاقتصادية بين الضفتين الشمالية والجنوبية، ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ستة أضعاف في الاتحاد الأوروبي مقارنة بجيرانه في الجنوب. وبالإضافة إلى ذلك، أدت جائحة كوفيد-19 إلى تعميق هوة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية. إن التحديات المشتركة المتمثلة في الوباء والتحولات الجيوسياسية الأخيرة، والحرب الروسية على أوكرانيا والأزمات الإقليمية المستمرة، وبخاصة جمود عملية السلام في الشرق الأوسط واستمرار التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلاً عن حالة الطوارئ المناخية العالمية، تسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى تكامل إقليمي أعمق، لا سيما فيما يتعلق بسلاسل التوريد وإمدادات الطاقة النظيفة والأمن الغذائي. كما أن درجة حرارة منطقة المتوسط ترتفع بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي، فيما يحتاج السكان من الشباب، الذين يتزايد عددهم بسرعة في المنطقة، إلى آفاق حياة كريمة ومزدهرة. وتبدو العواقب أكثر وضوحًا على السكان والنظم البيئية على جانبي المتوسط، الأمر الذي يحتم علينا اتباع نهج منسق على المستوى الإقليمي لمواجهة هذه التحديات بفعالية. وهنا تحديدًا، قد تكمن قوة اتحادنا - الاتحاد من أجل المتوسط؛ حيث يتمتع أعضاؤنا بمستويات مختلفة من التنمية الاجتماعية والاقتصادية ومن المصالح المتنوعة، مع الاحتفاظ، في الوقت ذاته، بأهداف مشتركة. ويمتلك الاتحاد من أجل المتوسط القدرة الفريدة على حشد مجموعة واسعة من الأطراف (الأوساط الأكاديمية، والمجتمع المدني، والشباب، إلخ) من كافة دول المنطقة؛ إذ تجمع منتديات الخبراء التي ينظمها الاتحاد سنويًا أكثر من 8000 من الأطراف الفاعلة في مجتمعاتنا، وتشهد تبادلاً ثريًا للأفكار ولأفضل الممارسات. إن نموذج العمل في الاتحاد من أجل المتوسط ، الذي يضع الشمال والجنوب على قدم المساواة، ويستند إلى مبدأ الإجماع، يمكن أن يعزز من مبدأ ملكيتنا المشتركة لهذا الإطار من التعاون.
يحتاج الاتحاد إلى التزام مستمر من أعضائه لتحقيق أهدافه المتمثلة في إنشاء منطقة متوسطية قادرة على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. لذا نعمل جنبًا إلى جنب مع جميع الأعضاء لمنحه القدرة اللازمة لتقديم المزيد والأفضل، والتأثير بصورة أكبر في المنطقة. وبينما يحمل المستقبل القريب للمنطقة عددًا من التحديات، إلا اننا نعتقد أن الاتحاد من أجل المتوسط يشكل الأداة المناسبة لمواجهته معًا".
تم التوقيع بواسطة:
•جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية
•أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين/ الأردن