عاد رئيس الجمهورية قيس سعيّد، صباح يوم الخميس 2 فيفري 2023 بمستشفى المنجي سليم بالمرسى، الطالبة التي تحصّلت في السنة الماضية على جائزة رئيس الدولة بمناسبة يوم العلم وخضعت، منذ أيام قليلة، إلى عملية زرع الكبد وبدأت تتعافى إثر هذه العملية الدقيقة.
وأشاد رئيس الجمهورية بالإطار الطبي وشبه الطبي وبكل الأعوان لكفاءتهم العالية وتفانيهم غير المحدود في القيام بعملهم، وأكّد، من جديد، على أن الحق في الصحة من حقوق الإنسان يجب أن توفّره الدولة للجميع ولا يمكن أن يخضع لمقاييس الربح والخسارة.
وتحدث رئيس الجمهورية مطولا مع الطاقم الطبي والإداري بالمستشفى عن تاريخ المدرسة التونسية للطب وعن عطاء عدد من الأطباء غداة الاستقلال الذين عادوا إلى أرض الوطن لشعورهم العميق بالوطنية بالرغم من أنهم اشتغلوا في الخارج وتحصلوا على أعلى الشهائد وأداروا عدة أقسام طبية.
كما تحادث رئيس الدولة مع عدد من الإطارات شبه الطبية والعمال بالمستشفى وعن دورهم في نجاح مثل هذه العمليات الدقيقة. كما تناول اللقاء الوضع القانوني غير المقبول المتمثل في العقود المبرمة لمدة محددة بأجر لا يتجاوز 400 دينار شهريا ومنهم من هو في هذا الوضع لمدة فاقت 7 سنوات وكلما تنتهي مدة العقد التي لا تتجاوز 3 أشهر إلا ويتم تجديده بنفس المدة وبنفس الأجر، هذا إلى جانب ما اصطلح عليه بالمناولة التي هي في الواقع اتجار ببؤس البشر.
وفي نفس الإطار، تحول رئيس الجمهورية، مساء اليوم، إلى منطقة القصيرات من معتمدية منزل بوزلفة أين يقع منزل الفقيد الذي قررت عائلته التبرع بأعضائه. وقدم رئيس الدولة واجب العزاء لذوي الفقيد وتوجّه لهم بالشكر الجزيل على قرارهم النبيل الذي أنقذ حياة الطالبة.
واستمع رئيس الجمهورية إلى مشاغل أفراد هذه العائلة الذين يصحّ عليهم قوله تعالى "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" واطلع على الظروف الصعبة التي يعيشونها.
كما تحادث رئيس الدولة مع عدد من متساكني المنطقة حول عديد المسائل المتصلة بحياتهم اليومية وفي مقدمتها الشغل. وأكد رئيس الجمهورية، مجددا، على أن القضية الحقيقية للشعب التونسي هي القضية الاقتصادية والاجتماعية، ودعا عددا من مخاطبيه إلى المبادرة بتكوين شركات أهلية للنهوض بالمنطقة وللمساهمة في خلق الثروة. كما دعا رئيس الدولة السلطات الجهوية والمحلية لتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين حتى لا تمضي الأيام في إجراءات لا تزيد إلا في تفاقم الأوضاع.