إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رأي حر .. خطى حثيثة نحو "أنوروا" تونسية

 

كتب الدكتور سالم لبيض القيادي بحركة الشعب مقال رأي حول تقديم الشقيقة ليبيا مساعدات تتمثل في مواد غذائية أساسية حيث ذكر بعلاقات الشعبين التونسي والليبي الضاربة في القدم لكنه انتقد في الوقت نفسه بلوغ الوضع الى مستوى تلقي المساعدات بالقيمة والطريقة والقيمة التي تحدثت عنها جميع الاطراف ..حيث جاء المقال الذي اختار له عنوان "خطى حثيثة نحو "أنوروا" تونسية " كما يلي :

"الشقيقة ليبيا ترسل 96 شاحنة إلى تونس محملة بالمواد الأساسية من سكر وزيت ودقيق وأرز. الخبر يكاد يمرّ مرور الكرام إلا من تدوينات فايسبوكية منها الساخر ومنها المستهجن وآخرين يذكّرون بأن التونسيين وقفوا إلى جانب الأشقاء الليبيين واستقبلوهم بالملايين في المخيمات والبيوت والأسواق والمقاهي إبان الحرب الأطلسية على ليبيا سنة 2011، وتقاسموا معهم مساكنهم ولقمة عيشهم ومختلف حاجياتهم وفتحوا أمامهم المدارس لتأمين دراسة أبناءهم والمشافي للتطبب والعلاج. هذا السلوك التضامني مبرر بين الأشقاء وغير الأشقاء لدى مختلف الشعوب، فروابط الأخوة واللغة والدين والتاريخ والحضارة والإنسانية تفسّر لنا عوامل الانتشار الواسع للثقافة التضامنية والتآزر في أزمنة الشدّة والأزمات العاتية الناتجة عن العدوان الخارجي والاجتياح العسكري واحتلال الأرض من قبل القوى الغاشمة والحروب الأهلية والكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات وحرائق واسعة الانتشار. لا تعيش تونس على وقع مثل هذه الحروب الطاحنة والكوارث الطبيعية المدمّرة، وإنما هي ضحية فشل سلطوي رئاسي وعجز حكومي على إدارة الشأن العام وتأمين أبسط مقومات الحياة الأولية القائمة على توفير الغذاء والدواء للناس دون ميز طبقي بينهم أو اختلاف مرجعه العرق واللون والدين والانتماء الجهوي والقبلي. يبدو أن سلطة 25 جويلية ومنظومتها تقود البلاد نحو المثال اللبناني في سقوط مدو للعملة اللبنانية وانعدام المواد ومنع اللبنانيين من التصرف في أموالهم المودعة بالبنوك، ونحو النموذج المصري - السوداني في انهيار العملة المحلية حتى بلغ الدولار الأمريكي الواحد 30 جنيها مصريا و580 جنيها سودانيا دون وجود مؤشرات استقرار أو تراجع. ولم تعد تونس في ظل هذه المنظومة المُجمع حول فشلها وعجزها على إدارة الدولة والشأن العام بعيدة عن "أونوروا" حسب النموذج التونسي الذي انزاحت فيه شرائح واسعة من التونسيين من الطبقة الوسطى العريضة إلى الطبقة الفقيرة الواسعة والأكثر عددا نحو مجتمع الاحتياج والإعاشة، ما يستدعي الغوث الذي انطلقت شرارته الأولى من ليبيا لتوفير الطعام، ومن يدري لعلّ الوكالة التي ستديره جاهزة والناس نيام.

 

سالم لبيض

  رأي حر .. خطى حثيثة نحو "أنوروا" تونسية

 

كتب الدكتور سالم لبيض القيادي بحركة الشعب مقال رأي حول تقديم الشقيقة ليبيا مساعدات تتمثل في مواد غذائية أساسية حيث ذكر بعلاقات الشعبين التونسي والليبي الضاربة في القدم لكنه انتقد في الوقت نفسه بلوغ الوضع الى مستوى تلقي المساعدات بالقيمة والطريقة والقيمة التي تحدثت عنها جميع الاطراف ..حيث جاء المقال الذي اختار له عنوان "خطى حثيثة نحو "أنوروا" تونسية " كما يلي :

"الشقيقة ليبيا ترسل 96 شاحنة إلى تونس محملة بالمواد الأساسية من سكر وزيت ودقيق وأرز. الخبر يكاد يمرّ مرور الكرام إلا من تدوينات فايسبوكية منها الساخر ومنها المستهجن وآخرين يذكّرون بأن التونسيين وقفوا إلى جانب الأشقاء الليبيين واستقبلوهم بالملايين في المخيمات والبيوت والأسواق والمقاهي إبان الحرب الأطلسية على ليبيا سنة 2011، وتقاسموا معهم مساكنهم ولقمة عيشهم ومختلف حاجياتهم وفتحوا أمامهم المدارس لتأمين دراسة أبناءهم والمشافي للتطبب والعلاج. هذا السلوك التضامني مبرر بين الأشقاء وغير الأشقاء لدى مختلف الشعوب، فروابط الأخوة واللغة والدين والتاريخ والحضارة والإنسانية تفسّر لنا عوامل الانتشار الواسع للثقافة التضامنية والتآزر في أزمنة الشدّة والأزمات العاتية الناتجة عن العدوان الخارجي والاجتياح العسكري واحتلال الأرض من قبل القوى الغاشمة والحروب الأهلية والكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات وحرائق واسعة الانتشار. لا تعيش تونس على وقع مثل هذه الحروب الطاحنة والكوارث الطبيعية المدمّرة، وإنما هي ضحية فشل سلطوي رئاسي وعجز حكومي على إدارة الشأن العام وتأمين أبسط مقومات الحياة الأولية القائمة على توفير الغذاء والدواء للناس دون ميز طبقي بينهم أو اختلاف مرجعه العرق واللون والدين والانتماء الجهوي والقبلي. يبدو أن سلطة 25 جويلية ومنظومتها تقود البلاد نحو المثال اللبناني في سقوط مدو للعملة اللبنانية وانعدام المواد ومنع اللبنانيين من التصرف في أموالهم المودعة بالبنوك، ونحو النموذج المصري - السوداني في انهيار العملة المحلية حتى بلغ الدولار الأمريكي الواحد 30 جنيها مصريا و580 جنيها سودانيا دون وجود مؤشرات استقرار أو تراجع. ولم تعد تونس في ظل هذه المنظومة المُجمع حول فشلها وعجزها على إدارة الدولة والشأن العام بعيدة عن "أونوروا" حسب النموذج التونسي الذي انزاحت فيه شرائح واسعة من التونسيين من الطبقة الوسطى العريضة إلى الطبقة الفقيرة الواسعة والأكثر عددا نحو مجتمع الاحتياج والإعاشة، ما يستدعي الغوث الذي انطلقت شرارته الأولى من ليبيا لتوفير الطعام، ومن يدري لعلّ الوكالة التي ستديره جاهزة والناس نيام.

 

سالم لبيض

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews