إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الأحزاب تتنافس على "خرائط الطريق".. رغبة حقيقية في تعديل البوصلة أم مجرد مناورات لإعادة التموقع؟

قالت عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري خلال وقفة لأنصار الحزب، نهاية الاسبوع المنقضي، من أمام مقر مكتب منظمة الأمم المتحدة بالبحيرة، إن حزبها قد وضع خارطة طريق واضحة "لإنقاذ تونس" سيتم الاعلان عنها قريبا.. ومن الجهة المقابلة سبق أن أعلن غازي الشواشي الأمين العام السابق للتيار الديمقراطي، عن اعتزامه اطلاق مبادرة رفقة عدة شخصيات من مختلف المشارب تبحث عن "وصفة" للخروج بتونس من الوضع المتردي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، مشيرا إلى أنها ستكون على شاكلة خارطة طريق على المدى القريب والمدى الطويل على أساس البناء المشترك دون اقصاء.. كما لم يخف غازي الشواشي أن المبادرة التي سيعمل على اطلاقها سيحاول أن يقنع بها المنظمات الوطنية ..والاحزاب والجبهات المختلفة بما في ذلك جبهة الخلاص وعبير موسي .

من جهتها، قالت شيماء عيسى احدى أبرز أعضاء جبهة الخلاص، التي تمثل النهضة عصبها الرئيسي، أنها ستتفاعل إيجابيا مع المبادرة ولن تقصي منها عبير موسي أي أن هناك قبولا لمختلف الأطراف في ما بينها من أجل الخروج من  عنق الزجاجة ..

ولم تتوقف المبادرات عند هذا الحد، فقد أكد عصام الشابي أن تنسيقية الخماسي التي تضم أحزاب العمال والجمهوري والتيار الديمقراطي والقطب والتكتل من أجل العمل والحريات لديها خارطة طريق لإنقاذ الوضع وقد تكون هناك تقاطعات .

في كل الحالات لكل جبهة حساباتها.. وأهدافها وكل حزب مكون لها يريد إعادة التموقع بعد كل الذي حدث منذ 25 جويلية 2021 لكن قد تنتهي مثل هذه المبادرات قبل أن تبدأ لان لكل حساباته وغاياته واستحقاقاته التي لن يتنازل عنها وبالتالي الحديث عن خارطة طريق تضم تحت خيمتها كل الحساسيات السياسية والفرقاء أمر يستحيل.. نظرا لأنه في مثل هذه الحالات هناك صفقات تبرم وهنالك مكاسب وتنازلات.. ومحاصصة وهو الامر الذي يجعلها مرفوضة حتى لدى السلطة القائمة وبقية مكونات المجتمع المدني ..  

ولا شك أيضا أن المنظمات الوطنية لن تبني خطتها على أنقاض الأحزاب.. فضلا عن أنّ هذه المنظمات بعيدة كل البعد عن التموقعات السياسية ولا أيضا معنية بمناصب حكومية ..فقد استبشر جل التونسيين بـ25 جويلية ،بما في ذلك المنظمات الوطنية ومكونات المجتمع المدني، على أساس أن هناك فرصة لإعادة الانطلاق وتنقية المناخات الا أن إدارة تلك المرحلة لم تكن في مستوى تطلعات التونسيين حيث لا يمكن القيام بإصلاحات سياسية دون تشاركية وفي ظل غياب القوى الحية فلا أحد اليوم ينكر الازمة السياسية العميقة وتردي الوضع الاجتماعي والاقتصادي ..واهتراء المقدرة الشرائية.. وكل هذا نتيجة غياب رؤية تشاركية لإصلاح الأوضاع وهو ما يفسر مبادرة الاتحاد مع باقي المنظمات الوطنية حيث ستعمل المنظمة الشغيلة مع بقية شركائها على تشخيص الوضع ورسم بعض الملامح من خلال اللقاءات التي انطلقت بين  الأمين العام نورالدين الطبوبي وعميد المحامين حاتم مزيو إضافة الى  لقاء عميد المحامين و الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وبسام الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في إطار المشاورات حول الوضع العام بالبلاد وإطلاق مبادرة للمساعدة في الخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. وكل مبادرة صادرة عن مثل هذه المنظمات تصبح أكثر مقبولية عند التونسي مقارنة بمبادرات وخرائط أحزاب لفظها الشعب ويعتبرها السبب الرئيسي في ما آلت اليه الأوضاع ...

عبدالوهاب الحاج علي 

 الأحزاب تتنافس على "خرائط الطريق".. رغبة حقيقية في تعديل البوصلة أم مجرد مناورات لإعادة التموقع؟

قالت عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري خلال وقفة لأنصار الحزب، نهاية الاسبوع المنقضي، من أمام مقر مكتب منظمة الأمم المتحدة بالبحيرة، إن حزبها قد وضع خارطة طريق واضحة "لإنقاذ تونس" سيتم الاعلان عنها قريبا.. ومن الجهة المقابلة سبق أن أعلن غازي الشواشي الأمين العام السابق للتيار الديمقراطي، عن اعتزامه اطلاق مبادرة رفقة عدة شخصيات من مختلف المشارب تبحث عن "وصفة" للخروج بتونس من الوضع المتردي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، مشيرا إلى أنها ستكون على شاكلة خارطة طريق على المدى القريب والمدى الطويل على أساس البناء المشترك دون اقصاء.. كما لم يخف غازي الشواشي أن المبادرة التي سيعمل على اطلاقها سيحاول أن يقنع بها المنظمات الوطنية ..والاحزاب والجبهات المختلفة بما في ذلك جبهة الخلاص وعبير موسي .

من جهتها، قالت شيماء عيسى احدى أبرز أعضاء جبهة الخلاص، التي تمثل النهضة عصبها الرئيسي، أنها ستتفاعل إيجابيا مع المبادرة ولن تقصي منها عبير موسي أي أن هناك قبولا لمختلف الأطراف في ما بينها من أجل الخروج من  عنق الزجاجة ..

ولم تتوقف المبادرات عند هذا الحد، فقد أكد عصام الشابي أن تنسيقية الخماسي التي تضم أحزاب العمال والجمهوري والتيار الديمقراطي والقطب والتكتل من أجل العمل والحريات لديها خارطة طريق لإنقاذ الوضع وقد تكون هناك تقاطعات .

في كل الحالات لكل جبهة حساباتها.. وأهدافها وكل حزب مكون لها يريد إعادة التموقع بعد كل الذي حدث منذ 25 جويلية 2021 لكن قد تنتهي مثل هذه المبادرات قبل أن تبدأ لان لكل حساباته وغاياته واستحقاقاته التي لن يتنازل عنها وبالتالي الحديث عن خارطة طريق تضم تحت خيمتها كل الحساسيات السياسية والفرقاء أمر يستحيل.. نظرا لأنه في مثل هذه الحالات هناك صفقات تبرم وهنالك مكاسب وتنازلات.. ومحاصصة وهو الامر الذي يجعلها مرفوضة حتى لدى السلطة القائمة وبقية مكونات المجتمع المدني ..  

ولا شك أيضا أن المنظمات الوطنية لن تبني خطتها على أنقاض الأحزاب.. فضلا عن أنّ هذه المنظمات بعيدة كل البعد عن التموقعات السياسية ولا أيضا معنية بمناصب حكومية ..فقد استبشر جل التونسيين بـ25 جويلية ،بما في ذلك المنظمات الوطنية ومكونات المجتمع المدني، على أساس أن هناك فرصة لإعادة الانطلاق وتنقية المناخات الا أن إدارة تلك المرحلة لم تكن في مستوى تطلعات التونسيين حيث لا يمكن القيام بإصلاحات سياسية دون تشاركية وفي ظل غياب القوى الحية فلا أحد اليوم ينكر الازمة السياسية العميقة وتردي الوضع الاجتماعي والاقتصادي ..واهتراء المقدرة الشرائية.. وكل هذا نتيجة غياب رؤية تشاركية لإصلاح الأوضاع وهو ما يفسر مبادرة الاتحاد مع باقي المنظمات الوطنية حيث ستعمل المنظمة الشغيلة مع بقية شركائها على تشخيص الوضع ورسم بعض الملامح من خلال اللقاءات التي انطلقت بين  الأمين العام نورالدين الطبوبي وعميد المحامين حاتم مزيو إضافة الى  لقاء عميد المحامين و الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وبسام الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في إطار المشاورات حول الوضع العام بالبلاد وإطلاق مبادرة للمساعدة في الخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. وكل مبادرة صادرة عن مثل هذه المنظمات تصبح أكثر مقبولية عند التونسي مقارنة بمبادرات وخرائط أحزاب لفظها الشعب ويعتبرها السبب الرئيسي في ما آلت اليه الأوضاع ...

عبدالوهاب الحاج علي 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews