* المراهنة على التكريمات لإعادة الاعتبار لمن ساهموا في خدمة المشهد الثقافي
يعود معرض الكتاب التونسي في دورته الثالثة المقرر تنظيمها من 29 ماي الجاري إلى غاية 9 جوان المقبل بمدينة الثقافة بعد تخلف عن تنظيمه في العام الماضي شأنه شأن المعرض الدولي للكتاب. وتعد هذه الدورة استثنائية بجميع المقاييس وفق تأكيد مديرها الإعلامي والكاتب محمد المي لـ"الصباح نيوز" موضحا أن برنامجها سيكون شاملا ومتنوعا يتضمن التكريمات والتوقيعات للإصدارات الجديدة والندوات الفكرية والورشات والأمسيات وغيرها من الأنشطة المتنوعة، على نحو يجعل الدورة أشبه باحتفالية ثقافية بالكاتب والكتاب التونسيين مع الانفتاح على بقية الفنون والقطاعات الثقافية لأنه لا خيار للهيئة المديرة المشرفة على المعرض والجهات المشاركة في تنظيمه سوى "النجاح أو النجاح" حسب تعبيره.
وأفاد محمد المي أن العوامل التي سبقت الإشارة لها تعد محركا أساسيا ومسؤولية تضع الهيئة المديرة أمام رهان النجاح وصنع التحدي في هذه الفعالية الثقافية التي تأتي بعد غياب الدورة الماضية وغياب الأنشطة التظاهرات الثقافية بسبب إجراءات الحجر الصحي الشامل أو الموجه التي أثرت على سلبيا على المشهد الثقافي.
تكريمات
كما أكد محمد المي أنه اختار تكريم ولول مرة في تاريخ المعرض ثلة من الناشرين والكتاب من الأموات والأحياء ذكر من بينهم ناجي مرزوق ومحمد صالح الرصاع ومنصف الشابي ومنصف بن عياد ومحمد الصالح المعالج والهادي الفراتي أضافة إلى أبو القاسم محمد كرو حامد العلويني ومحمد المصمودي ومحمد بن اسماعيل وعلي بوسلامة وغيرهم. ونزّل ذلك في سياق أهمية الناشر في عرسه، كصانع للمحتوى ومثقف غامر بدخول عالم التعريف بالكتّاب المجهولين والمغمورين والكتاب وليس مجرد تاجر ومستثمر في المجال فحسب. وذلك بهدف إعادة الاعتبار لمن خدموا المشهد الثقافي وساهموا في تكريس الخصوصية الثقافية والإبداعية التونسية ورفعوا رايتها وطنيا ودوليا.
كما أفاد أنه تم إحداث فقرة جديدة في هذه التظاهرة على غرار ما هو معمول به في معرض تونس الدولي للكتاب باختيار دولة، وذلك باختيار ولاية تونسية ضيف شرف المعرض الوطني. وأفاد أن ولاية صفاقس هي ضيفة هذه الدورة نظرا لما تزخر به الجهة من ناشرين وكتاب ومبدعين في مختلف المجالات الفنية على نحو ساهموا في تنشيط الحركية الثقافية بالجهة. وسيتم بهذه المناسبة تكريم مجموعة من أعلام الجهة من بينهم عبدالمجيد الشرفي ومحمد الخبو ومحمود بن جماعة والفنان التشكيلي الحبيب بيدة فضلا عن خليل قويعة والمصمودي.
في جانب آخر من حديثه عن المعرض الكتاب التونسي أفاد مدير الدورة أن برنامج هذا العام يتضمن برنامج ثقافي شامل على غرار الشعر والرواية والكتاب والمسرح والفنون التشكيلية وذلك بتخصيص ندوات وقراءات وورشات في كل مجال على امتداد أيام التظاهرة. ليتم تكريم الباحث والمفكر والمؤرخ هشام جعيط في يوم المؤرخ والفنان التشكيلي العصامي بغدادي شنيتير في يوم الكتاب الفاخر والمنصف شرف الدين في يوم الكتاب المسرحي.
كما تخصص هذه الدورة وفق تأكيد مديرها برنامجا متنوعا موجها للطفل يتواصل على امتداد أسبوع يتضمن أيضا ندوات وورشات وقراءات. وما يحسب لهذه الدورة أيضا، هو تعهد هيئتها بدعم من الجهات المشاركة في تنظيمها إصدار كتب تتضمن كل الندوات التي تنتظم على هامشها في كتب يتم توزيعها أثناء المعرض مجانا.
نزيهة الغضباني
--