تحدث مدير عام المركز الوطني للجلود والأحذية، نبيل بن بشير، بنبرة متفائلة، قائلا "إن قطاع الجلود والأحذية ينفتح على التكنولوجيات الحديثة دعما لقيمته المضافة. ويتوفر القطاع على قدرات كامنة رغم القتامة المحيطة. وعلى الحرفيين والمبدعين من الشباب والمؤسّسات الإيمان بذلك واغتنام الفرص المتوفّرة".
وبحسب بن بشير، الذّي توجّه، الثلاثاء، بمدينة العلوم بالعاصمة، إلى شباب قدموا لحضور فعاليات الدورة 30 من المسابقة الأوروبية المتوسطيّة كعب الكريستال "إبداع 2022"، فإنّ "انفتاح القطاع على عالم التكنولوجيا هو دعوة للشباب للانضمام إلى هذا النشاط إذ غالبا ما كان ينظر إليه على أنّه من النشاطات التقليدية لكنّه قرّر، أخيرا، ركوب موجة التطوّر التكنولوجي لجذب يد عاملة مختصة أكثر فأكثر".
وحضر عديد الشباب جلسة خصّصت لموضوع "آليات تمويل ومصاحبة المشاريع المجددة في قطاع صناعة الجلود" تمّ تنظيمها في إطار المسابقة، التّي تتواصل فعالياتها يومي 17 و18 ماي 2022 وجعلت من "إعادة ابتكار الكلاسيكي في عهد التكنولوجيات الحديثة" محورا لها هذه السنة.
عائدات تصدير مقدرة ب1600 مليون دينار في 2021
وأبرز رئيس الجامعة الوطنية للجلود والأحذية، من جهته، أن القطاع يغطي سلسلة قيمة تنطلق من تربية الماشية إلى حدود المرحلة الصناعية ويؤمن 4 بالمائة من الإنتاج الصناعي ويسهم بقسط في الصادرات الوطنية، موضحا أنّ قيمة صادرات القطاع قدّرت خلال سنة 2021 ب1600 مليون دينار مقابل واردات بقيمة 1000 مليون دينار أي بتحقيق فائض بحجم 600 مليون دينار.
واعتبر بلحاج أنّ هامش تنمية صادرات القطاع تعد ضخمة خاصّة وأن هذه الصادرات تغطي بالكاد 1،8 بالمائة من الاستهلاك الأوروبي في مجال الأحذية.
وتطرّق بالمناسبة إلى الصعوبات الهامّة، التّي تلاقيها مؤسّسات القطاع وتراجع عدد العاملين من 60 ألف عون في 2010 إلى 33 ألف عون في 2022. وفسّر بلحاج أنّ هذا التراجع تأتي بسبب المنافسة غير الشريفة بسبب توريد الأحذية والمنتجات الجلدية من قبل قطاع الثياب المستعملة وغياب مراقبة جودة المنتجات النهائية ونصف الجاهزة المورّدة الى جانب التجارة الموازية.
ودعا في هذا السياق إلى التطبيق الصارم للقانون، خصوصا، قرار وزير الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة ووزير التجارة، الذّي يعود تاريخه إلى 7 أوت 2020، والمتعلّق بتأشير تركيبة الأحذية والمصنوعات المماثلة وبضبط متطلبات السلامة المتعلّقة والقانون المتعلّق بمنع بيع الأحذية في إطار الثياب المستعملة.
وتحدّث بلحاج، أيضا، عن نقص المصاحبة لفائدة الباعثين الشبّان على مستوى هياكل التمويل والهياكل الإدارية داعيا إلى تبسيط الإجراءات وتخفيف تلك المتعلٌّقة بإحداث المؤسّسات وإسداء التمويلات.
وشجب المسؤول، من جهته، إمتناع الشباب عن تلقي تكوين في المجال، معبرا عن أمله في ان التوجه أكثر نحو التكنولوجيات ونحو الشراكات الجديدة المبرمة والقادمة مع الجامعات والمؤسسات التكنولوجية من شأنه أن يعطي دفعا للشباب الراغبين في الاستثمار في القطاع.
وكانت الندوة، التّي شارك بها ممثلون عن بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة و"إندا تمويل" وبرنامج "تمويلي"، مناسبة، أيضا، للشباب الحاضر لمناقشة اهتماماتهم في مجال التمويل مع المختصين في المهنة. وات