-
المبادلات التجارية بين تونس وسلطنة عمان سجلت تطورا في السنتين الأخيرتين رغم أزمة كوفيد
مسقط- الصباح من مبعوثتنا نزيهة الغضباني
أكد عزالدين التيس، سفير تونس بسلطنة عمان، على متانة علاقة الصداقة والتعاون القائمة بين تونس وسلطنة عمان معتبرا أن الاحتفال بخمسينية الدبلوماسية بين البلدين خلال العام الجاري تأكيد لأهمية هذه العلاقة النوعية التي ساهمت جملة من العوامل في تجسيمها على أرض الواقع منها "المشترك" والارادة السياسية لقادة البلدين، مما مهد لتفعيل ذلك، إضافة إلى التقارب المسجل في الأهداف والتوجهات الإقليمية بالأساس.
كما تحدث السفير التونسي، الذي التقته "الصباح" على همش زيارته لمعرض مسقط الدولي للكتاب، عن آفاق تعاون جديدة في مجالات عديدة من أبرزها ما يتعلق بالاقتصاد وغيرها من المسائل الأخرى في الحوار التالي:
-
لننطلق من الحديث عن مسألة ما انفكت تثير جدلا مؤخرا، هل هناك تعليمات مركزية تمنع الدبلوماسية الخارجية من الحديث والتصريحات؟
-
شخصيا لم أتلق هكذا تعليمات ولكن هناك ثوابت في الدبلوماسية التونسية وجب الالتزام بها والانضباط لها في إطار خدمة المصلحة الوطنية ومراعاة اواصر العلاقات الدولية. وهذا في تقديري لا يحتاج إلى تعليمات.
-
كيف تقيم العلاقة بين تونس وسلطنة عمان؟
-اعتقد أن احتفال البلدين بخمسينية العلاقات الدبلوماسية يؤكد أهمية وقيمة علاقات التعاون والشراكة والتقارب بين البلدين قيادة وشعبا، باعتبار أن الجالية التونسية في السلطنة اليوم هي في حدود 8 آلاف تونسي، انطلقت منذ السبعينات من القرن الماضي وتواصلت إلى غاية اليوم بنفس النسق والمقاييس وآليات الاعتماد وأغلبها مختصة في التدريس ومختلف مجالات ومستويات التعليم. وهي تحظى باحترام وتقدير العمانيين لأني اعتبر كل وافد هو سفير لوطنه وقادر على المساهمة في دعم وتعزيز مشاريع ومبادرات التعاون من موقعه.
-
أشرت في سياق حديثك إلى وجود مشاريع تعاون تونسي عماني، لو توضح هذه المسألة؟
-في الحقيقة مشاريع التعاون بين البلدين قائمة الذات منذ سنوات ولكننا نطمح اليوم لتطويرها وتوسيعها لتشمل كل المجالات في ظل التواصل المسجل في سياسة التقارب بين البلدين. ويكفي الإشارة الى ان أول زيارة لسيادة رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى الخارج كانت الى مسقط، نظرا لما يحمله ذلك من رمزية ودلالة على ما تحظى به سلطنة عمان من مكانة متميزة، وهو تقريبا ما لمسته في شهادة السلطان هيثم بن طارق في لقائي به أثناء مراسم مباشرة مهامي.
ولا أفوت هذه الفرصة للإشارة إلى ما سجله هذا التعاون في السنوات الأخيرة من تطور ملفت مقارنة بما كان عليه الأمر في السنوات الماضية. إذ سجلت المبادلات التجارية بين تونس وسلطنة عمان تطورا في السنتين الأخيرتين رغم أزمة كوفيد 19.
-
هل تعني أن الدبلوماسية الاقتصادية اليوم أصبحت أولوية؟
-شغلنا في الدبلوماسية مركز بالأساس على تطوير العلاقات مع كل البلدان، وانا شخصيا حريص على إثبات ذلك على أرض الواقع. وقد كنا أول سفارة أجنبية تنظم معرضا تجاريا للمنتجات التونسية بحضور ممثلي البلدين اضافة الى سفراء أجانب. كما دعمنا تنظيم معرض خاص برجال الأعمال التونسيين بمبادرة من احد رجال الاعمال التونسيين هنا، فضلا عن تنظيم رحلة لرجال اعمال عمانيين الى تونس بهدف السعي لبحث فرص تعاون واستثمار هناك، وذلك رغم أزمة كورونا. وأعتقد أنه بعد حالة التعافي من الجائحة الوبائية وعودة الحياة الى طبيعتها ستشهد علاقات التعاون والاستثمار بين البلدين نقلة نوعية تخدم مصلحة البلدين وتؤكد عمقها لاسيما في ظل المشترك الذي يجمعهما والمتمثل في توجه سياستهما الى الحلول والانتصار لمبادئ الأمم المتحدة.
-
كيف وجدت المشاركة التونسية في معرض مسقط الدولي للكتاب؟
-شدني المعرض هذا العام بالإقبال النوعي وشغف المواطن العماني بالأساس بالقراءة رغم تعدد الوسائط والتقنيات. وهو ما يؤكد أهمية الرجوع للكتاب. وانا موجود في هذه الفعالية للإحاطة بالمشاركة والحضور التونسي. ولكن من حسن الحظ أن الجهة المنظمة أوفت الدورة والمشاركات كل مستحقاتها التنظيمية واللوجيستية.