إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

عز الدين الحزقي العضو المؤسس لحراك "مواطنون ضد الانقلاب" لـ"الصباح": المشاركة في المؤتمر الوطني للحوار متاحة للجميع بمن فيهم قيس سعيد.. لكن بشروط

لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية دون حرية.. وبفضل الحرية نبحث ونقترح وننقد ونعدل

منذ قبر تجربة التعاضد أواخر الستينات لا نعرف هل أن تونس دولة اشتراكية أم هي دولة شيوعية أم ليبرالية

تونس- الصباح

قال عز الدين الحزقي العضو المؤسس لـ"المبادرة الديمقراطية" و"حراك مواطنون ضد الانقلاب" إن هناك استعدادات حثيثة لتنظيم مؤتمر وطني للحوار تشارك فيه جميع الأحزاب والمنظمات والجمعيات وكل من يستطيع تقديم تصورات جديدة ورؤية تنموية تساعد البلاد على الخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها في الوقت الراهن، وذكر أن الباب مفتوح للجميع بمن فيهم قيس سعيد شريطة تراجعه عن إجراءات 25 جويلية وقيامه بنقد ذاتي واحترامه للدستور وقوانين البلاد لأن أي تنمية خارج الديمقراطية بالضرورة تولد ميتة. 

وأضاف في تصريح لـ "الصباح" أنهم بصدد الانطلاق في مباحثات جدية مع كل من يرغب في مناهضة الانقلاب وبناء جبهة وطنية للإنقاذ، جبهة يقع تأسيسها بعد أن تقوم جميع الأطراف السياسية بنقد ذاتي، سواء تلك التي شاركت في الحكم أو تلك التي خيرت الجلوس على الربوة والبقاء في المعارضة، وقال إن كل الفاعلين السياسيين ارتكبوا أخطاء لكن كان ذلك بدرجات متفاوتة، فمن كانوا في الحكم ارتكبوا أخطاء وهذا لا يمكنهم إنكاره، وحتى المعارضة فإنها هي الأخرى أخطأت لما بقيت في موقع المتفرج ولما أبدت موقفا انتهازيا ساعد على وجود انقلاب. 

وأشار الحزقي إلى أن باب المشاركة في الحوار الوطني مفتوح لكل التونسيين دون استثناء بمن في ذلك قيس سعيد ذاته في صورة عدوله عن انقلابه والتزامه بدستور البلاد ومؤسساتها الديمقراطية، وبالتالي فإنه لا يوجد إقصاء لأي طرف سياسي، لكن المطلوب منه هو أن يقوم بنقد ذاتي ويعترف بالثورة ومسار الثورة، وبين أن الحزب الدستوري الحر نفسه مرحب به في صورة اعترافه بالثورة ودفاعه عن مسارها لأن المبادرة الديمقراطية لا تريد أن تقصي أحدا إلا من أقصى نفسه بنفسه. 

وردا عن سؤال حول موقفه من التحاق سيف الدين مخلوف رئيس كتلة ائتلاف الكرامة بالبرلمان المعلقة أشغاله بالصفوف الأولى لـ"المبادرة الديمقراطية" وحراك "مواطنون ضد الانقلاب"، قال الحزقي إن ائتلاف الكرامة أخطأ ولكنه اليوم عندما يعترف بأخطائه ويقوم بنقد ذاتي فلا يمكن أن يتم إقصاؤه لأن كل شيء في السياسة متغير، فالمواقف في السياسة تتغير باستمرار ولا يوجد موقف صائب على الدوام وموقف مخطئ على الدوام، ولا يمكن أن نقصي جل الأحزاب بتعلة أنها أخطأت فالمهم هو أن يلتزم مخلوف وغيره بالرؤية الإستراتجية الجديدة التي سيتمخض عنها الحوار الوطني. 

وفسر أنه سيتم تنظيم مؤتمر للحوار قصد الخروج بمواقف موحدة ليتم الانطلاق إثر ذلك في تكوين جبهة وطنية على ضوء النقد الذاتي وبناء على المقترحات التي ستقدمها كل الأطراف المشاركة في الحوار تتم صياغة رؤية إستراتيجية جديدة وبرنامجا دقيقا لتونس خاصة في علاقة بالمسألة الاقتصادية، ويكون هذا البرنامج انطلاقا من حاجيات البلاد وإمكانياتها بدرجة أولى فهذا أهم شرط، وتقع صياغة البرنامج بالاستئناس بالدراسات والبحوث الجدية التي قامت بها كفاءات تونسية في مختلف المجالات، وفسر أن تونس اليوم في منعرج دقيق وهي في حاجة ماسة لأبنائها من الخبرات والكفاءات ولهذا السبب فإن المبادرة الديمقراطية تدعوهم إلى المشاركة في الحوار، فكل من يأنس في نفسه القدرة على تقديم إضافة لتونس عليه ألا يبخل بأفكاره وخبراته ومعارفه وعلمه.

وأضاف محدثنا أن كل ناشط في حزب سياسي أو في جمعية ويؤمن بالثورة ورغب في بناء الديمقراطية التي تقوم على المؤسسات مرحب به، وبين أنه لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية دون حرية، فبفضل الحرية نحن نبحث ونقترح وننقد ونعدل، كما لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية دون مؤسسات دولة حديثة، مؤسسات دستورية تعمل وفق رؤية إستراتيجية جديدة، لأن تونس منذ سبتمبر 1969 تفتقر لرؤية إستراتيجية، وفسر أن البرنامج الوحيد الذي عرفته البلاد والذي قام على رؤية إستراتيجية هو التعاضد فتجربة التعاضد وبصرف النظر عن تباين المواقف منها هي تجربة تونسية محضة قامت على رؤية إستراتيجية، وباستثناء هذه التجربة الفريدة لم تمتلك تونس منذ ذلك التاريخ منوالا تنمويا بالمعنى الحقيقي للكلمة. 

وقال عز الدين الحزقي:"إننا منذ قبر تجربة التعاضد أواخر الستينات ونحن لا نعرف هل أن تونس دولة اشتراكية أم هي دولة شيوعية أم ليبرالية فنحن نعيش بلا منوال تنموي واقتصادنا تتحكم فيه عائلات مافيوزية وسياساتنا تقوم على التسول، واليوم نحن في المبادرة الديمقراطية لا نريد أن تواصل بلادنا التسول، فما نفعله نحن في تونس ليس اقتراضا بل هو تسول لأننا نتداين من الخارج لكي نستهلك، أي لكي نأكل وليس من أجل تحقيق التنمية وبناء الثروة وتوفير التشغيل وبالتالي فإن العبارة الصحيحة التي يجب استعمالها هي سياسة التسول لا سياسة الاقتراض فكل بلدان العالم تقترض من بعضها البعض لكي تحقق النمو وتبني الثروة أما في تونس فالدولة تتسول وتقول للأطراف المانحة يا كريم متاع الله لكي أتمكن من خلاص أجور الموظفين وتوفير الغذاء للمواطنين وهو وضع مهين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتواصل". 

وبين العضو المؤسس لـ"المبادرة الديمقراطية" أنه انطلاقا من وعي المبادرة الديمقراطية وحراك "مواطنون ضد الانقلاب" بضرورة بناء اقتصاد وطني يقوم على منوال تنموي جديد واقتناعا منها بأن الانقلاب لا حياة له، فهي تدعو كل من يعتبر نفسه وطنيا لكي  يساهم في تقديم رؤية إستراتيجية تنموية للبلاد وأن يساعد على البناء لا على الهدم كما فعل المنقلب الذي يعمل على هدم القليل الذي بني.. 

وتعقيبا عن سؤال آخر حول ما إذا كان يعتبر تلك الوقفة الاحتجاجية التي نظمها حراك "مواطنون ضد الانقلاب" الأسبوع الماضي في بروكسال أمام مقر انعقاد الدورة السادسة لقمة الاتحاد الأوروبي-الاتحاد الإفريقي بمناسبة مشاركة رئيس الجمهورية قيس سعيد في فعاليتها، بناء وليس هدما، بين الحزقي أن انشغال الحراك بالأزمة الاقتصادية وسعيه لتجاوزها، لا يعني أنه لا يناضل ضد الانقلاب، فالوقفة التي تمت في بروكسال هي حسب وصفه نضال سياسي لكشف الانقلاب وذكر أن النضال السياسي ضروري وسيتواصل من أجل استعادة الديمقراطية والمؤسسات الدستورية.. 

عودة البرلمان

في سياق حديثه عن استعادة المؤسسات، وفي علاقة بمطلب إرجاع البرلمان الذي تصر عليه "المبادرة الديمقراطية" رغم أن عمليات سبر الآراء كشفت أن أغلبية الشعب التونسي رحب بغلقه، أشار عز الدين الحزقي إلى أن الشعب التونسي كان دائما مزاجيا ويعيش في تناقض كبير، فقبيل 14 جانفي 2011 بينت عمليات سبر الآراء أن أغلبية الشعب مع بن علي وبعد 14 جانفي بينت عمليات سبر الآراء أن أغلبية الشعب التونسي ضد بن علي، فالشعب حسب وصفه، مزاجي وهو غير مثقف سياسيا، وبين أن الشعب متعلم فعلا لكن المتعلم ليس بالضرورة مثقفا، فهناك دكاترة لكنهم جاهلون في مجال السياسة وشؤونها، وقيس سعيد نفسه درس في الجامعة وهو رجل قانون لكنه غير مثقف، وفضلا عن ذلك فهو غير ديمقراطي، فسعيد شعبوي وهناك فرق بين الديمقراطي والشعبوي، لأن الديمقراطي هو الذي يرفع مستوى الشعب ويرتقي بوعيه السياسي، أما الشعبوي فهو الذي يتملق للمجتمع لأنه يعرف أن المجتمع مزيج من الأفراد وفيه الأمي وفيه الجاهل وفيه العاطل عن العمل وفيه الفاشل والفاسد والطيب وتاجر المخدرات وفيه المتعلم والمثقف، والتيار الشعبوي الذي بدأ ينتشر في العالم مناقض للديمقراطية لأنه يستغل جهل الشعب من أجل البقاء في السلطة.. وذكر أنه من بين مظاهر الشعبوية في تونس تلك الاستشارة الرقمية التي أطلقها سعيد فهي ضحك على الذقون واستبلاه للمجتمع وعملية تحيل لا معنى لها.

وذكر أنه لهذا السبب، ودفاعا عن الديمقراطية، ولوضع حد لسلطة الانقلاب، تقدمت المبادرة الديمقراطية بعدة ملفات للمنتظم الأممي، وذكر أن الأمم المتحدة ومؤسساتها أصبحت اليوم واعية بالوضع المعادي للديمقراطية في تونس، وأضحت على دراية بما يأتيه المنقلب من خروقات جسيمة مناقضة للديمقراطية. وقال إنهم في المبادرة الديمقراطية وحراك تونس ضد الانقلاب لا يخجلون من الذهاب إلى أصدقاء تونس وإلى المنظمات الحقوقية الدولية للدفاع عن الديمقراطية والنضال ضد الدكتاتورية، والدكتاتورية في نظره هي استئثار الفرد بالسلطة، وذكر أن سعيد مهما كانت درجة ثقة التونسيين فيه، فهو ليس نبيا وحتى النبي نفسه فإنه لم يحكم بمفرده بل شرك معه الصحابة. 

وعبر محدثنا عن إيمانه بالعمل الجماعي، وذكر أنه لا يوجد في الكون شخص يملك الحقيقة المطلقة، وبين أن من يرفض العمل الجماعي ويرفض نتائج الاقتراع ويرفض القوانين هو إنسان مستبد ولا يوجد وصف آخر له وقال إننا لسنا في حاجة إلى شهادات عليا في علوم السياسة كي نفهم أن ممارسات سعيد هي ممارسات استبدادية، وذكر أن الممارسات الاستبدادية موجودة فقط في البلدان المتخلفة فهذه البلدان تسير بأمر دكتاتور مستبد، أما البلدان المتقدمة، التي تعيش البلدان المتخلفة على فتاتها، فهي تعتمد على الانتخابات وتقوم على الحريات والمؤسسات والتعددية.

سعيدة بوهلال 

عز الدين الحزقي العضو المؤسس لحراك "مواطنون ضد الانقلاب" لـ"الصباح": المشاركة في المؤتمر الوطني للحوار متاحة للجميع بمن فيهم قيس سعيد.. لكن بشروط

لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية دون حرية.. وبفضل الحرية نبحث ونقترح وننقد ونعدل

منذ قبر تجربة التعاضد أواخر الستينات لا نعرف هل أن تونس دولة اشتراكية أم هي دولة شيوعية أم ليبرالية

تونس- الصباح

قال عز الدين الحزقي العضو المؤسس لـ"المبادرة الديمقراطية" و"حراك مواطنون ضد الانقلاب" إن هناك استعدادات حثيثة لتنظيم مؤتمر وطني للحوار تشارك فيه جميع الأحزاب والمنظمات والجمعيات وكل من يستطيع تقديم تصورات جديدة ورؤية تنموية تساعد البلاد على الخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها في الوقت الراهن، وذكر أن الباب مفتوح للجميع بمن فيهم قيس سعيد شريطة تراجعه عن إجراءات 25 جويلية وقيامه بنقد ذاتي واحترامه للدستور وقوانين البلاد لأن أي تنمية خارج الديمقراطية بالضرورة تولد ميتة. 

وأضاف في تصريح لـ "الصباح" أنهم بصدد الانطلاق في مباحثات جدية مع كل من يرغب في مناهضة الانقلاب وبناء جبهة وطنية للإنقاذ، جبهة يقع تأسيسها بعد أن تقوم جميع الأطراف السياسية بنقد ذاتي، سواء تلك التي شاركت في الحكم أو تلك التي خيرت الجلوس على الربوة والبقاء في المعارضة، وقال إن كل الفاعلين السياسيين ارتكبوا أخطاء لكن كان ذلك بدرجات متفاوتة، فمن كانوا في الحكم ارتكبوا أخطاء وهذا لا يمكنهم إنكاره، وحتى المعارضة فإنها هي الأخرى أخطأت لما بقيت في موقع المتفرج ولما أبدت موقفا انتهازيا ساعد على وجود انقلاب. 

وأشار الحزقي إلى أن باب المشاركة في الحوار الوطني مفتوح لكل التونسيين دون استثناء بمن في ذلك قيس سعيد ذاته في صورة عدوله عن انقلابه والتزامه بدستور البلاد ومؤسساتها الديمقراطية، وبالتالي فإنه لا يوجد إقصاء لأي طرف سياسي، لكن المطلوب منه هو أن يقوم بنقد ذاتي ويعترف بالثورة ومسار الثورة، وبين أن الحزب الدستوري الحر نفسه مرحب به في صورة اعترافه بالثورة ودفاعه عن مسارها لأن المبادرة الديمقراطية لا تريد أن تقصي أحدا إلا من أقصى نفسه بنفسه. 

وردا عن سؤال حول موقفه من التحاق سيف الدين مخلوف رئيس كتلة ائتلاف الكرامة بالبرلمان المعلقة أشغاله بالصفوف الأولى لـ"المبادرة الديمقراطية" وحراك "مواطنون ضد الانقلاب"، قال الحزقي إن ائتلاف الكرامة أخطأ ولكنه اليوم عندما يعترف بأخطائه ويقوم بنقد ذاتي فلا يمكن أن يتم إقصاؤه لأن كل شيء في السياسة متغير، فالمواقف في السياسة تتغير باستمرار ولا يوجد موقف صائب على الدوام وموقف مخطئ على الدوام، ولا يمكن أن نقصي جل الأحزاب بتعلة أنها أخطأت فالمهم هو أن يلتزم مخلوف وغيره بالرؤية الإستراتجية الجديدة التي سيتمخض عنها الحوار الوطني. 

وفسر أنه سيتم تنظيم مؤتمر للحوار قصد الخروج بمواقف موحدة ليتم الانطلاق إثر ذلك في تكوين جبهة وطنية على ضوء النقد الذاتي وبناء على المقترحات التي ستقدمها كل الأطراف المشاركة في الحوار تتم صياغة رؤية إستراتيجية جديدة وبرنامجا دقيقا لتونس خاصة في علاقة بالمسألة الاقتصادية، ويكون هذا البرنامج انطلاقا من حاجيات البلاد وإمكانياتها بدرجة أولى فهذا أهم شرط، وتقع صياغة البرنامج بالاستئناس بالدراسات والبحوث الجدية التي قامت بها كفاءات تونسية في مختلف المجالات، وفسر أن تونس اليوم في منعرج دقيق وهي في حاجة ماسة لأبنائها من الخبرات والكفاءات ولهذا السبب فإن المبادرة الديمقراطية تدعوهم إلى المشاركة في الحوار، فكل من يأنس في نفسه القدرة على تقديم إضافة لتونس عليه ألا يبخل بأفكاره وخبراته ومعارفه وعلمه.

وأضاف محدثنا أن كل ناشط في حزب سياسي أو في جمعية ويؤمن بالثورة ورغب في بناء الديمقراطية التي تقوم على المؤسسات مرحب به، وبين أنه لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية دون حرية، فبفضل الحرية نحن نبحث ونقترح وننقد ونعدل، كما لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية دون مؤسسات دولة حديثة، مؤسسات دستورية تعمل وفق رؤية إستراتيجية جديدة، لأن تونس منذ سبتمبر 1969 تفتقر لرؤية إستراتيجية، وفسر أن البرنامج الوحيد الذي عرفته البلاد والذي قام على رؤية إستراتيجية هو التعاضد فتجربة التعاضد وبصرف النظر عن تباين المواقف منها هي تجربة تونسية محضة قامت على رؤية إستراتيجية، وباستثناء هذه التجربة الفريدة لم تمتلك تونس منذ ذلك التاريخ منوالا تنمويا بالمعنى الحقيقي للكلمة. 

وقال عز الدين الحزقي:"إننا منذ قبر تجربة التعاضد أواخر الستينات ونحن لا نعرف هل أن تونس دولة اشتراكية أم هي دولة شيوعية أم ليبرالية فنحن نعيش بلا منوال تنموي واقتصادنا تتحكم فيه عائلات مافيوزية وسياساتنا تقوم على التسول، واليوم نحن في المبادرة الديمقراطية لا نريد أن تواصل بلادنا التسول، فما نفعله نحن في تونس ليس اقتراضا بل هو تسول لأننا نتداين من الخارج لكي نستهلك، أي لكي نأكل وليس من أجل تحقيق التنمية وبناء الثروة وتوفير التشغيل وبالتالي فإن العبارة الصحيحة التي يجب استعمالها هي سياسة التسول لا سياسة الاقتراض فكل بلدان العالم تقترض من بعضها البعض لكي تحقق النمو وتبني الثروة أما في تونس فالدولة تتسول وتقول للأطراف المانحة يا كريم متاع الله لكي أتمكن من خلاص أجور الموظفين وتوفير الغذاء للمواطنين وهو وضع مهين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتواصل". 

وبين العضو المؤسس لـ"المبادرة الديمقراطية" أنه انطلاقا من وعي المبادرة الديمقراطية وحراك "مواطنون ضد الانقلاب" بضرورة بناء اقتصاد وطني يقوم على منوال تنموي جديد واقتناعا منها بأن الانقلاب لا حياة له، فهي تدعو كل من يعتبر نفسه وطنيا لكي  يساهم في تقديم رؤية إستراتيجية تنموية للبلاد وأن يساعد على البناء لا على الهدم كما فعل المنقلب الذي يعمل على هدم القليل الذي بني.. 

وتعقيبا عن سؤال آخر حول ما إذا كان يعتبر تلك الوقفة الاحتجاجية التي نظمها حراك "مواطنون ضد الانقلاب" الأسبوع الماضي في بروكسال أمام مقر انعقاد الدورة السادسة لقمة الاتحاد الأوروبي-الاتحاد الإفريقي بمناسبة مشاركة رئيس الجمهورية قيس سعيد في فعاليتها، بناء وليس هدما، بين الحزقي أن انشغال الحراك بالأزمة الاقتصادية وسعيه لتجاوزها، لا يعني أنه لا يناضل ضد الانقلاب، فالوقفة التي تمت في بروكسال هي حسب وصفه نضال سياسي لكشف الانقلاب وذكر أن النضال السياسي ضروري وسيتواصل من أجل استعادة الديمقراطية والمؤسسات الدستورية.. 

عودة البرلمان

في سياق حديثه عن استعادة المؤسسات، وفي علاقة بمطلب إرجاع البرلمان الذي تصر عليه "المبادرة الديمقراطية" رغم أن عمليات سبر الآراء كشفت أن أغلبية الشعب التونسي رحب بغلقه، أشار عز الدين الحزقي إلى أن الشعب التونسي كان دائما مزاجيا ويعيش في تناقض كبير، فقبيل 14 جانفي 2011 بينت عمليات سبر الآراء أن أغلبية الشعب مع بن علي وبعد 14 جانفي بينت عمليات سبر الآراء أن أغلبية الشعب التونسي ضد بن علي، فالشعب حسب وصفه، مزاجي وهو غير مثقف سياسيا، وبين أن الشعب متعلم فعلا لكن المتعلم ليس بالضرورة مثقفا، فهناك دكاترة لكنهم جاهلون في مجال السياسة وشؤونها، وقيس سعيد نفسه درس في الجامعة وهو رجل قانون لكنه غير مثقف، وفضلا عن ذلك فهو غير ديمقراطي، فسعيد شعبوي وهناك فرق بين الديمقراطي والشعبوي، لأن الديمقراطي هو الذي يرفع مستوى الشعب ويرتقي بوعيه السياسي، أما الشعبوي فهو الذي يتملق للمجتمع لأنه يعرف أن المجتمع مزيج من الأفراد وفيه الأمي وفيه الجاهل وفيه العاطل عن العمل وفيه الفاشل والفاسد والطيب وتاجر المخدرات وفيه المتعلم والمثقف، والتيار الشعبوي الذي بدأ ينتشر في العالم مناقض للديمقراطية لأنه يستغل جهل الشعب من أجل البقاء في السلطة.. وذكر أنه من بين مظاهر الشعبوية في تونس تلك الاستشارة الرقمية التي أطلقها سعيد فهي ضحك على الذقون واستبلاه للمجتمع وعملية تحيل لا معنى لها.

وذكر أنه لهذا السبب، ودفاعا عن الديمقراطية، ولوضع حد لسلطة الانقلاب، تقدمت المبادرة الديمقراطية بعدة ملفات للمنتظم الأممي، وذكر أن الأمم المتحدة ومؤسساتها أصبحت اليوم واعية بالوضع المعادي للديمقراطية في تونس، وأضحت على دراية بما يأتيه المنقلب من خروقات جسيمة مناقضة للديمقراطية. وقال إنهم في المبادرة الديمقراطية وحراك تونس ضد الانقلاب لا يخجلون من الذهاب إلى أصدقاء تونس وإلى المنظمات الحقوقية الدولية للدفاع عن الديمقراطية والنضال ضد الدكتاتورية، والدكتاتورية في نظره هي استئثار الفرد بالسلطة، وذكر أن سعيد مهما كانت درجة ثقة التونسيين فيه، فهو ليس نبيا وحتى النبي نفسه فإنه لم يحكم بمفرده بل شرك معه الصحابة. 

وعبر محدثنا عن إيمانه بالعمل الجماعي، وذكر أنه لا يوجد في الكون شخص يملك الحقيقة المطلقة، وبين أن من يرفض العمل الجماعي ويرفض نتائج الاقتراع ويرفض القوانين هو إنسان مستبد ولا يوجد وصف آخر له وقال إننا لسنا في حاجة إلى شهادات عليا في علوم السياسة كي نفهم أن ممارسات سعيد هي ممارسات استبدادية، وذكر أن الممارسات الاستبدادية موجودة فقط في البلدان المتخلفة فهذه البلدان تسير بأمر دكتاتور مستبد، أما البلدان المتقدمة، التي تعيش البلدان المتخلفة على فتاتها، فهي تعتمد على الانتخابات وتقوم على الحريات والمؤسسات والتعددية.

سعيدة بوهلال 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews