إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

كورونا تعمّق معاناة مرضى السرطان

تونس-الصباح

في الوقت الذي احتفت فيه سائر دول العالم مؤخرا باليوم العالمي لسرطان الأطفال الذي يوافق 15 فيفري من كل سنة تطرح عديد التساؤلات حول المعاناة التي يتكبدها اليوم مرضى السرطان عموما بعد أن عمقت جائحة كورونا من مأساتهم ولا وجود للأسف لإرادة جدية لتجاوزها باعتبار أن كل جهود الهياكل الرسمية اليوم منكبة على أهمية تجاوز جائحة كورونا بأخف الأضرار  وسط تجاهل واستهتار تام بمئات الأرواح التي تموت  بعد التأخير في مواعيد العلاج..

في هذا الخصوص يٌعاني اليوم مرضى السرطان من إشكاليات عديدة تعتبر جديدة قديمة لكن زادت من حدتها جائحة كورونا على اعتبار أن كثيرا من المتابعين للشأن الصحي يؤكدون أن سلطة الإشراف قد انشغلت على مدار السنتين الماضيتين عن مأساة مرضى السرطان.

حيث تؤكد رئيسة جمعية مرضى السرطان روضة زرّوق في تصريح لـ"الصباح" أن جائحة كورونا لعبت دورا كبيرا في تعميق الإشكاليات القديمة التي يعاني منها مرضى السرطان مشيرة  في هذا السياق إلى أن  التركيز على جائحة كورونا قد عمق من الإشكاليات القديمة الجديدة التي يعاني منها مرضى السرطان موضحة انه تم  التقليص هذه السنة في عدد المرضى المقيمين في المستشفيات فضلا عن تأخير المواعيد، هذا بالتوازي مع النقص المسجل في عديد الآلات على غرار أجهزة  السكانار" وغيرها من الآلات الضرورية.

وأكدت محدثتنا أن هذه المشاكل يعاني منها مرضى السرطان منذ سنوات لكنها تعمقت أكثر مع جائحة كورونا، زد على ذلك معضلة النقص الفادح في الأدوية المقدمة للعلاج مشيرة في هذا الإطار إلى أن عديد المرضى يتوجهون إلى الجمعية لتمكينهم من الأدوية أو لخلاص بعض فواتير العلاج الأمر الذي عمق من معاناة المرضى.

وأرجعت رئيسة جمعية مرضى السرطان كل هذه الإشكاليات إلى سوء تصرف وغياب الحوكمة الرشيدة موضحة أن جائحة كورونا ووفقا لما يؤكده الخبراء مازالت ستسجل حضورها في السنوات القادمة وبالتالي فانه من الضروري الاهتمام بالجائحة وباقي الأمراض والإشكاليات الأخرى داعية إلى ضبط إستراتيجية عمل واضحة تقوم على تفعيل ما يعرف بخارطة عمل لمرض السرطان.

من جهة أخرى جدير بالذكر أن رئيس جمعية "التحدي" لمكافحة السرطان نبيل فتح الله كان قد أكد أن العديد من الإشكاليات تعترض مريض السرطان في رحلة علاجه لاسيما بالقطاع العام مقابل الكلفة الباهظة للعلاج بالقطاع الخاص.

ولفت نبيل فتح الله في هذا الخصوص إلى أن أغلب المستشفيات تشكو من ضغط كبير بسبب تزايد عدد مرضى السرطان سنويا وهو ما يتسبب بالخصوص في عمل المستشفيات فوق طاقة استيعابها مما ينجر عنه طول المواعيد التي تمتد لفترات تصل إلى سنة كاملة وهو ما يعرض حسب تقديره حياة المريض إلى خطر تطور حالته المرضية أو خطر الوفاة.

وأشار إلى انه من الإشكاليات الأخرى التي تعترض مريض السرطان هو افتقار بعض المستشفيات الجهوية والجامعية للتجهيزات الضرورية في علاج مريض السرطان على غرار العلاج بالأشعة وهو ما يتسبب في تعطل مسار علاج المريض لافتا إلى أن العلاج بالأشعة هو المرحلة الثالثة بعد التقصي وإجراء الأشعة الكاملة للجسم لتحديد الورم ويتكلف إجراء هذا العلاج على المريض بالقطاع الخاص آلاف الدينارات حسب تقديره الى جانب نقص الإطارات الطبية وشبه الطبية المختصة في المجال.

أما رئيس جمعية "رجاء" لمؤازرة مرضى السرطان هشام الداهش فقد تعرض بالخصوص إلى مشكل إيواء مرضى السرطان من متساكني المناطق الداخلية والجنوب عند التنقل للعلاج وما يخلفه ذلك من مشاكل صحية للمريض الذي يضطر للعودة في نفس يوم أخذ العلاج حسب قوله إلى جانب مشكل فقدان أدوية السرطانات بصيدليات المستشفيات وكذلك الصيدليات الخاصة  استنادا إلى تصريحات كان قد أدلى بها إلى (وات).

وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى أن الأستاذ في جراحة الأورام بمعهد صالح عزيز لمرضى السرطان حاتم بوزيان كان قد تطرق في معرض تصريحاته الإعلامية الى محدودية تغطية الحاجات الوطنية للعلاج بالأشعة

مشيرا إلى أن العلاج بالأشعة هو حاليا متوفر بخمس مؤسسات صحية هي (معهد صالح عزيز وأريانة وسوسة وصفاقس وجندوبة) معتبرا ان هذا العدد غير كاف لتغطية الحاجات وتخفيف الضغط على هذه المستشفيات وطول المواعيد.

وبخصوص نقص الأدوية أكد حاتم بوزيان أن أدوية السرطانات تتكلف باهظا على الدولة التي تعمل على توفيرها إلا أن مسألة عدم توفرها في بعض الأحيان مرده عمليات التوريد مشدّدا على أن الأدوية والكفاءات الطبية والجراحة متوفرة إلا أن الأهم من ذلك كله يبقى الوعي لدى المريض بضرورة الكشف المبكر حتى يتفادى رحلة العلاج.

كل هذه الإشكاليات تعمقت اليوم أكثر بما أن سلطة الإشراف وعلى حد تأكيد المتابعين في المجال انشغلت بجائحة كورونا على حساب أولويات أخرى كمرضى السرطان الذي يعانون اليوم الأمرين في ظل تأخر العلاج وغياب الأدوية اللازمة.

وبالعودة إلى اليوم العالمي لسرطان الأطفال الذي يوافق 15 فيفري من كل سنة  تجدر الإشارة إلى أن آخر الإحصائيات الرسمية تشير إلى أنّ تونس تسجّل معدل 400 إصابة جديدة بالسرطان لدى الأطفال سنويًّا، أي تسجيل إصابة 18 طفلا من بين 100 ألف طفل تقل أعمارهم عن 15 سنة، علما أن سرطان الأطفال يمثل من 1 إلى 2 بالمائة من جملة السرطانات على الصعيد العالمي، وعلى عكس سرطانات الكهول فهو قابل للشفاء في صورة تم تشخيصه مبكرا.

منال حرزي

cancer.jpg

كورونا تعمّق معاناة مرضى السرطان

تونس-الصباح

في الوقت الذي احتفت فيه سائر دول العالم مؤخرا باليوم العالمي لسرطان الأطفال الذي يوافق 15 فيفري من كل سنة تطرح عديد التساؤلات حول المعاناة التي يتكبدها اليوم مرضى السرطان عموما بعد أن عمقت جائحة كورونا من مأساتهم ولا وجود للأسف لإرادة جدية لتجاوزها باعتبار أن كل جهود الهياكل الرسمية اليوم منكبة على أهمية تجاوز جائحة كورونا بأخف الأضرار  وسط تجاهل واستهتار تام بمئات الأرواح التي تموت  بعد التأخير في مواعيد العلاج..

في هذا الخصوص يٌعاني اليوم مرضى السرطان من إشكاليات عديدة تعتبر جديدة قديمة لكن زادت من حدتها جائحة كورونا على اعتبار أن كثيرا من المتابعين للشأن الصحي يؤكدون أن سلطة الإشراف قد انشغلت على مدار السنتين الماضيتين عن مأساة مرضى السرطان.

حيث تؤكد رئيسة جمعية مرضى السرطان روضة زرّوق في تصريح لـ"الصباح" أن جائحة كورونا لعبت دورا كبيرا في تعميق الإشكاليات القديمة التي يعاني منها مرضى السرطان مشيرة  في هذا السياق إلى أن  التركيز على جائحة كورونا قد عمق من الإشكاليات القديمة الجديدة التي يعاني منها مرضى السرطان موضحة انه تم  التقليص هذه السنة في عدد المرضى المقيمين في المستشفيات فضلا عن تأخير المواعيد، هذا بالتوازي مع النقص المسجل في عديد الآلات على غرار أجهزة  السكانار" وغيرها من الآلات الضرورية.

وأكدت محدثتنا أن هذه المشاكل يعاني منها مرضى السرطان منذ سنوات لكنها تعمقت أكثر مع جائحة كورونا، زد على ذلك معضلة النقص الفادح في الأدوية المقدمة للعلاج مشيرة في هذا الإطار إلى أن عديد المرضى يتوجهون إلى الجمعية لتمكينهم من الأدوية أو لخلاص بعض فواتير العلاج الأمر الذي عمق من معاناة المرضى.

وأرجعت رئيسة جمعية مرضى السرطان كل هذه الإشكاليات إلى سوء تصرف وغياب الحوكمة الرشيدة موضحة أن جائحة كورونا ووفقا لما يؤكده الخبراء مازالت ستسجل حضورها في السنوات القادمة وبالتالي فانه من الضروري الاهتمام بالجائحة وباقي الأمراض والإشكاليات الأخرى داعية إلى ضبط إستراتيجية عمل واضحة تقوم على تفعيل ما يعرف بخارطة عمل لمرض السرطان.

من جهة أخرى جدير بالذكر أن رئيس جمعية "التحدي" لمكافحة السرطان نبيل فتح الله كان قد أكد أن العديد من الإشكاليات تعترض مريض السرطان في رحلة علاجه لاسيما بالقطاع العام مقابل الكلفة الباهظة للعلاج بالقطاع الخاص.

ولفت نبيل فتح الله في هذا الخصوص إلى أن أغلب المستشفيات تشكو من ضغط كبير بسبب تزايد عدد مرضى السرطان سنويا وهو ما يتسبب بالخصوص في عمل المستشفيات فوق طاقة استيعابها مما ينجر عنه طول المواعيد التي تمتد لفترات تصل إلى سنة كاملة وهو ما يعرض حسب تقديره حياة المريض إلى خطر تطور حالته المرضية أو خطر الوفاة.

وأشار إلى انه من الإشكاليات الأخرى التي تعترض مريض السرطان هو افتقار بعض المستشفيات الجهوية والجامعية للتجهيزات الضرورية في علاج مريض السرطان على غرار العلاج بالأشعة وهو ما يتسبب في تعطل مسار علاج المريض لافتا إلى أن العلاج بالأشعة هو المرحلة الثالثة بعد التقصي وإجراء الأشعة الكاملة للجسم لتحديد الورم ويتكلف إجراء هذا العلاج على المريض بالقطاع الخاص آلاف الدينارات حسب تقديره الى جانب نقص الإطارات الطبية وشبه الطبية المختصة في المجال.

أما رئيس جمعية "رجاء" لمؤازرة مرضى السرطان هشام الداهش فقد تعرض بالخصوص إلى مشكل إيواء مرضى السرطان من متساكني المناطق الداخلية والجنوب عند التنقل للعلاج وما يخلفه ذلك من مشاكل صحية للمريض الذي يضطر للعودة في نفس يوم أخذ العلاج حسب قوله إلى جانب مشكل فقدان أدوية السرطانات بصيدليات المستشفيات وكذلك الصيدليات الخاصة  استنادا إلى تصريحات كان قد أدلى بها إلى (وات).

وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى أن الأستاذ في جراحة الأورام بمعهد صالح عزيز لمرضى السرطان حاتم بوزيان كان قد تطرق في معرض تصريحاته الإعلامية الى محدودية تغطية الحاجات الوطنية للعلاج بالأشعة

مشيرا إلى أن العلاج بالأشعة هو حاليا متوفر بخمس مؤسسات صحية هي (معهد صالح عزيز وأريانة وسوسة وصفاقس وجندوبة) معتبرا ان هذا العدد غير كاف لتغطية الحاجات وتخفيف الضغط على هذه المستشفيات وطول المواعيد.

وبخصوص نقص الأدوية أكد حاتم بوزيان أن أدوية السرطانات تتكلف باهظا على الدولة التي تعمل على توفيرها إلا أن مسألة عدم توفرها في بعض الأحيان مرده عمليات التوريد مشدّدا على أن الأدوية والكفاءات الطبية والجراحة متوفرة إلا أن الأهم من ذلك كله يبقى الوعي لدى المريض بضرورة الكشف المبكر حتى يتفادى رحلة العلاج.

كل هذه الإشكاليات تعمقت اليوم أكثر بما أن سلطة الإشراف وعلى حد تأكيد المتابعين في المجال انشغلت بجائحة كورونا على حساب أولويات أخرى كمرضى السرطان الذي يعانون اليوم الأمرين في ظل تأخر العلاج وغياب الأدوية اللازمة.

وبالعودة إلى اليوم العالمي لسرطان الأطفال الذي يوافق 15 فيفري من كل سنة  تجدر الإشارة إلى أن آخر الإحصائيات الرسمية تشير إلى أنّ تونس تسجّل معدل 400 إصابة جديدة بالسرطان لدى الأطفال سنويًّا، أي تسجيل إصابة 18 طفلا من بين 100 ألف طفل تقل أعمارهم عن 15 سنة، علما أن سرطان الأطفال يمثل من 1 إلى 2 بالمائة من جملة السرطانات على الصعيد العالمي، وعلى عكس سرطانات الكهول فهو قابل للشفاء في صورة تم تشخيصه مبكرا.

منال حرزي

cancer.jpg

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews