بات من المتوقع او نقول من الطبيعي ان يقع تغيير الادوار والسياسات وكذلك الاشخاص في المرحلة المقبلة بعد خروج رئيس الديوان بقصر قرطاج والتي كان لها دور سياسي بارز تجاوز دورها الوظيفي الاداري، بما يعني ان الامر لن يتوقف عن إقالة او استقالة نادية عكاشة لان مثل هذه المناصب الحساسة والكبرى في الدولة يكون لها امتدادات واطراف تدور حولها.
وبعد حديث عكاشة عن وجود اختلافات جوهرية، فانه من المرجح ان نشهد تغيرا حتى على مستوى الحكومة يتعلق ببعض الاسماء المحسوبة على عكاشة، مع امكانية واردة جدا لتغيير روزنامة المواعيد التي اعلن عنها رئيس الدولة في سبتمبر الماضي.
بخروج عكاشة من قصر قرطاح قد يمضي سعيد في عديد المراجعات او تدارك بعض الاخطاء التي ارتكبها بعد 25 جويلية بعد أن تراجع الدعم الشعبي الذي يحظى به بـ10 نقاط كما أصبح ملقى على كاهله كل اعباء الحكم السابقة.
وفي علاقة بالتخلي او استقالة عكاشة التي كانت بمثابة الذراع اليمنى لسعيد ستختلف السياسات داخل قصر قرطاج وقد تطفو على سطح الاحداث معطيات جديدة في علاقة ببروز ادوار جديدة ستقود المرحلة المقبلة.
صلاح الدين الجورشي الكاتب والمحلل السياسي ذهب في قراءته للخلفيات او الروايات التي تعلقت بإقالة أو استقالة رئيس ديوان رئيس الجمهورية نادية عكاشة الى استنتاج تعلق بتجاوز دورها الجانب الوظيفي لان المرأة كان لها اثر سياسي مؤكد واحيانا من الحجم الكبير على حد قول الجورشي من خلال تدخلها بشكل مباشر سواء في التعيينات أو الإقالات وفي بناء شبكات من الاشخاص والاعلاميين للدفاع عن سياسات الرئيس هذا الى جانب الدور البارز لها في العلاقات او السياسات الخارجية هذا الى جانب تدخل مباشر في علاقة بالمسائل التي تخص الامن القومي الى حد اصبحت لها وجهات نظر مختلفة مع توجهات الرئيس في هذا الجانب.
وحسب الجورشي تبقى كل الروايات او الفرضيات من الصعب الحسم فيها لكن غيابها عن حزام قريب من الرئيس سيؤثر بشكل مؤقت على الرئيس لكن هذا الغياب لن يغير من قناعاته المتمسك بها الى ابعد الحدود وسيواصل في تنفيذها علما وان طبيعة سعيد لا تتأثر بآراء المحيطين به.
وفي علاقة بما يتردد حول علاقة عكاشة بأطراف خارجية اعتبر الجورشي ان الصلاحيات التي منحها لها رئيس الدولة مكنتها من توسيع دائرة علاقاتها لذلك هناك اطراف خارجية تعاملت معها بحكم طبيعة او دورها البارز في قصر قرطاج.
عكاشة التي أسالت الكثير من الحبر وكان لها حضور إعلامي بارز دون أن تكون حاضرة بشكل مباشر حيث وصفها البعض "بالمرأة الحديدية" او مهندسة كل ما يجري في قصر قرطاج واعتبرها البعض الآخر ظل الرئيس أو من يحرك خيوط اللعبة بيد سعيد اليوم وجدت نفسها خارج القصر دون سابق تمهيد او ووجود خلافات معلنة بشكل مباشر للراي العام.
واعتبر رضا بلحاج القيادي السابق بحزب التحرير أن ما كتبته عكاشة التي تحدثت في رسالة استقالتها أن هناك "اختلافات في وجهات النظر حول المصالح الفضلى للبلاد"، دليل او قرينة على ان لها توجه سياسي مسنود من جهات قريبة من الاطراف الفرنكوفونية وتحديدا فرنسا للاستثمار في نتائج 25 جويلية، ويبدو ان سعيد كان منتبها الى هذه الخلفيات لكن لم يحدد موقفه منها من البداية لأنه كان في حاجة الى علاقات خارجية وقد لعبت عكاشة دورها حين رتبت اول زيارة لرئيس الدولة الى فرنسا بعد ان اقترحتها واعدتها هي بنفسها.
رضا بلحاج علق على خلفيات خروج عكاشة من قصر قرطاج قائلا: "مدير الديوان له دور اداري تنسقي بين دوائر القصر وعادة ما يستمرون طويلا في مناصبهم ولا يتم التخلي عنهم لانهم يمثلون مستودع اسرار بالنسبة للرئيس لكن مع عكاشة اختلف الامر فهي تجاوزت دورها بكثير ليمتد الى غاية التحكم حتى في مكتب ضبط قصر قرطاج التي كانت مسيطرة عليه بالكامل وعديد الرسائل لا تصل الرئيس وكأنه في حصار".
وفي نفس السياق اعتبر القيادي السابق بحزب التحرير ان المكالمة الاخيرة بين سعيد وماكرون كانت القطرة التي افاضت الكأس حيث كان هناك اختلاف بين الجانبين وكانت عكاشة تسعى الى اعلان ذلك في صفحة الرئاسة لتؤكد وجود خلافات بين الرئيسين هذا الى جانب الخلاف بينها وبين وزير الداخلية ورفض اقالة بعض القيادات القريبة منها ورفض الرئيس التدخل في صلاحيات وزير الداخلية.
تبقى معارك التموقع هي المحدد الاساسي للسياسات في تونس، من الاقرب لرئيس الدولة والاكثر تأثيرا بما يعني ان الدوائر سواء داخليا او خارجيا هي من تحكم وهو ما فسرة رضا بلحاج بان نادية عكاشة الرئيسة السابقة لديوان رئيس الدولة لم تختلق وجود خلافات مع الرئيس او السياسات داخل القصر وما قالته صحيح لأنها كانت من المعارضين بشدة لمشروع الصلح الجزائي واصلاح القضاء لان من يقف وراء عكاشة اطراف ليس من مصلحتها فتح مثل هذه الملفات الحساسة وفي هذا التوقيت كما ان هذه الملفات ستسبب مشاكل سواء على المستوى الداخلي او الخارجي في علاقة بالدوائر المقربة منها من خارج القصر والداعمة لها.
وكانت مديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة قدمت استقالتها مؤخرا بعد سنتين من العمل، بسبب ما وصفته "اختلاف في وجهات النظر"، وقالت عكاشة في منشور لها على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "لقد كان لي شرف العمل من أجل المصلحة العليا للوطن من موقعي بما توافر لدي من جهد إلى جانب السيد رئيس الجمهورية، لكنني اليوم وأمام وجود اختلافات جوهرية في وجهات النظر المتعلقة بهذه المصلحة الفضلى، أرى من واجبي الانسحاب من منصبي كمديرة للديوان الرئاسي متمنية التوفيق للجميع وداعية الله أن يحمي هذا الوطن من كل سوء".
جهاد الكلبوسي
تونس – الصباح
بات من المتوقع او نقول من الطبيعي ان يقع تغيير الادوار والسياسات وكذلك الاشخاص في المرحلة المقبلة بعد خروج رئيس الديوان بقصر قرطاج والتي كان لها دور سياسي بارز تجاوز دورها الوظيفي الاداري، بما يعني ان الامر لن يتوقف عن إقالة او استقالة نادية عكاشة لان مثل هذه المناصب الحساسة والكبرى في الدولة يكون لها امتدادات واطراف تدور حولها.
وبعد حديث عكاشة عن وجود اختلافات جوهرية، فانه من المرجح ان نشهد تغيرا حتى على مستوى الحكومة يتعلق ببعض الاسماء المحسوبة على عكاشة، مع امكانية واردة جدا لتغيير روزنامة المواعيد التي اعلن عنها رئيس الدولة في سبتمبر الماضي.
بخروج عكاشة من قصر قرطاح قد يمضي سعيد في عديد المراجعات او تدارك بعض الاخطاء التي ارتكبها بعد 25 جويلية بعد أن تراجع الدعم الشعبي الذي يحظى به بـ10 نقاط كما أصبح ملقى على كاهله كل اعباء الحكم السابقة.
وفي علاقة بالتخلي او استقالة عكاشة التي كانت بمثابة الذراع اليمنى لسعيد ستختلف السياسات داخل قصر قرطاج وقد تطفو على سطح الاحداث معطيات جديدة في علاقة ببروز ادوار جديدة ستقود المرحلة المقبلة.
صلاح الدين الجورشي الكاتب والمحلل السياسي ذهب في قراءته للخلفيات او الروايات التي تعلقت بإقالة أو استقالة رئيس ديوان رئيس الجمهورية نادية عكاشة الى استنتاج تعلق بتجاوز دورها الجانب الوظيفي لان المرأة كان لها اثر سياسي مؤكد واحيانا من الحجم الكبير على حد قول الجورشي من خلال تدخلها بشكل مباشر سواء في التعيينات أو الإقالات وفي بناء شبكات من الاشخاص والاعلاميين للدفاع عن سياسات الرئيس هذا الى جانب الدور البارز لها في العلاقات او السياسات الخارجية هذا الى جانب تدخل مباشر في علاقة بالمسائل التي تخص الامن القومي الى حد اصبحت لها وجهات نظر مختلفة مع توجهات الرئيس في هذا الجانب.
وحسب الجورشي تبقى كل الروايات او الفرضيات من الصعب الحسم فيها لكن غيابها عن حزام قريب من الرئيس سيؤثر بشكل مؤقت على الرئيس لكن هذا الغياب لن يغير من قناعاته المتمسك بها الى ابعد الحدود وسيواصل في تنفيذها علما وان طبيعة سعيد لا تتأثر بآراء المحيطين به.
وفي علاقة بما يتردد حول علاقة عكاشة بأطراف خارجية اعتبر الجورشي ان الصلاحيات التي منحها لها رئيس الدولة مكنتها من توسيع دائرة علاقاتها لذلك هناك اطراف خارجية تعاملت معها بحكم طبيعة او دورها البارز في قصر قرطاج.
عكاشة التي أسالت الكثير من الحبر وكان لها حضور إعلامي بارز دون أن تكون حاضرة بشكل مباشر حيث وصفها البعض "بالمرأة الحديدية" او مهندسة كل ما يجري في قصر قرطاج واعتبرها البعض الآخر ظل الرئيس أو من يحرك خيوط اللعبة بيد سعيد اليوم وجدت نفسها خارج القصر دون سابق تمهيد او ووجود خلافات معلنة بشكل مباشر للراي العام.
واعتبر رضا بلحاج القيادي السابق بحزب التحرير أن ما كتبته عكاشة التي تحدثت في رسالة استقالتها أن هناك "اختلافات في وجهات النظر حول المصالح الفضلى للبلاد"، دليل او قرينة على ان لها توجه سياسي مسنود من جهات قريبة من الاطراف الفرنكوفونية وتحديدا فرنسا للاستثمار في نتائج 25 جويلية، ويبدو ان سعيد كان منتبها الى هذه الخلفيات لكن لم يحدد موقفه منها من البداية لأنه كان في حاجة الى علاقات خارجية وقد لعبت عكاشة دورها حين رتبت اول زيارة لرئيس الدولة الى فرنسا بعد ان اقترحتها واعدتها هي بنفسها.
رضا بلحاج علق على خلفيات خروج عكاشة من قصر قرطاج قائلا: "مدير الديوان له دور اداري تنسقي بين دوائر القصر وعادة ما يستمرون طويلا في مناصبهم ولا يتم التخلي عنهم لانهم يمثلون مستودع اسرار بالنسبة للرئيس لكن مع عكاشة اختلف الامر فهي تجاوزت دورها بكثير ليمتد الى غاية التحكم حتى في مكتب ضبط قصر قرطاج التي كانت مسيطرة عليه بالكامل وعديد الرسائل لا تصل الرئيس وكأنه في حصار".
وفي نفس السياق اعتبر القيادي السابق بحزب التحرير ان المكالمة الاخيرة بين سعيد وماكرون كانت القطرة التي افاضت الكأس حيث كان هناك اختلاف بين الجانبين وكانت عكاشة تسعى الى اعلان ذلك في صفحة الرئاسة لتؤكد وجود خلافات بين الرئيسين هذا الى جانب الخلاف بينها وبين وزير الداخلية ورفض اقالة بعض القيادات القريبة منها ورفض الرئيس التدخل في صلاحيات وزير الداخلية.
تبقى معارك التموقع هي المحدد الاساسي للسياسات في تونس، من الاقرب لرئيس الدولة والاكثر تأثيرا بما يعني ان الدوائر سواء داخليا او خارجيا هي من تحكم وهو ما فسرة رضا بلحاج بان نادية عكاشة الرئيسة السابقة لديوان رئيس الدولة لم تختلق وجود خلافات مع الرئيس او السياسات داخل القصر وما قالته صحيح لأنها كانت من المعارضين بشدة لمشروع الصلح الجزائي واصلاح القضاء لان من يقف وراء عكاشة اطراف ليس من مصلحتها فتح مثل هذه الملفات الحساسة وفي هذا التوقيت كما ان هذه الملفات ستسبب مشاكل سواء على المستوى الداخلي او الخارجي في علاقة بالدوائر المقربة منها من خارج القصر والداعمة لها.
وكانت مديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة قدمت استقالتها مؤخرا بعد سنتين من العمل، بسبب ما وصفته "اختلاف في وجهات النظر"، وقالت عكاشة في منشور لها على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "لقد كان لي شرف العمل من أجل المصلحة العليا للوطن من موقعي بما توافر لدي من جهد إلى جانب السيد رئيس الجمهورية، لكنني اليوم وأمام وجود اختلافات جوهرية في وجهات النظر المتعلقة بهذه المصلحة الفضلى، أرى من واجبي الانسحاب من منصبي كمديرة للديوان الرئاسي متمنية التوفيق للجميع وداعية الله أن يحمي هذا الوطن من كل سوء".