تحيي تونس، اليوم 17 ديسمبر 2021 الذكرى الحادية عشرة لاندلاع الشرارة الاولى للثورة بسيدي بوزيد تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي اضرم النار في جسده تعبيرًا عن غضبه على بطالته ومصادرة عربته، ورغم مرور حوالي 11 سنة على الإطاحة بنظام بن علي فان الملفات الحارقة مازالت تراوح مكانها وسط مشهد متقلب طغت عليه التجاذبات الحزبية والصراعات السياسية.
مرت السنوات ثقيلة وكئيبة، في ظل الازمات التي عاش على وقعها التونسيون، لتتعدد الهزات التي عمقت المعاناة وزادت اليأس والإحباط، وتتلاشى الأحلام والآمال، فلا الأوضاع الاجتماعية تحسنت، ولا المؤشرات الاقتصادية تطورت، بل أن الفشل والسواد كانت العناوين الأبرز لسنوات الخراب.
تعاقبت الحكومات وتغيرت التلوينات الحزبية، ورغم التحولات فان البلاد عاشت على وقع الصدمات والأزمات التي أدت الى مزيد تردي الأوضاع في ظل تجاهل المناطق المحرومة والمعدومة التي ازدادت تهميشا وتفقيرا بعد ان كانت تتطلع الى تحقيق مطالبها المشروعة مع ثورة الحرية والكرامة، ومن البديهي ان تتعمق المعاناة اكثر بعد جائحة كورونا التي ضربت مختلف القطاعات الحيوية.
ورغم ان الذكرى 11 تختلف عن سابقاتها باعتبار إجراءات 25 جويلية التي اقدم عليها رئيس الجمهورية قيس سعيد وما تبعها من قرارات أثارت الجدل بين مرحب بالقطع مع منظومة الفشل وفتح صفحة جديدة في تاريخ الجمهورية، وبين مندد بهذه الخطوة غير المحسوبة لعدم قانونيتها، وبين هذا وذاك مازالت البوصلة تائهة في ظل أزمة سياسية حادة، وضع اقتصادي صعب، واقع اجتماعي بائس ومخاطر تهدد الحقوق والحريات الفردية والجماعية.
والأمر من المرارة ان يتحول حلم شعب الى كابوس ودوامة تسرق الابتسامة...
تونس – الصباح
تحيي تونس، اليوم 17 ديسمبر 2021 الذكرى الحادية عشرة لاندلاع الشرارة الاولى للثورة بسيدي بوزيد تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي اضرم النار في جسده تعبيرًا عن غضبه على بطالته ومصادرة عربته، ورغم مرور حوالي 11 سنة على الإطاحة بنظام بن علي فان الملفات الحارقة مازالت تراوح مكانها وسط مشهد متقلب طغت عليه التجاذبات الحزبية والصراعات السياسية.
مرت السنوات ثقيلة وكئيبة، في ظل الازمات التي عاش على وقعها التونسيون، لتتعدد الهزات التي عمقت المعاناة وزادت اليأس والإحباط، وتتلاشى الأحلام والآمال، فلا الأوضاع الاجتماعية تحسنت، ولا المؤشرات الاقتصادية تطورت، بل أن الفشل والسواد كانت العناوين الأبرز لسنوات الخراب.
تعاقبت الحكومات وتغيرت التلوينات الحزبية، ورغم التحولات فان البلاد عاشت على وقع الصدمات والأزمات التي أدت الى مزيد تردي الأوضاع في ظل تجاهل المناطق المحرومة والمعدومة التي ازدادت تهميشا وتفقيرا بعد ان كانت تتطلع الى تحقيق مطالبها المشروعة مع ثورة الحرية والكرامة، ومن البديهي ان تتعمق المعاناة اكثر بعد جائحة كورونا التي ضربت مختلف القطاعات الحيوية.
ورغم ان الذكرى 11 تختلف عن سابقاتها باعتبار إجراءات 25 جويلية التي اقدم عليها رئيس الجمهورية قيس سعيد وما تبعها من قرارات أثارت الجدل بين مرحب بالقطع مع منظومة الفشل وفتح صفحة جديدة في تاريخ الجمهورية، وبين مندد بهذه الخطوة غير المحسوبة لعدم قانونيتها، وبين هذا وذاك مازالت البوصلة تائهة في ظل أزمة سياسية حادة، وضع اقتصادي صعب، واقع اجتماعي بائس ومخاطر تهدد الحقوق والحريات الفردية والجماعية.
والأمر من المرارة ان يتحول حلم شعب الى كابوس ودوامة تسرق الابتسامة...