إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ركود الأسواق.. محلات لـ"الفرجة"وتجار مهددون بالإفلاس

 

 
تونس – الصباح
لم تشفع موجة البرد التي ضربت البلاد في الأيام الأخير لتجار الملابس الجاهزة حيث لم يحرك "الصقيع" ركود بضاعتهم التي تكدست داخل المحلات رغم عرض آخر موديلات المعاطف والأقمصة والأحذية بمختلف "الماركات" .. خيم الركود على المحلات فقلت فيها الحركة وانعدمت في اغلبها.. "الأسعار نار .. المقدرة الشرائية وجيب التونسي لم يعد قادرا على توفير الحاجيات الأساسية حتى يفكر في شراء الملابس الشتوية" بهذه الكلمات عبر العديد من المواطنين الذين التقتهم "الصباح" في جولتها بين محلات بيع الملابس الجاهزة وسط العاصمة.
أصحاب المحلات هم كذلك يشتكون ركود بضاعتهم ونقص الإقبال على الشراءات دون أن ينفي أن الأسعار باهظة لكن ليس على المستهلك فقط بل حتى على التجار أنفسهم.
"محلاتنا للفرجة" فقط هكذا تحدث إلينا (سليم) صاحب محل لبيع الملابس الجاهرة فيقول "كما ترين المحل شبه خال من الزبائن اغلبهم يسألون عن الأسعار ثم يغادرون وبعضهم يكتفي بالنظر إلى الموديل وسعره المعروض وينصرف، صحيح أن أسعار الملابس الشتوية هذه السنة مرتفعة مقارنة بالسنوات الفارطة حيث تجد في بعض المحلات سعر المعطف الواحد يتجاوز 500 دينار ما يعادل أحيانا مرتبا شهريا ".
ويضيف (سليم) "التونسي أصبح يعيش حالة اقتصادية صعبة واستثنائية فالطبقة المتوسطة التي كانت تعتبر الجمهور المستهدف بالنسبة إلينا كأصحاب محلات نبيع منتجات متوسطة الجودة تآكلت شيئا فشيئا في السنوات الأخيرة، فبعد أن كان صاحب المحل يستورد في فصل الشتاء مثلا كمية مهمة من الملابس أصبح يكتفي ببعض القطع المحدودة لان الإقبال تراجع بشكل ملفت للانتباه".
تقول ليلى صاحبة محل لبيع الملابس الجاهزة المستورد "أنها تسافر كل موسم سواء كان شتويا أو صيفيا لجلب حاجياتها من السلع التي تواكب آخر صيحات الموضة الأكثر إقبالا، لكنها خيرت هذا الموسم أن تكفي بما تبقى لها من موديلات السنة الفارطة لأنه بعد الجائحة ونظرا للإقبال الضعيف في سنة 2020 بسبب الحجر ظلت السلع مكدسة في المخازن".
وفي سياق حديثها لـ"الصباح" تصيف ليلى" الإقبال ضعيف على شراء الملابس الشتوية بسبب غلاء الأسعار فاغلب التجار اضطروا للترفيع في الأسعار لان المداخيل أصبحت لا تغطي مصاريف كراء المحلات وخلاص الفواتير مقابل ضعف المقدرة الشرائية للتونسي بسب غلاء الأسعار في المواد الأساسية".
وفي سياق حديثها تقول ليلى "أصبحنا نحن أصحاب المحلات ننتظر مواسم التخفيضات التي تشهد فيها محلاتنا حركية نوعا ما في الأيام الأولى وبقية السنة الوضعية صعبة على الجميع سواء بالنسبة لمحلات الملابس الجاهزة والأحذية ".
وكان العديد من أصحاب المحلات لبيع الملابس هجروا مهنهم وأغلقت محلاتهم وذلك بسبب الصعوبات المالية التي عاشها اغلبهم فمنهم من أعلن إفلاسه وقد أكدت ذلك غرفة بيع الملابس الجاهزة في أكثر من مناسبة .
رئيس الغرفة الوطنية للملابس الجاهزة محسن بن ساسي أكد "أن إقبال التونسيين على اقتناء الملابس الجاهزة والأحذية ضعيف جدا بعد موجة الحجر الصحي"، مضيفا أن أزمة كورونا أدت إلى تراكم ديون التجار حتى أن عددا منهم مهدد بالإفلاس مما اضطر بعضهم إلى تسريح العملة.
"الصباح" رصدت آراء بعض المواطنين حول أسعار الملابس الشتوية وتنقلت بين المحلات التي غصت بالسلع والموديلات الحديثة للاطلاع على مستوى ومعدلات الإقبال، لكن الملفت للانتباه انه قد خيم الركود على محلات وسط العاصمة حيث بدت شبه فارغة من الزبائن، وحركة الشراء ضعيفة.
تقول فاطمة (موظفة)، إنها تتنقل منذ الصباح بين المحلات لشراء بعض ملابس الشتاء لأبنائها وذلك بسبب موجة البرد الأخيرة لكن الأسعار باهظة والمبلغ المخصص من راتبها لا يغطي حاجيات أبنائها الثلاثة.
باستغراب شديد والحيرة تخيم على ملامح وجهها تضيف فاطمة لقد بلغ سعر الحذاء أكثر من 150 دينارا صحيح أنني تنقلت بين المحلات التي تحمل "ماركات" عالمية لكن لم أتوقع هذا التضخم الملفت للانتباه في الأسعار.
تقول فاطمة "من لديه طفلان أو ثلاثة يحتاج مبلغا يفوق راتبه لتامين الملابس الشتوية لأبنائه".
أما سلمى، فتقول إنها اعتادت شراء الملابس الشتوية أو الصيفية من المحلات التي تحمل علامات تجارية عالمية لأنها راقية وتواكب "موضة السنة" وتضيف "توقعت ارتفاع أسعار الملابس الشتوية أساسا لكني سأقتصر على شراء فقط ما احتاجه من موديلات حديثة مع الاعتماد على مدخراتي من ملابس الشتاء التي اقتنيتها في السنوات الفارطة ".
مهدي الذي كان يتنقل رفقة زوجته بين محلات المركب التجاري "البلمريوم" وسط العاصمة ويحمل في يديه كيسا صغيرا يقول "انه لا يهوى شراء آخر صيحات الموضة نظرا لأسعارها المرتفعة والتي لا تتناسب وأجره البسيط" ويضف مهدي "هناك محلات أسعارها في المتناول واعتدت أن اشتري لابني الوحيد منها حتى في المناسبات والأعياد لان أسعارها في المتناول".
ويضيف مهدي "بعض المحلات استغلت موجة البرد الأخيرة للترفيع في الأسعار حيث بلغ ثمن بعض القمصان العادية 250 دينارا لا لشيء إلا لأنها ماركات معروفة".
فيما يخير البعض أن يشتري ملابس أبنائهم في مواسم التخفيضات حيث تقول هدى (موظفة بشركة خاصة) ان أسعار الملابس ارتفعت سواء كانت تعرض في المجمعات التجارية والمحلات الفخمة أو في الأسواق العادية التي يرتادها عامة الناس وخلال حديثها أشارت هدى إلى معطف كان معروضا بأحد المحلات وسط العاصمة وتصيف "قبل شهر كان سعر هذا الموديل اقل بكثير من السعر المعروض الآن لكن منذ بداية شهر ديسمبر ارتفعت الأسعار بشكل خيالي في استغلال واضح من أصحاب المحلات لموجة البرد الأخيرة لأنهم يعون جيدا أن التونسي مجبر على اقتناء حاجياته بالثمن الموجود".
ولم ينف من جانبه محسن بن ساسي رئيس غرفة تجار الملابس الجاهزة ارتفاع أسعار الملابس وخاصة الشتوية بنسبة تجاوزت الـ40 بالمائة في وقت يعاني فيه السوق حركة ركود غير مسبوقة بسبب تدهور المقدرة الشرائية للتونسي.
وأكد بن ساسي أنه رغم انطلاق الموسم الشتوي إلا أن حركة البيع في محلات الملابس ضعيفة جدا، مما قد يتسبب في خسائر للمصنعين والتجار على حد سواء، مشيرا إلى أن التاجر أصبح يستورد كميات محدودة لان المبيعات شهدت تراجعا قدر بنحو 60 بالمائة حسب قوله.
رئيس غرفة تجار الملابس الجاهزة أكد كذلك أن بعض الموديلات الخاصة بالملابس الشتوية وأساسا المعطف يصل سعره إلى أكثر من 600 دينار، نتيجة تضاعف الشحن بثلاث مرات في الفترة الأخيرة.
 
جهاد الكلبوسي
 
 
 ركود الأسواق.. محلات لـ"الفرجة"وتجار مهددون بالإفلاس

 

 
تونس – الصباح
لم تشفع موجة البرد التي ضربت البلاد في الأيام الأخير لتجار الملابس الجاهزة حيث لم يحرك "الصقيع" ركود بضاعتهم التي تكدست داخل المحلات رغم عرض آخر موديلات المعاطف والأقمصة والأحذية بمختلف "الماركات" .. خيم الركود على المحلات فقلت فيها الحركة وانعدمت في اغلبها.. "الأسعار نار .. المقدرة الشرائية وجيب التونسي لم يعد قادرا على توفير الحاجيات الأساسية حتى يفكر في شراء الملابس الشتوية" بهذه الكلمات عبر العديد من المواطنين الذين التقتهم "الصباح" في جولتها بين محلات بيع الملابس الجاهزة وسط العاصمة.
أصحاب المحلات هم كذلك يشتكون ركود بضاعتهم ونقص الإقبال على الشراءات دون أن ينفي أن الأسعار باهظة لكن ليس على المستهلك فقط بل حتى على التجار أنفسهم.
"محلاتنا للفرجة" فقط هكذا تحدث إلينا (سليم) صاحب محل لبيع الملابس الجاهرة فيقول "كما ترين المحل شبه خال من الزبائن اغلبهم يسألون عن الأسعار ثم يغادرون وبعضهم يكتفي بالنظر إلى الموديل وسعره المعروض وينصرف، صحيح أن أسعار الملابس الشتوية هذه السنة مرتفعة مقارنة بالسنوات الفارطة حيث تجد في بعض المحلات سعر المعطف الواحد يتجاوز 500 دينار ما يعادل أحيانا مرتبا شهريا ".
ويضيف (سليم) "التونسي أصبح يعيش حالة اقتصادية صعبة واستثنائية فالطبقة المتوسطة التي كانت تعتبر الجمهور المستهدف بالنسبة إلينا كأصحاب محلات نبيع منتجات متوسطة الجودة تآكلت شيئا فشيئا في السنوات الأخيرة، فبعد أن كان صاحب المحل يستورد في فصل الشتاء مثلا كمية مهمة من الملابس أصبح يكتفي ببعض القطع المحدودة لان الإقبال تراجع بشكل ملفت للانتباه".
تقول ليلى صاحبة محل لبيع الملابس الجاهزة المستورد "أنها تسافر كل موسم سواء كان شتويا أو صيفيا لجلب حاجياتها من السلع التي تواكب آخر صيحات الموضة الأكثر إقبالا، لكنها خيرت هذا الموسم أن تكفي بما تبقى لها من موديلات السنة الفارطة لأنه بعد الجائحة ونظرا للإقبال الضعيف في سنة 2020 بسبب الحجر ظلت السلع مكدسة في المخازن".
وفي سياق حديثها لـ"الصباح" تصيف ليلى" الإقبال ضعيف على شراء الملابس الشتوية بسبب غلاء الأسعار فاغلب التجار اضطروا للترفيع في الأسعار لان المداخيل أصبحت لا تغطي مصاريف كراء المحلات وخلاص الفواتير مقابل ضعف المقدرة الشرائية للتونسي بسب غلاء الأسعار في المواد الأساسية".
وفي سياق حديثها تقول ليلى "أصبحنا نحن أصحاب المحلات ننتظر مواسم التخفيضات التي تشهد فيها محلاتنا حركية نوعا ما في الأيام الأولى وبقية السنة الوضعية صعبة على الجميع سواء بالنسبة لمحلات الملابس الجاهزة والأحذية ".
وكان العديد من أصحاب المحلات لبيع الملابس هجروا مهنهم وأغلقت محلاتهم وذلك بسبب الصعوبات المالية التي عاشها اغلبهم فمنهم من أعلن إفلاسه وقد أكدت ذلك غرفة بيع الملابس الجاهزة في أكثر من مناسبة .
رئيس الغرفة الوطنية للملابس الجاهزة محسن بن ساسي أكد "أن إقبال التونسيين على اقتناء الملابس الجاهزة والأحذية ضعيف جدا بعد موجة الحجر الصحي"، مضيفا أن أزمة كورونا أدت إلى تراكم ديون التجار حتى أن عددا منهم مهدد بالإفلاس مما اضطر بعضهم إلى تسريح العملة.
"الصباح" رصدت آراء بعض المواطنين حول أسعار الملابس الشتوية وتنقلت بين المحلات التي غصت بالسلع والموديلات الحديثة للاطلاع على مستوى ومعدلات الإقبال، لكن الملفت للانتباه انه قد خيم الركود على محلات وسط العاصمة حيث بدت شبه فارغة من الزبائن، وحركة الشراء ضعيفة.
تقول فاطمة (موظفة)، إنها تتنقل منذ الصباح بين المحلات لشراء بعض ملابس الشتاء لأبنائها وذلك بسبب موجة البرد الأخيرة لكن الأسعار باهظة والمبلغ المخصص من راتبها لا يغطي حاجيات أبنائها الثلاثة.
باستغراب شديد والحيرة تخيم على ملامح وجهها تضيف فاطمة لقد بلغ سعر الحذاء أكثر من 150 دينارا صحيح أنني تنقلت بين المحلات التي تحمل "ماركات" عالمية لكن لم أتوقع هذا التضخم الملفت للانتباه في الأسعار.
تقول فاطمة "من لديه طفلان أو ثلاثة يحتاج مبلغا يفوق راتبه لتامين الملابس الشتوية لأبنائه".
أما سلمى، فتقول إنها اعتادت شراء الملابس الشتوية أو الصيفية من المحلات التي تحمل علامات تجارية عالمية لأنها راقية وتواكب "موضة السنة" وتضيف "توقعت ارتفاع أسعار الملابس الشتوية أساسا لكني سأقتصر على شراء فقط ما احتاجه من موديلات حديثة مع الاعتماد على مدخراتي من ملابس الشتاء التي اقتنيتها في السنوات الفارطة ".
مهدي الذي كان يتنقل رفقة زوجته بين محلات المركب التجاري "البلمريوم" وسط العاصمة ويحمل في يديه كيسا صغيرا يقول "انه لا يهوى شراء آخر صيحات الموضة نظرا لأسعارها المرتفعة والتي لا تتناسب وأجره البسيط" ويضف مهدي "هناك محلات أسعارها في المتناول واعتدت أن اشتري لابني الوحيد منها حتى في المناسبات والأعياد لان أسعارها في المتناول".
ويضيف مهدي "بعض المحلات استغلت موجة البرد الأخيرة للترفيع في الأسعار حيث بلغ ثمن بعض القمصان العادية 250 دينارا لا لشيء إلا لأنها ماركات معروفة".
فيما يخير البعض أن يشتري ملابس أبنائهم في مواسم التخفيضات حيث تقول هدى (موظفة بشركة خاصة) ان أسعار الملابس ارتفعت سواء كانت تعرض في المجمعات التجارية والمحلات الفخمة أو في الأسواق العادية التي يرتادها عامة الناس وخلال حديثها أشارت هدى إلى معطف كان معروضا بأحد المحلات وسط العاصمة وتصيف "قبل شهر كان سعر هذا الموديل اقل بكثير من السعر المعروض الآن لكن منذ بداية شهر ديسمبر ارتفعت الأسعار بشكل خيالي في استغلال واضح من أصحاب المحلات لموجة البرد الأخيرة لأنهم يعون جيدا أن التونسي مجبر على اقتناء حاجياته بالثمن الموجود".
ولم ينف من جانبه محسن بن ساسي رئيس غرفة تجار الملابس الجاهزة ارتفاع أسعار الملابس وخاصة الشتوية بنسبة تجاوزت الـ40 بالمائة في وقت يعاني فيه السوق حركة ركود غير مسبوقة بسبب تدهور المقدرة الشرائية للتونسي.
وأكد بن ساسي أنه رغم انطلاق الموسم الشتوي إلا أن حركة البيع في محلات الملابس ضعيفة جدا، مما قد يتسبب في خسائر للمصنعين والتجار على حد سواء، مشيرا إلى أن التاجر أصبح يستورد كميات محدودة لان المبيعات شهدت تراجعا قدر بنحو 60 بالمائة حسب قوله.
رئيس غرفة تجار الملابس الجاهزة أكد كذلك أن بعض الموديلات الخاصة بالملابس الشتوية وأساسا المعطف يصل سعره إلى أكثر من 600 دينار، نتيجة تضاعف الشحن بثلاث مرات في الفترة الأخيرة.
 
جهاد الكلبوسي
 
 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews