في إطار إحياء الذكرى المائوية لدخول الدين البهائي إلى تونس (1921-2021) عقدت أمس جمعية البهائيين ندوة صحفية سلطت فيها الضوء على ظاهرة العنف التي تنامت في بلادنا وتداعياتها خاصة على الأقليات الدينية سواء البهائيون أو غيرهم.
وشدد المتدخلون على ضرورة زرع ثقافة الاختلاف وقبول الآخر مهما كانت إيديولوجيته أو ديانته والتعايش السلمي والمشترك بين جميع الفئات مهما كانت اختلافاتهم معتبرين أن الاختلاف يثري وليس فيه تهديدا للآخر.
وصرح لـ"الصباح" في هذا الجانب محمد بن موسى عضو مكتب الإعلام للبهائيين أن هذه الندوة الصحفية جاءت في إطار الاحتفال بالذكرى المائوية للبهائيين في تونس من جهة ولتسليط الضوء على ظاهرة العنف التي تفاقمت في بلادنا خاصة تجاه الأقليات الدينية من جهة أخرى، لذلك بات من الضروري التطرق إلى الظاهرة والدعوة إلى التعايش السلمي بين مختلف الأديان وقبول الآخر والاستفادة من أفكاره وتجاربه خاصة وأن عصرنا يتطلب أن تتكاتف كافة الجهود بين الجميع رغم مختلف مشاربهم وانتماءاتهم الفكرية أو العقائدية مشيرا الى أن البهائيين ساهموا في بناء الدولة منذ مائة سنة ولا زالوا يساهمون في بناء المجتمع المعاصر والدولة المدنية التي يتطلع إليها الجميع ولكن رغم ذلك فإن الدولة التونسية لم تعترف بالبهائيين لا بل وصل الأمر في 2020 و2021 إلى إصدار فتاوى تعتبر البهائيين مرتدين وكفارا معتبرا أنها مسألة خطيرة وفيها تحريض على العنف ضدهم كبهائيين مشيرا انهم رفعوا مؤخرا قضية في الغرض على معنى قانون الإرهاب من اجل التحريض على القتل والتكفير وتم سماعهم كشاكين داعيا إلى ضرورة التعايش السلمي بين الجميع وتعليم الأطفال بأن يقبلوا الاختلاف مع الآخر مهما كانت ديانته.
وفي سياق متصل أكدت الباحثة في علم اجتماع الأديان صبرين الجلاصي أن الندوة جاءت لنبذ العنف ضد المختلفين دينيا وعقائديا خاصة وأن هذه الظاهرة تنامت في بلادنا، عنف سياسي أو عنف بين الأفراد وخاصة العنف بسبب الاختلاف الديني، لأنهم يجهلون بأن المجتمع متعدد فكريا ودينيا ولكن للأسف حسب قولها فالأنظمة السياسية في تونس سوقت لمفهوم التجانس الوهمي ولم تسوق للاختلاف الفكري والإيديولوجي بين مختلف أفراد المجتمع وبأن هناك فسيفساء دينية متنوعة في مجتمعنا لذلك نجد بعض أفراد المجتمع التونسي يرفضون كل من يختلف عنهم دينيا أو فكريا وهناك. عدم تقبل للآخر واعتباره تهديدا للهوية الوطنية والسلم والأمن الاجتماعيين رغم أن الآخر المختلف عنك دينيا لا يمكن أن تنكر وجوده خاصة إذا كان موجودا منذ مائة سنة معتبرة أن هناك أزمة ثقة وتواصل وانفتاح على الآخر ومعرفة له وهذه الأزمة تسببت فيها الأنظمة السياسية المتعاقبة فلو كان هناك اعتراف رسمي بالآخر من النظام السياسي لما وجدنا تطرفا أو عنفا ماديا أو معنويا يمارس ضد الأقليات بسبب اختلافهم الديني أو الفكري أو العقائدي مشيرة الى أن جمعية "التلاقي" كانت رصدت حالات عنف بمختلف أشكاله مورس ضد الأقليات الدينية حتى من قبل المؤسسات الأمنية مضيفة أنه منذ 2016 تعمل عديد الجمعيات المدافعة عن الأقليات على مسألة التعايش بين المختلفين دينيا وعقائديا وترسيخ مبادئ الحوار بين كافة الأطياف في تونس. داعية الدولة إلى ضرورة زرع ثقافة الاختلاف بين أفراد المجتمع كذلك الإعلام للقيام بدوره.
قبول الآخر..
اما دانيال كوهين راهب يهودي ومساعد مدير بالمدرسة اليهودية بتونس فقد أكد بدوره على ضرورة قبول الآخر المختلف عنا مهما كانت ديانته أو فكره أو ايديولوجيته مشددا على ضرورة تكوين لجنة علمية تعمل تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية وهي المخول لها حق الحسم في جميع المسائل الدينية حتى نتجنب الفتاوى التي تصدر من هنا وهناك وتوزع صكوك الغفران لهذا وذاك مضيفا أنه إبان الثورة تعالت بعض الأصوات التي تحرض على ممارسة العنف ضد الأقليات ثم خلال 2013 و2014 انخفض منسوب التحريض على العنف مؤكدا على ضرورة التعايش السلمي بين الأفراد لأننا مهما اختلفنا دينيا أو فكريا أو عقائديا فنحن تونسيون يجمعنا وطن واحد.
التداعيات النفسية..
وتحدثت منى مراد طبيبة مختصة في الطب النفسي عن تفاقم ظاهرة العنف بمختلف أشكاله سواء على العالم الافتراضي أو الواقعي أو داخل الأسرة أو المدرسة وتداعياته النفسية مشيرة أن هناك أسبابا عديدة للعنف منها انعدام الحوار داخل الأسرة ما يولد صراعا داخليا لدى الفرد يمكن أن يحوله إلى شخص عنيف كما أن العنف المسلط على أي شخص يمكن أن تكون نتائجه النفسية وخيمة على غرار الدخول في حالة من الاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى والعزلة والانطوائية وعدم الشعور بالأمان لذلك لابد من إستراتيجية للتصدي لظاهرة العنف تبدأ من مناهج التعليم بزرع ثقافة الاختلاف وقبول الآخر بغض النظر عن لونه أو فكره أو عقيدته أو ديانته.
التعايش السلمي رغم الاختلاف الفكري..
أما عفيفة بوصريرة بن حسين من مكتب الإعلام بجمعية البهائيين فقد اعتبرت أن ظاهرة العنف بمختلف أشكاله تنامت في مجتمعنا خاصة العنف المسلط على الأقليات وعدم قبول الآخر بسبب الاختلاف الفكري أو الأيديولوجي أو العقائدي مشددة على ضرورة أن نتعايش سلميا رغم اختلافاتنا الفكرية أو الأيديولوجية أو العقائدية فنحن يجمعنا وطن واحد يأوي الجميع معتبرة في السياق ذاته أن ظاهرة العنف تفاقمت في مجتمعنا وبات من الضروري معالجتها والعمل عليها بين كافة الأطراف المتداخلة ولابد كذلك من العمل على تكريس مفهوم الاختلاف والتنوع معبرة في خاتمة تصريحها عن أملها في أن يتم الاعتراف بجمعية البهائيين وبكافة الأقليات في تونس.
صباح الشابي
تونس-الصباح
في إطار إحياء الذكرى المائوية لدخول الدين البهائي إلى تونس (1921-2021) عقدت أمس جمعية البهائيين ندوة صحفية سلطت فيها الضوء على ظاهرة العنف التي تنامت في بلادنا وتداعياتها خاصة على الأقليات الدينية سواء البهائيون أو غيرهم.
وشدد المتدخلون على ضرورة زرع ثقافة الاختلاف وقبول الآخر مهما كانت إيديولوجيته أو ديانته والتعايش السلمي والمشترك بين جميع الفئات مهما كانت اختلافاتهم معتبرين أن الاختلاف يثري وليس فيه تهديدا للآخر.
وصرح لـ"الصباح" في هذا الجانب محمد بن موسى عضو مكتب الإعلام للبهائيين أن هذه الندوة الصحفية جاءت في إطار الاحتفال بالذكرى المائوية للبهائيين في تونس من جهة ولتسليط الضوء على ظاهرة العنف التي تفاقمت في بلادنا خاصة تجاه الأقليات الدينية من جهة أخرى، لذلك بات من الضروري التطرق إلى الظاهرة والدعوة إلى التعايش السلمي بين مختلف الأديان وقبول الآخر والاستفادة من أفكاره وتجاربه خاصة وأن عصرنا يتطلب أن تتكاتف كافة الجهود بين الجميع رغم مختلف مشاربهم وانتماءاتهم الفكرية أو العقائدية مشيرا الى أن البهائيين ساهموا في بناء الدولة منذ مائة سنة ولا زالوا يساهمون في بناء المجتمع المعاصر والدولة المدنية التي يتطلع إليها الجميع ولكن رغم ذلك فإن الدولة التونسية لم تعترف بالبهائيين لا بل وصل الأمر في 2020 و2021 إلى إصدار فتاوى تعتبر البهائيين مرتدين وكفارا معتبرا أنها مسألة خطيرة وفيها تحريض على العنف ضدهم كبهائيين مشيرا انهم رفعوا مؤخرا قضية في الغرض على معنى قانون الإرهاب من اجل التحريض على القتل والتكفير وتم سماعهم كشاكين داعيا إلى ضرورة التعايش السلمي بين الجميع وتعليم الأطفال بأن يقبلوا الاختلاف مع الآخر مهما كانت ديانته.
وفي سياق متصل أكدت الباحثة في علم اجتماع الأديان صبرين الجلاصي أن الندوة جاءت لنبذ العنف ضد المختلفين دينيا وعقائديا خاصة وأن هذه الظاهرة تنامت في بلادنا، عنف سياسي أو عنف بين الأفراد وخاصة العنف بسبب الاختلاف الديني، لأنهم يجهلون بأن المجتمع متعدد فكريا ودينيا ولكن للأسف حسب قولها فالأنظمة السياسية في تونس سوقت لمفهوم التجانس الوهمي ولم تسوق للاختلاف الفكري والإيديولوجي بين مختلف أفراد المجتمع وبأن هناك فسيفساء دينية متنوعة في مجتمعنا لذلك نجد بعض أفراد المجتمع التونسي يرفضون كل من يختلف عنهم دينيا أو فكريا وهناك. عدم تقبل للآخر واعتباره تهديدا للهوية الوطنية والسلم والأمن الاجتماعيين رغم أن الآخر المختلف عنك دينيا لا يمكن أن تنكر وجوده خاصة إذا كان موجودا منذ مائة سنة معتبرة أن هناك أزمة ثقة وتواصل وانفتاح على الآخر ومعرفة له وهذه الأزمة تسببت فيها الأنظمة السياسية المتعاقبة فلو كان هناك اعتراف رسمي بالآخر من النظام السياسي لما وجدنا تطرفا أو عنفا ماديا أو معنويا يمارس ضد الأقليات بسبب اختلافهم الديني أو الفكري أو العقائدي مشيرة الى أن جمعية "التلاقي" كانت رصدت حالات عنف بمختلف أشكاله مورس ضد الأقليات الدينية حتى من قبل المؤسسات الأمنية مضيفة أنه منذ 2016 تعمل عديد الجمعيات المدافعة عن الأقليات على مسألة التعايش بين المختلفين دينيا وعقائديا وترسيخ مبادئ الحوار بين كافة الأطياف في تونس. داعية الدولة إلى ضرورة زرع ثقافة الاختلاف بين أفراد المجتمع كذلك الإعلام للقيام بدوره.
قبول الآخر..
اما دانيال كوهين راهب يهودي ومساعد مدير بالمدرسة اليهودية بتونس فقد أكد بدوره على ضرورة قبول الآخر المختلف عنا مهما كانت ديانته أو فكره أو ايديولوجيته مشددا على ضرورة تكوين لجنة علمية تعمل تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية وهي المخول لها حق الحسم في جميع المسائل الدينية حتى نتجنب الفتاوى التي تصدر من هنا وهناك وتوزع صكوك الغفران لهذا وذاك مضيفا أنه إبان الثورة تعالت بعض الأصوات التي تحرض على ممارسة العنف ضد الأقليات ثم خلال 2013 و2014 انخفض منسوب التحريض على العنف مؤكدا على ضرورة التعايش السلمي بين الأفراد لأننا مهما اختلفنا دينيا أو فكريا أو عقائديا فنحن تونسيون يجمعنا وطن واحد.
التداعيات النفسية..
وتحدثت منى مراد طبيبة مختصة في الطب النفسي عن تفاقم ظاهرة العنف بمختلف أشكاله سواء على العالم الافتراضي أو الواقعي أو داخل الأسرة أو المدرسة وتداعياته النفسية مشيرة أن هناك أسبابا عديدة للعنف منها انعدام الحوار داخل الأسرة ما يولد صراعا داخليا لدى الفرد يمكن أن يحوله إلى شخص عنيف كما أن العنف المسلط على أي شخص يمكن أن تكون نتائجه النفسية وخيمة على غرار الدخول في حالة من الاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى والعزلة والانطوائية وعدم الشعور بالأمان لذلك لابد من إستراتيجية للتصدي لظاهرة العنف تبدأ من مناهج التعليم بزرع ثقافة الاختلاف وقبول الآخر بغض النظر عن لونه أو فكره أو عقيدته أو ديانته.
التعايش السلمي رغم الاختلاف الفكري..
أما عفيفة بوصريرة بن حسين من مكتب الإعلام بجمعية البهائيين فقد اعتبرت أن ظاهرة العنف بمختلف أشكاله تنامت في مجتمعنا خاصة العنف المسلط على الأقليات وعدم قبول الآخر بسبب الاختلاف الفكري أو الأيديولوجي أو العقائدي مشددة على ضرورة أن نتعايش سلميا رغم اختلافاتنا الفكرية أو الأيديولوجية أو العقائدية فنحن يجمعنا وطن واحد يأوي الجميع معتبرة في السياق ذاته أن ظاهرة العنف تفاقمت في مجتمعنا وبات من الضروري معالجتها والعمل عليها بين كافة الأطراف المتداخلة ولابد كذلك من العمل على تكريس مفهوم الاختلاف والتنوع معبرة في خاتمة تصريحها عن أملها في أن يتم الاعتراف بجمعية البهائيين وبكافة الأقليات في تونس.