إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الحل في دعم الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية.. تلاميذ يعانون من القلق والضغوطات النفسية

تونس-الصباح
أكدت  نادية العياري المديرة العامة للمرحلة الأولى من التعليم الأساسي أن وزارة التربية ستعمل خلال الفترة القادمة على تكثيف الأنشطة الثقافية والرياضية والتظاهرات الترفيهية في الوسط المدرسي وذلك حرصا منها على الحد من الضغط النفسي والقلق الذي يعاني منه التلاميذ والذي استفحل بشكل لافت بعد بروز جائحة كورونا مما انجر عنه تنامي ظاهرة العنف..
وذكرت أنه في الآونة الأخيرة تم تسجيل العديد من حوادث العنف المسلط على التلاميذ وعلى الإطار التربوي، ولعل أخطرها الحادثة الأليمة التي تعرض لها مؤخرا الأستاذ الصحبي سلامة،  كما حصلت تهجمات على حرمة المؤسسات التربوية وتم تسجيل اعتداءات على الإطارات والعملة وأعوان إدارات العديد من المؤسسات من قبل أولياء..
وأشارت المديرة العامة في تصريح خاطف لـ"الصباح" على هامش مشاركتها في ندوة وطنية عقدتها وزارة الشؤون الدينية أمس بالعاصمة في إطار إحياء العيد العالمي للطفولة، إلى أن مقاومة ظاهرة العنف في المؤسسات التربوية تتطلب من وزارة التربية مراجعة إستراتيجيتها، ولهذا الغرض فهي حاليا بصدد إعداد إستراتيجية جديدة تهدف بالخصوص إلى التصدي للظواهر الخطيرة من عنف وإدمان وانقطاع مدرسي،  وقالت إنه تم إعداد خطة العمل وسيتم الإعلان عن تفاصيلها في القريب العاجل.
وذكرت أن تنفيذ هذه الخطة مرتبط بالأساس بالميزانية، وفسرت العياري أن المطلوب هو رصد ميزانية كافية لتنفيذ مختلف برامج الوزارة وخاصة الرامية إلى دعم الأنشطة الثقافية والرياضية.. وذكرت أن خطة وزارة التربية للتصدي للعنف تقوم بالأساس على التكثيف من أنشطة النوادي الثقافية والرياضية إلى جانب تنظيم الرحلات المدرسية.. وبينت أن وزارة التربية ترغب في جعل المؤسسات التربوية فضاءات جاذبة للتلاميذ وللإطار التربوي أيضا، وهذا لا يتحقق إلا من خلال توفير ميزانية كافية لتأمين أنشطة ثقافية ورياضية ورحلات مدرسية، كما أنه لا بد من مراجعة البرنامج الوطني لتكوين المربين في اتجاه دعم التنمية الذاتية وتقنيات التواصل وتحسين القدرات على فض النزاعات وعلى معالجة مختلف الإشكاليات التي تحصل في الوسط المدرسي، إضافة إلى مراجعة البرامج، وهناك حسب قولها خطة للغرض ولجان تشتغل على مسألة مراجعة البرامج.. وذكرت أن دعم الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية في الوسط التربوي يتم بالتنسيق والشراكة مع وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة..
 
تجنب مخاطر الشارع
وأضافت المديرة العامة للمرحلة الأولى من التعليم الأساسي بوزارة التربية أن برنامج تكثيف الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية يهدف بالأساس إلى وضع حد لمكوث التلاميذ في الشارع، فلحمايتهم من مخاطر الشارع يجب على حد تأكيدها إرجاعهم للمدرسة خلال الساعات التي لا يدرسون فيها، كما يجب الاشتغال على كيفية تحسين خدمات النقل المدرسي وتوفير الإعاشة.. وذكرت العياري أن وزارة التربية تريد التركيز على مختلف هذه المحاور الكبرى وغايتها الأولى هي أن يكون التلميذ في مدرسته مرتاحا ومنشرحا.. وذكرت أن ما تمت ملاحظته بعد فترة كوفيد وما حصل فيها من انقطاعات عن الدروس هو أن التلاميذ أصبحوا قلقين جدا، وأشارت إلى أن الجائحة تسببت في مشاكل نفسية للتلاميذ وأثرت حتى على الإطار التربوي، وتأمل الوزارة في تجاوز هذه المشاكل من خلال تنفيذ برامجها الرامية إلى دعم الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية في المؤسسات التربوية..
وكانت المديرة العامة تحدثت خلال الندوة الوطنية حول الطفولة رهان المستقبل عن أهمية مرحلة الطفولة وقالت إنها الحجر الأساس في بناء كل المجتمعات.. وأشارت إلى أنه لا يمكن بناء عالم يليق بالأطفال ما لم تتوفر لفائدتهم كل الظروف الملائمة لتهيئتهم وإعدادهم كي يكونوا قادرين على التعامل والتفاعل مع مختلف الظواهر المستجدة وسائر التحولات السريعة والعميقة التي تشهدها الحضارة الإنسانية المعاصرة على جميع المستويات والمجالات بما يجعلهم جديرين بالانتماء إلى وطنهم ذي الرصيد الحضاري العريق والمتحفز إلى مزيد النجاح والتقدم. وتطرقت ممثلة وزارة التربية إلى الإستراتجية التي وضعتها تونس لتنفيذ مختلف بنود الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي صادقت عليها في نوفمبر 1991.. وذكرت أن وزارة التربية التي تعتبر البيئة الأكثر احتضانا للأطفال تعي جيدا أن مرحلة الطفولة المبكرة هي من أهم المراحل العمرية التي تتطلب الاهتمام والدعم والرعاية فهي مرحلة بداية تكوين الطفل مهاريا واجتماعيا وسلوكيا ونفسيا والمدخل الحقيقي لضمان مبادئ العلم مدى الحياة.. وأشارت إلى أن الطفولة هي من أهم وأخطر مراحل التكوين ونمو الشخصية خاصة في السنوات الخمس الأولى لذلك لا بد عند بناء كل المشاريع من ربط مفهوم الطفولة باحتياجات الطفل الحقيقية وكيفية إشباعها.. فعندها فقط يتسنى ضبط ما يناسب من برامج تعليمية وتربوية ورسم آليات تنفيذها في مختلف الفضاءات التي يمر بها الأطفال من روضات وكتاتيب ومحاضن ومدارس..
سعيدة بوهلال
..............
مؤطر تابع
..........
دعوة الأولياء إلى الحذر الشديد على أبنائهم من مخاطر الفضاءات السيبرنية
تونس- الصباح
إحياء لليوم العالمي للطفولة نظمت وزارة الشؤون الدينية أمس بالعاصمة ندوة وطنية تحت عنوان الطفولة رهان المستقبل، حضرها إلى جانب الوزير إبراهيم الشائبي، ممثلون عن الوزارات المعنية بهذه الفئة وتم التطرق خلالها لمختلف الأبعاد القيمية والقانونية والنفسية والاجتماعية والتربوية.. كما تم الحديث عن مسألة شائكة أصبحت تقلق أغلب الأسر التونسية وهي تتعلق بالفضاء السيبرني ومخاطره على الطفل..
وفي هذا السياق قدمت روضة بيوض ممثلة وزارة الداخلية وهي مديرة الأمن السياحي بالوزارة معطيات صادمة حول عمليات ابتزاز أطفال واستغلالهم جنسيا من قبل جناة وشبكات إجرامية تتصيد هذه الفئة عبر شبكة الانترنيت وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي.. وبينت أن نسبة الأطفال من الفئة العمرية أقل من 14 سنة الذين يستخدمون الحاسوب في تونس تبلغ 40 فاصل 7 بالمائة وهناك 60 بالمائة من هؤلاء ينفذون إلى شبكة الانترنيت بمختلف مجالاتها.. وكل هذا يحدث في غياب إطار قانوني خاص بالجرائم السيبرنية.. وقالت بيوض إن تونس لم تصدر بعد قانونا يتعلق بالجرائم الالكترونية، لكن هناك في المجلة الجزائية ومجلة حماية الطفل حديث عن الجرائم التي ترتكب في الفضاء الرقمي.. ولاحظت أن التهديدات الأكثر شيوعا خاصة بالنسبة للأطفال من الفئة العمرية المتراوحة بين 15 و18 سنة تتمثل في الابتزاز وذلك بعد استدراجهم إلى مواقع إباحية وبعد أن يطلب منهم الاعتداء على ذواتهم والاستجابة لرغباتهم.. وأشارت إلى أن الأطفال يرضخون للابتزاز ويقدمون أموالا لمستدرجيهم وأحيانا يجبرون على السرقة لتوفير المطلوب، وأكدت ممثلة وزارة الداخلة أن عدد القضايا المسجلة في الغرض خلال السنوات الثلاث الماضية زادت بشكل لافت إذ يتطور عدد القضايا من سنة إلى أخرى بنسبة 45 بالمائة وهو ما يدل على خطورة الأمر.
وبينت أنه من خلال القضايا المرفوعة أمكن ملاحظة تعرض الأطفال إلى عمليات تحرش الكتروني، وفسرت أن المشرع تطرق إلى عمليات التحرش الجنسي لكنه لم يشر إلى التحرش الالكتروني الذي أصبح ظاهرة خطيرة تستهدف الأطفال من الجنسين وبلغت درجة الاتجار بالبشر، وذلك لأنه تقع مطالبة الطفل أو الطفلة عبر شبكات التواصل الاجتماعي بإنتاج مواد إباحية بتصوير أنفسهم وإرسال الفيديوهات إلى الطرف المقابل الذي عادة ما لا يظهر لهم بوجهه الحقيقي بل يوهمهم بأنه صديق، وبعد أن يتم استدراجهم لغرض إجرامي وإثر الحصول على الصور والإرساليات التي تحتوي طابعا جنسيا يقع ابتزازهم وتتحول تلك الصورة والإرساليات إلى وسيلة ضغط على الأطفال الضحايا..
وأكدت بيوض أنه تم اكتشاف الكثير من الحالات لكن الرقم الأسود الحقيقي غير معروف وذلك لأن أغلب الأطفال في تونس يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي..
وإضافة إلى التحرش الالكتروني هناك أطفال يتعرضون إلى التشهير وتشويه السمعة من خلال نشر إرسالياتهم وذلك بهدف إجبارهم على الرضوخ لابتزاز أشخاص افتراضيين.. وذكرت أن هناك ظاهرة أخرى انتشرت في الأوساط التلمذية وهي ظاهرة التنمر وقد كان لوسائل التواصل الاجتماعي الدور الكبير في انتشارها..
وبخصوص الأساليب المستخدمة في الفضاء السيبرني للإيقاع بالأطفال، فتتمثل حسب قول مديرة الأمن السياحي في استدراج الأطفال عبر روابط الألعاب الالكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي ثم يتم الحصول على صور منهم فتعريضهم لمشاهد إباحية ودعوتهم إلى تقليدها. وأشارت بيوض إلى أن 80 بالمائة من القضايا المسجلة تندرج في هذا السياق.. وذكرت أنه يقع تهديد الضحايا بنشر الصور وبهذه الكيفية يتم ابتزازهم من أجل الحصول على أموال ولكن تتطور الأمور أحيانا إلى الاعتداء على الطفل وإجباره على الاستجابة إلى رغبات المعتدي.. وذكرت أن الوسائل المستخدمة الأكثر انتشارا للإيقاع بالأطفال هي شبكة الفيسوبك والتيك توك، ولكن أحيانا يضغط الطفل عن طريق الخطأ على موقع إباحي وهو لا يدرك أن هناك أشخاصا يتصيدون الأطفال الذين يدخلون تلك المواقع لابتزازهم..
وبينت بيوض أن هذه الإشكاليات برزت خاصة خلال سنة 2020 بعدما أن تم غلق المدارس بسبب جائحة كورونا وذلك لان استخدام شبكة الانترنيت زاد.. وحسب إحصائيات قامت بها الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر فإن 73 بالمائة من الأطفال هم ضحايا استغلال جنسي كما أن النسبة زادت بنحو 180 فاصل 6 بالمائة خلال فترة الجائحة وهذا على حد وصفها خطير للغاية..
ولاحظت ممثلة وزارة الداخلية أن رصد الفضاء السيبرني مازال منقوصا لأن الأولياء غير متمكنين بما فيه الكفاية من المعارف المتعلقة بالإعلامية والانترنيت كما أن التكوين المتخصص لأعوان الوزارات المعنية بالطفولة محدود وذلك إلى جانب غياب إحصائيات دقيقة لعدد الأطفال ضحايا الجرائم المرتكبة عبر الفضاء السيبرني فالرقم المكتشف أقل بكثير من الرقم الأسود الحقيقي..
وأضافت بيوض أنه في علاقة باختصاص مباشرة الأبحاث، ومن خلال الشكايات المقدمة كثيرا ما تمت ملاحظة محو الأدلة الرقمية من قبل الأطفال الضحايا وذلك بسبب الخوف من آبائهم لكن بهذه الكيفية يتم حفظ القضية لعدم كفاية الأدلة، كما أن المواقع المشبوهة وبعد أن تبتز الأطفال تندثر بسرعة خوفا من الملاحقة..
وذكرت أنه في المقابل هناك نقص في التوعية من مخاطر الانترنيت على مستوى البرامج التربوية، وكذلك الأولياء فإنهم لا يراقبون المواقع التي يلج إليها أطفالهم والحال أن هذه المواقع يمكن أن تكون فضاء لارتكاب جرائم أخلاقية أو لاستقطاب الأطفال للفكر المتطرف أو لعالم عبدة الشيطان والألعاب الالكترونية الخطيرة من قبيل الحوت الأزرق مريم أو لنشر التعصب الرياضي والتحريض على العنف.. وخلصت إلى أن الفضاء السيبرني فيه مخاطر كبيرة على الأطفال ولا بد من توعية الأولياء والتلاميذ والمربين بهذه المسألة ولا بد للإعلام أن يلعب دوره في التحسيس لأن الحلول تكمن في الوقاية، كما لا بد من تطوير آليات العمل على مستوى قضاة الأسرة ومندوب حماية الطفل وباحث البداية لتطوير قدراتهم على مكافحة الجرائم السيبرنية التي تستهدف الأطفال والأهم من ذلك أنه يجب على الأولياء والأطفال تجنب نشر معطيات شخصية تعرف بالطفل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.. ويجب تلافي نشر الصور وقبول إضافة أشخاص افتراضيين غير معروفين لأن هناك جناة يستدرجون مستعمل الشبكة للاستيلاء على صفحته وتوظيفها في عمله الإجرامي وبعد ذلك يبتز الضحية.. وبينت أنه يجب تجنب الخوض في الحديث عن مشاكل خاصة مع أشخاص افتراضيين فحسب التجربة تم الضغط على أطفال وتحريضهم على تصوير أمهاتهم عاريات في بيت الحمام وتهديدهم بنشرها.. كما تم التغرير بطفلة وتصوير لقطات إباحية لها لابتزازها وعندما تفطنت والدتها للأمر واتصلت بالجاني طلب منها هذا الأخير أن ترسل صورا لها عوضا عن ابنتها، ولما علم الزوج بالمسألة رضخ للابتزاز من شدة خوفه على صغيرته التي حاولت الانتحار ثلاث مرات..
وأضافت ممثلة وزارة الداخلية أنه يجب تجنب ذكر اسم المناطق التي فيها أطفال وتجنب نشر صورهم وإرسالها لأن هناك من يقومون بفبركتها لغايات إجرامية، مثلما يجب تجنب الضغط على مواقع الكترونية غير معروفة..
وتفاعلا مع مداخلتها أشار أحد الأئمة المشاركين في الندوة التي نظمتها وزارة الشؤون الدينية إلى أنه سيخصص خطبة الجمعة للحديث عن هذه الظاهرة الخطيرة ولتحذير الأولياء والمربين منها..
 
بوهلال
 
 الحل في دعم الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية.. تلاميذ يعانون من القلق والضغوطات النفسية
تونس-الصباح
أكدت  نادية العياري المديرة العامة للمرحلة الأولى من التعليم الأساسي أن وزارة التربية ستعمل خلال الفترة القادمة على تكثيف الأنشطة الثقافية والرياضية والتظاهرات الترفيهية في الوسط المدرسي وذلك حرصا منها على الحد من الضغط النفسي والقلق الذي يعاني منه التلاميذ والذي استفحل بشكل لافت بعد بروز جائحة كورونا مما انجر عنه تنامي ظاهرة العنف..
وذكرت أنه في الآونة الأخيرة تم تسجيل العديد من حوادث العنف المسلط على التلاميذ وعلى الإطار التربوي، ولعل أخطرها الحادثة الأليمة التي تعرض لها مؤخرا الأستاذ الصحبي سلامة،  كما حصلت تهجمات على حرمة المؤسسات التربوية وتم تسجيل اعتداءات على الإطارات والعملة وأعوان إدارات العديد من المؤسسات من قبل أولياء..
وأشارت المديرة العامة في تصريح خاطف لـ"الصباح" على هامش مشاركتها في ندوة وطنية عقدتها وزارة الشؤون الدينية أمس بالعاصمة في إطار إحياء العيد العالمي للطفولة، إلى أن مقاومة ظاهرة العنف في المؤسسات التربوية تتطلب من وزارة التربية مراجعة إستراتيجيتها، ولهذا الغرض فهي حاليا بصدد إعداد إستراتيجية جديدة تهدف بالخصوص إلى التصدي للظواهر الخطيرة من عنف وإدمان وانقطاع مدرسي،  وقالت إنه تم إعداد خطة العمل وسيتم الإعلان عن تفاصيلها في القريب العاجل.
وذكرت أن تنفيذ هذه الخطة مرتبط بالأساس بالميزانية، وفسرت العياري أن المطلوب هو رصد ميزانية كافية لتنفيذ مختلف برامج الوزارة وخاصة الرامية إلى دعم الأنشطة الثقافية والرياضية.. وذكرت أن خطة وزارة التربية للتصدي للعنف تقوم بالأساس على التكثيف من أنشطة النوادي الثقافية والرياضية إلى جانب تنظيم الرحلات المدرسية.. وبينت أن وزارة التربية ترغب في جعل المؤسسات التربوية فضاءات جاذبة للتلاميذ وللإطار التربوي أيضا، وهذا لا يتحقق إلا من خلال توفير ميزانية كافية لتأمين أنشطة ثقافية ورياضية ورحلات مدرسية، كما أنه لا بد من مراجعة البرنامج الوطني لتكوين المربين في اتجاه دعم التنمية الذاتية وتقنيات التواصل وتحسين القدرات على فض النزاعات وعلى معالجة مختلف الإشكاليات التي تحصل في الوسط المدرسي، إضافة إلى مراجعة البرامج، وهناك حسب قولها خطة للغرض ولجان تشتغل على مسألة مراجعة البرامج.. وذكرت أن دعم الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية في الوسط التربوي يتم بالتنسيق والشراكة مع وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة..
 
تجنب مخاطر الشارع
وأضافت المديرة العامة للمرحلة الأولى من التعليم الأساسي بوزارة التربية أن برنامج تكثيف الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية يهدف بالأساس إلى وضع حد لمكوث التلاميذ في الشارع، فلحمايتهم من مخاطر الشارع يجب على حد تأكيدها إرجاعهم للمدرسة خلال الساعات التي لا يدرسون فيها، كما يجب الاشتغال على كيفية تحسين خدمات النقل المدرسي وتوفير الإعاشة.. وذكرت العياري أن وزارة التربية تريد التركيز على مختلف هذه المحاور الكبرى وغايتها الأولى هي أن يكون التلميذ في مدرسته مرتاحا ومنشرحا.. وذكرت أن ما تمت ملاحظته بعد فترة كوفيد وما حصل فيها من انقطاعات عن الدروس هو أن التلاميذ أصبحوا قلقين جدا، وأشارت إلى أن الجائحة تسببت في مشاكل نفسية للتلاميذ وأثرت حتى على الإطار التربوي، وتأمل الوزارة في تجاوز هذه المشاكل من خلال تنفيذ برامجها الرامية إلى دعم الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية في المؤسسات التربوية..
وكانت المديرة العامة تحدثت خلال الندوة الوطنية حول الطفولة رهان المستقبل عن أهمية مرحلة الطفولة وقالت إنها الحجر الأساس في بناء كل المجتمعات.. وأشارت إلى أنه لا يمكن بناء عالم يليق بالأطفال ما لم تتوفر لفائدتهم كل الظروف الملائمة لتهيئتهم وإعدادهم كي يكونوا قادرين على التعامل والتفاعل مع مختلف الظواهر المستجدة وسائر التحولات السريعة والعميقة التي تشهدها الحضارة الإنسانية المعاصرة على جميع المستويات والمجالات بما يجعلهم جديرين بالانتماء إلى وطنهم ذي الرصيد الحضاري العريق والمتحفز إلى مزيد النجاح والتقدم. وتطرقت ممثلة وزارة التربية إلى الإستراتجية التي وضعتها تونس لتنفيذ مختلف بنود الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي صادقت عليها في نوفمبر 1991.. وذكرت أن وزارة التربية التي تعتبر البيئة الأكثر احتضانا للأطفال تعي جيدا أن مرحلة الطفولة المبكرة هي من أهم المراحل العمرية التي تتطلب الاهتمام والدعم والرعاية فهي مرحلة بداية تكوين الطفل مهاريا واجتماعيا وسلوكيا ونفسيا والمدخل الحقيقي لضمان مبادئ العلم مدى الحياة.. وأشارت إلى أن الطفولة هي من أهم وأخطر مراحل التكوين ونمو الشخصية خاصة في السنوات الخمس الأولى لذلك لا بد عند بناء كل المشاريع من ربط مفهوم الطفولة باحتياجات الطفل الحقيقية وكيفية إشباعها.. فعندها فقط يتسنى ضبط ما يناسب من برامج تعليمية وتربوية ورسم آليات تنفيذها في مختلف الفضاءات التي يمر بها الأطفال من روضات وكتاتيب ومحاضن ومدارس..
سعيدة بوهلال
..............
مؤطر تابع
..........
دعوة الأولياء إلى الحذر الشديد على أبنائهم من مخاطر الفضاءات السيبرنية
تونس- الصباح
إحياء لليوم العالمي للطفولة نظمت وزارة الشؤون الدينية أمس بالعاصمة ندوة وطنية تحت عنوان الطفولة رهان المستقبل، حضرها إلى جانب الوزير إبراهيم الشائبي، ممثلون عن الوزارات المعنية بهذه الفئة وتم التطرق خلالها لمختلف الأبعاد القيمية والقانونية والنفسية والاجتماعية والتربوية.. كما تم الحديث عن مسألة شائكة أصبحت تقلق أغلب الأسر التونسية وهي تتعلق بالفضاء السيبرني ومخاطره على الطفل..
وفي هذا السياق قدمت روضة بيوض ممثلة وزارة الداخلية وهي مديرة الأمن السياحي بالوزارة معطيات صادمة حول عمليات ابتزاز أطفال واستغلالهم جنسيا من قبل جناة وشبكات إجرامية تتصيد هذه الفئة عبر شبكة الانترنيت وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي.. وبينت أن نسبة الأطفال من الفئة العمرية أقل من 14 سنة الذين يستخدمون الحاسوب في تونس تبلغ 40 فاصل 7 بالمائة وهناك 60 بالمائة من هؤلاء ينفذون إلى شبكة الانترنيت بمختلف مجالاتها.. وكل هذا يحدث في غياب إطار قانوني خاص بالجرائم السيبرنية.. وقالت بيوض إن تونس لم تصدر بعد قانونا يتعلق بالجرائم الالكترونية، لكن هناك في المجلة الجزائية ومجلة حماية الطفل حديث عن الجرائم التي ترتكب في الفضاء الرقمي.. ولاحظت أن التهديدات الأكثر شيوعا خاصة بالنسبة للأطفال من الفئة العمرية المتراوحة بين 15 و18 سنة تتمثل في الابتزاز وذلك بعد استدراجهم إلى مواقع إباحية وبعد أن يطلب منهم الاعتداء على ذواتهم والاستجابة لرغباتهم.. وأشارت إلى أن الأطفال يرضخون للابتزاز ويقدمون أموالا لمستدرجيهم وأحيانا يجبرون على السرقة لتوفير المطلوب، وأكدت ممثلة وزارة الداخلة أن عدد القضايا المسجلة في الغرض خلال السنوات الثلاث الماضية زادت بشكل لافت إذ يتطور عدد القضايا من سنة إلى أخرى بنسبة 45 بالمائة وهو ما يدل على خطورة الأمر.
وبينت أنه من خلال القضايا المرفوعة أمكن ملاحظة تعرض الأطفال إلى عمليات تحرش الكتروني، وفسرت أن المشرع تطرق إلى عمليات التحرش الجنسي لكنه لم يشر إلى التحرش الالكتروني الذي أصبح ظاهرة خطيرة تستهدف الأطفال من الجنسين وبلغت درجة الاتجار بالبشر، وذلك لأنه تقع مطالبة الطفل أو الطفلة عبر شبكات التواصل الاجتماعي بإنتاج مواد إباحية بتصوير أنفسهم وإرسال الفيديوهات إلى الطرف المقابل الذي عادة ما لا يظهر لهم بوجهه الحقيقي بل يوهمهم بأنه صديق، وبعد أن يتم استدراجهم لغرض إجرامي وإثر الحصول على الصور والإرساليات التي تحتوي طابعا جنسيا يقع ابتزازهم وتتحول تلك الصورة والإرساليات إلى وسيلة ضغط على الأطفال الضحايا..
وأكدت بيوض أنه تم اكتشاف الكثير من الحالات لكن الرقم الأسود الحقيقي غير معروف وذلك لأن أغلب الأطفال في تونس يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي..
وإضافة إلى التحرش الالكتروني هناك أطفال يتعرضون إلى التشهير وتشويه السمعة من خلال نشر إرسالياتهم وذلك بهدف إجبارهم على الرضوخ لابتزاز أشخاص افتراضيين.. وذكرت أن هناك ظاهرة أخرى انتشرت في الأوساط التلمذية وهي ظاهرة التنمر وقد كان لوسائل التواصل الاجتماعي الدور الكبير في انتشارها..
وبخصوص الأساليب المستخدمة في الفضاء السيبرني للإيقاع بالأطفال، فتتمثل حسب قول مديرة الأمن السياحي في استدراج الأطفال عبر روابط الألعاب الالكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي ثم يتم الحصول على صور منهم فتعريضهم لمشاهد إباحية ودعوتهم إلى تقليدها. وأشارت بيوض إلى أن 80 بالمائة من القضايا المسجلة تندرج في هذا السياق.. وذكرت أنه يقع تهديد الضحايا بنشر الصور وبهذه الكيفية يتم ابتزازهم من أجل الحصول على أموال ولكن تتطور الأمور أحيانا إلى الاعتداء على الطفل وإجباره على الاستجابة إلى رغبات المعتدي.. وذكرت أن الوسائل المستخدمة الأكثر انتشارا للإيقاع بالأطفال هي شبكة الفيسوبك والتيك توك، ولكن أحيانا يضغط الطفل عن طريق الخطأ على موقع إباحي وهو لا يدرك أن هناك أشخاصا يتصيدون الأطفال الذين يدخلون تلك المواقع لابتزازهم..
وبينت بيوض أن هذه الإشكاليات برزت خاصة خلال سنة 2020 بعدما أن تم غلق المدارس بسبب جائحة كورونا وذلك لان استخدام شبكة الانترنيت زاد.. وحسب إحصائيات قامت بها الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر فإن 73 بالمائة من الأطفال هم ضحايا استغلال جنسي كما أن النسبة زادت بنحو 180 فاصل 6 بالمائة خلال فترة الجائحة وهذا على حد وصفها خطير للغاية..
ولاحظت ممثلة وزارة الداخلية أن رصد الفضاء السيبرني مازال منقوصا لأن الأولياء غير متمكنين بما فيه الكفاية من المعارف المتعلقة بالإعلامية والانترنيت كما أن التكوين المتخصص لأعوان الوزارات المعنية بالطفولة محدود وذلك إلى جانب غياب إحصائيات دقيقة لعدد الأطفال ضحايا الجرائم المرتكبة عبر الفضاء السيبرني فالرقم المكتشف أقل بكثير من الرقم الأسود الحقيقي..
وأضافت بيوض أنه في علاقة باختصاص مباشرة الأبحاث، ومن خلال الشكايات المقدمة كثيرا ما تمت ملاحظة محو الأدلة الرقمية من قبل الأطفال الضحايا وذلك بسبب الخوف من آبائهم لكن بهذه الكيفية يتم حفظ القضية لعدم كفاية الأدلة، كما أن المواقع المشبوهة وبعد أن تبتز الأطفال تندثر بسرعة خوفا من الملاحقة..
وذكرت أنه في المقابل هناك نقص في التوعية من مخاطر الانترنيت على مستوى البرامج التربوية، وكذلك الأولياء فإنهم لا يراقبون المواقع التي يلج إليها أطفالهم والحال أن هذه المواقع يمكن أن تكون فضاء لارتكاب جرائم أخلاقية أو لاستقطاب الأطفال للفكر المتطرف أو لعالم عبدة الشيطان والألعاب الالكترونية الخطيرة من قبيل الحوت الأزرق مريم أو لنشر التعصب الرياضي والتحريض على العنف.. وخلصت إلى أن الفضاء السيبرني فيه مخاطر كبيرة على الأطفال ولا بد من توعية الأولياء والتلاميذ والمربين بهذه المسألة ولا بد للإعلام أن يلعب دوره في التحسيس لأن الحلول تكمن في الوقاية، كما لا بد من تطوير آليات العمل على مستوى قضاة الأسرة ومندوب حماية الطفل وباحث البداية لتطوير قدراتهم على مكافحة الجرائم السيبرنية التي تستهدف الأطفال والأهم من ذلك أنه يجب على الأولياء والأطفال تجنب نشر معطيات شخصية تعرف بالطفل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.. ويجب تلافي نشر الصور وقبول إضافة أشخاص افتراضيين غير معروفين لأن هناك جناة يستدرجون مستعمل الشبكة للاستيلاء على صفحته وتوظيفها في عمله الإجرامي وبعد ذلك يبتز الضحية.. وبينت أنه يجب تجنب الخوض في الحديث عن مشاكل خاصة مع أشخاص افتراضيين فحسب التجربة تم الضغط على أطفال وتحريضهم على تصوير أمهاتهم عاريات في بيت الحمام وتهديدهم بنشرها.. كما تم التغرير بطفلة وتصوير لقطات إباحية لها لابتزازها وعندما تفطنت والدتها للأمر واتصلت بالجاني طلب منها هذا الأخير أن ترسل صورا لها عوضا عن ابنتها، ولما علم الزوج بالمسألة رضخ للابتزاز من شدة خوفه على صغيرته التي حاولت الانتحار ثلاث مرات..
وأضافت ممثلة وزارة الداخلية أنه يجب تجنب ذكر اسم المناطق التي فيها أطفال وتجنب نشر صورهم وإرسالها لأن هناك من يقومون بفبركتها لغايات إجرامية، مثلما يجب تجنب الضغط على مواقع الكترونية غير معروفة..
وتفاعلا مع مداخلتها أشار أحد الأئمة المشاركين في الندوة التي نظمتها وزارة الشؤون الدينية إلى أنه سيخصص خطبة الجمعة للحديث عن هذه الظاهرة الخطيرة ولتحذير الأولياء والمربين منها..
 
بوهلال
 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews