تونس-الصباح
يخٌوض الأسبوع المقبل تلاميذ المدارس الابتدائية غمار الامتحانات على أن يكون تلاميذ المعاهد الإعدادية والثانوية على موعد مع هذه الآلية التقيمية مستهل الشهر القادم (يوم 2 ديسمبر 2021 )... فهل سيكون الجميع على قدر المساواة أمام هذا الاستحقاق التربوي لا سيما في ظل وجود إشكاليات ترافق الى اليوم سير بعض المؤسسات التربوية؟
تعيش حاليا جٌل العائلات التونسية حالة استنفار قصوى نظرا لقدسية موعد الامتحانات لدى غالبية الأولياء فترى معظم الأمهات تفرض فترة الامتحانات طقوسا خاصة وكله في سبيل توفير مناخ ملائم "للتركيز" هذا بالتوازي مع تكثيف مسار الدروس الخصوصية الذي ينتعش أكثر كلما يقترب موعد الامتحانات.
لكن يعيش شق آخر من الأولياء قلقا مغايرا فإلى اليوم لم يباشر بعض الأساتذة عملهم خاصة في المناطق الداخلية والى اليوم لم تستكمل بعض المؤسسات التربوية المناهج المتخلدة بالذمّة من السنة الماضية (في إشارة الى نظام الأفواج الذي تم اعتماده السنة الماضية) بما يؤشر الى القول بان بعض التلاميذ سيمتحنون في المناهج التعليمية المتعلقة بالسنة الماضية مثلما أكده في تصريح سابق لـ"الصباح" رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ رضا الزهروني، في المقابل تعيش بعض المؤسسات التربوية ومنذ حادثة معهد ابن رشيق في الزهراء على وقع احتجاجات يرافقها تعطيل لسير الدروس جراء استفحال ظاهرة العنف المدرسي عقب حادثة الزهراء وتمادي بعض التلاميذ كما الأولياء على الإطارات التربوية وفي هذا السياق نفذت أول أمس كل معاهد ولاية جندوبة وقفة احتجاجية بساعتين تنديدا على حادثة اعتداء ولي على أستاذ داخل قاعة الأساتذة..
من هذا المنطلق يشير المتابعون للشأن التربوي إلى أن عدم تكافؤ الفرص في التعليم طال حتى منظومة الامتحانات على اعتبار ان امتحانات الثلاثي الأول تختلف طبيعتها وماهيتها من مدرسة إلى أخرى ومن بقعة إلى أخرى..
في هذا الخصوص أوردت المربية الفة السديري في تصريح لـ"الصباح" أن بعض الإطارات التربوية اجتهدت في استكمال المناهج التعليمة المتبقية من السن الماضية والبعض الاخر لا وذلك يعود حسب قولها الى خصوصية كل منطقة وكل ولاية، موضحة في هذا الإطار ان الامطار الاخيرة التي شهدتها البلاد كانت كفيلة بانقطاع بعض التلاميذ عن الدراسة لمدة تتجاوز الأسبوعين... لكن هذا لا يمنع من وجهة نظرها أن جميع المربين يبذلون قصار جهدهم لاستكمال البرنامج الدراسي الحالي مهما كانت الصعوبات والعراقيل..
وفي نفس الإطار أورد المربي سعيد الجديدي لـ"الصباح" أن بعض المدارس خاصة الداخلية والتي شهدت عودة مدرسية متعثرة جراء معضلة الغيابات أو النقص في الإطار التربوي يعاني تلاميذها نقصا في التحصيل العلمي مقارنة بباقي التلاميذ مشددا على أن هنالك بعض العوامل "القاهرة" الخارجة عن إرادة المربي والتلميذ على غرار البنية التحتية المهترئة في هذه المناطق التي تفرض انقطاعات متكررة عن الدراسة بما ينعكس سلبا على سير التحصيل العلمي للتلميذ داخل القسم...
من جهة أخرى جدير بالذكر أن كثير من المتابعين للشأن التربوي لا سيما دعاة الإصلاح التربوي كانوا قد أكدوا مرارا وتكرارا في معرض تصريحاتهم الإعلامية الى ان منظومة التقييم والامتحانات لا بد أن تخضع الإصلاحات جوهرية لاسيما أن المنهجية المعتمدة في التقييم وعلى حد توصيفهم تقوم على مقولة "بضاعتكم ردت إليكم"..
في حين دعا شق آخر من المتابعين للشأن التربوي الأولياء الى عدم تحميل أبنائهم ضغطا نفسيا كبيرا فترة الامتحانات على اعتبار أن آلية التقييم أو الامتحان لا تعكس مطلقا قدرات التلميذ الفعلية..
منال حرزي