إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

غياب الفضاءات الترفيهية والثقافية للتلاميذ.. عندما تتحول فضاءات تجارية إلى مراكز ترفيه موازية!!

تونس –الصباح

من المٌتعارف عليه أن العٌطل المدرسية وفي مختلف دول العالم تمثل متنفسا للتلميذ يمارس من خلالها بعض الانشطة الترفيهية والثقافية في فضاءات مخصصة للغرض لكن واقع الحال في بلادنا  يحول دون ان يستمتع التلميذ بالعطلة  بما أن غالبية دور الشباب والثقافة قد أقفلت أبوابها باستثناء قلة قليلة من الفضاءات العمومية التي ما تزال تنشط الى اليوم رغم ضعف الإمكانيات والموارد المخصصة لدعمها..

في هذا الخصوص وبما ان عطلة نصف الثلاثي الأول قد انطلقت أمس لتتواصل على مدار أسبوع  فقد وجدت  فئة  من الأولياء صعوبة في استغلالها بما يسمح للتلميذ من تنمية قدراته الفكرية والمعرفية في ظل غياب الفضاءات اللازمة زد على ذلك فان الغلاء الفاحش في الأسعار يحرم بعض الأطفال من اللعب خلال العطل المدرسية.. ليمثل بذلك الإبحار على شبكة الانترنات الملاذ الوحيد  لفئة هامة من التلاميذ وجدت نفسها حبسية الشبكة العنكبوتية..

من هذا المنطلق أجمعت بعض الشهادات التي استقتها "الصباح" أمس على أن العطل المدرسية تحولت الى كابوس يؤرق الأولياء حيث يقول عبد القادر (موظف) أن الفضاءات الترفيهية الخاصة باتت أسعارها مٌشطة للغاية وسط غياب الآليات الرقابية اللازمة وبالتالي فان الولي يجد نفسه مضطرا وفي ظل افتقار الفضاءات العمومية الى الإمكانيات اللازمة الى السماح لابنه بالإبحار على الانترنات خاصة أن العالم الافتراضي ورغم المخاطر التي تتربص بالأطفال فيه إلا انه أضحى  المتنفس الأساسي لهم.  

وفي نفس الإطار تضيف سامية (موظفة) أنها اعتادت خلال السنوات الماضية التمتع بإجازة تزامنا مع كل عطلة مدرسية تقوم من خلالها بالترفيه على ابنتها إلا أنها تخلت عن هذه "العادة" بسبب الارتفاع المشط في أسعار الفضاءات الترفيهية الخاصة وحتى الرحلات الترفيهية الداخلية التي دأبت وكالات الأسفار على تنظيمها خلال العطل المدرسية قد تضاعف سعرها كثيرا مقارنة بالسنوات السابقة هذا بالتوازي  مع  غياب أطر وفضاءات تلعب دور السند المعرفي والثقافي للتلميذ خلال العطلة المدرسية  مشيرة الى أن انعدام الفضاءات الترفيهية جعلت من المساحات التجارية الكبرى فضاء ترفيهيا موازيا للأطفال ..

هذه الوضعية  دفعت بالسيدة سمية (ربة بيت) الى توجيه نداء للجمعيات المعنية بالطفل في تونس وكل الفاعلين في مجال الأسرة سواء من سلطة الإشراف أو منظمات المجتمع المدني داعية إياهم الى الاهتمام أكثر بوضعية الطفل التونسي من خلال التفكير في برمجة أنشطة فكرية على مدار العطل المدرسية او الانطلاق في تهيئة الفضاءات العمومية وتطويرها وخاصة مساعدة الفضاءات التي اضطرت الى الغلق على العودة مجددا الى النشاط مشيرة في الإطار نفسه إلى أن المستوى المعرفي للتلميذ قد تدنى كثيرا مقارنة بالسنوات السابقة بسب عدم ممارسة الطفل لألعاب فكرية من شانها أن  تنشط ذهنه وتنمي قدراته المعرفية مستنكرة في الإطار نفسه تفاقم ظاهرة الإدمان الرقمي التي اصبح الطفل اليوم حبيسها..

من جهة أخرى  تجدر الاشارة الى  أن غياب الفضاءات  العمومية الترفيهية وعدم قيام البعض منها بدوره بالشكل المطلوب له تداعيات خطيرة تتمثل في تحول وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الالكترونية التي يوفرها العالم الافتراضي الى متنفس وحيد للطفل حتى ان خبراء علم النفس في  تونس كانوا قد حذروا سابقا  من خطورة

 الادمان الرقمي خاصة لدى فئة الشباب لافتين إلى ما ينجر عنه من تأثيرات سلبية في علاقة باختلال التوازن البدني والعقلي سواء تعلق الأمر بالطفل أو المراهق أو حتى الكهول إلى جانب تعطل حياتهم الاجتماعية مع مرور الزمن  لاسيما  وأن أكثر من 12 في المائة من مستخدمي الإنترنت في تونس هم أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة..

وبالعودة الى الشهادات السالفة الذكر حول معضلة غياب فضاءات ترفيهية تنمي فعليا قدرات الطفل خلال العطل المدرسية،  جدير بالذكر أن هذه الشهادات مثلت عينة من الأشخاص التي تقطن العاصمة وهو ما يؤشر الى القول بان الولايات الداخلية وعلى حد تأكيد كثيرين تنعدم في معظمها كل فضاءات الترفيه وحتى الأطفال في تلك الجهات محرومون من الإبحار على الانترنات بسبب ضعف التغطية ليكون بذلك "الشارع" الملاذ الوحيد لهم..، فمتى يلتفت صناع القرار الى هذه الفئة الهشة التي تحتاج واكثر من اي وقت مضى الى وقفة حازمة تربويا وثقافيا  خاصة وان طفل اليوم هو مستقبل الغد..

 

منال حرزي

    

  غياب الفضاءات الترفيهية والثقافية للتلاميذ.. عندما تتحول فضاءات تجارية إلى مراكز ترفيه موازية!!

تونس –الصباح

من المٌتعارف عليه أن العٌطل المدرسية وفي مختلف دول العالم تمثل متنفسا للتلميذ يمارس من خلالها بعض الانشطة الترفيهية والثقافية في فضاءات مخصصة للغرض لكن واقع الحال في بلادنا  يحول دون ان يستمتع التلميذ بالعطلة  بما أن غالبية دور الشباب والثقافة قد أقفلت أبوابها باستثناء قلة قليلة من الفضاءات العمومية التي ما تزال تنشط الى اليوم رغم ضعف الإمكانيات والموارد المخصصة لدعمها..

في هذا الخصوص وبما ان عطلة نصف الثلاثي الأول قد انطلقت أمس لتتواصل على مدار أسبوع  فقد وجدت  فئة  من الأولياء صعوبة في استغلالها بما يسمح للتلميذ من تنمية قدراته الفكرية والمعرفية في ظل غياب الفضاءات اللازمة زد على ذلك فان الغلاء الفاحش في الأسعار يحرم بعض الأطفال من اللعب خلال العطل المدرسية.. ليمثل بذلك الإبحار على شبكة الانترنات الملاذ الوحيد  لفئة هامة من التلاميذ وجدت نفسها حبسية الشبكة العنكبوتية..

من هذا المنطلق أجمعت بعض الشهادات التي استقتها "الصباح" أمس على أن العطل المدرسية تحولت الى كابوس يؤرق الأولياء حيث يقول عبد القادر (موظف) أن الفضاءات الترفيهية الخاصة باتت أسعارها مٌشطة للغاية وسط غياب الآليات الرقابية اللازمة وبالتالي فان الولي يجد نفسه مضطرا وفي ظل افتقار الفضاءات العمومية الى الإمكانيات اللازمة الى السماح لابنه بالإبحار على الانترنات خاصة أن العالم الافتراضي ورغم المخاطر التي تتربص بالأطفال فيه إلا انه أضحى  المتنفس الأساسي لهم.  

وفي نفس الإطار تضيف سامية (موظفة) أنها اعتادت خلال السنوات الماضية التمتع بإجازة تزامنا مع كل عطلة مدرسية تقوم من خلالها بالترفيه على ابنتها إلا أنها تخلت عن هذه "العادة" بسبب الارتفاع المشط في أسعار الفضاءات الترفيهية الخاصة وحتى الرحلات الترفيهية الداخلية التي دأبت وكالات الأسفار على تنظيمها خلال العطل المدرسية قد تضاعف سعرها كثيرا مقارنة بالسنوات السابقة هذا بالتوازي  مع  غياب أطر وفضاءات تلعب دور السند المعرفي والثقافي للتلميذ خلال العطلة المدرسية  مشيرة الى أن انعدام الفضاءات الترفيهية جعلت من المساحات التجارية الكبرى فضاء ترفيهيا موازيا للأطفال ..

هذه الوضعية  دفعت بالسيدة سمية (ربة بيت) الى توجيه نداء للجمعيات المعنية بالطفل في تونس وكل الفاعلين في مجال الأسرة سواء من سلطة الإشراف أو منظمات المجتمع المدني داعية إياهم الى الاهتمام أكثر بوضعية الطفل التونسي من خلال التفكير في برمجة أنشطة فكرية على مدار العطل المدرسية او الانطلاق في تهيئة الفضاءات العمومية وتطويرها وخاصة مساعدة الفضاءات التي اضطرت الى الغلق على العودة مجددا الى النشاط مشيرة في الإطار نفسه إلى أن المستوى المعرفي للتلميذ قد تدنى كثيرا مقارنة بالسنوات السابقة بسب عدم ممارسة الطفل لألعاب فكرية من شانها أن  تنشط ذهنه وتنمي قدراته المعرفية مستنكرة في الإطار نفسه تفاقم ظاهرة الإدمان الرقمي التي اصبح الطفل اليوم حبيسها..

من جهة أخرى  تجدر الاشارة الى  أن غياب الفضاءات  العمومية الترفيهية وعدم قيام البعض منها بدوره بالشكل المطلوب له تداعيات خطيرة تتمثل في تحول وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الالكترونية التي يوفرها العالم الافتراضي الى متنفس وحيد للطفل حتى ان خبراء علم النفس في  تونس كانوا قد حذروا سابقا  من خطورة

 الادمان الرقمي خاصة لدى فئة الشباب لافتين إلى ما ينجر عنه من تأثيرات سلبية في علاقة باختلال التوازن البدني والعقلي سواء تعلق الأمر بالطفل أو المراهق أو حتى الكهول إلى جانب تعطل حياتهم الاجتماعية مع مرور الزمن  لاسيما  وأن أكثر من 12 في المائة من مستخدمي الإنترنت في تونس هم أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة..

وبالعودة الى الشهادات السالفة الذكر حول معضلة غياب فضاءات ترفيهية تنمي فعليا قدرات الطفل خلال العطل المدرسية،  جدير بالذكر أن هذه الشهادات مثلت عينة من الأشخاص التي تقطن العاصمة وهو ما يؤشر الى القول بان الولايات الداخلية وعلى حد تأكيد كثيرين تنعدم في معظمها كل فضاءات الترفيه وحتى الأطفال في تلك الجهات محرومون من الإبحار على الانترنات بسبب ضعف التغطية ليكون بذلك "الشارع" الملاذ الوحيد لهم..، فمتى يلتفت صناع القرار الى هذه الفئة الهشة التي تحتاج واكثر من اي وقت مضى الى وقفة حازمة تربويا وثقافيا  خاصة وان طفل اليوم هو مستقبل الغد..

 

منال حرزي

    

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews