إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

نعمان العش لـ"الصباح": بتوجهاته الغامضة الرئيس سعيد يقود البلاد إلى وضع أكثر تأزما

 
 
 
تونس: الصباح
يعقد التيار الديمقراطي اليوم وغدا بالحمامات مجلسه الوطني دورة نزار مخلوفي النائب عن ولاية القيروان الذي توفي في حادث مرور يوم 8 جويلية الماضي، وسيتم التداول بالمناسبة في جملة من المسائل أبرزها الوضع العام في البلاد.. فهذا الوضع وفق ما أشار إليه نعمان العش النائب عن التيار الديمقراطي ورئيس الكتلة الديمقراطية بالبرلمان المجمد في تصريح لـ "الصباح" على درجة كبيرة من الضبابية، وبين أن رئيس الجمهورية قيس سعيد بتوجهاته الغامضة سيقود البلاد إلى أوضاع أكثر تأزما.
وأضاف العش قائلا:"إننا إلى حد الآن في حيرة كبيرة، لأننا لا نعرف ما الذي يفكر فيه سعيد وما الذي يخطط له، فكل الإجراءات التي أعلن عنها غير واضحة سواء تعلق الأمر بالجانب السياسي أو بالجوانب الاقتصادية أو المالية أو الاجتماعية".
وذكر النائب عن التيار الديمقراطي أن رئيس الجمهورية مطالب بالخروج إلى التونسيين ومخاطبتهم وتقديم برنامجه ورؤيته لهم بشكل واضح، كما عليه التواصل باستمرار مع الإعلام وتنظيم حوارات صحفية لأنه بهذه الكيفية فقط يمكن طرح الأسئلة الحارقة التي تتبادر إلى أذهان التونسيين لكي يجيب عنها بشكل تفاعلي، أما كلماته المصورة التي يتم نشرها على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية فهي لا تكفي لإنارة الرأي العام بل هي تزيد في تعميق الحيرة لأن كلام الرئيس حمال أوجه وكل إنسان يفهمه من وجهة نظره الخاصة، فالرئيس سعيد تطرق خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد أول أمس بقصر قرطاج إلى إطلاق حوار وطني لكنه لم يفسر بما فيه الكفاية كيف سيكون هذا الحوار، وكل ما أمكن فهمه هو أنه يفكر في إطلاق حوار مع الشباب والكهول في إطار لجان جهوية، والسؤال المطروح هو كيف سيقع اختيار من سيشاركون في هذا الحوار وبأية تمثيلية.. 
وأشار نعمان العش إلى أنه سبق لرئيس الجمهورية أن قال إن الحوار سيتم مع الشباب ثم قال لاحقا إنه سيتم مع الشباب والكهول وإنه سيكون حول جملة من القضايا بما فيها النظام السياسي والنظام الانتخابي، وهو كلام غير واضح بما فيه الكفاية، وذكر أنه يستشف من كلام رئيس الجمهورية عن الحوار الوطني أن الحوار سيتم مع تنسيقيات قيس سعيد دون غيرها.
كما يرى رئيس الكتلة الديمقراطية بمجلس نواب الشعب المعلقة اختصاصاته منذ 25 جويلية 2021 أنه من غير المعقول ومن غير المقبول أن يقع نقاش النظامين السياسي والانتخابي في إطار تنسيقيات قيس سعيد، وشدد على أن هذا التوجه مرفوض رفضا قاطعا، وفسر سبب الرفض بالإشارة إلى أن تنسيقيات قيس سعيد هي جزء من المعادلة السياسية، فهي حسب قوله عبارة عن حزب سياسي غير مرخص له يشتغل بطريقة موازية، ولهذا الغرض هي مثيرة للريبة ولا يمكن الاطمئنان إليها.. وأضاف العش أن رئيس الجمهورية قيس سعيد من خلال الحوار الذي سيطلقه مع التنسيقيات الداعمة له، هو في نهاية الأمر سيسعى إلى وضع شروط اللعبة السياسية لكي تكون لصالحه، ولاحظ أن الرئيس يقول اليوم كلاما وفي اليوم الموالي يتراجع عن أقواله وهو ما يقيم الدليل على غياب الرؤية لديه وهو أمر يثير الانشغال ويبعث على القلق.
 
وضع محير
 
وأشار رئيس الكتلة الديمقراطية نعمان العش إلى أن الضبابية لا تقتصر على الوضع السياسي في البلاد، فالجانب الاقتصادي بدوره يلف به الغموض، لأن رئيس الجمهورية تحدث عن التقشف وهذا يعني غياب الاستثمار، ثم أنه عندما يغيب الاستثمار لن تكون هناك تنمية ولن يكون هناك تشغيل وكل المشاريع ستتوقف وهذا من شأنه أن يضر هرم العملية الاقتصادية برمتها، وفي نفس الوقت فإن البديل غير واضح.. 
وذكر نعمان العش أنه كان على رئيس الجمهورية أن يفسر المقصود بالتقشف، وبين أنه من غير المنطقي أن يقول هذه العبارة وينصرف ولا يفسر المقصود منها، فكلام الرئيس حول التقشف زاد في ضبابية المشهد وفتح الباب للتأويلات الكثيرة وبالتالي من المفروض أن يسارع الرئيس ويجري حوارا صحفيا يفسر فيه سياسة التقشف التي سيتم إتباعها.
وأضاف محدثنا أن رئيس الجمهورية تحدث عن الصلح الجزائي، وقد سبق له أن تطرق إلى هذه المسألة عدة مرات لكنه في كل مرة لا يقدم ما يكفي من التفاصيل، ولاحظ العش أن غموض خطابات الرئيس وضبابية المشهد تجعله غير متفائل وغير مرتاح لما يقوم به الرئيس سعيد، فقانون المالية للسنة القادمة سيتم إصداره في شكل مرسوم وبالتالي لن يقع نقاشه كما كان يحدث في السابق في مجلس نواب الشعب، ولا يوجد ما ينبئ بأن هذا القانون سيتضمن إجراءات من شأنها أن تنقذ المالية العمومية وتعالج الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد وتحد من البطالة والأزمة الاجتماعية الحادة، وذكر أنه يعتقد أن هذا القانون سيقتصر على صرف الأجور والمصاريف الاعتيادية ولن يأتي بجديد لأن رئيس الجمهورية ليس لديه أي برنامج اقتصادي وكل ما جاء على لسانه في علاقة بالاقتصاد إلى حد الآن كلام ومجرد كلام.. 
وعن سؤال آخر حول موقفه مما قاله رئيس الجمهورية عن السيادة الوطنية ورفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية، وهو تقريبا نفس الموقف الذي طالما صدع به نواب التيار الديمقراطي قبل تجميد البرلمان، أجاب نعمان العش أن التيار الديمقراطي من الناحية المبدئية مع رفض التدخل الخارجي في شؤون الدول لكن عندما يتعلق الأمر بانقلاب فإنه لا يتردد لحظة في التعبير عن موقفة إذ سبق للتيار الديمقراطي أن ندد بالانقلاب الذي تم في مصر وفي تركيا وفي السودان وبالتالي لا يمكن أن يوافق على الانقلاب الذي قام به الرئيس قيس سعيد والذي تمكن من خلاله من جمع كل السلطات بيده، وأضاف أنه كان على رئيس الجمهورية أن يتذكر أنه لو لا علاقة تونس بدول الاتحاد الأوروبي وغيرها ما كان باستطاعتها أن تقاوم جائحة كورونا، فتلك الدول قدمت مساعدات كثيرة لتونس مكنتها من مجابهة الجائحة ولا يمكن اعتبارها اليوم عدوة الوطن لأنها أبدت مواقف مما يحدث في تونس، وأوضح النائب مؤكدا أن التدخلات الخارجية مرفوضة بشكل قاطع عندما تكون البلاد في وضع سياسي طبيعي لكن عندما تكون البلاد في وضع سياسي غير طبيعي، وضع، فيه جمع للسلطات في يد شخص واحد فلا يمكن تصنيف المواقف من هذا الوضع على أنها تدخلات خارجية. وخلص محدثنا إلى دعوة رئيس الجمهورية إلى توضيح الرؤية ووضع حد نهائي لحالة الضبابية التي تعيشها البلاد. 
 
سعيدة بوهلال 
 
 
 
  نعمان العش لـ"الصباح": بتوجهاته الغامضة الرئيس سعيد يقود البلاد إلى وضع أكثر تأزما
 
 
 
تونس: الصباح
يعقد التيار الديمقراطي اليوم وغدا بالحمامات مجلسه الوطني دورة نزار مخلوفي النائب عن ولاية القيروان الذي توفي في حادث مرور يوم 8 جويلية الماضي، وسيتم التداول بالمناسبة في جملة من المسائل أبرزها الوضع العام في البلاد.. فهذا الوضع وفق ما أشار إليه نعمان العش النائب عن التيار الديمقراطي ورئيس الكتلة الديمقراطية بالبرلمان المجمد في تصريح لـ "الصباح" على درجة كبيرة من الضبابية، وبين أن رئيس الجمهورية قيس سعيد بتوجهاته الغامضة سيقود البلاد إلى أوضاع أكثر تأزما.
وأضاف العش قائلا:"إننا إلى حد الآن في حيرة كبيرة، لأننا لا نعرف ما الذي يفكر فيه سعيد وما الذي يخطط له، فكل الإجراءات التي أعلن عنها غير واضحة سواء تعلق الأمر بالجانب السياسي أو بالجوانب الاقتصادية أو المالية أو الاجتماعية".
وذكر النائب عن التيار الديمقراطي أن رئيس الجمهورية مطالب بالخروج إلى التونسيين ومخاطبتهم وتقديم برنامجه ورؤيته لهم بشكل واضح، كما عليه التواصل باستمرار مع الإعلام وتنظيم حوارات صحفية لأنه بهذه الكيفية فقط يمكن طرح الأسئلة الحارقة التي تتبادر إلى أذهان التونسيين لكي يجيب عنها بشكل تفاعلي، أما كلماته المصورة التي يتم نشرها على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية فهي لا تكفي لإنارة الرأي العام بل هي تزيد في تعميق الحيرة لأن كلام الرئيس حمال أوجه وكل إنسان يفهمه من وجهة نظره الخاصة، فالرئيس سعيد تطرق خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد أول أمس بقصر قرطاج إلى إطلاق حوار وطني لكنه لم يفسر بما فيه الكفاية كيف سيكون هذا الحوار، وكل ما أمكن فهمه هو أنه يفكر في إطلاق حوار مع الشباب والكهول في إطار لجان جهوية، والسؤال المطروح هو كيف سيقع اختيار من سيشاركون في هذا الحوار وبأية تمثيلية.. 
وأشار نعمان العش إلى أنه سبق لرئيس الجمهورية أن قال إن الحوار سيتم مع الشباب ثم قال لاحقا إنه سيتم مع الشباب والكهول وإنه سيكون حول جملة من القضايا بما فيها النظام السياسي والنظام الانتخابي، وهو كلام غير واضح بما فيه الكفاية، وذكر أنه يستشف من كلام رئيس الجمهورية عن الحوار الوطني أن الحوار سيتم مع تنسيقيات قيس سعيد دون غيرها.
كما يرى رئيس الكتلة الديمقراطية بمجلس نواب الشعب المعلقة اختصاصاته منذ 25 جويلية 2021 أنه من غير المعقول ومن غير المقبول أن يقع نقاش النظامين السياسي والانتخابي في إطار تنسيقيات قيس سعيد، وشدد على أن هذا التوجه مرفوض رفضا قاطعا، وفسر سبب الرفض بالإشارة إلى أن تنسيقيات قيس سعيد هي جزء من المعادلة السياسية، فهي حسب قوله عبارة عن حزب سياسي غير مرخص له يشتغل بطريقة موازية، ولهذا الغرض هي مثيرة للريبة ولا يمكن الاطمئنان إليها.. وأضاف العش أن رئيس الجمهورية قيس سعيد من خلال الحوار الذي سيطلقه مع التنسيقيات الداعمة له، هو في نهاية الأمر سيسعى إلى وضع شروط اللعبة السياسية لكي تكون لصالحه، ولاحظ أن الرئيس يقول اليوم كلاما وفي اليوم الموالي يتراجع عن أقواله وهو ما يقيم الدليل على غياب الرؤية لديه وهو أمر يثير الانشغال ويبعث على القلق.
 
وضع محير
 
وأشار رئيس الكتلة الديمقراطية نعمان العش إلى أن الضبابية لا تقتصر على الوضع السياسي في البلاد، فالجانب الاقتصادي بدوره يلف به الغموض، لأن رئيس الجمهورية تحدث عن التقشف وهذا يعني غياب الاستثمار، ثم أنه عندما يغيب الاستثمار لن تكون هناك تنمية ولن يكون هناك تشغيل وكل المشاريع ستتوقف وهذا من شأنه أن يضر هرم العملية الاقتصادية برمتها، وفي نفس الوقت فإن البديل غير واضح.. 
وذكر نعمان العش أنه كان على رئيس الجمهورية أن يفسر المقصود بالتقشف، وبين أنه من غير المنطقي أن يقول هذه العبارة وينصرف ولا يفسر المقصود منها، فكلام الرئيس حول التقشف زاد في ضبابية المشهد وفتح الباب للتأويلات الكثيرة وبالتالي من المفروض أن يسارع الرئيس ويجري حوارا صحفيا يفسر فيه سياسة التقشف التي سيتم إتباعها.
وأضاف محدثنا أن رئيس الجمهورية تحدث عن الصلح الجزائي، وقد سبق له أن تطرق إلى هذه المسألة عدة مرات لكنه في كل مرة لا يقدم ما يكفي من التفاصيل، ولاحظ العش أن غموض خطابات الرئيس وضبابية المشهد تجعله غير متفائل وغير مرتاح لما يقوم به الرئيس سعيد، فقانون المالية للسنة القادمة سيتم إصداره في شكل مرسوم وبالتالي لن يقع نقاشه كما كان يحدث في السابق في مجلس نواب الشعب، ولا يوجد ما ينبئ بأن هذا القانون سيتضمن إجراءات من شأنها أن تنقذ المالية العمومية وتعالج الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد وتحد من البطالة والأزمة الاجتماعية الحادة، وذكر أنه يعتقد أن هذا القانون سيقتصر على صرف الأجور والمصاريف الاعتيادية ولن يأتي بجديد لأن رئيس الجمهورية ليس لديه أي برنامج اقتصادي وكل ما جاء على لسانه في علاقة بالاقتصاد إلى حد الآن كلام ومجرد كلام.. 
وعن سؤال آخر حول موقفه مما قاله رئيس الجمهورية عن السيادة الوطنية ورفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية، وهو تقريبا نفس الموقف الذي طالما صدع به نواب التيار الديمقراطي قبل تجميد البرلمان، أجاب نعمان العش أن التيار الديمقراطي من الناحية المبدئية مع رفض التدخل الخارجي في شؤون الدول لكن عندما يتعلق الأمر بانقلاب فإنه لا يتردد لحظة في التعبير عن موقفة إذ سبق للتيار الديمقراطي أن ندد بالانقلاب الذي تم في مصر وفي تركيا وفي السودان وبالتالي لا يمكن أن يوافق على الانقلاب الذي قام به الرئيس قيس سعيد والذي تمكن من خلاله من جمع كل السلطات بيده، وأضاف أنه كان على رئيس الجمهورية أن يتذكر أنه لو لا علاقة تونس بدول الاتحاد الأوروبي وغيرها ما كان باستطاعتها أن تقاوم جائحة كورونا، فتلك الدول قدمت مساعدات كثيرة لتونس مكنتها من مجابهة الجائحة ولا يمكن اعتبارها اليوم عدوة الوطن لأنها أبدت مواقف مما يحدث في تونس، وأوضح النائب مؤكدا أن التدخلات الخارجية مرفوضة بشكل قاطع عندما تكون البلاد في وضع سياسي طبيعي لكن عندما تكون البلاد في وضع سياسي غير طبيعي، وضع، فيه جمع للسلطات في يد شخص واحد فلا يمكن تصنيف المواقف من هذا الوضع على أنها تدخلات خارجية. وخلص محدثنا إلى دعوة رئيس الجمهورية إلى توضيح الرؤية ووضع حد نهائي لحالة الضبابية التي تعيشها البلاد. 
 
سعيدة بوهلال 
 
 
 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews