بعد أيام قليلة من محاولة الاعتداء الجسدي على محمد القوماني عضو مجلس نواب الشعب المجمد عن حركة النهضة وطرده من أمام بوابة البرلمان يوم الجمعة الماضي إثر شتمه من قبل مواطنين تجمهروا حوله رافعين شعارات مساندة للإجراءات الاستثنائية التي اتخذها رئيس الجمهورية قيس سعيد والقاضية بتعليق اختصاصات المجلس ورفع الحصانة عن أعضائه وإيقاف امتيازاتهم ومرتباتهم، تعرضت رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسي مساء أول أمس في مجاز الباب بولاية باجة خلال نشاط حزبي للرشق بالبيض، كما تم استهداف موكبها بالحجارة ونعتها بأبشع النعوت، وهو ما يبعث على القلق من مخاطر تنامي ظاهرة العنف السياسي في هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد في ظل تواصل حالة الطوارئ والتدابير الاستثنائية.
وكانت ظاهرة العنف السياسي أدت في ما مضى إلى اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وإلى سحل القيادي بنداء تونس لطفي نقض، وبلغت هذه الظاهرة بعد انتخابات 2019أوجها، لكنها ظلت في أغلب الأحيان داخل أسوار البرلمان بين الخصوم السياسيين، واستهدفت بدرجة أولى نواب المعارضة وخاصة رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر ونواب التيار الديمقراطي ونواب حركة الشعب. وبعد إجراء تجميد المؤسسة البرلمانية، بدأ العنف السياسي يتمدد رويدا رويدا إلى الشارع والسؤال المطروح هو من الذي يقف وراءه؟ ولماذا لا يقع صده ومعاقبة مرتكبيه حتى يرتدع كل من تسول له نفسه التفكير في النيل من حقوق التونسيين في التنظم وممارسة الأنشطة السياسية هذه الحقوق التي تكفلها المعاهدات الدولية والدستور والتشريعات الوطنية.
ففي علاقة بحادثة مجاز الباب بباجة،أشار مصطفى غربي النائب بمجلس نواب الشعب المجمد عن كتلة الحزب الدستوري الحر عن ولاية باجة إلى أن المعتدين ينسبون أنفسهم لرئيس الجمهورية قيس سعيد، وهو ما يتطلب من الرئيس حسب تأكيده، التدخل الفوري والعاجل لوضع حد لمثل هذه الممارسات الميليشياوية التي تستهدف الحزب الدستوري الحر ورئيسته عبير موسي.
وأضاف غربي في تصريح لـ "الصباح" أن رئيس الجمهورية هو المسؤول الأول على أمن البلاد، ومن هذا المنطلق فهو مدعو إلى التدخل، لأن أمن رئيسة حزب سياسي وهي عبير موسي مهدد.. وأكد أن هناك من هدد موسي بالذبح، وهناك من قذفوها بالبيض ومن رشقوا السيارة بالحجارة، لكن الأمن لم يتدخل والنيابة العمومية لم تتحرك رغم أن كل الاعتداءات كانت تبث مباشرة بالصوت والصورة فكل شيء موثق.
وبين غربي أنه عندما كانت هناك محاولة للاعتداء على النائب عن النهضة محمد القوماني سارع الأمن بالتدخل وأمن حماية القوماني بل هربه في سيارة أمنية للحيولة دون تعرضه للعنف، لكن الأمن في مجاز الباب لم يتدخل للحيلولة دون تعطيل نشاط الحزب الدستوري الحر في باجة، ولم يحرك ساكنا عندما تم شتم موسي بعبارات نابية وعندما تمت دعوتها للعودة إلى بيتها وإعداد وجبة العشاء لزوجها. ونبه غربي من مخاطر هذا الخطاب الرجعي الذي يستبطن نظرة دونية للمرأة، وقال إن الغاية منه هي تحقير النساء والتقليل من شأن المرأة السياسية القيادية وهو خطاب مرفوض ولا يمكن المرور عليه مرور الكرام بل يجب التنديد به والتحذير من خلفياته ومن عواقبه.
وعبر مصطفى غربي عن استيائه من صمت أجهزة الدولة على الاعتداءات المتكررة على رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، وبين أن قيادات حزبه وأنصار الحزب لم يردوا على العنف لأنهم ضد العنف، وضد من يرغبون في جر التونسيين إلى مربع العنف. وبين أن المعتدين الذين نسبوا أنفسهم لقيس سعيد جاؤوا خصيصا لتعطيل نشاط الحزب وقدموا في حافلات وحملوا معهم أعلاما وهو ما يقيم الدليل على أن حركتهم لم تكن عفوية كما أريد التسويق له بل كان مخطط لها بصفة مسبقة. وذكر أن الهدف من تلك الهجمة على موسي في باجة هو إيهام الناس بأن أبناء جهتها رافضين لها ولا يرغبون في قدومها إلى باجة. وذكر أن ما يدعوه إلى الخوف هو تكرر الاعتداءات على نشاط حزبه وبين أن هذه الممارسات تنذر بالخطر وستؤدي بالبلاد إلى الهاوية. وأضاف أنه كان على النيابة العمومية التدخل في الحين وإثارة الدعوى من تلقاء نفسها لأن هناك حالة تلبس بارتكاب العنف ولأن المعتدين تم تصويرهم بصفة مباشرة، وأضاف أنه لو لم يكن هناك حضور كثيف لأنصار الحزب ربما كانت ستحصل كارثة مثل القتل لأن المهاجمين كانوا في منتهى الشراسة والعنف وكانوا يهتفون بشعارات مساندة للرئيس قيس سعيد.
أنصار سعيد ضد العنف
أما خديجة القاسمي القيادية في المجلس الأعلى لشباب حراك 25 جويلية، فبينت في تصريح لـ الصباح" أن أنصار الرئيس قيس سعيد الحقيقيون، هم أناس مثقفون وواعون ويرفضون شتى أشكال العنف، خاصة إذا كان العنف ضد المرأة.. وبينت أن ما حصل لعبير موسي حتى وإن كان بشكل عفوي مرفوض، وأضافت أن التونسيين من مختلف مواقعهم مدعوون إلى التصدي للعنف لأن هذه الظاهرة خطيرة جدا على المجتمع بأسره.
وذكرت أن أنصار الرئيس الذين خرجوا يوم 25 جويلية لمساندته هم فعلا ضد المنظومة السياسية القائمة برمتها فخروجهم هو تعبير عن رغبتهم في القطع مع تلك المنظومة التي فشلت في الاستجابة لإنتظارات الشعب التونسي وفي تحقيق طموحاته. وبينت أن كل إنسان غيور على وطنه شعر في السابق بالقلق والغبن وهو يشاهد البلاد تسير نحو الهاوية لذلك جاءت الانتفاضة الشعبية وجاءت إجراءات 25 جويلية التي أعادت الطمأنينة إلى نفوس التونسيين. وبينت القاسمي أن النضال ضد المنظومة يجب أن يكون سلميا وكررت أكثر من مرة أن العنف ظاهرة خطيرة وهي ظاهرة مرفوضة.
سعيدة بوهلال
تونس: الصباح
بعد أيام قليلة من محاولة الاعتداء الجسدي على محمد القوماني عضو مجلس نواب الشعب المجمد عن حركة النهضة وطرده من أمام بوابة البرلمان يوم الجمعة الماضي إثر شتمه من قبل مواطنين تجمهروا حوله رافعين شعارات مساندة للإجراءات الاستثنائية التي اتخذها رئيس الجمهورية قيس سعيد والقاضية بتعليق اختصاصات المجلس ورفع الحصانة عن أعضائه وإيقاف امتيازاتهم ومرتباتهم، تعرضت رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسي مساء أول أمس في مجاز الباب بولاية باجة خلال نشاط حزبي للرشق بالبيض، كما تم استهداف موكبها بالحجارة ونعتها بأبشع النعوت، وهو ما يبعث على القلق من مخاطر تنامي ظاهرة العنف السياسي في هذا الظرف الحساس الذي تمر به البلاد في ظل تواصل حالة الطوارئ والتدابير الاستثنائية.
وكانت ظاهرة العنف السياسي أدت في ما مضى إلى اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وإلى سحل القيادي بنداء تونس لطفي نقض، وبلغت هذه الظاهرة بعد انتخابات 2019أوجها، لكنها ظلت في أغلب الأحيان داخل أسوار البرلمان بين الخصوم السياسيين، واستهدفت بدرجة أولى نواب المعارضة وخاصة رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر ونواب التيار الديمقراطي ونواب حركة الشعب. وبعد إجراء تجميد المؤسسة البرلمانية، بدأ العنف السياسي يتمدد رويدا رويدا إلى الشارع والسؤال المطروح هو من الذي يقف وراءه؟ ولماذا لا يقع صده ومعاقبة مرتكبيه حتى يرتدع كل من تسول له نفسه التفكير في النيل من حقوق التونسيين في التنظم وممارسة الأنشطة السياسية هذه الحقوق التي تكفلها المعاهدات الدولية والدستور والتشريعات الوطنية.
ففي علاقة بحادثة مجاز الباب بباجة،أشار مصطفى غربي النائب بمجلس نواب الشعب المجمد عن كتلة الحزب الدستوري الحر عن ولاية باجة إلى أن المعتدين ينسبون أنفسهم لرئيس الجمهورية قيس سعيد، وهو ما يتطلب من الرئيس حسب تأكيده، التدخل الفوري والعاجل لوضع حد لمثل هذه الممارسات الميليشياوية التي تستهدف الحزب الدستوري الحر ورئيسته عبير موسي.
وأضاف غربي في تصريح لـ "الصباح" أن رئيس الجمهورية هو المسؤول الأول على أمن البلاد، ومن هذا المنطلق فهو مدعو إلى التدخل، لأن أمن رئيسة حزب سياسي وهي عبير موسي مهدد.. وأكد أن هناك من هدد موسي بالذبح، وهناك من قذفوها بالبيض ومن رشقوا السيارة بالحجارة، لكن الأمن لم يتدخل والنيابة العمومية لم تتحرك رغم أن كل الاعتداءات كانت تبث مباشرة بالصوت والصورة فكل شيء موثق.
وبين غربي أنه عندما كانت هناك محاولة للاعتداء على النائب عن النهضة محمد القوماني سارع الأمن بالتدخل وأمن حماية القوماني بل هربه في سيارة أمنية للحيولة دون تعرضه للعنف، لكن الأمن في مجاز الباب لم يتدخل للحيلولة دون تعطيل نشاط الحزب الدستوري الحر في باجة، ولم يحرك ساكنا عندما تم شتم موسي بعبارات نابية وعندما تمت دعوتها للعودة إلى بيتها وإعداد وجبة العشاء لزوجها. ونبه غربي من مخاطر هذا الخطاب الرجعي الذي يستبطن نظرة دونية للمرأة، وقال إن الغاية منه هي تحقير النساء والتقليل من شأن المرأة السياسية القيادية وهو خطاب مرفوض ولا يمكن المرور عليه مرور الكرام بل يجب التنديد به والتحذير من خلفياته ومن عواقبه.
وعبر مصطفى غربي عن استيائه من صمت أجهزة الدولة على الاعتداءات المتكررة على رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، وبين أن قيادات حزبه وأنصار الحزب لم يردوا على العنف لأنهم ضد العنف، وضد من يرغبون في جر التونسيين إلى مربع العنف. وبين أن المعتدين الذين نسبوا أنفسهم لقيس سعيد جاؤوا خصيصا لتعطيل نشاط الحزب وقدموا في حافلات وحملوا معهم أعلاما وهو ما يقيم الدليل على أن حركتهم لم تكن عفوية كما أريد التسويق له بل كان مخطط لها بصفة مسبقة. وذكر أن الهدف من تلك الهجمة على موسي في باجة هو إيهام الناس بأن أبناء جهتها رافضين لها ولا يرغبون في قدومها إلى باجة. وذكر أن ما يدعوه إلى الخوف هو تكرر الاعتداءات على نشاط حزبه وبين أن هذه الممارسات تنذر بالخطر وستؤدي بالبلاد إلى الهاوية. وأضاف أنه كان على النيابة العمومية التدخل في الحين وإثارة الدعوى من تلقاء نفسها لأن هناك حالة تلبس بارتكاب العنف ولأن المعتدين تم تصويرهم بصفة مباشرة، وأضاف أنه لو لم يكن هناك حضور كثيف لأنصار الحزب ربما كانت ستحصل كارثة مثل القتل لأن المهاجمين كانوا في منتهى الشراسة والعنف وكانوا يهتفون بشعارات مساندة للرئيس قيس سعيد.
أنصار سعيد ضد العنف
أما خديجة القاسمي القيادية في المجلس الأعلى لشباب حراك 25 جويلية، فبينت في تصريح لـ الصباح" أن أنصار الرئيس قيس سعيد الحقيقيون، هم أناس مثقفون وواعون ويرفضون شتى أشكال العنف، خاصة إذا كان العنف ضد المرأة.. وبينت أن ما حصل لعبير موسي حتى وإن كان بشكل عفوي مرفوض، وأضافت أن التونسيين من مختلف مواقعهم مدعوون إلى التصدي للعنف لأن هذه الظاهرة خطيرة جدا على المجتمع بأسره.
وذكرت أن أنصار الرئيس الذين خرجوا يوم 25 جويلية لمساندته هم فعلا ضد المنظومة السياسية القائمة برمتها فخروجهم هو تعبير عن رغبتهم في القطع مع تلك المنظومة التي فشلت في الاستجابة لإنتظارات الشعب التونسي وفي تحقيق طموحاته. وبينت أن كل إنسان غيور على وطنه شعر في السابق بالقلق والغبن وهو يشاهد البلاد تسير نحو الهاوية لذلك جاءت الانتفاضة الشعبية وجاءت إجراءات 25 جويلية التي أعادت الطمأنينة إلى نفوس التونسيين. وبينت القاسمي أن النضال ضد المنظومة يجب أن يكون سلميا وكررت أكثر من مرة أن العنف ظاهرة خطيرة وهي ظاهرة مرفوضة.