تنطلق، اليوم الجمعة، الدورة 39 من معرض تونس الدولي للكتاب لتتواصل إلى غاية 04 ماي 2025، بقصر المعارض بالكرم.
ويشارك في هذه الدورة التي تحمل شعار “نقرأ لنبني”، وفق إدارة المعرض، 313 عارضًا من 29 دولة. كما يمثل موعدا متجدّدا مع البناء الثقافي، ومحطة كبرى للتأكيد على مركزية الكتاب في فهم الحاضر واستشراف المستقبل.
وأولت إدارة المعرض اهتمامًا خاصا هذا العام لصناعة المحتوى الثقافي والانتقال الرقمي، بهدف تجويد المادة الثقافية، وتوسيع دائرة انتشارها، وتيسير تداولها.
ومن المقرر أن تتناول هذه الدورة إشكاليات معاصرة، مثل علاقة القارئ بالوسائط المتعددة، والقرصنة العلمية، والانتحال، وغيرها من التحديات الراهنة.
وستكون البرمجة الثقافية ثرية ومتنوعة، من خلال تنظيم ندوات فكرية تتناول مواضيع على غاية من الأهمية، من بينها ندوة حول الرواية والمقاومة، وأخرى حول الأدب الفلسطيني، إلى جانب جلسات مخصصة للتنوير والفكر الإصلاحي في تونس، والاحتفاء بمرور قرن ونصف على تأسيس المدرسة الصادقية، وندوة حول فكر المصلح الطاهر الحداد.
و سيتم تنظيم عروض مسرحية وسينمائية، بإجمالي 255 فعالية متنوعة، موزعة على ثمانية أجنحة، تؤمنها أكثر من 50 مؤسسة عمومية وخاصة، محلية ودولية.
فضاء الأطفال واليافعين
ويعدّ معرض تونس الدولي للكتاب من أبرز المناسبات الثقافية التي تحتفي بالكتاب والمطالعة ونشر الثقافة، والتعريف بالمبدعين والإبداع في المجال الأدبي والفكري التونسي والعربي والعالمي.
ويتميز فضاء الأطفال واليافعين في هذه الدورة بعناصر الجذب والتشويق المستوحاة من عالم البحار الساحر، بألوانه الزرقاء المريحة لهذه الفئة، وفق ما أعلنت عنه إدارة المعرض.
ويتضمن البرنامج أنشطة مبتكرة ذات أهداف تعليمية وترفيهية وتثقيفية، تقوم على أساليب حديثة ومؤثرة لضمان أقصى قدر من الاستفادة للمشاركين.
الصين ضيف شرف
وتحلّ جمهورية الصين الشعبية ضيف شرف على الدورة التاسعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب، في خطوة تؤكّد عمق الروابط الثقافية المتنامية بين الجمهورية التونسية وجمهورية الصين الشعبية.
ويأتي حضور الصين في هذه الدورة في إطار تعزيز التبادل الثقافي والحضاري بين البلدين، من خلال جناح عرض خاص يمتدّ على مساحة 600 متر مربع، ويضمّ أكثر من أربعين دار نشر صينية مرموقة.
كما يتضمن الجناح الصيني أقساما متنوّعة، من بينها معرض للكتب الصينية المتميزة، ومعرض للتعاون في مجال النشر بين الصين والدول الأخرى، إلى جانب ركن خاص بعرض كتب دور النشر الصينية المشاركة بعناوينها في الدورة الحالية لمعرض تونس الدولي للكتاب.
معرض تونس الدولي للكتاب يحتفي بالرسام علي عبيد
ويُشكّل الرسم الكاريكاتوري فرعا مهمّا من فروع الرسم يتميّز بقدرته على الرمز والإيحاء والتعبير عن المواقف والانطباعات في صورة عميقة الأبعاد والمعاني بعيدا عن المباشرة والتلقين بلغة يفهمها كل الناس.
ويعدّ الفنان علي عبيد من أبرز الوجوه الفاعلة والمؤثرة في حركة الرسم الكاريكاتوري في تونس، من خلال مسيرته الطويلة التي امتدّت على أكثر من نصف قرن، ومواكبته الأحداث والوقائع الكبرى سواء على الصعيد الوطني أو العربي أو الدولي.
وقد اختص منذ البدء في معالجة القضايا الاجتماعية التي تحظى باهتمام واسع. وكانت وراء كل رسم ينجزه حقائق تبرزها ريشتة دون تشويه للواقع الذي انطلقت منه.
وتقديرا للفنان المتميز علي عبيد وتثمينا لمسيرته الرائدة، وحرصا على توثيق جزء من الجهود المبذولة لترسيخ ممارسة هذا الفنّ في تونس، ارتأت الهيئة المديرة لمعرض تونس الدولي للكتاب في دورته 39 أن تحتفي به وتضمن برنامج التكريم عرضا لعيّنة من رصيد رسوماته الذي فاق سبعة آلاف عمل، ليدرك جمهور معرض تونس الدولي للكتاب بكل شرائحه منزلة هذه التجربة من حركة الرسم الكاريكاتوري في تونس وما حققته من إشعاع خارج البلاد، إلى جانب تنظيم جلسة حوارية حول فنّ الكاريكاتور في تونس وشهادات خاصة بمسيرته ونجاحاته.
دار الصباح شريك اعلامي متميز
تجدر الإشارة إلى أن "دار الصباح" أمضت في وقت سابق اتفاقا مع إدارة معرض الكتاب لتكون بذلك شريكا إعلاميا لهذه الدورة، الى جانب مؤسسة "دار لابراس"، كما ستكون "دار الصباح" حاضرة في المعرض من خلال جناح خاص مشترك مع "سنيب لابراس"..