دون رئيس الجمهورية الاسبق المنصف المرزوقي تدوينة على صفحته الخاصة على الفايسبوك قال فيها: "عندما أسمع الرئيس قيس سعيد يتحدث عن القانون والحرية والدستور والقضاء على الفساد يخيل لي انني اسمع بن علي".
وفي التالي فحوى التدوينة:
كأنك يا بو زيد ما غزيت ؟
ما يشدني في هذه المهزلة المأساة التي نعيش سرعة عودة حليمة لعادتها القديمة.
عندما أسمع الرئيس قيس سعيد يتحدث عن القانون والحرية والدستور والقضاء على الفساد يخيل لي انني اسمع بن علي لا يفتح فمه إلا للحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية والشعب الذي نضج الخ
عندما أقرأ ما يكتب على صفحات التواصل الاجتماعي نهشا في أعراض المعارضين للانقلاب– ولو بحدّة أكبر وبذاءة غير مسبوقة- يخيل لي أنني أسمع نفس الكليشيهات التي لاحقتنا أكثر من عقدين من الزمان.
جاءت الثورة للصحافة بحرية الرأي والتعبير فاستعملتها لترذيل الثورة التي حررتها وها هي اليوم تعود للمربع الوسخ التي خرجت منه تطأطئ الرأس من جديد بعد أن رنّ رنين السوط في أذنيها.
أخيرا لا آخرا عودة الشارع للتهليل كما هلل للسابع من نوفمبر ولصانع التغيير وكما سيهلل غدا لأي حاكم شعاره الأزلي ينصر من صبح.
أمام هذا المشهد المدهش السؤال الذي يجب مواجهته بكل شجاعة: هل جاءت الثورة السياسية متقدمة جدا على الثورة الثقافية؟
بعبارة أخرى أي دولة قانون ومؤسسات وأي شعب مواطنين ننتظر من جماهير رباها تعليم بن علي ودمّر عقلها إعلام العار؟
لحظة يأس؟ لا لحظة مراجعة وتأمل.
قناعتي أن حليمة هي الوجه العابر للعزيزة ...
أن العزيزة لا تختزل في أي من هذه الظواهر المقرفة...
أن العزيزة لن تسمح بضياع نضال أجيال وأجيال ...
أن العزيزة صامتة تنتظر وتتأهب لإعادة الأمور لنصابها...
أنه لا قدرة لألف حليمة على التصدي طويلا لمشروعها التحرري،
أن العزيزة مهما عرفت من ردّة ومن تعطيل ستجد مكانها الذي يليق بها بين الشعوب التي تغلبت على كل المحن ونجحت كل امتحانات التاريخ.
ولا بدّ لليل أن ينجلي"