إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

وجبة العيد بقصور الساف.. "الفْتات" أكلة تقليديّة مهددة بالاندثار

"الفْتات" اكلة تقليديّة تعدّها النّساء بمدينة قصور الساف من ولاية المهدية كوجبة افطار ليوم العيد. اذ تنشط  ربّات البيوت ليلة عيد الفطر في تحضير عجين "الفْتات" المتكوّن من دقيق القمح الذي يعجن بالماء والملح و يخمر ثم يقع بسطه و يتم تقطيعه الى مربعات و مثلثات صغيرة لتطبخ فيما بعد في الماء المغلي مع ملح و زيت زيتون. و يوزع "الفْتات" ساخنا فجر يوم العيد في اواني فخارية مطلية على العائلة وعلى الأصحاب و الجيران. 

وتعتبر أكلة "الفْتات "من الأكلات المميّزة التي تنفرد بها مدينة قصور الساف دون غيرها في تونس.

فحسب ما افاد به "الصباح نيوز" الاستاذ و الباحث المهتم بتراث قصور الساف الحبيب الدهماني، فإن "الفْتات"،  أكلة شعبية متوارثة، حافظت عليها عائلات  "الطواهرية" نسبة إلى الولي الصالح سيدي "الطاهر المزوغي"، منذ 7 قرون تقريبا. و هي اكلة خالية من البهارات و السكريات او المكسرات و تدلّ على التقشف و هي من صلب الصوفيين و تعود الى العهد الحفصيّ.

و تقول الرّواية الشفاهية التي قصّها علينا الحبيب الدهماني، بان الشيخ "الطاهر المزوغي" مؤسس المدينة وقف ليلة العيد و الى جانبه احفاده فقال: " الواقفون منكم على يميني يعدون لفتات و الواقفون على شمالي يعدون الثريد" و يقال ان من بين من كانوا على يمينه حينها اولاد "حمودة" و اولاد "فضيلة" و اولاد "البوزيدي"و اولاد "الامام" لهذا السبب هاته العائلات الى يوم الناس هذا تقوم باعداد طعام "الفْتات". و لازالت هذه العادة يتوارثونها جيلا عن جيل احفاد الولي الصالح "الطاهر المزوغي". اذ تنشط عائلات "الطواهرية" في تحضيره و توزيعه ساخنا فجر يوم عيد الفطر في اواني فخّاريّة ( التّبسي). واذا كانت العائلة التي بلغها هذا الطعام من غير "الطواهرية" بمعنى انها اعدت افطار عيد الفطر من نوع اخر كالثريد او الغريبة و المقروض الافطار الخاص ب"المحاجبية" نسبة الى الواي الصالح سيدي "علي محجوب"، فانها تقوم بارجاع الايناء ل"الطواهريّة" مليئا بالحلويات التي اعدتها لافطار العيد. و بذلك فقد خلقت اكلة "الفْتات" بقصور الساف لحمة و تضامنا بين مختلف سكان و اهالي قصور الساف و ساهمت في زرع أواصل الأخوة و التحابب بينهم.

وبالرّغم من أنّ عديد العائلات لازالت تحافظ على ما توارثوه في إعداد هذه الأكلة ذات الطعم الحلو والجيّد،  أسوة حسنة بالأجداد إلاّ انها تمثل موروثا غذائيا في طريقه للاندثار.

تهاني الإميّم

وجبة العيد بقصور الساف.. "الفْتات" أكلة تقليديّة مهددة بالاندثار

"الفْتات" اكلة تقليديّة تعدّها النّساء بمدينة قصور الساف من ولاية المهدية كوجبة افطار ليوم العيد. اذ تنشط  ربّات البيوت ليلة عيد الفطر في تحضير عجين "الفْتات" المتكوّن من دقيق القمح الذي يعجن بالماء والملح و يخمر ثم يقع بسطه و يتم تقطيعه الى مربعات و مثلثات صغيرة لتطبخ فيما بعد في الماء المغلي مع ملح و زيت زيتون. و يوزع "الفْتات" ساخنا فجر يوم العيد في اواني فخارية مطلية على العائلة وعلى الأصحاب و الجيران. 

وتعتبر أكلة "الفْتات "من الأكلات المميّزة التي تنفرد بها مدينة قصور الساف دون غيرها في تونس.

فحسب ما افاد به "الصباح نيوز" الاستاذ و الباحث المهتم بتراث قصور الساف الحبيب الدهماني، فإن "الفْتات"،  أكلة شعبية متوارثة، حافظت عليها عائلات  "الطواهرية" نسبة إلى الولي الصالح سيدي "الطاهر المزوغي"، منذ 7 قرون تقريبا. و هي اكلة خالية من البهارات و السكريات او المكسرات و تدلّ على التقشف و هي من صلب الصوفيين و تعود الى العهد الحفصيّ.

و تقول الرّواية الشفاهية التي قصّها علينا الحبيب الدهماني، بان الشيخ "الطاهر المزوغي" مؤسس المدينة وقف ليلة العيد و الى جانبه احفاده فقال: " الواقفون منكم على يميني يعدون لفتات و الواقفون على شمالي يعدون الثريد" و يقال ان من بين من كانوا على يمينه حينها اولاد "حمودة" و اولاد "فضيلة" و اولاد "البوزيدي"و اولاد "الامام" لهذا السبب هاته العائلات الى يوم الناس هذا تقوم باعداد طعام "الفْتات". و لازالت هذه العادة يتوارثونها جيلا عن جيل احفاد الولي الصالح "الطاهر المزوغي". اذ تنشط عائلات "الطواهرية" في تحضيره و توزيعه ساخنا فجر يوم عيد الفطر في اواني فخّاريّة ( التّبسي). واذا كانت العائلة التي بلغها هذا الطعام من غير "الطواهرية" بمعنى انها اعدت افطار عيد الفطر من نوع اخر كالثريد او الغريبة و المقروض الافطار الخاص ب"المحاجبية" نسبة الى الواي الصالح سيدي "علي محجوب"، فانها تقوم بارجاع الايناء ل"الطواهريّة" مليئا بالحلويات التي اعدتها لافطار العيد. و بذلك فقد خلقت اكلة "الفْتات" بقصور الساف لحمة و تضامنا بين مختلف سكان و اهالي قصور الساف و ساهمت في زرع أواصل الأخوة و التحابب بينهم.

وبالرّغم من أنّ عديد العائلات لازالت تحافظ على ما توارثوه في إعداد هذه الأكلة ذات الطعم الحلو والجيّد،  أسوة حسنة بالأجداد إلاّ انها تمثل موروثا غذائيا في طريقه للاندثار.

تهاني الإميّم

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews