إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

دراسة تُبشر باقتراب الكمبيوتر من كتابة "سيناريوهات الأفلام"

يبدو أن صناعة السينما على موعد مع تطور هائل لا يتوقف عند تقنيات صناعة الصورة، لكنه يمتد إلى تطوير نص السيناريو، وربما كتابة نص كامل في المستقبل القريب باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
هذه النتائج أكدتها دراسة، نشرت الاثنين، بدورية "بلوس وان" العلمية المرموقة؛ حيث استخدم باحثون بجامعتي غرناطة وقادِش الإسبانيتين تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل المجازات -الكليشيهات أو الأنماط التي يمكن التنبؤ بها- التي تستخدم مرارا وتكرارا خلال أحداث الأفلام.
وقام العلماء بتحليل قاعدة بيانات لأكثر من 25 ألف مجاز أونمط مرتبط بـ 10.766 فيلمًا، وخلصوا إلى أنه من الممكن التنبؤ بنقاط القوة في الفيلم، ما يمكن كتاب سيناريو الأفلام من كتابة قصص أفلام يكون لها فرص نجاح كبيرة في شباك التذاكر.
ركّز الباحثون تحليلهم على مجازات وأنماط الأفلام الموجودة - أي الكليشيهات الشائعة والمتوقعة وحتى الضرورية دائمة الاستخدام والظهور في حبكات الأفلام، في شكل جمل حوارية على ألسنة شخصيات بليغة.
وتمكن تقنيات سرد القصص الناجحة المخرجين من نقل سيناريوهات أفلام يجد المشاهدون سهولة في التفاعل معها والتأثر بها، وهو ما حاولت الدراسة التوصل إليه.
ومؤلفو الدراسة هم: بابلو غارسيا سانشيز وخوان جوليان ميليرو، من قسم هندسة الكمبيوتر والتكنولوجيا في جامعة غرناطة، وأنطونيو فيليز ومانويل خيسوس كوبو من قسم هندسة الكمبيوتر في جامعة قادِس.
نماذج
من جهته يوضح، بابلو غارسيا سانشيز، المؤلف الرئيسي للدراسة أمثلة على تلك المجازات فيقول: "قد تكون بعض الأمثلة على المجازات هي الشرير الحتمي الذي يجب على الأبطال مواجهته في أفلام Marvel؛ أو المحقق الذي يسلم شارته وبندقيته؛ أيضًا وصول بطل الرواية إلى الجحيم (المستخدمة في الدراما وأفلام الإثارة مثل "خلية 211" أو "تحت الصفر").
وأردف "من بين الأمثلة أيضًا رحلة البطل التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، كما هو الحال في ملحمة الأوديسة، وتظهر تلك الرحلة أيضًا في أفلام مثل "Star Wars" و"The Lord of the Rings" و"Harry Potter"؛ أو السر الذي يتم الكشف عنه فجأة، مما يعطل حبكة الإثارة النفسية بأكملها"
منهجية الدراسة
اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي، ابتكر الباحثون منهجية لفهم كيفية عمل الأنماط المتكررة في الأفلام، ولتمثيل كيفية ارتباطها ببعضها البعض وبأنواع مختلفة بصريًا؛ من أجل استنتاج الأنماط الأكثر نجاحًا من الناحية الإبداعية، والتنبؤ بالتقنيات السردية، أو أشكال الحبكة التي تلقى إعجاب الجماهير.
للوصول إلى هذا النتائج، راجع الباحثون قاعدة بيانات على الإنترنت تسمى TVTropes، والتي تضم أكثر من 25000 مجازًا مرتبطة بـ 10.766 فيلمًا؛ إذ يتم تحديث هذه المنصة باستمرار من قبل المعجبين.
قام الباحثون بتحليل البيانات المستخرجة باستخدام برنامج TropeScraper المجاني، الذي تم تطويره في جامعة غرناطة، وأعدوا قائمة بالمجازات المتكررة بالأفلام، ثم أجروا تحليلًا بناءً على تصنيف المستخدمين وشعبية كل فيلم؛ وفقًا لموقع IMDb.
تم إجراء تحليل الشبكة لهذه المجازات فيما أطلق عليه الباحثون اسم "التروبوسفير" باستخدام خوارزميات مبرمجة للكشف عن العلاقة بين الأفلام التي تشترك في مجازات متشابهة وبالتالي بناء صورة واضحة عن ذائقة جمهور السينما.
هل يكتب الكمبيوتر؟
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة إن هذه التقنية يمكن أن تساعد كتاب السيناريو والمخرجين في عملهم، لكنه يلفت إلى عملهم على تطوير التقنية، حتى يصبح جهاز الكمبيوتر قادرًا على الكتابة التلقائية فيما بعد.
يشير غارسيا سانشيز إلى أن الإلهام لهذه الدراسة نبع من ملاحظة تكرار شخصيات مملة في ألعاب الفيديو، "من هنا بدأنا نتساءل كيف يمكننا نمذجة الشخصيات بطريقة توفر تجربة أكثر إثارة للاهتمام؟."
يستفيض سانشيز في الشرح قائلًا: "بفضل العلاقة المتبادلة بين المجازات، والأفلام التي تظهر فيها، والتصنيفات التي قدمها المستخدمون لكل من هذه المجازات، يمكننا الآن التحقق على نطاق واسع من مستوى اهتمام بنوع معين من القصص".
وأضاف "على سبيل المثال، بعض المجازات موضوعية، فماذا لو قمنا بخلط المجازات التي في ظاهرها مختلفة تمامًا؟ ماذا لو مزجنا أفلام الخيال العلمي مع تلك التي تظهر عادةً في المسرحيات الموسيقية في نفس الفيلم ، هل سينجح ذلك؟ "
هذه مجرد واحدة من الفرضيات التي يجريها الباحثون، الذين يخططون أيضًا لتحليل أعمق لمناطق طبقة "التروبوسفير" التي تحظى بمزيد من الاهتمام وتتمتع حاليًا بنجاح متزايد أو على العكس من ذلك، تشهد تراجع الاهتمام بها.
باستخدام هذا التحليل، سيكون من المثير للاهتمام أيضًا دراسة تطور المجازات والاقتباسات في بلد ما أو في عقد زمني معين، وفهم طبيعة استهلاكها بشكل أفضل، وكذلك تفاعل المشاهدين مع المنتجات السمعية والبصرية.
في النهاية، يُبشر عمل الباحثين باقتراب جهاز الكمبيوتر من كتابة سيناريوهات الأفلام بطريقة احترافية تفوق نجاح البشر، وهو الأمر الذي يهدد وظائف صناع الأعمال الإبداعية في المستقبل القريب.
سكاي نيوز
يبدو أن صناعة السينما على موعد مع تطور هائل لا يتوقف عند تقنيات صناعة الصورة، لكنه يمتد إلى تطوير نص السيناريو، وربما كتابة نص كامل في المستقبل القريب باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
هذه النتائج أكدتها دراسة، نشرت الاثنين، بدورية "بلوس وان" العلمية المرموقة؛ حيث استخدم باحثون بجامعتي غرناطة وقادِش الإسبانيتين تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل المجازات -الكليشيهات أو الأنماط التي يمكن التنبؤ بها- التي تستخدم مرارا وتكرارا خلال أحداث الأفلام.
وقام العلماء بتحليل قاعدة بيانات لأكثر من 25 ألف مجاز أونمط مرتبط بـ 10.766 فيلمًا، وخلصوا إلى أنه من الممكن التنبؤ بنقاط القوة في الفيلم، ما يمكن كتاب سيناريو الأفلام من كتابة قصص أفلام يكون لها فرص نجاح كبيرة في شباك التذاكر.
ركّز الباحثون تحليلهم على مجازات وأنماط الأفلام الموجودة - أي الكليشيهات الشائعة والمتوقعة وحتى الضرورية دائمة الاستخدام والظهور في حبكات الأفلام، في شكل جمل حوارية على ألسنة شخصيات بليغة.
وتمكن تقنيات سرد القصص الناجحة المخرجين من نقل سيناريوهات أفلام يجد المشاهدون سهولة في التفاعل معها والتأثر بها، وهو ما حاولت الدراسة التوصل إليه.
ومؤلفو الدراسة هم: بابلو غارسيا سانشيز وخوان جوليان ميليرو، من قسم هندسة الكمبيوتر والتكنولوجيا في جامعة غرناطة، وأنطونيو فيليز ومانويل خيسوس كوبو من قسم هندسة الكمبيوتر في جامعة قادِس.
نماذج
من جهته يوضح، بابلو غارسيا سانشيز، المؤلف الرئيسي للدراسة أمثلة على تلك المجازات فيقول: "قد تكون بعض الأمثلة على المجازات هي الشرير الحتمي الذي يجب على الأبطال مواجهته في أفلام Marvel؛ أو المحقق الذي يسلم شارته وبندقيته؛ أيضًا وصول بطل الرواية إلى الجحيم (المستخدمة في الدراما وأفلام الإثارة مثل "خلية 211" أو "تحت الصفر").
وأردف "من بين الأمثلة أيضًا رحلة البطل التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، كما هو الحال في ملحمة الأوديسة، وتظهر تلك الرحلة أيضًا في أفلام مثل "Star Wars" و"The Lord of the Rings" و"Harry Potter"؛ أو السر الذي يتم الكشف عنه فجأة، مما يعطل حبكة الإثارة النفسية بأكملها"
منهجية الدراسة
اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي، ابتكر الباحثون منهجية لفهم كيفية عمل الأنماط المتكررة في الأفلام، ولتمثيل كيفية ارتباطها ببعضها البعض وبأنواع مختلفة بصريًا؛ من أجل استنتاج الأنماط الأكثر نجاحًا من الناحية الإبداعية، والتنبؤ بالتقنيات السردية، أو أشكال الحبكة التي تلقى إعجاب الجماهير.
للوصول إلى هذا النتائج، راجع الباحثون قاعدة بيانات على الإنترنت تسمى TVTropes، والتي تضم أكثر من 25000 مجازًا مرتبطة بـ 10.766 فيلمًا؛ إذ يتم تحديث هذه المنصة باستمرار من قبل المعجبين.
قام الباحثون بتحليل البيانات المستخرجة باستخدام برنامج TropeScraper المجاني، الذي تم تطويره في جامعة غرناطة، وأعدوا قائمة بالمجازات المتكررة بالأفلام، ثم أجروا تحليلًا بناءً على تصنيف المستخدمين وشعبية كل فيلم؛ وفقًا لموقع IMDb.
تم إجراء تحليل الشبكة لهذه المجازات فيما أطلق عليه الباحثون اسم "التروبوسفير" باستخدام خوارزميات مبرمجة للكشف عن العلاقة بين الأفلام التي تشترك في مجازات متشابهة وبالتالي بناء صورة واضحة عن ذائقة جمهور السينما.
هل يكتب الكمبيوتر؟
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة إن هذه التقنية يمكن أن تساعد كتاب السيناريو والمخرجين في عملهم، لكنه يلفت إلى عملهم على تطوير التقنية، حتى يصبح جهاز الكمبيوتر قادرًا على الكتابة التلقائية فيما بعد.
يشير غارسيا سانشيز إلى أن الإلهام لهذه الدراسة نبع من ملاحظة تكرار شخصيات مملة في ألعاب الفيديو، "من هنا بدأنا نتساءل كيف يمكننا نمذجة الشخصيات بطريقة توفر تجربة أكثر إثارة للاهتمام؟."
يستفيض سانشيز في الشرح قائلًا: "بفضل العلاقة المتبادلة بين المجازات، والأفلام التي تظهر فيها، والتصنيفات التي قدمها المستخدمون لكل من هذه المجازات، يمكننا الآن التحقق على نطاق واسع من مستوى اهتمام بنوع معين من القصص".
وأضاف "على سبيل المثال، بعض المجازات موضوعية، فماذا لو قمنا بخلط المجازات التي في ظاهرها مختلفة تمامًا؟ ماذا لو مزجنا أفلام الخيال العلمي مع تلك التي تظهر عادةً في المسرحيات الموسيقية في نفس الفيلم ، هل سينجح ذلك؟ "
هذه مجرد واحدة من الفرضيات التي يجريها الباحثون، الذين يخططون أيضًا لتحليل أعمق لمناطق طبقة "التروبوسفير" التي تحظى بمزيد من الاهتمام وتتمتع حاليًا بنجاح متزايد أو على العكس من ذلك، تشهد تراجع الاهتمام بها.
باستخدام هذا التحليل، سيكون من المثير للاهتمام أيضًا دراسة تطور المجازات والاقتباسات في بلد ما أو في عقد زمني معين، وفهم طبيعة استهلاكها بشكل أفضل، وكذلك تفاعل المشاهدين مع المنتجات السمعية والبصرية.
في النهاية، يُبشر عمل الباحثين باقتراب جهاز الكمبيوتر من كتابة سيناريوهات الأفلام بطريقة احترافية تفوق نجاح البشر، وهو الأمر الذي يهدد وظائف صناع الأعمال الإبداعية في المستقبل القريب.
سكاي نيوز

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews