إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ميناء طبرقة: من خلق حركية تجارية وترفيهية.. إلى كارثة بيئية

 
 
طبرقة -الصباح
 
أنشأ ميناء طبرقة في مطلع الثمانيات بهدف تذليل الصعوبات في وجه البحارة بالاضافة الى تنشيط الحركة السياحية بالجهة إلا أن جملة من الإشكاليات حولت هذا الميناء الى كابوس يؤرق البحارة وزوار الجهة.
 
قنوات الصرف الصحي تصب في الميناء
 
ومن خلال جملة من المعاينات التي قامت بها "الصباح" للميناء فقد تبين أن قاع ميناء مدينة طبرقة يعاني من تراكم كميات كبيرة من الرمال الأمر الذي نتج عنه تراجع عمق المياه وأثّر على قدرتها في استيعاب أحجام المراكب الراسية.
وعن الأسباب التي حالت دون قدرة الميناء على استقبال المراكب البحرية، أكد بحارة الجهة لمراسل "الصباح" بالجهة أن  ذلك يعود إلى وجود قنوات الصرف الصحي التي تصب مباشرة في الميناء، حيث لم تتوصل مصالح وزارة البيئة بالجهة إلى حلول عملية تنهي حالة التلوث التي تهدد الميناء والمحلات الخدماتية المحيطة به. الى جانب ذلك وفي ظل انعدام شبكة تطهير قابلة لاستيعاب العدد المتزايد للسكان إذ  عمد عدد كبير من المتساكنين وأصحاب المطاعم إلى ربط عشوائي بشبكة التطهير إلى درجة التسبب في تسرب كميات هامة من الفضلات السائلة داخل الميناء وإصدار روائح كريهة كانت محل تذمر المصطافين وأصحاب المحلات.
من جهة أخرى  فإن شبكة الصرف الصحي الواصلة إلى الميناء والخاصة به لم تعد تحتمل الكميات الواردة عليها خاصة وأن المطاعم الواقعة بمحيط الميناء أصبحت تضطر إلى صرف فضلاتها هناك، ما جعل عمليات الشفط والتدخل التي تقوم بها مصالح البيئة بالجهة باتت صعبة بعد أن تبين أن عددا هاما من أصحاب البنايات قد عمدوا إلى البناء فوق الشبكة وفوق البالَوعات.
 
متى يتم التدخل لتهيئة هذا الميناء؟
 
وتتواجد قرب الميناء التجاري وسط مدينة طبرقة عدة متاجر سياحية  مغلقة تنتشر الأوساخ أمامها، إلى جانب الروائح الكريهة المنتشرة ما يجعل المتجول بهذا المكان يسرع في تحويل وجهته  إلى مكان آخر باستثناء أصحاب هذه المحلات الذين أنفقوا الملايين من أجل مشاريعهم حيث وجدنانهم في حيرة بعد أن ذهبت أحلامهم أدراج الرياح.
فمثلا أحمد البرينصي (صاحب مطعم)أنفق مع شقيقته أكثر من 50 ألف دينار على التجهيزات وباشر عمله مشغلا عدة شبان خاصة خلال فصل الصيف، ليتحول حلمه إلى كابوس حينما غزت محله المياه المستعملة من كل جانب.
سليم الرجايبي (صاحب قاعة شاي)هو الآخر صدم من هول المشهد، فما حصل له ليس هينا، إذ تحول وسط القاعة إلى بركة مياه لقنوات الصرف الصحي ما أجبره على غلق محله ونفور الزبائن متكبدا خسائر مالية فادحة، على حد قوله.
من جهته اشتكى رضا السديري (صاحب مقهى)من هذه الوضعية التي كبدته خسائر فادحة ليطالب الجهات المعنية بالتدخل العاجل والابتعاد عن المماطلة وتحمل المسؤولية خاصة وأن جل الأطراف تستعد للموسم السياحي الجديد . الشاب منذر براهمي(صاحب كشك) اضطر لمواصلة نشاطه في الشارع بعد أن تحول الفضاء التجاري "طبرقة سنتر"إلى برك من المياه المستعملة والروائح الكريهة .
المتضررون أكدوا لنا أن صبرهم نفد بين البلدية وديوان التطهير وكل طرف يحمل الآخر المسؤولية وبالتالي يدفع هؤلاء الضريبة ويضافون إلى قائمة المعطلين عن العمل، ونشير كذلك إلى خطر هذه المياه المستعملة التي تصب في الميناء التجاري وما تفرزه من روائح كريهة من شأنها أن تضر بالبيئة وبالإنسان بالإضافة إلى ما مثلته من مصدر إزعاج لزوار الجهة.
ويطالب هؤلاء الجهات المعنية بالتدخل العاجل لإعادة النظر في قنوات صرف المياه المستعملة وتغيير مجراها حفاظا على موارد رزقهم وعلى الوضع البيئي في المنطقة.
 
 
 
وضعية الميناء أزمت قطاع الصيد البحري
 
ويمثل قطاع الصيد البحري بمعتمدية طبرقة مورد رزق العديد من العائلات التي تقتات من هذا النشاط واتخذت من البحر ملجأ لها لسد حاجياتها إذ يشغل ميناء طبرقة 300 عامل ويرسي بالميناء 132مركبا، ورغم ما يدره البحر من خيرات متنوعة ،فان هذا القطاع يواجه العديد من المعضلات التي حالت دون تطويره مقارنة بجهات أخرى ما أثار استياء بحارة الجهة في ظل تراكم إشكاليات عديدة منذ سنوات خلت والى حد الآن دون أن يقع حلها جذريا.
 
فقد كان الميناء الترفيهي يغص بالمراكب الراسية والتي بدت في حالة سيئة، وهذا مؤشر على أن البحارة لم يغادروا الميناء للصيد منذ مدة  ولم يعطوا العناية  اللازمة لمراكبهم.
فقد وجدنا البحار معز رويسي وقد تلطخت ثيابه بالمحروقات حدثنا عن معاناة بحارة الجهة الذين يعانون من المديونية وعجزهم على التخلص من هذا الكابوس الذي أثقل كاهلهم، مشيرا إلى إقدامه على حرق مركبه في حالة يأس بعد عدم حصوله على قروض في حين تمنح لغير مستحقيها وكثرة المصاريف في ظل غلاء المحروقات وغلق مصنع إصلاح السفن وما زاد الوضع سوءا الوضع الكارثي للميناء.
كما تحدث زميله محمد بريكي عن غلاء التجهيزات من رصاص وأشباك بالإضافة تراجع الإنتاج وصغر مساحة الساحل المخصص للصيد والتي لا تتجاوز 7 أميال، كما تحدث البريكي عن صعوبة الابحار وعدم قدرة مراكبهم على الخارج من الميناء والعودة إليه بسبب ارتفاع منسوب الاتربة فيه التي تصب في الميناء جراء قنوات الصرف الصحي، مشاكل عديدة دفعت بالعديد من البحارة للتخلص من هذا النشاط والبحث عن مهن بديلة.     
                                              
عمار مويهبي
 
 ميناء طبرقة: من خلق حركية تجارية وترفيهية.. إلى كارثة بيئية
 
 
طبرقة -الصباح
 
أنشأ ميناء طبرقة في مطلع الثمانيات بهدف تذليل الصعوبات في وجه البحارة بالاضافة الى تنشيط الحركة السياحية بالجهة إلا أن جملة من الإشكاليات حولت هذا الميناء الى كابوس يؤرق البحارة وزوار الجهة.
 
قنوات الصرف الصحي تصب في الميناء
 
ومن خلال جملة من المعاينات التي قامت بها "الصباح" للميناء فقد تبين أن قاع ميناء مدينة طبرقة يعاني من تراكم كميات كبيرة من الرمال الأمر الذي نتج عنه تراجع عمق المياه وأثّر على قدرتها في استيعاب أحجام المراكب الراسية.
وعن الأسباب التي حالت دون قدرة الميناء على استقبال المراكب البحرية، أكد بحارة الجهة لمراسل "الصباح" بالجهة أن  ذلك يعود إلى وجود قنوات الصرف الصحي التي تصب مباشرة في الميناء، حيث لم تتوصل مصالح وزارة البيئة بالجهة إلى حلول عملية تنهي حالة التلوث التي تهدد الميناء والمحلات الخدماتية المحيطة به. الى جانب ذلك وفي ظل انعدام شبكة تطهير قابلة لاستيعاب العدد المتزايد للسكان إذ  عمد عدد كبير من المتساكنين وأصحاب المطاعم إلى ربط عشوائي بشبكة التطهير إلى درجة التسبب في تسرب كميات هامة من الفضلات السائلة داخل الميناء وإصدار روائح كريهة كانت محل تذمر المصطافين وأصحاب المحلات.
من جهة أخرى  فإن شبكة الصرف الصحي الواصلة إلى الميناء والخاصة به لم تعد تحتمل الكميات الواردة عليها خاصة وأن المطاعم الواقعة بمحيط الميناء أصبحت تضطر إلى صرف فضلاتها هناك، ما جعل عمليات الشفط والتدخل التي تقوم بها مصالح البيئة بالجهة باتت صعبة بعد أن تبين أن عددا هاما من أصحاب البنايات قد عمدوا إلى البناء فوق الشبكة وفوق البالَوعات.
 
متى يتم التدخل لتهيئة هذا الميناء؟
 
وتتواجد قرب الميناء التجاري وسط مدينة طبرقة عدة متاجر سياحية  مغلقة تنتشر الأوساخ أمامها، إلى جانب الروائح الكريهة المنتشرة ما يجعل المتجول بهذا المكان يسرع في تحويل وجهته  إلى مكان آخر باستثناء أصحاب هذه المحلات الذين أنفقوا الملايين من أجل مشاريعهم حيث وجدنانهم في حيرة بعد أن ذهبت أحلامهم أدراج الرياح.
فمثلا أحمد البرينصي (صاحب مطعم)أنفق مع شقيقته أكثر من 50 ألف دينار على التجهيزات وباشر عمله مشغلا عدة شبان خاصة خلال فصل الصيف، ليتحول حلمه إلى كابوس حينما غزت محله المياه المستعملة من كل جانب.
سليم الرجايبي (صاحب قاعة شاي)هو الآخر صدم من هول المشهد، فما حصل له ليس هينا، إذ تحول وسط القاعة إلى بركة مياه لقنوات الصرف الصحي ما أجبره على غلق محله ونفور الزبائن متكبدا خسائر مالية فادحة، على حد قوله.
من جهته اشتكى رضا السديري (صاحب مقهى)من هذه الوضعية التي كبدته خسائر فادحة ليطالب الجهات المعنية بالتدخل العاجل والابتعاد عن المماطلة وتحمل المسؤولية خاصة وأن جل الأطراف تستعد للموسم السياحي الجديد . الشاب منذر براهمي(صاحب كشك) اضطر لمواصلة نشاطه في الشارع بعد أن تحول الفضاء التجاري "طبرقة سنتر"إلى برك من المياه المستعملة والروائح الكريهة .
المتضررون أكدوا لنا أن صبرهم نفد بين البلدية وديوان التطهير وكل طرف يحمل الآخر المسؤولية وبالتالي يدفع هؤلاء الضريبة ويضافون إلى قائمة المعطلين عن العمل، ونشير كذلك إلى خطر هذه المياه المستعملة التي تصب في الميناء التجاري وما تفرزه من روائح كريهة من شأنها أن تضر بالبيئة وبالإنسان بالإضافة إلى ما مثلته من مصدر إزعاج لزوار الجهة.
ويطالب هؤلاء الجهات المعنية بالتدخل العاجل لإعادة النظر في قنوات صرف المياه المستعملة وتغيير مجراها حفاظا على موارد رزقهم وعلى الوضع البيئي في المنطقة.
 
 
 
وضعية الميناء أزمت قطاع الصيد البحري
 
ويمثل قطاع الصيد البحري بمعتمدية طبرقة مورد رزق العديد من العائلات التي تقتات من هذا النشاط واتخذت من البحر ملجأ لها لسد حاجياتها إذ يشغل ميناء طبرقة 300 عامل ويرسي بالميناء 132مركبا، ورغم ما يدره البحر من خيرات متنوعة ،فان هذا القطاع يواجه العديد من المعضلات التي حالت دون تطويره مقارنة بجهات أخرى ما أثار استياء بحارة الجهة في ظل تراكم إشكاليات عديدة منذ سنوات خلت والى حد الآن دون أن يقع حلها جذريا.
 
فقد كان الميناء الترفيهي يغص بالمراكب الراسية والتي بدت في حالة سيئة، وهذا مؤشر على أن البحارة لم يغادروا الميناء للصيد منذ مدة  ولم يعطوا العناية  اللازمة لمراكبهم.
فقد وجدنا البحار معز رويسي وقد تلطخت ثيابه بالمحروقات حدثنا عن معاناة بحارة الجهة الذين يعانون من المديونية وعجزهم على التخلص من هذا الكابوس الذي أثقل كاهلهم، مشيرا إلى إقدامه على حرق مركبه في حالة يأس بعد عدم حصوله على قروض في حين تمنح لغير مستحقيها وكثرة المصاريف في ظل غلاء المحروقات وغلق مصنع إصلاح السفن وما زاد الوضع سوءا الوضع الكارثي للميناء.
كما تحدث زميله محمد بريكي عن غلاء التجهيزات من رصاص وأشباك بالإضافة تراجع الإنتاج وصغر مساحة الساحل المخصص للصيد والتي لا تتجاوز 7 أميال، كما تحدث البريكي عن صعوبة الابحار وعدم قدرة مراكبهم على الخارج من الميناء والعودة إليه بسبب ارتفاع منسوب الاتربة فيه التي تصب في الميناء جراء قنوات الصرف الصحي، مشاكل عديدة دفعت بالعديد من البحارة للتخلص من هذا النشاط والبحث عن مهن بديلة.     
                                              
عمار مويهبي
 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews