يبدو ان فرحة فلاحي بنزرت بنزول كميات محترمة من الغيث النافع قد افسدتها القرارات الاخيرة برفع ثمن مستلزمات الانتاج مما ارق مجددا المهنيين الذين لم يتعافوا بعد من مخلفات السنة الزراعية الفارطة التي سادها سوء التسيير و ضعف برمجة التزويد بالبذور الممتازة والأصناف الملائمة للجهة ، وتأخر في توفير مادتي DAP و الأمونتير اضافة الى انحباس الأمطار مما أثر سلبا على الإنتاجية و الجودة.
و حسب عماد اوعاضور رئيس النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت فقد فرضت الزيادات الاخيرة على الفلاحين التريث قبل المغامرة والانطلاق في موسم جديد يبدو صعبا في ظل الارتفاع المتواصل لكلفة الانتاج وغياب العملة المؤهلين و المردود المالي المتواضع اضافة الى المنافسة الشرسة من دول اخرى وجدت منفذا لتسويق منتجاتها في السوق الوطنية بدعم كبير من حكوماتها في حين يعاني الفلاح التونسي من تعسف الادارات ..
وقد حذر فلاحو الجهة من انهيار وشيك للقطاع الفلاحي في بلادنا حيث اعتبروا أنه في الوقت الذي تحمي فيه الحكومات مزارعيها و تحفزهم ضمانا لأمنها القومي و قوت شعوبها ومنها من رفع مؤخرا سعر قبول القمح ب 30 بالمائة و منح دعم اضافي للفلاحين عبر التخفيض ب 20 بالمائة في سعر الاسمدة ليشجعهم على مزيد الانتاج ورفع المساحات المزروعة مع تمكينهم من المرافقة اللازمة ليحصلوا نهاية الموسم على دخل محترم يضمن لهم العيش الكريم .
و في ذات السياق ،اضاف اوعاضور ، رئيس النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت ان سياسات الدولة الفاشلة للقطاع الاول من المنتظر أن تؤدي إلى تحطيمه نهائيا خلال الموسم الحالي وذلك بعد اقرار الرفع بنسبة 44 بالمائة في سعر الاسمدة الكيمائية و 5 د في سعر البدور الممتازة و 3 د للقمح اللين في انتظار ما ستقرره من زيادات منتظرة في سعر المحروقات في ظل الظرف العالمي المتقلب وارتفاع اسعار البترول ، ودعى رئيس النقابة الجهوية للفلاحين ببنزرت الادارات المركزية المعنية للتراجع عن الزيادات التي تم اقرارها و ربطها عند الضرورة بالأسعار العالمية للتوريد لان غير ذلك سيؤدي اليا لتراجع مساحات الزراعات الكبرى و نقص المردودية مع هجرة الفلاحين لمناطقهم خاصة في مثلث الفقر غزالة جومين و سجنان مما تسبب في مشاكل اقتصادية و اجتماعية عويصة في ولاية بنزرت.
ساسي الطرابلسي