استقبلت، يوم امس، المؤسسات التربوية بولاية منوبة وعددها 142 مؤسسة من بينها 42 إعدادية ومعهدا ثانويا ما يقارب الـ75 ألف تلميذ في ظروف قيل عنها انها كانت طيبة وحظيت بمتابعات وزيارات ميدانية لعدد من المسؤولين الجهويين حيث تم توزيع جداول الاوقات الخاصة بكل قسم ومستوى في يوم أول كان نسق العمل فيه مخففا باعتبار غلق اغلب هذه المؤسسات لابوابها اثر انتهاء الفترة الصباحية ليستأنف نسق العمل صباح اليوم بشكل عادي حسب جداول الاوقات التي تم توزيعها بتوجه التلاميذ الى مدارسهم ومعاهدهم للانطلاق في تلقي الدروس.
ولئن كانت هذه الانطلاقة مقبولة الى حد ما بالمدارس الابتدائية وخاصة منها المتواجدة في الأوساط الحضرية فإنها كانت مثيرة للجدل بالنسبة للمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية حيث تعطلت بالنسبة لاعداد كبيرة من التلاميذ بسبب عدم التحاق إطار التدريس مما خلف حالة من الامتعاض والاستياء لدى هؤلاء التلاميذ الذين تكرر ترددهم على مؤسساتهم التربوية مع بداية كل حصة درس دون الدخول لقاعة الدرس ثم المغادرة فالعودة من جديد ولا جديد يذكر... وضع ارهقهم و احسسهم ، حسب ما رصدناه من انطباعات بعضهم، بغياب الجدية منذ اليوم الاول للدراسة باعتبار أن يوم امس كان لتوزيع جداول الاوقات لا غير الامر الذي دفع ببعضهم لأخذ قرار عدم العودة في الحصة المسائية ليوم أمس درء للمشقة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة ودفع الأولياء من جهة اخرى للتساؤل حول اسباب هذا الاضطراب والتأخر في التحاق إطار التدريس بعدد هام من المستوايات التعليمية باستثناء السنوات النهائية التي كانت اكبر حظا في توفر هذا الإطار وانطلقت معها الدروس بشكل عادي في اغلب المعاهد تقريبا..
والسؤال المطروح لماذا لم تستعد الأطراف المسؤولة عن الشأن التربوي في الجهة كما يجب لتفادي هذا النقص؟ والى متى سيتواصل هذا الوضع ويتواصل معه تردد منظوريهم على الاعداديات والمعاهد دون تعلم خاصة مع ما يحيط بهم خارجها من أخطار وتهديدات لم تعد تخفى على أحد؟
حول هذا النقص الحاصل في الاطار التربوي، افادنا عادل العزيزي الكاتب العام للفرع الجامعي للتعليم الثانوي بمنوبة ان العمل متواصل صلب لجنة خاصة بالموضوع بالاشتراك مع مصالح المندوبية الجهوية للتربية بمنوبة لحصر الشغورات الفعلية واتمام توزيع الأساتذة الوافدين في إطار حركات النقل الاخيرة والانتدابات الجديدة للمرور في مرحلة أخيرة لملء ما تبقى من شغورات بعدد من النواب قصد انهاء النقص الحاصل في إطار التدريس..
نقص شمل ايضا عددا من المدارس الابتدائية يقف وراءه التأخر في التعيينات بالمراكز الشاغرة بسبب ورود قائمات المنتدبين الجدد على مصالح المندوبية الجهوية للتربية بمنوبة بشكل متأخر التي تم التعامل معها بمجهودات مضاعفة بين الطرف الإداري و الاجتماعي لتبقى مسألة تعيين النواب الجدد في صدد الإنهاء مما ينبئ بانتهاء الاشكال مع بداية الاسبوع المقبل، وذلك حسب ما أفادنا به عضو نقابي جهوي الذي أثار اشكالا اخر لا يقل أهمية عن الأول وهو الاكتظاظ الحاصل داخل أقسام التدريس بسبب ارتفاع عدد التلاميذ وغياب الاضافات على مستوى البنية التحتية للمؤسسات التربوية اما لتعطل اشغال المشاريع المعلنة او لعدم برمجة تدخلات جديدة من اصله في هذا المستوى.
كما أشار محدثنا إلى تجاوز عدد التلاميذ بالقسم الواحد 40 تلميذا في اكثر من مدرسة ابتدائية بالجهة، منبها من خطورة هذا الوضع على السلامة الصحية للتلاميذ وإطار التدريس في ظل تواصل انتشار العدوى بفيروس كورونا هذا دون الخوض في الصعوبات التي سيتسبب فيها هذا الاكتظاظ على مستوى أداء المربين وحجم التحصيل العلمي بكمه وجودته..
عادل عونلي