تتواصل ردود الأفعال المنددة، في سائر أنحاء العالم، على حادثة أو بالأحرى "جريمة" حرق القرآن في هولندا والسويد، وهو ما يعكس هجوما ضد الدين الإسلامي.
وتسببت الانتهاكات في حق الإسلام بالسويد وحرق القرآن على يد سياسي مناهض للهجرة من اليمين المتطرف في إشعال غضب عربي وإسلامي في كافة دول العالم.
كما تمّ تصوير مسؤول هولندي في حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام يمزق على مقربة من مقر مجلس النواب الهولندي صفحات نسخة من القرآن، قبل أن يدوسها برجليه وأعلن التلفزيون الهولندي العام "إن أو أس" أن الشرطة المحلية منعته من حرق المصحف.
بيانات التنديد عن هاتين الحادثتين المنفصلتين، تتالت في دول عربية وأوروبية وأمريكية استنكرت هذا التصرف الذي يشجع على انتشار الكراهية تجاه الإسلام بصفة خاصة والأجانب عموما.
العديد من الهاشتاغات المقاطعة تداولها رواد التواصل الاجتماعي دعوا فيها إلى مقاطعة المنتجات السويدية والهولندية "أبرزها ""غضبة مليارية على حرق المصحف" و"مقاطعة المنتجات السويدية" والعديد من الصفحات الأخرى وهو ما جعل في المقابل صفحات سويدية ناطقة بالعربية تدعو إلى التهدئة.
لكن هذه الدعوات لم تجد آذانا صاغية لدى المسلمين الذين اعتبروا الحادثتين استفزازا لمشاعرهم تحت بند حرية التعبير التي تبرر به السويد هذه الفعلة.
وقد وصف الممثل السامي لمنظمة تحالف الحضارات التابعة للأمم المتحدة، ميغيل أنجل موراتينوس أن حرق نسخة من القرآن الكريم، في العاصمة السويدية ستوكهولم، بـ "العمل الدنيء"، معتبرا أن ما حدث "ازدراء وإهانة للمسلمين".
وتتزايد جرائم الكراهية الدينية في السويد، فوفقا لتقرير المجلس الوطني التابع لوزارة العدل في السويد لسنة 2021، فإن51 بالمئة من جرائم الكراهية ضد المجموعات الدينية استهدفت المسلمين، و27 بالمئة كانت عبارة عن معاداة للسامية، و11 بالمئة مناهضة للمسيحية و11 بالمئة ضد الجماعات الدينية الأخرى.
وحسب بحث أجراه الاتحاد الأوروبي عام 2019، زادت حالات معاداة السامية بنسبة 70 بالمئة في السنوات الخمس الماضية في مدينة مالمو التي تعدّ المكان الأكثر احتضانا لحالات معاداة السامية في السويد.
ووفق استطلاع رأي أجرته وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية في 12 دولة بالاتحاد وبمشاركة أكثر من 16 ألف شخص، تبين أن معاداة السامية تؤول لأن تكون ظاهرة طبيعية في السويد. وأوضح 40 بالمئة من المشاركين في استطلاع الرأي في السويد، أنهم تعرضوا لمضايقات ضد السامية في السنوات الخمس الأخيرة، وذكر نحو ثلث المشاركين أنهم واجهوا مضايقات خلال آخر عام. بالإضافة إلى ذلك، قال 39 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع، إنهم قلقون من الوقوع ضحية الإساءة اللفظية المعادية للسامية أو التحرش.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن الإسلاموفوبيا وجرائم الكراهية ازدادت في السويد خلال السنوات الأخيرة وهو ما يبعث على القلق في بلد يشهد صعودا سريعا لليمين المتطرف.
موقف تركي حازم
من جهتها، أظهرت تركيا موقفا حازما في مواجهة الحادثة، باعتبار لأحد الحادثتين حصلت أمام سفارتها بستوكهولم، حيث ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطابا هاجم فيه حكومة السويد معتبرا الحادثة "عمل قبيح"، و"هو إهانة ضد كل من يحترم الحقوق والحريات الأساسية للناس". وأشار إلى أن الحادثة تحولت من قضية دينية إلى وطنية بالنسبة لتركيا.
الدول العربية كذلك والمنظمات الحقوقية والهيئات الدولية لم تتوانى في الدفاع عن الدين الإسلامي، ونددت بالحادثتين المنفصلتين وهو ما يشير إلى أن المساس بالمقدسات الدينية خط أحمر في كل دول العالم وكل الأديان.
وأجمعت معظم الدول المنددة (عربية وغربية) بضرورة احترام الرموز الدينية والمقدسات والابتعاد عن التحريض والاستقطاب اللذان من شأنهما أن يؤججا الكراهية والعنف، ويهددا التعايش السلمي.
محاولات تهدئة
في محاولة للتهدئة ونزع فتيل الغضب، استنكر رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، ما وصفه بأنه "عمل غير محترم للغاية"، غداة حرق القرآن أثناء تظاهرة في ستوكهولم، معبراً عن "تعاطفه" مع المسلمين بعد موجة إدانات في العالم الإسلامي.
وكتب رئيس الوزراء المحافظ في تغريدة أن "حرية التعبير هي جزء أساسي من الديمقراطية. لكن ما هو قانوني ليس بالضرورة أن يكون مناسباً".
وأكد أن "حرق كتب مقدسة يعتبر بالنسبة إلى كثر عملاً غير محترم للغاية. أريد أن أعبر عن تعاطفي مع جميع المسلمين الذين شعروا بالإساءة جراء ما حصل في ستوكهولم".
منال العابدي
تتواصل ردود الأفعال المنددة، في سائر أنحاء العالم، على حادثة أو بالأحرى "جريمة" حرق القرآن في هولندا والسويد، وهو ما يعكس هجوما ضد الدين الإسلامي.
وتسببت الانتهاكات في حق الإسلام بالسويد وحرق القرآن على يد سياسي مناهض للهجرة من اليمين المتطرف في إشعال غضب عربي وإسلامي في كافة دول العالم.
كما تمّ تصوير مسؤول هولندي في حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام يمزق على مقربة من مقر مجلس النواب الهولندي صفحات نسخة من القرآن، قبل أن يدوسها برجليه وأعلن التلفزيون الهولندي العام "إن أو أس" أن الشرطة المحلية منعته من حرق المصحف.
بيانات التنديد عن هاتين الحادثتين المنفصلتين، تتالت في دول عربية وأوروبية وأمريكية استنكرت هذا التصرف الذي يشجع على انتشار الكراهية تجاه الإسلام بصفة خاصة والأجانب عموما.
العديد من الهاشتاغات المقاطعة تداولها رواد التواصل الاجتماعي دعوا فيها إلى مقاطعة المنتجات السويدية والهولندية "أبرزها ""غضبة مليارية على حرق المصحف" و"مقاطعة المنتجات السويدية" والعديد من الصفحات الأخرى وهو ما جعل في المقابل صفحات سويدية ناطقة بالعربية تدعو إلى التهدئة.
لكن هذه الدعوات لم تجد آذانا صاغية لدى المسلمين الذين اعتبروا الحادثتين استفزازا لمشاعرهم تحت بند حرية التعبير التي تبرر به السويد هذه الفعلة.
وقد وصف الممثل السامي لمنظمة تحالف الحضارات التابعة للأمم المتحدة، ميغيل أنجل موراتينوس أن حرق نسخة من القرآن الكريم، في العاصمة السويدية ستوكهولم، بـ "العمل الدنيء"، معتبرا أن ما حدث "ازدراء وإهانة للمسلمين".
وتتزايد جرائم الكراهية الدينية في السويد، فوفقا لتقرير المجلس الوطني التابع لوزارة العدل في السويد لسنة 2021، فإن51 بالمئة من جرائم الكراهية ضد المجموعات الدينية استهدفت المسلمين، و27 بالمئة كانت عبارة عن معاداة للسامية، و11 بالمئة مناهضة للمسيحية و11 بالمئة ضد الجماعات الدينية الأخرى.
وحسب بحث أجراه الاتحاد الأوروبي عام 2019، زادت حالات معاداة السامية بنسبة 70 بالمئة في السنوات الخمس الماضية في مدينة مالمو التي تعدّ المكان الأكثر احتضانا لحالات معاداة السامية في السويد.
ووفق استطلاع رأي أجرته وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية في 12 دولة بالاتحاد وبمشاركة أكثر من 16 ألف شخص، تبين أن معاداة السامية تؤول لأن تكون ظاهرة طبيعية في السويد. وأوضح 40 بالمئة من المشاركين في استطلاع الرأي في السويد، أنهم تعرضوا لمضايقات ضد السامية في السنوات الخمس الأخيرة، وذكر نحو ثلث المشاركين أنهم واجهوا مضايقات خلال آخر عام. بالإضافة إلى ذلك، قال 39 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع، إنهم قلقون من الوقوع ضحية الإساءة اللفظية المعادية للسامية أو التحرش.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن الإسلاموفوبيا وجرائم الكراهية ازدادت في السويد خلال السنوات الأخيرة وهو ما يبعث على القلق في بلد يشهد صعودا سريعا لليمين المتطرف.
موقف تركي حازم
من جهتها، أظهرت تركيا موقفا حازما في مواجهة الحادثة، باعتبار لأحد الحادثتين حصلت أمام سفارتها بستوكهولم، حيث ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطابا هاجم فيه حكومة السويد معتبرا الحادثة "عمل قبيح"، و"هو إهانة ضد كل من يحترم الحقوق والحريات الأساسية للناس". وأشار إلى أن الحادثة تحولت من قضية دينية إلى وطنية بالنسبة لتركيا.
الدول العربية كذلك والمنظمات الحقوقية والهيئات الدولية لم تتوانى في الدفاع عن الدين الإسلامي، ونددت بالحادثتين المنفصلتين وهو ما يشير إلى أن المساس بالمقدسات الدينية خط أحمر في كل دول العالم وكل الأديان.
وأجمعت معظم الدول المنددة (عربية وغربية) بضرورة احترام الرموز الدينية والمقدسات والابتعاد عن التحريض والاستقطاب اللذان من شأنهما أن يؤججا الكراهية والعنف، ويهددا التعايش السلمي.
محاولات تهدئة
في محاولة للتهدئة ونزع فتيل الغضب، استنكر رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، ما وصفه بأنه "عمل غير محترم للغاية"، غداة حرق القرآن أثناء تظاهرة في ستوكهولم، معبراً عن "تعاطفه" مع المسلمين بعد موجة إدانات في العالم الإسلامي.
وكتب رئيس الوزراء المحافظ في تغريدة أن "حرية التعبير هي جزء أساسي من الديمقراطية. لكن ما هو قانوني ليس بالضرورة أن يكون مناسباً".
وأكد أن "حرق كتب مقدسة يعتبر بالنسبة إلى كثر عملاً غير محترم للغاية. أريد أن أعبر عن تعاطفي مع جميع المسلمين الذين شعروا بالإساءة جراء ما حصل في ستوكهولم".