حذرت منظمة الصحة العالمية من إمكانية وقوع كارثة حقيقة في القارة الأفريقية خلال الأسابيع المُقبلة، ما لم تحصل على ما يقرب من عشرين مليون جرعة من لقاح”أكسفورد–آسترازينيكا” لتتمكن من إكمال الدورة الثانية من اللقاحات لمن تلقوا الجرعة الأولى.
وقالت ماشيديسو موتي مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية في أفريقيا إن” الاحتياج المُلِح لهذا العدد من اللقاحات يأتي لمنع وقوع الكارثة المحتملة”، مشددةً على ضرورة الإسراع في توفيرها.
وأوضحت الصحة العالمية أنه بسبب نضوب مخزون اللقاحات، فإن الحل السريع هو إشتراك المتوفر منها حتى يتمكن الأفارقة المعرضون لنسخ كورونا الجديدة، من التحصن الذي يحتاجون إليه.
وتؤكد قاعدة البيانات الصحية الصادرة عن المنظمة العالمية وفق آخر تحديث صدر عنها، الخميس، أن ” 28 مليون جرعة من اللقاحات المختلفة قد وزعت بالفعل داخل أفريقيا، وهو ما يمثل تطعيم 100 شخص لدورتين في عموم بلدان القارة”، أما على المستوى الدولي فقد وزع 1.5 مليار جرعة.
وبحسب المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الخاص بأفريقيا، فإن البيانات الصحية تؤكد محدودية الحماية التي تمنحها جرعة واحدة من اللقاح على مدى 12 أسبوعا، بالرغم من أن أجساما مضادة لكوفيد 19 قد بقيت داخل أجسام أصحابها بعد ستة أشهر من إصابتهم وشفائهم من الوباء،إذ أن العلاج الكامل المنفذ على مدى 12 أسبوعاً، يمنح تحصينا بنسبة 81% خلال فترة طويلة” نسبيا”.
وإضافة لهذه الكمية الملحة من اللقاح المذكور، التي تحتاجها القارة الأفريقية بشكل عاجل، فإن الحصول على مليوني جرعة إضافية محددة من منظمة الصحة العالمية ضروري لتمكين القارة من تطعيم 10% من سكانها ابتداء من شهر جوان وحتى سبتمبر القادم.
وسجلت مكاتب منظمة الصحة العالمية في أفريقيا حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري، 4 ملايين و700 ألف حالة إصابة بوباء كوفيد 19 بينها 129 ألف حالة وفاة.
وتأتي تحذيرات منظمة الصحة العالمية بعد أسبوعين من مخاوف أطلقها الاتحاد الأفريقي تجاه الحالة الصحية التي قد تضع بلدان القارة الأفريقية أمام سيناريوهات مماثلة لانتشار التحورات الجديدة لفيروس كورونا، التي تصنف بأنها الأكثر فتكاً كتلك التي ضربت الهند خلال الأسابيع الماضية.
من جانبه، قال الدكتور جون انكزكازونغ مدير المركز الأفريقي للوقاية من الأوبئة ومراقبتها إن “الاتحاد الأفريقي يتابع برعب كبير ما يحدث في الهند، وهو أمر قد يتكرر في أي مكان آخر، ويجب علينا أخذ الاستعداد للمواجهة وألا نفك أحزمة الاحتراز من الفيروس”.
وتابع “السرعة التي فقدت الحكومة الهندية بسببها خلال أسابيع السيطرة على الوضع الصحي، تفرض علينا مضاعفة الإجراءات الاحترازية، ومنع التجمعات الكبرى بما فيها التجمعات الدينية”، مضيفا “نحن نعاني على مستوى القارة من نقص حاد في عمال الصحة كما أننا لا نحصل على ضروراتنا من الأوكسجين، ويجب أن نستمر في الوقاية خاصة أن الكثيرين تخلوا عن التباعد الاجتماعي و ارتداء الكمامات”.
وقد انعكست الحالة الصحية في الهند بصورة شديدة السلبية، على حملات التطعيم بلقاح أكسفورد–آسترازينيكا على مستوى أفريقيا، بعد أن أوقف معهد سيروم الهندي الذي يتولى صناعة اللقاح، منذ أسابيع، عمليات تصديره لصالح مبادرة التضامن الدولي “كوفاكس”.
وتعول غالبية بلدان القارة الأفريقية تقريباً على مبادرة “كوفاكس” في تحصين وتلقيح سكانها بلقاح آسترازينيكا؛ أما لقاحات سينوفرام واسبوتنيك، وجونسون جونسن، فلم يستعمل منها في عموم القارة سوى 17 مليون جرعة، حيث تمثل هذه الكمية 75 بالمئة من الحقن التي استلمتها مبادرة كوفاكس، في 3 مارس الماضي، والمخصصة لتأمين تلقيح 20 بالمئة من سكان 92 دولة أفريقية ممن تصنف بأنها هشة وفقيرة خلال 2021.
ومما يزيد الوضع خطورة أن حملات التلقيح التي كان من المفترض إطلاقها منتصف مارس الماضي، في أفريقيا، لم تبدأ إلا قبل ثلاثة أسابيع.
يذكر أن حجم تضرر القارة الأفريقية من وباء كورونا ما زال مجهولاً على وجه الدقة، فبعد عام من الإعلان عن أول حالة إصابة بالوباء، تؤكد الإحصاءات أن حصيلة الوفيات في عموم أفريقيا بلغت 100 ألف وفاة فقط وهو ما يمثل نسبة 3.7 مليون من الأشخاص المصابين، فغياب عمليات الفحص الموسعة تشكك في صحة هذه الأرقام، وتؤكد أنها تقديرات منخفضة جداً لعدد الوفيات الحقيقي.
وبالنظر إلى أن الحكومات الأفريقية تعاني من الفقر الشديد، فإن نقص الامكانيات اللازمة لإجراء فحوصات دقيقة للأفارقة يضاعف حجم الكارثة، إذ أن هذا يؤثر بشكل أو بأخر على وضع الخطط اللازمة لمواجهة الأزمة الوبائية.
فبينما تؤكد الدراسات أن المسنين هم ضحايا فيروس كورونا، إلا أن نسبة المسنين المتضررين من الوباء في أفريقيا تعد قليلة، إذا تبلغ 3 بالمئة ممن هم فوق سن 65، فيما بلغت نسبة الإصابات في أمريكا الشمالية على سبيل المثال لمن هم في نفس المرحلة العمرية ل 15بالمئة
ويرى المراقبون أن عدم توفر المعطيات اللازمة لمنع وقوع الكارثة، يعني أن الدول الأفريقية ستظل تسير في نفق مظلم، إذا لم تتمكن من تلقيح 60 بالمئة من سكانها في أقرب وقت ممكن.
القدس العربي
حذرت منظمة الصحة العالمية من إمكانية وقوع كارثة حقيقة في القارة الأفريقية خلال الأسابيع المُقبلة، ما لم تحصل على ما يقرب من عشرين مليون جرعة من لقاح”أكسفورد–آسترازينيكا” لتتمكن من إكمال الدورة الثانية من اللقاحات لمن تلقوا الجرعة الأولى.
وقالت ماشيديسو موتي مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية في أفريقيا إن” الاحتياج المُلِح لهذا العدد من اللقاحات يأتي لمنع وقوع الكارثة المحتملة”، مشددةً على ضرورة الإسراع في توفيرها.
وأوضحت الصحة العالمية أنه بسبب نضوب مخزون اللقاحات، فإن الحل السريع هو إشتراك المتوفر منها حتى يتمكن الأفارقة المعرضون لنسخ كورونا الجديدة، من التحصن الذي يحتاجون إليه.
وتؤكد قاعدة البيانات الصحية الصادرة عن المنظمة العالمية وفق آخر تحديث صدر عنها، الخميس، أن ” 28 مليون جرعة من اللقاحات المختلفة قد وزعت بالفعل داخل أفريقيا، وهو ما يمثل تطعيم 100 شخص لدورتين في عموم بلدان القارة”، أما على المستوى الدولي فقد وزع 1.5 مليار جرعة.
وبحسب المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الخاص بأفريقيا، فإن البيانات الصحية تؤكد محدودية الحماية التي تمنحها جرعة واحدة من اللقاح على مدى 12 أسبوعا، بالرغم من أن أجساما مضادة لكوفيد 19 قد بقيت داخل أجسام أصحابها بعد ستة أشهر من إصابتهم وشفائهم من الوباء،إذ أن العلاج الكامل المنفذ على مدى 12 أسبوعاً، يمنح تحصينا بنسبة 81% خلال فترة طويلة” نسبيا”.
وإضافة لهذه الكمية الملحة من اللقاح المذكور، التي تحتاجها القارة الأفريقية بشكل عاجل، فإن الحصول على مليوني جرعة إضافية محددة من منظمة الصحة العالمية ضروري لتمكين القارة من تطعيم 10% من سكانها ابتداء من شهر جوان وحتى سبتمبر القادم.
وسجلت مكاتب منظمة الصحة العالمية في أفريقيا حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري، 4 ملايين و700 ألف حالة إصابة بوباء كوفيد 19 بينها 129 ألف حالة وفاة.
وتأتي تحذيرات منظمة الصحة العالمية بعد أسبوعين من مخاوف أطلقها الاتحاد الأفريقي تجاه الحالة الصحية التي قد تضع بلدان القارة الأفريقية أمام سيناريوهات مماثلة لانتشار التحورات الجديدة لفيروس كورونا، التي تصنف بأنها الأكثر فتكاً كتلك التي ضربت الهند خلال الأسابيع الماضية.
من جانبه، قال الدكتور جون انكزكازونغ مدير المركز الأفريقي للوقاية من الأوبئة ومراقبتها إن “الاتحاد الأفريقي يتابع برعب كبير ما يحدث في الهند، وهو أمر قد يتكرر في أي مكان آخر، ويجب علينا أخذ الاستعداد للمواجهة وألا نفك أحزمة الاحتراز من الفيروس”.
وتابع “السرعة التي فقدت الحكومة الهندية بسببها خلال أسابيع السيطرة على الوضع الصحي، تفرض علينا مضاعفة الإجراءات الاحترازية، ومنع التجمعات الكبرى بما فيها التجمعات الدينية”، مضيفا “نحن نعاني على مستوى القارة من نقص حاد في عمال الصحة كما أننا لا نحصل على ضروراتنا من الأوكسجين، ويجب أن نستمر في الوقاية خاصة أن الكثيرين تخلوا عن التباعد الاجتماعي و ارتداء الكمامات”.
وقد انعكست الحالة الصحية في الهند بصورة شديدة السلبية، على حملات التطعيم بلقاح أكسفورد–آسترازينيكا على مستوى أفريقيا، بعد أن أوقف معهد سيروم الهندي الذي يتولى صناعة اللقاح، منذ أسابيع، عمليات تصديره لصالح مبادرة التضامن الدولي “كوفاكس”.
وتعول غالبية بلدان القارة الأفريقية تقريباً على مبادرة “كوفاكس” في تحصين وتلقيح سكانها بلقاح آسترازينيكا؛ أما لقاحات سينوفرام واسبوتنيك، وجونسون جونسن، فلم يستعمل منها في عموم القارة سوى 17 مليون جرعة، حيث تمثل هذه الكمية 75 بالمئة من الحقن التي استلمتها مبادرة كوفاكس، في 3 مارس الماضي، والمخصصة لتأمين تلقيح 20 بالمئة من سكان 92 دولة أفريقية ممن تصنف بأنها هشة وفقيرة خلال 2021.
ومما يزيد الوضع خطورة أن حملات التلقيح التي كان من المفترض إطلاقها منتصف مارس الماضي، في أفريقيا، لم تبدأ إلا قبل ثلاثة أسابيع.
يذكر أن حجم تضرر القارة الأفريقية من وباء كورونا ما زال مجهولاً على وجه الدقة، فبعد عام من الإعلان عن أول حالة إصابة بالوباء، تؤكد الإحصاءات أن حصيلة الوفيات في عموم أفريقيا بلغت 100 ألف وفاة فقط وهو ما يمثل نسبة 3.7 مليون من الأشخاص المصابين، فغياب عمليات الفحص الموسعة تشكك في صحة هذه الأرقام، وتؤكد أنها تقديرات منخفضة جداً لعدد الوفيات الحقيقي.
وبالنظر إلى أن الحكومات الأفريقية تعاني من الفقر الشديد، فإن نقص الامكانيات اللازمة لإجراء فحوصات دقيقة للأفارقة يضاعف حجم الكارثة، إذ أن هذا يؤثر بشكل أو بأخر على وضع الخطط اللازمة لمواجهة الأزمة الوبائية.
فبينما تؤكد الدراسات أن المسنين هم ضحايا فيروس كورونا، إلا أن نسبة المسنين المتضررين من الوباء في أفريقيا تعد قليلة، إذا تبلغ 3 بالمئة ممن هم فوق سن 65، فيما بلغت نسبة الإصابات في أمريكا الشمالية على سبيل المثال لمن هم في نفس المرحلة العمرية ل 15بالمئة
ويرى المراقبون أن عدم توفر المعطيات اللازمة لمنع وقوع الكارثة، يعني أن الدول الأفريقية ستظل تسير في نفق مظلم، إذا لم تتمكن من تلقيح 60 بالمئة من سكانها في أقرب وقت ممكن.