مع قرب دخولها شهرها العاشر تزداد ضراوة تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية على العالم أمنيا وسياسيا واقتصاديا، لكن خبراء بيئيين يحذرون خصوصا من انعكاسات تلك الحرب الكارثية على أزمة التغير المناخي، والتي زادتها حدة وتفاقما، وهو ما عكسته كلمات العديد من قادة الدول المشاركين في قمة شرم الشيخ للمناخ "كوب 27".
أخطر هذه الانعكاسات وفق خبراء البيئة تتجسد في أزمة الطاقة العالمية، التي ولدتها حرب أوكرانيا وما نجم عن ذلك من إبطاء في وتيرة التحول نحو الطاقة النظيفة والعودة مجددا لاستخدام مصادر طاقة تقليدية مضرة بالبيئة، كما يحصل الآن في أوروبا مثلا من عودة العديد من بلدانها في ظل شح الغاز وارتفاع أسعاره الحاد، لتوليد الطاقة عن طريق الفحم.
الوقت ينفد
ويحذر الخبراء من أن الوقت ينفد أمام العالم، منوهين إلى ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال كلمته خلال قمة المناخ العالمية المنعقدة في شرم الشيخ، والذي شدد فيها على أن العالم أمام خياري التعاون والتضامن المناخي أو الهلاك والانتحار الجماعي.
ويقول الخبير البيئي والمناخي أيمن قدوري، في لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية": ”لكون روسيا هي المصدر الأول للغاز في العالم ولأوروبا بشكل خاص حيث تمد دولا كألمانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا بحوالي 40 بالمئة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، فإن الحرب بأوكرانيا واحتدام الصراع وتبادل العقوبات بين موسكو والعواصم الغربية، قاد الروس لتقليص إمدادات الغاز والنفط لبلدان الاتحاد الأوروبي، والتي دخلت إثر ذلك أزمة خانقة سيما والشتاء على الأبواب، وهو ما نجم عنه ارتداد القارة العجوز لعصر الفحم والحطب للتدفئة وانتاج الطاقة، وتراجع التوجه نحو الطاقات البديلة".
"الجشع" الاقتصادي
ويضيف: "ذلك أن تقنيات الطاقة النظيفة لم تصل بعد للمستوى الذي يؤهلها أن تحل محل الوقود الأحفوري، فضلا عن وصف الطاقة النظيفة بالطاقة المتقطعة، وهذا كله هو في الواقع نتيجة لإهمال الدول الصناعية التحول للطاقة النظيفة بذريعة ارتفاع كلفها وتقطع مصادرها مقارنة بالتقليدية، بيد أن السبب الرئيسي هو السباق الاقتصادي والاستثمارات الغربية في مجال الطاقة والوقود الأحفوري على حساب البيئة".
إهمال مقررات قمم المناخ
ويتابع المتحدث: "وهكذا تتراكم التداعيات الكارثية لإهمال مقررات قمم المناخ الدولية وعدم الالتزام بضوابطها ومقرراتها، فمثلا هدف تخفيض معدل ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 مئوية بحلول عام 2100 الذي حددته قمة باريس لم يعد متاحا، فتحقيق الانخفاض بمعدلات درجة الحرارة يأتي من خلال خفض استخدام الوقود الأحفوري والفحم بنسبة 55 بالمئة خلال الأعوام ما بين 2020-2025 بحسب قمة باريس، وصولا للتحول الكامل للطاقة النظيفة عام 2050 وفق مقررات قمة غلاسكو، وهذه جميعها خيارات باتت خارج نطاق التحقق، وما يحدث الآن مع الأسف هو زيادة الطلب بشكل غير مسبوق من قبل الدول الأوروبية مثلا، على الوقود الأحفوري والفحم وبنسب استهلاك ارتفعت إلى 14 بالمئة".
الطاقة النظيفة متوفرة ولكن
ويختم الخبير البيئي: "مصادر الطاقة النظيفة كالرياح والشمس وغيرها متوفرة وبقوة في كوكبنا، وتوظيفها ممكن بتكلفة زهيدة، لكنها بحاجة لسياسات استدامة فعلية وتسخير إمكانيات لا محدودة لإنجاح التحول الطاقي نحوها، فالوعي بظاهرة التغير المناخي ومسبباتها والتحذير اللفظي منها فقط لا يكفي، وعلى دول العالم التكاتف وتنفيذ مقررات قمم المناخ واتخاذ خطوات عملية تقلص من المدد الزمنية الموضوعة لعملية التحول الطاقي". سكاي نيوز عربية
مع قرب دخولها شهرها العاشر تزداد ضراوة تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية على العالم أمنيا وسياسيا واقتصاديا، لكن خبراء بيئيين يحذرون خصوصا من انعكاسات تلك الحرب الكارثية على أزمة التغير المناخي، والتي زادتها حدة وتفاقما، وهو ما عكسته كلمات العديد من قادة الدول المشاركين في قمة شرم الشيخ للمناخ "كوب 27".
أخطر هذه الانعكاسات وفق خبراء البيئة تتجسد في أزمة الطاقة العالمية، التي ولدتها حرب أوكرانيا وما نجم عن ذلك من إبطاء في وتيرة التحول نحو الطاقة النظيفة والعودة مجددا لاستخدام مصادر طاقة تقليدية مضرة بالبيئة، كما يحصل الآن في أوروبا مثلا من عودة العديد من بلدانها في ظل شح الغاز وارتفاع أسعاره الحاد، لتوليد الطاقة عن طريق الفحم.
الوقت ينفد
ويحذر الخبراء من أن الوقت ينفد أمام العالم، منوهين إلى ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال كلمته خلال قمة المناخ العالمية المنعقدة في شرم الشيخ، والذي شدد فيها على أن العالم أمام خياري التعاون والتضامن المناخي أو الهلاك والانتحار الجماعي.
ويقول الخبير البيئي والمناخي أيمن قدوري، في لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية": ”لكون روسيا هي المصدر الأول للغاز في العالم ولأوروبا بشكل خاص حيث تمد دولا كألمانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا بحوالي 40 بالمئة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، فإن الحرب بأوكرانيا واحتدام الصراع وتبادل العقوبات بين موسكو والعواصم الغربية، قاد الروس لتقليص إمدادات الغاز والنفط لبلدان الاتحاد الأوروبي، والتي دخلت إثر ذلك أزمة خانقة سيما والشتاء على الأبواب، وهو ما نجم عنه ارتداد القارة العجوز لعصر الفحم والحطب للتدفئة وانتاج الطاقة، وتراجع التوجه نحو الطاقات البديلة".
"الجشع" الاقتصادي
ويضيف: "ذلك أن تقنيات الطاقة النظيفة لم تصل بعد للمستوى الذي يؤهلها أن تحل محل الوقود الأحفوري، فضلا عن وصف الطاقة النظيفة بالطاقة المتقطعة، وهذا كله هو في الواقع نتيجة لإهمال الدول الصناعية التحول للطاقة النظيفة بذريعة ارتفاع كلفها وتقطع مصادرها مقارنة بالتقليدية، بيد أن السبب الرئيسي هو السباق الاقتصادي والاستثمارات الغربية في مجال الطاقة والوقود الأحفوري على حساب البيئة".
إهمال مقررات قمم المناخ
ويتابع المتحدث: "وهكذا تتراكم التداعيات الكارثية لإهمال مقررات قمم المناخ الدولية وعدم الالتزام بضوابطها ومقرراتها، فمثلا هدف تخفيض معدل ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 مئوية بحلول عام 2100 الذي حددته قمة باريس لم يعد متاحا، فتحقيق الانخفاض بمعدلات درجة الحرارة يأتي من خلال خفض استخدام الوقود الأحفوري والفحم بنسبة 55 بالمئة خلال الأعوام ما بين 2020-2025 بحسب قمة باريس، وصولا للتحول الكامل للطاقة النظيفة عام 2050 وفق مقررات قمة غلاسكو، وهذه جميعها خيارات باتت خارج نطاق التحقق، وما يحدث الآن مع الأسف هو زيادة الطلب بشكل غير مسبوق من قبل الدول الأوروبية مثلا، على الوقود الأحفوري والفحم وبنسب استهلاك ارتفعت إلى 14 بالمئة".
الطاقة النظيفة متوفرة ولكن
ويختم الخبير البيئي: "مصادر الطاقة النظيفة كالرياح والشمس وغيرها متوفرة وبقوة في كوكبنا، وتوظيفها ممكن بتكلفة زهيدة، لكنها بحاجة لسياسات استدامة فعلية وتسخير إمكانيات لا محدودة لإنجاح التحول الطاقي نحوها، فالوعي بظاهرة التغير المناخي ومسبباتها والتحذير اللفظي منها فقط لا يكفي، وعلى دول العالم التكاتف وتنفيذ مقررات قمم المناخ واتخاذ خطوات عملية تقلص من المدد الزمنية الموضوعة لعملية التحول الطاقي". سكاي نيوز عربية