وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة على أن ترسل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعثة إلى محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، الأكبر في أوروبا، معبراً عن خشيته من أن يؤدي القصف على المحطة إلى "كارثة واسعة النطاق".
تزامناً طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش روسيا الجمعة خلال زيارة إلى أوكرانيا بعدم قطع محطة زابوريجيا التي تسيطر عليها في جنوب البلاد، عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، في وقت تتبادل كييف وموسكو التهم بقصف الموقع.
وفي وقت سابق الجمعة، قالت الشركة المشغّلة للمحطات الأوكرانية "إينيرغواتوم" إنها تخشى مثل هذا السيناريو، مؤكدةً أن الجنود الروس يبحثون عن إمدادات لمولّدات تعمل بالديزل ستُستخدم بعد وقف تشغيل المفاعل وقد فرضوا قيودًا على وصول الموظفين إلى الموقع.
وقال غوتيريش خلال مؤتمر صحافي على هامش زيارة إلى ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود، إن "الكهرباء في زابوريجيا هي كهرباء أوكرانية بالطبع، ويجب احترام هذا المبدأ".
وحذر بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون على أن "القصف المنهجي لمنطقة محطة زابوريجيا للطاقة النووية يثير مخاطر وقوع كارثة واسعة النطاق يمكن أن تؤدي إلى تلوث إشعاعي في مناطق شاسعة".
وشدّد الرئيسان على "أهمية إرسال بعثة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة النووية في أسرع وقت، لتقييم الوضع على الأرض"، وفق ما أكد الكرملين لافتاً إلى أن "الجانب الروسي أكد استعداده لتقديم كل الدعم اللازم لمفتشي الوكالة".
ووافق الرئيس الروسي على أن تمر البعثة عبر أوكرانيا وليس عبر روسيا كما كان اشترط في السابق، وفق ما أعلن قصر الإليزيه.
ورحب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي في بيان مساء الجمعة "بالتصريحات الأخيرة التي تشير إلى أن أوكرانيا وروسيا تدعمان هدف الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتمثل بإرسال بعثة" إلى محطة زابوريجيا.
وأضاف البيان أن الوكالة "تجري مشاورات نشطة مع جميع الأطراف" لإرسال فريق "في أسرع وقت ممكن، سيقوده" غروسي "بنفسه".
وشدد غروسي على أن "في هذا الوضع المتقلب والهش جداً، من المهم عدم اتخاذ أي إجراء آخر يمكن أن يعرض سلامة وأمن واحدة من أكبر محطات الطاقة النووية في العالم للخطر".
ومساء اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن "استعادة الأمن بشكل كامل" في هذا الموقع "يمكن أن يبدأ بعد أن تبدأ البعثة عملها".
واعتبر غوتيريش الخميس خلال زيارة إلى مدينة لفيف في غرب أوكرانيا حيث التقى زيلينسكي والرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن "إلحاق أي ضرر بمحطة زابوريجيا سيكون بمثابة انتحار" داعيًا مرةً جديدة إلى جعل المحطة التي يحتلّها الجيش الروسي منطقة "منزوعة السلاح".
ودعا وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل الجمعة الروس إلى "الانسحاب" من الموقع و"إعادة السيطرة الكاملة على الفور إلى المالك الشرعي، أوكرانيا". وندد ماكرون من جهته بـ "الهجوم العنيف" على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فيفري.
وكالات