قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إنه كلما اقترب الحل في ليبيا “تعفن الوضع”، متسائلا إن كانت هناك رغبة في استقرار هذا البلد أم لا، أم هناك خلفيات أخرى.
وقال تبون، في مقابلة تلفزيونية بثتها وسائل إعلام محلية مساء الأحد: ” نحن مع الشرعية في ليبيا وسنبقى كذلك، لن نقبل بأي تغيير ماعدا ذلك الذي يصدر عن مجلس الأمن. الجزائر لم تتدخل في الشؤون الداخلية لليبيا ولم ترسل مرتزقة، وهي مع لم شمل الأشقاء الليبيين، ومع الحل الليبي-الليبي”.
وأضاف: ” نحن أيضا أقرب وأكبر جار لليبيا بغض النظر عن الشقيقة مصر. دائما كنا حاضرين في ليبيا، ونحن مع الانتخابات التي تعد الحل الشرعي الوحيد وشرحنا ذلك لمختلف الفاعلين، لا يوجد حل آخر مثلما يقال بالتراضي أو التوافق، هذا ليس حلا دائما لأنه معروف ان مواقف البشر تتغير”.
من جهة أخرى، دعا تبون، القادة السياسيين في مالي، بالرجوع للشرعية في أقرب وقت إما بإجراء الانتخابات أو مراجعة الدستور، منوها أن الفترة الانتقالية في هذا البلد تسيل لعاب دول أخرى التي تريد أن تفترسه، وأن المشكل السياسي عندما يطول يصعب حله.
واتهم تبون، بعض الأطراف لم يسميها بتغذية وافتعال الإرهاب في مالي، لأسباب استراتيجية، منوها أن ملفي الاعتداء على مواطنين وقتل دبلوماسيين جزائريين لم يطو بعد، وانه سيأتي اليوم الذي سيحاسب فيه من ارتكب هذه الاعتداءات.
واستطرد يقول: ” لدينا فكرة عن من قام بهذه الاعتداءات، مثلما لدينا شكوك تبدو أقرب إلى الحقيقة. هناك تحريات وعندما تنتهي حينها سنتعرف على الحقيقة كاملة”.
وجدد تبون، تمسك الجزائر بالوحدة الترابية ووحدة الشعب المالي، واستعدادها لتنظيم لقاءات “بين الأشقاء الماليين سواء في الجزائر أو مالي”، مؤكدا ان عدم تطبيق اتفاق الجزائر سبب المشاكل التي تعصف بهذا البلد.
كما نبّه إلى دور بعض الأطراف التي تشوش على دور الجزائر، لافتا إلى أن إدماج الشمال والجنوب سيجعل الأمور تتحسن تدريجيا في هذا البلد.
كشف الرئيس الجزائري عن اجتماع لمنظمة التحرير الفلسطينية تشارك فيه كل الفصائل في الجزائر قبل القمة العربية المقررة مطلع نوفمبر المقبل.
وقال تبون: ” نحن مع فلسطين، ومع منظمة التحرير الفلسطينية ممثل وحيد للشعب الفلسطيني. كل الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس، لديها ثقة كبيرة في الجزائر لأنها ذات مصداقية وليس لديها أية مصلحة”.
ولفت تبون إلى أن بلاده بدأت بجمع مختلف القيادات الفلسطينية خدمة للمصلحة الفلسطينية، مؤكداً أن هذه اللقاءات ستتواصل حتى تعود المياه لمجاريها.
يشار إلى مصر ترعى ملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس لإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ منتصف عام 2007 على إثر سيطرة حماس على قطاع غزة.
وعلى مدار 14 عاما حاولت القاهرة دون جدوى تحقيق المصالحة بين حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس و وحركة حماس التي تعارض أي مفاوضات مع إسرائيل. وترتب على هذا الانقسام عدم تنظيم انتخابات فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية منذ 15 عاما.
وكشف تبون إن بلاده مهتمة بالانضمام إلى مجموعة بريكس.
وأجاب تبون ردا على سؤال خلال مقابلة تلفزيونية حول إمكانية انضمام بلاده إلى المجموعة “ممكن”، مضيفا أن شروط الانضمام إلى مجموعة بريكس تتوفر إلى حد كبير في الجزائر.
تقود الصين وروسيا مجموعة بريكس التي تضم أيضا البرازيل والهند وجنوب إفريقيا.
(وكالات)