ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يدعي ناشروه أنه يظهر تورط إسرائيل بافتعال الحرائق المندلعة في تونس والمغرب. إلا أن الفيديو يصور في الحقيقة عملية قام بها رجال إطفاء تعتمد على افتعال حريق بهدف وقف انتشار حرائق الغابات.
ويصور الفيديو ألسنة نيران تطلق مما يبدو أنه مروحية في الجو فوق إحدى الغابات. وعلق ناشرو الفيديو بالقول "الإعلام الأوروبي يقول إن الحرائق التي تحدث في المغرب وتونس تقف خلفها إسرائيل باستخدام طائرة من دون طيار حديثة الصنع تقوم بإشعال الحرائق" مستبعدين في ذلك أي تأثير "لارتفاع درجات الحرارة".
ويأتي انتشار هذا الفيديو في وقت شهد فيه المغرب وتونس حرائق تجتاح مناطق حرجية واسعة نجحت أجهزة الإطفاء في السيطرة عليها ويعود السبب في تأججها إلى الرياح ودرجات حرارة مرتفعة جدا تقترب من 40 درجة.
حاجز لوقف الحرائق المندلعة
لكن الادعاء بأن ما يبدو في الفيديو هو توثيق لافتعال حرائق في تونس والمغرب ليس صحيحا، وأظهر التفتيش عن الفيديو بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة أنه منشور في مدونة على الإنترنت بتاريخ 22 أوت 2020 ضمن مقال يتحدث عن إطلاق رجال إطفاء كرات نار لوقف اتساع رقعة الحرائق.
ويشرح المقال الآلية بالقول إن "رجال الإطفاء لا يضرمون النيران عشوائيا في الأشجار بل يختارون خطا محددا من الأشجار لإحراقها آخذين بعين الاعتبار عوامل كاتجاه الرياح ومدى قرب الأشجار من الحريق الأوسع انتشارا الذي يحاولون إخماده".
ويفصل المقال أن الهدف من إحراق خط أشجار يكمن في" تأمين حاجز أمام الحريق المندلع أصلا" أو مساحة خالية من الأشجار تقف النيران عند حدودها فتمنعها من استكمال مسارها.
الفيديو الأصلي
ويرشد التعمق في البحث باستخدام كلمات مفتاحية إلى الفيديو الأصلي منشورا بتاريخ 21 أوت 2020 في حساب بعنوان Fireman323 على "فيسبوك" و"إنستغرام".
وكتب في التعليق المرافق للفيديو أنه يصور تكتيكا معتمدا في إخماد حرائق الغابات مع شكر موجه لشخص اسمه "جاشوا باييت".
إثر ذلك تواصل فريق تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس مع الرجل عبر حسابه على إنستغرام، فقال إنه رجل إطفاء مدرّب وهو من صور الفيديو. إلا أنه لم يكشف مكان التقاطه.
وقال باييت "ما يمكنني قوله هو أنني من التقط الفيديو" مضيفاً أن "محاربة النيران بالنيران هي تقنيّة يستخدمها كثيرون من رجال الإطفاء وأنه ليس للهيئات القيمة على مكافحة النيران الحق بكشف مكان الحرائق التي أطفأتها".
وكالات