حطت يوم الثلاثاء الماضي طائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الإيرانية طهران في زيارة رسمية تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الغربية الروسية توترا كبيرا نتيجة لإستمرار الحرب في أوكرانيا وإمكانية قطع إمدادات الغاز على عدد من الدول الأوروبية.
روسيا وحلفائها الجدد
و لهذه الزيارة مجموعة من الرسائل التي أراد ساكن الكرملين بعثها للدول الغربية، و لعل أبرزها أن روسيا ليست وحدها و أن لها حلافاء يمكنها الإعتماد عليهم و على رأسهم إيران و التي منذ إندلاع الحرب في سوريا ظلت الداعم الرئيسي لنظام الأسد و هو ما مكنها من التقارب مع روسيا التي بدورها و منذ سنة 1970 تلعب دورا محوريا هناك.
من جهة أخرى شهدت العلاقات بين روسيا و تركيا تقارب كبير و هو ما عبر عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال لقاءه بفلاديمير بوتين و يعود هذا التقارب بالأساس إلى الخلافات التي تجمع الرئيس التركي بالقادة الأوروبيين و التي تدهورت بداية من صائفة 2015 تزامنا مع تدفق المهاجرين السوريين نحو دول أوروبا و بإيعاز من القيادة التركية.
الحصيلة الأولية للحرب الروسية الأوكرانية
و رغم الخسائر الكبيرة التي سجلها الجيش الروسي منذ إجتياح أوكرانيا في 24 فيفري الماضي إلا أن الرئيس الروسي يجد نفسه اليوم في موضع القوة نظرا للعبه على ورقتي الغذاء و الطاقة.
إرتفعت أسعار القمح في الآونة الأخيرة بنسبة تقارب 90% و ذلك بسبب تداعايات الحرب في أوكرانيا التي تسببت في توقف الإمدادات عبر البحر الأسود و شروع عدة دول في تخزين كميات إضافية من القمح إستعدادا للشتاء القادم و هو ما زاد من شح هذه المادة في الأسواق العالمية، الأمر الذي دفع بمنظمة الأغذية و الزراعة التابعة للأمم المتحدة للحديث عن وجود تهديد جدي للأمن الغذائي في العالم و خاصة بالتزامن مع أزمة شح المياه التي نعيشها اليوم.
بشأن الطاقة تصدر روسيا إلى أوروبا نحو 200 مليار متر مكعب من الغاز و ذلك عبر خطي "نورد ستريم 1" و "نورد ستريم 2"، إلا أن الرئيس الروسي بوتين أعلن في عدة مناسبات عن نيته قطع إمدادات الغاز نحو أوروبا و هي ورقة ضغط أجبرت القادة الأوروبيين على رأسهم الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" و المستشار الألماني "أولاف شولتز" على الشروع في تخزين كميات إضافية من الغاز و تطبيق سياسات التقشف في الطاقة وصفها البعض بالصارمة خاصة من الجانب الألماني، بالإضافة إلى البحث عن مزودين جدد كالجزائر و قطر.
إنتصار نسبي
من جهة أخرى يرى البعض أن الإنتصار الروسي في هذه الحرب هو إنتصار نسبي و ذلك بسبب سلسلة العقوبات الإقتصادية الموجهة لروسيا و لعل تراجع قيمة الروبل أمام الدولار الأمريكي و اليورو خير دليل على ذلك إضافة إلى تدني مستوى المعيشة هناك بشكل ملحوظ خاصة خلال الشهرين الماضيين.
إلياس الوسلاتي (متربص)
حطت يوم الثلاثاء الماضي طائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الإيرانية طهران في زيارة رسمية تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الغربية الروسية توترا كبيرا نتيجة لإستمرار الحرب في أوكرانيا وإمكانية قطع إمدادات الغاز على عدد من الدول الأوروبية.
روسيا وحلفائها الجدد
و لهذه الزيارة مجموعة من الرسائل التي أراد ساكن الكرملين بعثها للدول الغربية، و لعل أبرزها أن روسيا ليست وحدها و أن لها حلافاء يمكنها الإعتماد عليهم و على رأسهم إيران و التي منذ إندلاع الحرب في سوريا ظلت الداعم الرئيسي لنظام الأسد و هو ما مكنها من التقارب مع روسيا التي بدورها و منذ سنة 1970 تلعب دورا محوريا هناك.
من جهة أخرى شهدت العلاقات بين روسيا و تركيا تقارب كبير و هو ما عبر عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال لقاءه بفلاديمير بوتين و يعود هذا التقارب بالأساس إلى الخلافات التي تجمع الرئيس التركي بالقادة الأوروبيين و التي تدهورت بداية من صائفة 2015 تزامنا مع تدفق المهاجرين السوريين نحو دول أوروبا و بإيعاز من القيادة التركية.
الحصيلة الأولية للحرب الروسية الأوكرانية
و رغم الخسائر الكبيرة التي سجلها الجيش الروسي منذ إجتياح أوكرانيا في 24 فيفري الماضي إلا أن الرئيس الروسي يجد نفسه اليوم في موضع القوة نظرا للعبه على ورقتي الغذاء و الطاقة.
إرتفعت أسعار القمح في الآونة الأخيرة بنسبة تقارب 90% و ذلك بسبب تداعايات الحرب في أوكرانيا التي تسببت في توقف الإمدادات عبر البحر الأسود و شروع عدة دول في تخزين كميات إضافية من القمح إستعدادا للشتاء القادم و هو ما زاد من شح هذه المادة في الأسواق العالمية، الأمر الذي دفع بمنظمة الأغذية و الزراعة التابعة للأمم المتحدة للحديث عن وجود تهديد جدي للأمن الغذائي في العالم و خاصة بالتزامن مع أزمة شح المياه التي نعيشها اليوم.
بشأن الطاقة تصدر روسيا إلى أوروبا نحو 200 مليار متر مكعب من الغاز و ذلك عبر خطي "نورد ستريم 1" و "نورد ستريم 2"، إلا أن الرئيس الروسي بوتين أعلن في عدة مناسبات عن نيته قطع إمدادات الغاز نحو أوروبا و هي ورقة ضغط أجبرت القادة الأوروبيين على رأسهم الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" و المستشار الألماني "أولاف شولتز" على الشروع في تخزين كميات إضافية من الغاز و تطبيق سياسات التقشف في الطاقة وصفها البعض بالصارمة خاصة من الجانب الألماني، بالإضافة إلى البحث عن مزودين جدد كالجزائر و قطر.
إنتصار نسبي
من جهة أخرى يرى البعض أن الإنتصار الروسي في هذه الحرب هو إنتصار نسبي و ذلك بسبب سلسلة العقوبات الإقتصادية الموجهة لروسيا و لعل تراجع قيمة الروبل أمام الدولار الأمريكي و اليورو خير دليل على ذلك إضافة إلى تدني مستوى المعيشة هناك بشكل ملحوظ خاصة خلال الشهرين الماضيين.