يكثّف الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس، غداة وصوله إلى إسرائيل حيث لقي ترحيباً حارّاً، محادثاته مع القادة الإسرائيليين ويبحث وإيّاهم الملفات الساخنة ويوقّع على "إعلان القدس" الذي يرسّخ التعاون بين الولايات المتحدة والدولة العبرية.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير طلب عدم الكشف عن هويته إنّ "إعلان القدس بشأن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل" سيكون "شهادة حيّة على الطبيعة الفريدة وصحة ومدى وعمق وحميمية" هذه العلاقة الثنائية.
وأضاف أنّ الوثيقة التي لم يطلق عليها الأميركيون حتى الآن اسم "إعلان القدس"، ستعبّر عن "موقف واضح وموحّد ضدّ إيران وبرنامجها النووي وعدوانها في سائر أنحاء المنطقة".
ويبقى الطريق الواجب اتّباعه في مقاربة الملف النووي الإيراني مصدر تباين بين الولايات المتحدة التي ترغب في تجربة المسار الدبلوماسي من خلال إحياء الاتفاق النووي المبرم العام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة)، وإسرائيل التي تدعو لانتهاج الخط المتشدّد.
ولا تخشى إسرائيل فقط من حصول عدوّتها إيران على القنبلة النووية، السلاح الذي تنفي طهران أن تكون تسعى إليه، بل إنّ الدولة العبرية تخشى أيضاً من أن يؤدّي رفع العقوبات إلى تعبئة خزائن الجمهورية الإسلامية بالمال وبالتالي تمكين الإيرانيين من زيادة دعمهم لحلفائهم في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية.
ومنتصف نهار الخميس، يلتقي بايدن رئيس حكومة تصريف الأعمال الجديد يائير لبيد الذي أعلن العام الماضي، عندما كان وزيراً للخارجية، أنّه يريد إعادة بناء الجسور بين إسرائيل والحزب الديموقراطي الأميركي بعد سنوات دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو في السلطة.
ويشارك بايدن في قمّة للمجموعة الرباعية المسمّاة I2U2 (الأحرف الأول من أسماء الدول الأربع بالإنكليزية) والتي تضمّ إلى الولايات المتّحدة كلاّ من إسرائيل والهند، أحد أبرز حلفاء الدولة العبرية، والإمارات العربية المتحدةالتي طبّعت أخيراً علاقاتها مع إسرائيل.
كما يلتقي بايدن نظيره الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الذي سيقلّده "ميدالية شرف" لدعمه إسرائيل، ثمّ يتوجّه لتشجيع الرياضيين الأمريكيين المشاركين في ألعاب المكابية، وهي لقاءات رياضية يهودية تُنظّم كلّ أربع سنوات في إسرائيل.
وأخيراً، كما هو معتاد بالنسبة لرئيس أمريكي وبينما تخوض إسرائيل حملة لانتخابات تشريعية مبكرة مقرّرة في الأول من نوفمبر، سيختتم الرئيس الديموقراطي اجتماعاته في إسرائيل بلقاء مع المعارضة الممثّلة في هذه الحالة برئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتانياهو الذي غالباً ما اتّسمت علاقته مع بايدن بالفتور.
وهذه الزيارة - العاشرة لبايدن إلى إسرائيل ولكن الأولى له بصفته رئيساً - تهدف كذلك إلى إعادة التذكير بنفوذ واشنطن في المنطقة، الأمر الذي لم يكن حتى وقت قريب أولوية بالنسبة للإدارة الديموقراطية التي تركّز بشكل خاص على الصين وروسيا.
أ ف ب