تصعّد القوات الروسية والحليفة لها في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، من وتيرة هجومها اتساقا مع إعلان موسكو في أواخر مارس الماضي، عزمها التركيز على إنجاز مهمة "تحرير" دونباس وجعلها بمثابة الهدف الأول لعملياتها العسكرية في أوكرانيا.
وجاء إعلان وزارة الدفاع الروسية عن أن:"قوات دونيتسك الشعبية، حررت بإسناد من القوات الروسية، مدينة كراسني ليمان بدونيتسك بالكامل من المسلحين"، لتدفع خبراء ومراقبين عسكريين للحديث عن أن إحكام السيطرة الكاملة على دونباس بعد الاستيلاء على هذه المدينة الاستراتيجية، بات أقرب من أي وقت.
وعن أهمية ليمان في الحسابات والخطط الروسية، وما إذا كانت السيطرة عليها ستشكل بداية للسيطرة على دونباس ككل، قال مهند العزاوي الخبير العسكري والاستراتيجي لموقع "سكاي نيوز عربية": "سيطرة الجيش الروسي على بلدة ليمان الاستراتيجية في شرق أوكرانيا تكاد ترقى لتكون نقطة تحول في الصراع على الأرض، والتي تعتبر معبرا إلى مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك الرئيسيتين، وهذه السيطرة ستقود إلى دخول المرحلة النهائية لتحقيق السيطرة الكاملة على إقليم دونباس".
وأضاف الخبير العسكري: "يطبق الجيش الروسي على سيفرودونستك ويحاصرها بالكامل، مما يضع الجيش الأوكراني في موقف حرج وصعب جدا، إذا ما انسحب نحو العمق وترك الإقليم بيد قوات دونباس في جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك المتحالفة مع روسيا، وهذا يعزز موقف روسيا في الانتقال للمرحلة الثالثة عبر التقدم صوب أوديسا الجنوبية، في حال فشلت مساعي التهدئة التي يبذلها كل من الرئيس الفرنسي ماكرون والمستشار الألماني شولتز".
وأوضح العزاوي أن "هذا النجاح الميداني هو لا شك تطور نوعي في سياق الحرب، ومن شأنه رفع معنويات الجيش الروسي، رغم كل الدعم العسكري الأميركي والغربي لأوكرانيا، وربما يدفع بالولايات المتحدة في المقابل إلى تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى وهذا ما حذرت منه موسكو بشدة".
وتمهد السيطرة على ليمان الطريق باتجاه سلوفيانسك ثم كراماتورسك، مع إحراز تقدم في محاولة تطويق سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، وهما مدينتان أوكرانيتان مهمتان تقعان في أقصى الشرق.
ومن شأن السيطرة على ليمان تسهيل سيطرة القوات الروسية على كامل إقليم دونباس، ما سيمكن موسكو تاليا من ربط المناطق التي تسيطر عليها شرقا بشبه جزيرة القرم جنوبا، والتي بسطت موسكو سيطرتها عليها في العام 2014، وتدشين ممر بري بينها وبين دونباس .
سكاي نيوز عربية